اكد خبير اقتصادي كوردي، ان شركة اكسون موبيل الامريكية العملاقة في مجال النفط والغاز، تحدت تحذيرات حكومة المالكي للشركات التي تريد التعاقد مع حكومة اقليم كوردستان، بعد ان علمت ان الاخير عرضت ستة مواقع للتنقيب والاستكشاف.
وقال الخبير الكوردي هاوري منصور بك في مادة تحليلية اطلعت عليها، "شفق نيوز" ان المالكي اخطأ بتحديه للشركة الامريكية العملاقة التي اطاحت برؤوس قادة وزعماء دول واقاليم ومناطق كثيرة بالعالم، مؤكدا ان حقل قرة هنجير* فيه من الاحتياطي النفطي ما يعادل حقول كركوك التي كانت تستغلها الحكومة العراقية.
واضاف ان مجموع ما تمتلكه اكسون موبيل من الاحتياطي النفطي في الحقول التي تديرها في كل 200 من دول واقاليم ومناطق العالم لا يتجاوز 24.9 مليار برميل حتى عام 2011، في حين ان قرة هنجير لوحدها تضم 25 مليار برميل من الاحتياطي النفطي وانها بالفوز بعقد العمل فيها ضاعفت احتياطيها لتصبح نحو 50 مليار برميل.
وتابع ان المالكي كان قصير النظر بتهديده للشركة من خلال مقال قال فيه "اذا دخلت اكسون موبيل الى قرة هنجير التي تعد من المناطق المتنازع عليها ولم يتم حسم امرها مع حكومة اقليم كوردستان فان الجيش العراقي سيواجهها فيها".
واكد ان اكسون موبيل تشبه الى حد ما دولة تصدر يوميا نحو اربعة ملايين من النفط الخام وهي تحتاج دوما الى البحث عن حقول جديدة لمتابعة عملها لانها ان لم تفعل ذلك فان احتياطياتها من النفط ستصبح صفرا خلال 20 سنة المقبلة، وهي تملك جيشها من الموظفين والعمال قوامه 80 الف كادر لن تعرض مستقبلهم للخطر.
واشار الى ان مسؤولا هنديا طالب بوش ان يضغط على اكسون موبيل لجعلها تقبل بالشركات الهندية مشاركتها في الاستكشاف والانتاج النفطي والغازي في السواحل الروسية، فكان رد بوش "ليس هنالك شخص يملك السلطة ليقول لاكسون موبيل ماذا عليها ان تفعل".
وربط المحلل امر تدخل الرئيس الامريكي اوباما لحماية اربيل عبر القوات الجوية حسب احد الكتاب الامريكيين بحماية "دولة على ارض الواقع متخومة بالنفط"، مشيرا الى ان اوباما قال في خطابه التاريخي بشان التدخل الجوي لحماية اربيل ان "الاقليم يدار بالطريقة التي نريدها".
وعلق المحلل في ذيل مقالته بالقول ان اكسون موبيل صديق حميم جدا للجمهوريين على عكس الديمقراطيين الذين هم اصدقاء مقربون للبيئة وينظرون دوما بعين الريبة الى توسع حاجات الشركات النفطية ونشاطاتها.
وتوقع الكاتب ما اسماه زلزالا مدويا من اكسون موبيل في اللحظة التي يمسك فيها الجمهوريون بزمام السلطة في البيت الابيض، ففي حينها سيرى العالم كيف ان اعداء الشركة في بغداد سيصابون بالندم والفضيحة.
واختتم الكاتب بالقول ان الجمهوريين شكلوا جبهة للضغط على اوباما لتقوم امريكا بضربة شديدة وحاسمة ضد الارهابيين لحماية اربيل الحليفة من دون الاكتراث ببغداد ويقولون ان على امريكا ان تسلح اقليم كوردستان والپيشمرگة، مشيرا الى انه علم منذ اليوم الذي جاءت اربيل باكسون موبيل الى كوردستان ان ميزان القوى بين اربيل وبغداد سيتغير، وان تهديد المالكي للشركة بهجوم من قوات الجيش العراقي في قرة هنجير جعل من شمسه تمضي نحو الافول.
*الگاردينيا:قره هنجير(التين الأسود بالتركية) ناحية تقع بين كركوك وقضاء چمچمال وتابع اداريا الى كركوك.
596 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع