أفلام عراقية من زمن الماضي الجميل
بغداد/ غضنفر لعيبي:على الرغم من أن دور العرض تختلف عن مثيلاتها في باقي دول العالم، أو حتى تلك التي كانت تنتشر وسط بغداد خلال سبعينيات القرن الماضي، الا أن الإقبال على صالات العرض السينمائي الصغيرة في مراكز التسوق (المولات) بدا جيدا مقارنة بالأوضاع التي تشهدها العاصمة.
وفي حين قال عراقيون ان قنوات التلفزيون ومواقع الإنترنت واليوتيوب عوضت عن ارتياد الشباب صالات السينما، أكد آخرون ان مشاهدة الأفلام داخل دور العرض السينمائي يحمل نكهة خاصة وإحساس جميل لن توفره مواقع الإنترنت وقنوات الأفلام، داعين في الوقت ذاته الحكومة العراقية ووزارة الثقافة الى الاهتمام بجميع أنواع الفنون وتحديدا فن السينما.
ويقول خالد خضير، وهو احد رواد دور العرض السينمائي في بغداد، ان "صالات العرض التي نرتادها في مراكز التسوق (المولات) تلبي حاجة المشاهد العراقي الى حد ما لأن الأفلام التي يتم عرضها حديثة وذات نوعية جيدة وتحمل (كوالتي) ودقة عالية"، مبينا ان "الإقبال كبير جدا على تلك الصالات على الرغم من صغر حجم الصالات وقلة عددها في بغداد".
وأضاف خضير، ويعمل في مجال التصميم، ان "الأفلام التي تعرض حاليا مناسبة للعائلة العراقية ولجميع الشرائح الأخرى، وتفرض عليها رقابة عالية بالإضافة الى أن أسعار التذاكر لا بأس بها مقارنة بالخدمات التي تقدم في تلك الصالات من تبريد ونظافة المكان وأفلام على اعلى المستويات تعرض بنفس الوقت بهوليود وبغداد"، مشيرا الى انه "لا يمكن المقارنة بين دور العرض السينمائي التي كانت تنتشر في بغداد خلال سبعينيات القرن الماضي والتي عانت من الإهمال في الآونة الأخيرة وأصبحت أماكن مشبوهة يرتادها الشواذ والمتسكعون، الأمر الذي أدى الى امتناع الشباب والعائلة العراقية من ارتيادها".
ولفت خضير الى ان "بعض الشباب لا يعرفون أصلا بوجود دور عرض سينما في بغداد وتحديدا الشباب من عمر 25 فما دون، وانهم لم يشعروا بأجواء السينما والإحساس بهذا الشعور الرائع وأنت تشاهد الفلم داخل صالة السينما وهو شعور يفتقده معظم الشباب في الوقت الحاضر"، معتبرا ان "اهتمام الشباب بالأمور التافهة والبعيدة عن الذوق والإحساس بالجمال والفن ابعدهم عن ارتياد الأماكن الثقافية ودور السينما".
واستطلعت "المدى" آراء بعض الشباب من مواليد التسعينيات، قالوا انهم لم يدخلوا صالات العرض السينمائي طوال حياتهم، ولم يعرفوا طبيعة الأجواء داخل صالات العرض، عازين امتناعهم عن دخول السينما الى مشاهدتهم الأفلام داخل بيوتهم، او عدم وجود دور عرض قريبة من منازلهم.
الشاب أحمد ثامر (22 سنة) قال لـ "المدى" انه لم يدخل صالة عرض سينمائي طوال حياته بسبب "وجود الإنترنت والأقراص الليزرية والعدد الكبير من قنوات الأفلام في التلفزيون"، مبينا ان "اليوتيوب ومواقع الإنترنت تعوض عن تحمل أعباء الذهاب الى صالات السينما، وهي قليلة جدا في بغداد".
الشابة نور قاسم وهي طالبة جامعية قالت انها من مرتادي احدى السينمات في مراكز التسوق في بغداد ان "الأفلام التي تعرضها دور العرض في الوقت الحاضر مميزة وحديثة وتنافس ما يعرض في دول العالم"، مبينة ان "صالات العرض الحالية ورغم صغر حجمها تتيح للعراقيين مشاهدة أفلام رصينة مثل تلك التي حازت على جوائز مثل الأوسكار وغيرها". وأضافت قاسم وهي طالبة في كلية الفنون الجميلة ان "الحكومة العراقية ووزارة الثقافة ليس لهما اي دور في دعم قطاع السينما العراقية التي تعد وفق المقاييس العالمية متوقفة رغم ان العراق له تجربة متميزة وباع طويل في هذا النوع من الفنون"، مبينة ان "العراق يمتلك مواهب فنية كبيرة في مجال السينما الا انهم لا يتلقون الدعم الكافي لإنجاز أعمالهم".
ودعت الشابة وزارة الثقافة والحكومة العراقية الى "الاهتمام بالفنون بصورة عامة والسينما بصورة خاصة، بسبب وجود أعداد كبيرة من العراقيين يهتمون بهذا الفن الكبير"، مطالبة بـ "إقامة أماكن ترفيهية وثقافية كي يقضي الشباب أوقات فراغهم في أشياء مفيدة".
يذكر ان دور السينما في العراق كانت حتى أواخر السبعينات من القرن الماضي معلماً مهما من معالم بغداد الثقافية وكانت اغلب دور العرض رصينة وتهتم بعرض الأفلام العربية والعالمية الجيدة وبدأ العد التنازلي لتلك الدور خلال فترة الثمانينات .
وكان أول عرض لفيلم سينمائي بالعراق في 26 تموز1909، وفي العام 1920 أنشأ تاجر سينما سنترال في منطقة حافظ القاضي في شارع الرشيد وأستبدل اسمها فيما بعد إلى سينما الرافدين.
وفي الأربعينات أصبح الباب الشرقي مجمعاً لدور السينما فأقيمت سينما تاج الصيفي وديانا الشتوي وسينما النجوم، ثم أقيمت سينما مترو (شتوي وصيفي) في محلة الفضل وسينما الفردوس والشرق ثم سينما هوليوود في ساحة الطيران، وفي أوائل الخمسينات بنيت سينما الخيام وكانت هذه الدار الأحدث والأكثر تطوراً ليس في العراق فحسب بل في الشرق الأوسط.
1201 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع