بيان بصدد تشكيل حكومة حيدر العبادي
تم التصويت بالثقة على حكومة حيدر العبادي يوم أمس ، على الرغم من ان تشكيلة الحكومة وبرنامجها الحكومي لا توحي بان التغيير قادم .
لقد كان التخلص من مستبد فاسد وترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة بمثابة خطوة ضرورية في الاتجاه الصحيح، الا ان ذلك لا يكفي والمطلوب البناء عليها بخطوات بناءة لاحقة.
الحكومة الجديدة بناءا على معطيات موضوعية ليست مرشحة للتغيير ، لا شكلا ولا موضوعا ، حيث سعى رئيس الوزراء المكلف بإرضاء النخبة المستفيدة من اوضاع مختلة ، لهذا فرطت التشكيلة الوزارية بمبدأ ترشيد الإنفاق من خلال التوسع بالمواقع الوزارية والرئاسية دون سبب وجيه ....وهذه إحدى مظاهر الفساد التى وعد المكلف بالقضاء عليها !!! كما انه استنسخ نهج سلفه سيئ الصيت في احكام القبضة على الملف الأمني والاستئثار بأشغال المناصب الامنية الحساسة واقصد الداخلية والدفاع كتعبير عن النهج الاستبدادي الذي جر الكوارث على العراق .
اما موضوعيا فقد جاء البيان الوزاري خاليا من اية إشارات قاطعة ، صريحة وواضحة لكيفية التصدي ومعالجة اخطر التحديات التي تواجه رئيس الوزراء الجديد واقصد بها :
ثورة المظلومين والمضطهدين من العرب السنة
الفساد المالي والفشل الاداري
النفوذ الايراني غير المسبوق
الانحراف المنهجي من بناء الدولة المدنية نحو بناء ديمقراطية مشوهة
تفشي ظاهرة العنف والارهاب
لقد كرر العبادي خطاب سلفه بالتعويل على الحل الأمني العسكري لمعالجة قضية معقدة ذات أبعاد دينية وثقافية واجتماعية فضلا ان تكون سياسية او أمنية ، وهكذا يكون العبادي قد قرر المضي على خطى سلفه وقد حكم على نفسه بالفشل .
من جانب اخر لا شك أن التحديات التي يواجهها رئيس الوزراء الجديد كبيرة وتستدعي تظافر جهود الجميع ، وأمامه فرصة ذهبية للنجاح اذا ما قرر الانسلاخ من سياسة سلفه والتحرر من الضغوط الخارجية والتحرك بجدية وشجاعة واستقلالية في اطار مشروع وطني جامع.
اما الكيانات السياسية ومن بينها الكيانات المحسوبة على العرب السنة فإنها اخطأت في المشاركة دون أية ضمانات بالتغيير وهذا يعتبر إخلال بالتزاماتها ونكول بما تعهدت به لجماهيرها وهي في هذا الموقف مخطئة وتتحمل كامل المسؤولية .
حفظ الله العراق وأهله من كل سوء
حركة تجديد
14 ذو القعدة 1435 هـ
9 أيلول 2014 م
868 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع