ستبث محطة تلفزيون «إيه بي سي» الأميركية، قريباً، الأشرطة التي قام بتسجيلها المؤرخ الأميركي أرثر شليزنجر لنص المقابلة التي أجراها مع جاكلين كيندي، زوجة الرئيس الأميركي الأسبق جون كيندي، بعد أشهر قليلة من حادث اغتيال زوجها في مدينة دالاس بولاية تكساس الأميركية، في22 نوفمبر 1963.
والتي كانت قد طلبت عدم الإفراج عنها إلا بعد 50 عاماً من وفاتها، وذلك في إطار صفقة عقدتها ابنتها كارولين مع المحطة، يجري بموجبها، في المقابل، إلغاء هذه الأخيرة المسلسل التلفزيوني الدرامي حول عائلة كيندي، الذي بات مصدر إحراج للعائلة.
وتكشف هذه التسجيلات النادرة عن اعتقاد سيدة أميركا الأولى السابقة بأن الرئيس الأميركي ليندون جونسون إلى جانب مجموعة من أثرياء تكساس كانوا متورطين في تدبير اغتيال زوجها على يد المسلح لي هارفي أوزوالد، وان عملية القتل في دالاس كانت جزءا من مؤامرة أوسع نطاقا للسماح لجونسون بأن يصبح رئيسا للبلاد.
وكانت كتب وأفلام عديدة تناولت النظريات المحتملة وراء حيثيات اغتيال الرئيس الأميركي الأسبق جون كيندي، على مدى 50 عاما، غير أن الاتهامات التي جاءت هذه المرة على لسان زوجته التي شهدت اغتياله، كان لها وقع الصاعقة بحسب صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية، في تقرير نشرته أخيرا، وهو ما أكده المديرون التنفيذيون في محطة «إيه بي سي».
فجونسون الذي خدم عضوا في الكونغرس أنهى ولاية كيندي عقب حادث الاغتيال، ثم انتخب رئيسا بعد ذلك.
والتلميح إلى ضلوع جونسون في اغتيال كيندي ليس جديدا. فالمخرج السينمائي أوليفر ستون كان قد وضع هذه النظرية فى فيلمه «جى إف كى» عام 1991.
وجاكي نفسها بعد وفاة زوجها رفضت خلع ثيابها الملطخة بالدماء، وبقيت في تلك الثياب أثناء صعودها على متن الطائرة الرئاسية، ووقفت إلى جانب جونسون أثناء تأديته القسم كرئيس للبلاد، وقالت لزوجته بيرد جونسون : «أريد منهم رؤية ما فعلوه مع جاك».
ولا يزال غالبية الأميركيين غير مقتنعين بنتائج التحقيق الرسمية فى اغتيال الرئيس جون كيندى حتى الآن. فقد أدين لي هارفي أوزوالد بارتكاب الجريمة، قبل أن يقتل على يد شخص آخر يدعى جاك روبي، توفي أيضا فيما بعد على نحو اعتبره البعض مريبا، وذلك قبل إعادة محاكمته في قضية قتل أوزوالد.
ولجنة «وارن» التي تولت التحقيق في مقتل كيندي توصلت إلى أن أوزوالد نفذ عملية الاغتيال منفرداً، وهذا ما لم يرض الرأي العام الأميركي، حيث كشف آخر استطلاع أجرته مؤسسة «جالوب» عن أن 61% من الأميركيين يعتقدون أن هناك متورطا آخر مع أوزوالد.
الصفقة المعقودة
وبث الأشرطة الآن سيعيد القضية إلى واجهة الأحداث. وهذه الأشرطة كانت محفوظة في قبو مغلق داخل مكتبة كيندي في بوسطن، بعد أوامر جاكي بأن تبقى سرية لمدة 50 عاما بعد وفاتها. لكن ابنتها كارولين رأت الإفراج عنها أبكر من ذلك، في اتفاق مع محطة تلفزيون «إيه بي سي»، في مقابل إلغاء المسلسل التلفزيوني الدرامي الخاص بعائلة كيندي، والذي يثير إزعاج كارولين والعائلة ككل.
والمسلسل الذي تقوم ببطولته كيت هولمز زوجة توم كروز، التي تمثل دور جاكي كيندي، وتقدر تكلفته بـ 10 ملايين دولار، تبدأ أحداثه منذ ثلاثينات القرن الماضي، ويرسم بشكل نقدي التجارب والمحن السياسية والشخصية للعائلة.
ويقال إن الأشرطة تتضمن أمورا شخصية أيضا حول علاقة الزوجين، حيث يعتقد بوجود تلميحات إلى أن الرئيس جون كيندي كان على علاقة مع إحدى المتدربات في البيت الأبيض، لها من العمر 19 عاما، ويقال إن جاكي وجدت ثيابا داخلية نسائية في غرفة نومها.
كما تقر جاكي كيندي بعلاقتين حميميتين لها، إحداهما مع نجم هوليوود وليم هولدن، والأخرى مع مؤسس شركة فيات، جياني أغنلي. وهناك تلميحات إلى أن الزوجين ناقشا انجاب المزيد من الأطفال في الأسابيع التي سبقت وفاة كيندي.
وباعتقاد مؤرخ العائلة المعروف إدوارد كلين أن: «جاكي اعتبرت الأشياء الصغيرة في البيت الأبيض علاقات مؤقتة سطحية لزوجها. وقد انتقمت منه من خلال نسج علاقات خاصة بها أيضا. وكانت مسرورة لفترة من قدرتها على إزعاج زوجها برومنسياتها»، وهي التي عاشت من بعده 31 عاما.
شهرة عالمية
جاكلين كيندي المعروفة بـ «جاكي» والمولودة في عام 1929 كانت زوجة الرئيس الـ 35 للولايات المتحدة جون كيندي خلال رئاسته من عام 1961 إلى حين اغتياله في عام 1963. وبعد ذلك تزوجت من المليونير اليوناني أرسطوطاليس أوناسيس إلى حين وفاته في عام 1975.
درست سنة في جامعتي غرونوبل والسوربون في باريس في اطار برنامج للدراسة في الخارج، ثم ذهبت إلى جامعة جورج واشنطن، وحازت على شهادة بكالوريوس في اللغة الفرنسية عام 1951.
تزوجت من كيندي في عام 1953، وكان قد اصبح لتوه عضوا في مجلس الشيوخ الأميركي، ورزقت منه أربعة أطفال. كان عمرها 31 عاما عندما تولى زوجها الرئاسة في يناير 1961.
739 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع