يتهم الموظفون المديرة بأنها تتصرف عاطفيا ولا يمكنها حسن الإدارة
الدراسات تشير إلى تمتع الكادر النسائي بكثير من الصفات التي تؤهلها لاتخاذ قرارات إدارية أفضل من الرجل، ومنصبها مرفوض اجتماعيا من المرأة والرجل.
العرب/القاهرة – كثيرا ما تكون السيدات في بلدان العالم الثالث والعالم العربي - بشكل خاص- معرضات لشتى أنواع الظلم الاجتماعي، ذلك أنهن في عدد من هذه البلدان تحرمن من كل ما يتوفر للرجل من تعليم وعمل وسفر. لكنهن في أغلب الأحيان يعشن حياة أكثر صعوبة من الرجال وتلقى على عاتقهن مسؤوليات أكبر خاصة تلك التي تخص العائلة، وأحيانا تجمع المرأة بين هذه المسؤوليات وبين العمل فما بالك إن كانت وظيفتها في منصب ريادي كإدارة مؤسسة ما حيث تتضاعف الانتظارات منها، لكن في كثير من الحالات ولعديد الأسباب الخارجة عن نطاقها تكون المرأة عرضة للفشل أكثر من الرجل في مثل هكذا منصب.
تختلف الآراء والتقييمات حول عمل المرأة أو تواجدها في منصب الإدارة، وكذلك حول ما يمكن أن يتسبب أو يؤدي إلى فشلها في هذا المنصب.
نهال مثلا تصل إلى وصف ممارسة المرأة لدور المديرة بأنها تكون شريرة وأنها تبلغ درجة من السوء لا يمكن تصورها، فما أن تتولى منصبا قياديا في مؤسسة ما، حتى يتحول المكان إلى غابة بما للعبارة من معنى، مشيرة إلى أن رئيستها في العمل، حولت المكان إلى غابة وأطلت منه إطلالة وحش كاسر، على حد تعبيرها، وأنها على درجة كبيرة من السادية حيث تتلذذ بإلحاق الأذى بالآخرين خاصة النساء، وأنها تعاني من سوء معاملتها، فهي تعاملها بطريقة فوقية ومتغطرسة، ثم إنها لا تتردد فى توجيه شتى عبارات التوبيخ، بحجة التقصير في أداء المهام.
وتشدد رندا محمد من ناحيتها على أنه لو كان أمر الاختيار لمنصب المدير بيد النساء لفضلت المرأة الرجل، حيث أن الرجل المدير يعرف كيف يتعاطى مع موظفيه، سواء من الناحية الإنسانية أو الإدارية، في حين تسبب المرأة المديرة لموظفيها، وخاصة من النساء قدرا كبيرا من المعاناة، والسبب في ذلك أن الرجل يتعامل مع موظفاته بعيدا عن حساسيات النساء، في حين لا تستطيع المرأة المديرة وضع ذلك الإحساس جانبا، في سياق التعامل المشترك.
استنادا إلى مقولة قوامة الرجل، تظل فكرة المرأة المديرة غير مستساغة اجتماعيا لاعتبارات عدة
محمد حازم يعلنها صراحة أنه من أنصار إدارة الرجل ليس بسبب الكفاءة ولكن من منطلق قدرته على التعامل مع الرجال مثلا بندية ودون اضطراب على حد قوله، ويضيف أنه يرى في جميع الأحوال أن الرجل المدير أكثر حزما، لأن الرجل مؤهل بطبيعته للعب دور القيادة الذي يتطلب حزماً في مقابل افتقاد المرأة عموما لحس القيادة بسبب قابليتها للتأثر أكثر من الرجل، بعوامل ومؤثرات خارجية، تتعارض وشروط الإدارة.
أما أحمد كريم فيرفض إدارة المرأة من منطلق التفوق الذكورى في العمل ويشير إلى أن مزاجية المرأة، غالبا ما تنعكس بشكل سلبي على عملية إدارتها ويعتقد بشكل جازم أن المزاجية هي شيء متأصل في النفس لا يمكن تغييره لذا يصعب التعامل مع شخص بهذه المواصفات.
ويقول محمد كامل أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة: إن وصول المرأة إلى أعلى الترقيات في السلم الوظيفي، يعكس بطبيعة الحال معيارا موضوعيا فى التعامل مع الرجل والمرأة، في مجتمع يرفع شعار المساواة، ولكن السؤال الأساسي هو: هل المجتمع مهيأ بالفعل، خاصة ذكوره، لتقبل المرأة المديرة؟ في أغلب الحالات يكون: لا، استنادا إلى مقولة قوامة الرجل ففكرة المرأة كمديرة لاتزال غير مستساغة اجتماعيا لاعتبارات عدة، منها أن المرأة تفتقر إلى القدرة على القيادة، نظرا لما تتطلبه القيادة من حزم وإدارة وسيطرة، وهذه الصفة قد لا تتوافر في المرأة المديرة بحكم طبيعتها العاطفية.
المرأة ملتزمة أكثر من الرجل في كثير من الحالات، فالعمل يحقق لها التعويض الكافي عن مشاعر النقص والدونية
ويقول أحمد شعراوي، أستاذ علم الاقتصاد بجامعة القاهرة إن الدراسات التي أجريت في الدول الغربية، أشارت إلى تمتع المرأة بكثير من الصفات، التي تؤهلها لاتخاذ قرارات إدارية أفضل من الرجل، في ما يتعلق بالتوظيف، والتوجيه والإشراف على الموظفين والموظفات، ومن حيث تنظيم العمل وخلق رؤية محددة له، ووضع مقاييس عالية للأداء، هذا إضافة إلى تمتع المرأة ببعض الصفات الطبيعية، منها اللطف والقدرة على العطاء والتواصل، وإعطاء الآخرين الفرصة، وكلها صفات مهمة في مناخ العمل الذي يعتمد على روح الفريق، وإدارة العمل بصورة ديمقراطية.
ولاشك أن إدارة المرأة تنطوي على بعض الجوانب السلبية، إذ يرى البعض، أن المرأة أكثر حيطة وحذرا في اتخاذ القرارات، مما يجعلها تبدو مترددة غير أنه قد تكون من منطلق أن لديها إحساسا أكبر بالمسؤولية والاهتمام بالموضوعات الرئيسية.
أما سمير كامل أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة فيرى أن هناك قرارات تكون المرأة أقدر على اتخاذها من الرجل، والعكس صحيح واتخاذ القرار يعتمد في الدرجة الأولى، على الخبرة والمعرفة، والتجربة والمؤهلات وأخيرا ثقافة الفرد، أكثر مما يعتمد على الجانب العاطفي أو الانفعالي للشخصية.
وعن التزام المرأة كمديرة بعملها، يرى كامل: أن المرأة ملتزمة أكثر من الرجل في كثير من الحالات، فالعمل يحقق لها التعويض الكافي عن مشاعر النقص والدونية، والفروق بينها وبين الرجل في مجتمعاتنا العربية، إضافة إلى أنها تجد في العمل فرصة لإثبات ذاتها وقدراتها، ناهيك عن الفائدة المالية التي تعود عليها، والتي لا تشعرها بأية تبعية اقتصادية للرجل.
831 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع