طالباني في اول صور له بعد عودته الى العراق مع نائبه الاول كوسرت رسول
في اول ظهور علني له بعد عودته الى العراق من رحلة علاج طويلة في المانيا من جلطة دماغية، فقد ظهر الرئيس العراقي المنتهية ولايته اليوم في صور بثتها وسائل اعلام كردية مجتمعاً مع نائبه الاول في حزبه كوسرت رسول، رغم الشكوك في قدرته على مزاولة نشاطه السياسي.
موكب طالباني لدى عودته الى السليمانية قادما من رحلة علاجه في المانيا
وصل الرئيس العراقي جلال طالباني السبت الى مدينة السليمانية مقر حزبه ومنزله في اقليم كردستان العراق الشمالي بعد رحلة علاج استمرت 18 شهرًا في المانيا استقبل من قبل عائلته . ووصل طالباني على متن طائرة اجنبية خاصة وكانت عائلته فقط في استقباله، فيما فرضت قوات الامن اجراءات مشددة داخل مطار السليمانية . وكان طالباني قد نقل جواً في كانون الاول (ديسمبر) عام 2012 الى المانيا حيث خضع لعلاج اثر اصابته بجلطة دماغية.
وقد ظهر طالباني متعافيًا بعض الشيء في فيلم فيديو ترافق بثه مع الصور وشاهدته "ايلاف" الا أنه كان يعاني من صعوبة تحريك يده اليمنى، حيث أن النصف الايمن من جسده يعاني من شبه شلل، ولذلك فهو يواجه صعوبة في التحكم به.
وجاءت عودة طالباني الى العراق في وقت ترزح فيه بلاده في اتون اعمق ازمة تشهدها منذ سنين اثر سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش"على اجزاء شاسعة شمال البلاد.
وحول قدرة طالباني على معاودة نشاطه السياسي، فقد اكد القيادي في التحالف الكردستاني حميد بافي أن الوضع الصحي لطالباني لا يسمح له بالعودة الى الساحة السياسية . وقال بافي في تصريح صحافي إنه حصل على معلومات من المقربين من طالباني تفيد بأنه لا يستطيع أن يعود الى الساحة السياسية . واضاف أنه "اذا تحسنت الحالة الصحية لطالباني فبإمكانه أن يشارك بالعملية السياسية، لكن فقط بآراء لأنه رجل له خبرة طويلة في الحكم وقد تتم الاستفادة منه في القضايا السياسية".
ومن جهتها، رحبت السفارة الأميركية في بغداد بعودة طالباني إلى العراق مؤكدة أنه مدافع عن تحقيق الشراكة وله القدرة على إيجاد توافق بين القادة السياسيين العراقيين.
وقالت السفارة في بيان الاحد إنها "تتقدم بالتهاني للشعب العراقي بعودة الرئيس جلال طالباني سالماً إلى العراق".. واكدت أن "طالباني مدافع وعنصر فاعل لا يعرف الكلل في سبيل تحقيق الشراكة والوحدة الوطنية". . وأضافت أن "طالباني جسد أنموذجاً يدعو إلى الإعجاب والاحتذاء لما يتمتع به من قيادة ورؤية وقدرة على تحقيق توافق بين القادة السياسيين في العراق".
عودة طالباني وسط خلافات في قيادة حزبه حول اختيار خليفته
وترافقت عودة طالباني الى العراق مع فشل جميع الجهود لانهاء الخلافات في قيادة حزبه لاختيار خليفة له حيث يعتقد أن لهذه العودة علاقة بهذه الخلافات .
فقد طرح المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني وازاء عجزه عن انهاء خلافاته حول مرشحين اثنين من بين اعضائه لمنصب رئيس الجمهورية هما : برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي رئيس حكومة كردستان سابقاً ونجم الدين كريم محافظ كركوك الحالي، لكن نتيجة الخلافات حولهما فقد تم في آخر لحظة طرح اسمي اثنين آخرين من قيادة الحزب هما " عدنان المفتي رئيس برلمان كردستان سابقاً وفؤاد معصوم رئيس اول حكومة كردستانية عام 1992 ورئيس اول برلمان عراقي بعد سقوط النظام العراقي السابق عام 2003، وهو المرشح الاقوى للمنصب.
وكان آخر ظهور لطالباني في 28 نيسان (أبريل) الماضي على كرسي متحرك، وهو يدلي بصوته في احد المراكز الانتخابية بالمانيا .
معروف أن طالباني يعاني من أزمات صحية منذ عام 2007 حيث نقل حينذاك الى مستشفى الحسين الطبية في الاردن وامضى عدة اسابيع فيها ثم نقل لتلقي العلاج في مستشفى مايوكلينك بالولايات المتحدة الأميركية. وفي ايار (مايو) من العام نفسه اجريت له عملية جراحية في احد صمامات القلب بمستشفى مايو كلينيك في ولاية مينيسوتا الاميركية، وذلك بعد ايام من الاعلان عن اجراء جراحة له بالركبة في آب (أغسطس) عام 2008.
ثم تدهورت الحالة الصحية لطالباني مرة أخرى في السابع عشر من كانون الأول (ديسمبر) عام 2012 اثر اصابته بجلطة دماغية أدخل على إثرها مستشفى مدينة الطب ببغداد من دون أن يستقر وضعه الصحي فنقل بعد اربعة ايام إلى مستشفى متخصص في المانيا. وقالت الرئاسة العراقية في 20 من الشهر نفسه إنه قد تم استقدام أطباء المان الى العراق فأوصوا بنقل طالباني الى المانيا على عجل، حيث ادخل الى احدى المستشفيات الكبيرة هناك ومازال يتلقى العلاج فيها.
ويعاني طالباني (80 عاماً) منذ سنوات من مشاكل صحية، وقد اجريت له عملية جراحية للقلب في الولايات المتحدة في آب (أغسطس) عام 2008 قبل أن ينقل بعد عام إلى الأردن لتلقي العلاج جراء الارهاق والتعب. كما توجه خلال العام الماضي إلى الولايات المتحدة واوروبا عدة مرات لأسباب طبية.
وجلال طالباني هو اول رئيس كردي في تاريخ العراق الحديث، وقد انتخب رئيسًا لمرحلة انتقالية في نيسان (ابريل) عام 2005 واعيد انتخابه في نيسان عام 2010 لولاية ثانية لأربع سنوات أخرى.
1156 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع