تصاعدت حدة الإتهامات بشكل خطير خلال الساعات الأخيرة بين الحكومتين المركزية في بغداد والكردستانية في أربيل، التي قالت إن المالكي أصيب بالهستيريا وفقد توازنه، بعد تسليمه أراضي العراق لداعش، كما سحبت وزراءها من حكومته، بينما تدخل بايدن داعيًا إلى العمل على إخراج العراق من أزمته الحالية.
د.اسامة مهدي/لندن: قال أميد صباح، الناطق الرسمي لرئاسة إقليم كردستان، ردًا على اتهامات المالكي لأربيل بأنها اصبحت مركزًا لقيادة عمليات البعث وداعش، "سمعنا أمس السيد المالكي يكيل الاتهامات الباطلة لمدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان، وعندما ندقق في أقواله نستنتج أن الرجل قد أصيب بالهستيريا فعلًا، وفقد توازنه وهو يحاول بكل ما أمكن تبرير أخطائه وفشله، وإلقاء المسؤولية على الآخرين، وهنا لابد لنا أن نذكر له أنه لشرف كبير للشعب الكوردستاني، أن تكون أربيل ملاذ كل المظلومين، بمن فيهم هو بالذات، عندما هرب من الديكتاتورية، وهي ملاذ جميع الذين يهربون الآن من دكتاتوريته".
وخاطب الناطق الكردي المالكي في تصريح وزعته رئاسة الاقليم في وقت متأخر الليلة الماضية، واطلعت على نصه "إيلاف"، قائلاً "إن أربيل ليست مكانًا لداعش وأمثال داعش، وأن مكان الداعشيين عندك أنت، حينما سلّمت أرض العراق ومعدات ست فرق عسكرية إلى داعش، أنت الذي لملمت جنرالات البعث حولك، ولم يصمدوا ساعة واحدة ولا ندري كيف وبأي وجه تأتي وتتهم الآن وتتحدث من على شاشات التلفزيون". وأضاف: "نقول لك فقط عليك الاعتذار للشعب العراقي وترك الكرسي لأنك دمرت البلاد ومن يدمر البلاد لا يمكنه إنقاذها من الأزمات".
وبالتزامن مع هذا الهجوم، فقد قررت حكومة كردستان سحب وزرائها من الحكومة المركزية ومقاطعة اجتماعاتها، وقال مصدر كردي إن هذا القرار يأتي ردًا على اتهامات المالكي لاربيل، بأنها تحولت إلى غرفة عمليات لداعش والمجاميع الارهابية. واشار إلى أن الوزراء الكرد قرروا عدم حضور اجتماعات مجلس الوزراء الاتحادي في بغداد، لأنهم لن يتحملوا مسؤولية "السياسات والتصريحات الخاطئة لنوري المالكي".
بايدن يهاتف بارزاني... وخندق حول حدود كردستان
ومن جهته، تلقى مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان اتصالًا هاتفيًا من جوزيف بايدن، نائب الرئيس الأميركي، حيث جرى "بحث آخر التطورات الأمنية والسياسية في العراق، وقد أكد الجانبان على ضرورة التواصل بينهما، واتفقا على أن خروج العراق من الأزمة الحالية يحتاج إلى الاتصالات المستمرة بين الطرفين"، بحسب بيان صحافي لرئاسة اقليم كردستان.
ومن جانبه، كشف الأمين العام لوزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان العراق جبار ياور عن البدء بحفر خندق على طول حدود الاقليم "لردع أي هجوم لمجاميع داعش الارهابية أو المجاميع المسلحة الأخرى" كما قال. وأوضح ياور أن "حفر الخندق يأتي لقطع الطريق أمام تسلل مسلحي داعش الارهابية إلى أراضي إقليم كردستان"، مشيراً إلى "اتمام جزء من الخندق الذي يتجاوز عرضه مترين".
وأضاف ياور أن "عدد مسلحي داعش والمجاميع الارهابية قبل دخول الموصل كان 2000 مسلح إلا أنه وبسبب التحاق الشباب إلى التنظيم بلغ عدد مسلحيه الآن 10 آلاف".
وكان المالكي قال أمس الأربعاء إنه لا يمكن السكوت على أن تكون محافظة أربيل في إقليم كردستان العراق مقرًا لعناصر تنظيم "داعش" والبعثيين مبينًا أن "داعش" ركب على ظهور تحالف البعثيين و"الطائفيين" وأصبحوا أدوات لجرائمه.
واكد أن بغداد لن تسكت على سيطرة الأكراد على مناطق متنازع عليها، وقال في خطابه الأسبوعي إن "كل شيء تحرك على الأرض سيعود ولا يمكن السكوت عن أي حركة استغلت الظروف وتمددت، وأقول وهم يعرفون كلامي: يعودون من حيث أتوا يعود السلاح"، في اشارة إلى اتهامات للاكراد بالاستيلاء على اسلحة للقوات العراقية التي انسحبت امام تقدم تنظيم داعش في محافظة كركوك الشمالية المتنازع عليها.
وأضاف المالكي قائلاً: "بصراحة لا يمكن أن نسكت عن هذا، لا يمكن أن نسكت أن تكون أربيل مقراً لعمليات "داعش" والبعث والقاعدة والإرهابيين". وقال "أدعو من يتحدثون عن الشراكة ورئاسة الجمهورية والخارجية والشراكة في العمل الوطني أوقفوا غرف العمليات هذه".
وكانت قوى عشائرية عراقية تقاتل بعضها قوات الحكومة العراقية، قد طالبت من اربيل الاثنين الماضي بتنحي المالكي وتشكيل حكومة إنقاذ وطني لاحتواء الأزمة الأمنية المتفاقمة في العراق، وهددت بمواصلة القتال ضد الحكومة والوصول إلى بغداد خلال أيام إذا لم يستجب المالكي لمطالبهم. وجاءت هذه المطالب في مؤتمر صحافي في أعقاب اجتماع عقد في أربيل، ضم رؤساء عشائر وممثلين عن مجلس ثوار الانبار والجيش الاسلامي والحراك الشعبي في العراق وعن كتلة الكرامة. وحذروا النواب الفائزين في الانتخابات الاخيرة، التي قالوا إنها مزورة، من الذهاب إلى البرلمان والتفاوض لتشكيل ما يسمى حكومة الوحدة الوطنية، معتبرين بأن ذلك "خيانة للثورة والثوار".
وكان بارزاني قد حذر الثلاثاء من أن تمسك المالكي بولاية ثالثة سيدفع بالعراق إلى مزيدٍ من الفوضى والتشتت والانزلاق إلى منحدر لا قرار له، وقال إن ولايتي المالكي السابقتين كانتا مشؤومتين وأن ولايته الثالثة ستجر الكوارث على العراق .. ودعا إلى وضع آليات تحول دون الانفراد بالسلطة أو حرفها نحو التسلط والدكتاتورية وإخراج العملية السياسية من مجرى التحاصص الطائفي واثارة النعرات المذهبية الذميمة وتعبئتها وتحويل ولاءاتها فوق اعتبارات الانحياز الوطني وقيم المواطنة الحرة.
1462 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع