العراقيون تحت رحمة 50 درجة مئوية.. والكهرباء الوطنية تغيب في ظل ارتفاع سعر الامبير

   

مع حلول شهر رمضان المبارك، شهد العراق ارتفاعاً غير متوقع بدرجات الحرارة، اذ بلغت الخمسين درجة في العديد من المحافظات الوسطى والجنوبية، الامر الذي دفع المواطنين الى ترك منازلهم والسفر خارج العراق للقادرين فقط، واما اصحاب الدخل المحدود فلا يزالو يواجهون حر الصيف القاتل.

ولا تزال نزاعاتهم مستمرة مع اصحاب المولدات الذين تحولوا الى "دكتاتوريات جديدة" من الصعب التحاور معهم وخصوصا بعد الفشل الذريع لوزارة الكهرباء في تجهيز الطاقة خلال شهر رمضان المبارك.
محمد ياسين (30 عاماً) يعمل موظفا حكوميا، ويسكن حي السلام قال لـ"واي نيوز" إن "عدد ساعات الكهرباء الوطنية خلال اليوم لا يتجاوز 6 ساعات فقط بعد أن كان أكثر من 12 ساعة في اليوم".
وأضاف ياسين أن "أصحاب المولدات في الحي رفضوا تسعيرة المحافظة ولم يلتزموا بها وقاموا بتحديد سعر الأمبير حسب رغبتهم فأصبح سعر الأمبير الواحد للخط العادي هو 8 آلاف دينار وللخط الذهبي 15 أمبير".
وتابع أن "صاحب المولدة الأهلية هدد برفع سعر الأمبير إلى 20 ألف دينار في الشهر القادم إذا مستمر انقطاع التيار".
احلام حسين (40 عاما) تعمل صحفية وتسكن حي الرسالة قالت لـ"واي نيوز" إنه "بالرغم من الساعات القليلة للكهرباء الوطنية، فأنا اتمنى انقطاعها نهائياً، لأن وجودها وعدم وجودها واحد".

  

وأضافت حسين أن "الكهرباء الوطنية في حال وجودها لاتشغل الاجهزة الكهربائية وذلك لوجود عطل في (الفيزات) واتصلنا بالشكاوي وحضروا مشكورين واصلحو العطل ولكن بعد عودتهم عاد العطل مباشرة، وكررنا المحاولات مرارا إلى أن دب اليأس فينا، واستنجدنا بمولدة الشارع الاهلية، التي أصبح سعر الأمبير الواحد فيها 20 الف دينار للخط الذهبي".
وطالبت الصحفية، "وزارة الكهرباء الالتفات للمواطن الذي يصوم هذا الشهر الفضيل مع الارتفاع الحاد في درجات الحرارة وعدم التذرع بأسباب غير مقنعة لتفسير انقطاع التيار الكهربائي.
احمد تحسين صاحب مولدة اكد في حديثة مع "واي نيوز" أن "مستحقات الكاز لم تصل إلى الآن بالرغم من سؤالنا المستمر عليها، وحتى الحصص التي نستلمها لا تكفي لسد الحاجة ونحن نقوم بشراء الكاز من الأسواق (بسعر السوق)، وبهذه الحالة السعر الذي حددته المحافظة لأمبير الواحد غير كافٍ".
واكدت وزارة النفط على تشكيل لجان لمتابعة أصحاب المولدات الأهلية، لمنعهم من التلاعب بسعر الأمبير الذي حددته المحافظة.

                  

وقال المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد في حديث لـ"واي نيوز" اليوم، إن "وزارة النفط أطلقت في يوم 25 من الشهر الماضي، جميع حصص الكاز عبر المحطات إلى المولدات الأهلية والحكومية مؤكدا أن "حصة (شهر حزيران وتموز وآب) من الكاز للمولدات الحكومية والأهلية مجانية".
وأضاف جهاد أن "الوزارة مستمرة في مراقبة أصحاب المولدات وذلك من خلال مكتب مفتش عام الوزارة وشرطة النفط وكذلك لجان مجلس محافظة بغداد والمجالس المحلية".
وتابع أن "الوزارة خصصت الرقم الساخن 176 لتسجيل جميع الشكاوى ضد أصحاب المولدات المتلاعبين بسعر الأمبير الذي حددته المحافظة".
وأكد مصدر في إحدى المجالس المحلية ببغداد، أن اغلب المولدات الموجودة في المناطق السكنية تكون مملوكة لرؤساء المجالس البلدية، أو لموظفين، وهذا الأمر الذي عسر وصول شكاوى المواطنين إلى الجهات المسؤولة.
واقترح المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد من خلال "واي نيوز"، أن يتم "توقيع عقد بين أصحاب المولدات والمشتركين تحت إشراف المجالس المحلية يلتزم من خلاله أصحاب المولدات بجميع الحقوق التي يجب تقديمها للمشتركين، وكذلك سعر الأمبير خلال أشهر السنة، وتجهيز مولدات بديلة في حال توقف المولدة الأساسية، كما يلتزم الطرف الثاني بدفع أجور الاشتراك بموعدها المحدد، ومن خلال هذا العقد يلتزم الطرفين وتنتهي كل عمليات التلاعب بأسعار الأمبير وساعات التشغيل".
وقرر مجلس محافظة بغداد، تحديد سعر الامبير للمولدات الأهلية والحكومية بستة آلاف دينار، خلال شهر آب للخط العادي وعشرة آلاف دينار للخط الذهبي.
وقال رئيس لجنة النفط والغاز في المجلس سعد الدراجي، ان "مجلس محافظة بغداد، حدد سعر امبير الكهرباء للمولدات الأهلية والحكومة، لشهر حزيران وآب، بستة آلاف دينار، مقابل ساعات تشغيل تبدأ من الـ12 ظهرا ولغاية السادس صباحا".

   

كما أعلنت وزارة النفط في آيار الماضي، عن موافقة مجلس الوزراء على خطة توزيع مادة (الكاز) المجانية على أصحاب المولدات الأهلية للأشهر الثلاث المقبلة، مقابل 8-10ساعات تشغيل.
و ذكر الناطق باسم الوزارة عاصم جهاد في حديث مع "واي نيوز" أن "مجلس الوزراء وافق على خطة توزيع مادة الكاز المجانية، على المولدات الأهلية لأشهر حزيران، وتموز، وأب، وأيلول"، مشيرا إلى أن "الحصة المجانية تشمل توزيع كمية تتراح من 20-25 لتر لكل KV1، وبساعات تشغيل من 8-10 ساعات وحسب الاتفاق مع وزارة الكهرباء".
وتشهد العاصمة بغداد وعموم المحافظات الوسطى والجنوبية، تذبذبا ملحوظا في ساعات التجهيز، وعودة ساعات القطع المبرمج.
وعزت وزارة الكهرباء تذبذب التيار الكهربائي، وعودة ساعات القطع المبرمج في العاصمة بغداد والمحافظات إلى عدم إيصال الوقود إلى محطات التوليد، وإسراف المواطنين باستهلاك الطاقة من خلال استخدام أجهزة تكييف عالية القدرة.
و قالت الوزارة، أن "العمليات الإجرامية لعصابات داعش الإرهابية، التي استهدفت أبراج الطاقة الكهربائية، حالت دون إيصال التيار الكهربائي لبغداد والمحافظات الأخرى".
وأكد مصدر في الوزارة لــ"واي نيوز" أن "عصابات داعش تستهدف ابراج و خطوط نقل الطاقة التي تربط المنطقة الوسطى بالشمالية".
وأضاف المصدر أن "عمليات التخريب طالت أيضا الأسلاك الناقلة للطاقة، وخصوصا في المناطق الساخنة التي تشهد هجمات إجرامية لعناصر تنظيم داعش الإرهابي، فضلاً عن صعوبة إجراء الصيانة لتلك الأبراج، كونها تشهد عمليات عسكرية واسعة لتطهيرها من عصابات داعش".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1709 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع