السويد: عائلتا محمد وتوما تفطران رمضان وتحتفلان بميلاد المسيح سوية

  

الكومبس - خاص: في شقة متواضعة بمنطقة أنكريد ذات الغالبية الأجنبية، ضواحي مدينة يوتوبوري، وقبل وقت قليل من موعد الإفطار في رمضان، وصلت عائلة محمد ابراهيم لشقة توما حنا، حيث كان الجميع ينتظرون لحظة الفطور، التي لا تعني عندهم لحظة إيمان وسلام فحسب، بل تاريخ قديم من الذكريات الجميلة، وعلاقات الجيرة والأخوة المشتركة، عاشوها عقودا طويلة في كركوك بالعراق.

فالعائلتان تعودتا الإحتفال بأعياد المسلمين والمسيحيين في مختلف الظروف، دون أن يكون هناك أي حاجز بينهما. وتقيم عائلة توما كتعبير رمزي لعمق العلاقة بينهما مرة في السنة مائدة إفطار رمضانية، بينما تحتفل العائلتان بميلاد السيد المسيح في بيت محمد.
” نحن بشر، خلقنا الله لنعيش بسلام، وهذه رسالتنا الى المتطرفين الذين شوهوا تعاليم الدينين الحقيقية، وزرعوا الحقد والعنصرية بين الناس، نقول لهم، إنكم زائلون ونحن جموع المؤمنين الحقيقين، سواء كنّا مسيحيين أم مسلمين، باقون”. هذا ما قاله توما لـ ” الكومبس ” وهو يضع اللمسات الأخيرة مع زوجته وبناته على المائدة العامرة لضيوفه.
أما محمد الذي إنشغل مع أولاد توما بالحديث معهم عن أحوالهم وأعمالهم، لم ير غرابة في أن يقوم مسيحي بتحضير مائدة إفطار لعائلة مسلمة، وقال لـ ” الكومبس ” : ” هذه هي أخلاقنا وثقافتنا الحقيقية التي يحاول المتطرفون تشويهها، تربينا وعشنا سنوات طويلة في حي واحد بكركوك، لم يكن هناك فرق بيننا، ولم نشعر يوما أن هناك ما يفرقنا، وأنا سعيد جدا وأعيش سلاما داخليا وفرحا لا يوصف بأننا نعيش من جديد في منطقة واحدة في السويد”.
أصوات الأطفال، وضحكات الحضور، وقرقعة الأواني والصحون كانت تتداخل مع صوت المذيعة في التلفزيون وهي تبث أخبار القتل والمذابح الجارية في العراق، حيث أصبح القتل على الهوية، والتوتر بين أتباع الديانات والمذاهب القومية والطائفية على أشده، وبشكل غير مسبوق في العراق الذي كان عبر التاريخ ملتقى للديانات وإختلاف الثقافات.
يقول محمد: ” في عيد القيامة المجيد الأخير، أقمنا لعائلة أخي وصديقي توما، إحتفال عائلي في بيتنا، سعدنا به جدا، واستمر الى ساعة متاخرة من الفجر، وهو ما كنا نقوم به في كركوك”.
عائلتا محمد وتوما تعكسان حالة طبيعية تسود الكثير من المسيحيين والمسلمين سواء كانوا في بلدان الشرق او بلدان المهاجر، رغم أن الأجواء الإعلامية وصفحات التواصل الإجتماعي لا تعكس ذلك.
فالإحتقان الديني والطائفي على أشده، حتى في أوساط المهاجرين. وبسبب إنتشار وسائل الإعلام الحديثة، ومواقع التواصل الإجتماعي السريعة، تطفو على السطح، فئات متطرفة، تبث الكثير من مفردات العنف والعنصرية، ما يؤدي الى توتر وتشنج ينعكس في إحدى صوره في التعليقات التي تبعث على الكراهية والتطرف والحقد، التي لم تسلم منها حتى صفحة الكومبس على الفيسبوك.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1725 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع