الانفصال عن العراق تدريجيا !!!

  

محمد واني:الشيء الايجابي الوحيد الذي قدمه المالكي للشعب الكردي في نهجه العدواني الطائفي بقطع الميزانية عنه وفرض حصار اقتصادي لامثيل له على الاقليم الناهض ، هو انه بذلك الفعل المشين الذي لايقوم به الا كل معتد اثيم دفع الكرد الى الاعتماد على انفسهم في البحث عن بديل لميزانية"المالكي"(واقول ميزانيته لانه يتحكم الان في كل صغيرة وكبيرة في العراق"سوبر دكتاتور") يضمن للشعب حياة كريمة ويكتفي ذاتيا من الموارد الموجودة في الاقليم سواء كان نفطا او زراعة، ولا ادري لماذا نسي المسؤولون الكرد لحد الان الجانب الزراعي ولم يهتموا به؟ مالذي ينقصهم، الارض خصبة ولها مواصفات لا توجد في الكثير من البلدان، ولكنهم حصروا اهتمامهم بالنفط فقط..

طبعا لا يوجد عدوان اكبر من قيام بغداد بقطع اسباب العيش عن شعب بكامله لمجرد خلاف سياسي او اقتصادي يمكن حله عن طريق الحوار ، او من خلال الاتفاقات السياسية ، والادهى ان كل السياسيين العراقيين العرب سواء كانوا من الشيعة او السنة قد شاركوا في هذا العدوان اللاانساني على الاكراد بشكل او اخر وليس دولة القانون او حزب الدعوة او المالكي لوحده، كل الساسة الذين يزورون اربيل يوميا ويقابلون رئيس الاقليم وهو يستقبلهم بكل سرور ومحبة ويفرش لهم السجادة الحمراء وكأن شيئا لم يكن، وافقوا المالكي على قراره من خلال سكوتهم عنه وعدم اتخاذهم موقفا يتناسب وفداحة العمل العدواني على الاقليم، الكل سكت سكوت القبور، حتى المرجع الشيعي الاعلى السيد"علي السيستاني"لم ينبس ببنت شفة ولم يعترض على ما قام به"المالكي"ضد امة بكاملها وليس ضد حزب او جماعة او محلة من محلات بغداد، مع انه"قدس سره"دائم الانتقاد للمالكي وحكومته، ولايترك شاردة وواردة الا ويحشر نفسه فيها، يتحدث عن السياسة والاقتصاد والطائفية والكهرباء والفيضانات التي تجتاح بغداد نتيجة عجز الخدمات التي تقدمها البلدية و يعترض على القانون الجعفري ولكنه عندما يأتي الى القضية الكردية يتوقف ولا يقول شيئا ابدا، حتى عندما تطاول الشيخ"جلال الدين الصغير"قبل فترة على الاكراد وتوعدهم بابادة جماعية لاتذر ولا تبقى على يد"مهديه المنتظر"في اول قيامه من غيبته الطويلة ، فانه لزم الصمت ولم يقل شيئا كعادته..

ان صمود الاقليم امام قطع الميزانية لشهور، برهن انه يستطيع العيش من دون بغداد ، وليس هذا فحسب بل بمقدوره ان يقطع صلاته بها بصورة جزئية و بمرور الوقت وبقليل من الصبر والجلد والعمل المثابر يعلن عن انفصاله النهائي عنها، و ربما فكر رئيس الاقليم "مسعودبارزاني"بهذا الطرح الاستراتيجي"الانفصال التدريجي عن بغداد"وخاصة بعد ان وفر المالكي فرصة القيام بذلك من خلال قطع الميزانية عن الاقليم الذي قال عنه انه بمثابة اعلان حرب على الاكراد، ودفعه الى القول بالانفصال عن العراق، ولكن ما استغرب منه، حماسه الشديد لاقامة علاقة متوازنة مع بغداد وايجاد حكومة شراكة حقيقية بين مكونات العراق الاساسية، وهذه فكرة طوباوية غير واردة اساسا ، في ظل الشعار"الاغلبية السياسية"والدعوة الى اعادة السلطة المركزية الى البلاد وفي ظل الصراع الطائفي المتصاعد بين المكونين الشيعي والسني.

ارى ان تكون استراتيجية الاقليم في المراحل القادمة ؛ الاهتمام بترتيب البيت الكردي واعتماد سياسة اقتصادية مستقلة من خلال تنمية الموارد الذاتية والانسحاب تدريجيا من بغداد، وقطع العلاقة معها وعدم ايلاء اهمية كبيرة على الاسماء السياسية الكبيرة والحلفاء التاريخيين"المخادعين"الذين اصطادوا دائما في الماء العكر بين اربيل وبغداد وكانوا وراء تخريب العلاقة بينهما، لان مصالحهم لاتتحقق الا بهذا الطريق..

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

907 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع