المستشفيات الخاصه في بغداد ودورها في الرعايه الصحيه
من الامور البديهيه ان تكون الرعايه الصحيه والاعتناء بصحة المواطن منذ ان يخلقه الباريء عزوجل في رحم امه وحتى نهاية حياته فأنه في كل هذه المراحل والادوار يحتاج الى رعاية وعنايه من لدن ذوي الاختصاص في الرعايه الصحيه ..
ولقد كان العراق سباقا في المنطقه منذ بداية القرن العشرين في انشاء دور الرعايه والمستشفيات وكان للقطاع الطبي الخاص دورا مهما فاعلا في رفد الحركه الصحيه وتقديم الخدمات اضافة الى المستشفيات الحكوميه والعيادات الخاصه حتى بات العراق واحه طبيه تجلب السياح من جميع دول المنطقه لغرض العلاج وبسبب الخبره المتراكمه وتوسع العمل الطبي والامكانيات المتاحه للكوادر الطبيه ..
لقد انشأت العديد من المستشفيات الطبيه في العراق وفي بغداد تحديدا والتي اكتسبت شهره داخليه واقليميه وتخرج منها اساتذه شهد لهم المجال الطبي العالمي بالتفوق والابداع واليوم نتطرق الى هذه المستشفيات التي كانت تقدم دورا متميزا واقول كانت لانها اليوم شبه معدومه وخامله بالرغم من وجودها ولكنها لم تكن بتلك الكفاءه الفعاله التي كانت عليها ,,
المقال يتطرق الى المستشفيات الاهليه وليس الاجنحه الخاصه في المستشفيات الحكوميه التي كانت بمثابة اماكن علاجيه خاصه ضمن المستشفى العام ويشرف عليه نفس الاطباء ولكن تختلف فيه العنايه وتخصيص الغرفه المنفرده ونوعية الطعام والمراجعه والمتابعه والخصوصيه التي يحظى بها المريض وخاصة في مجال الزيارة واوقاتها والرعايه الطبيه .
تأسست العديد من المستشفيات الاهليه في بغداد وكانت تهدف الى زيادة الرعايه الصحيه للمواطنين اضافة الى القطاع العام ولمن له الامكانيه الماديه في العلاج فيها واقترنت هذه المستشفيات غالبا باسماء الاطباء المشهورين وممن لديهم سمعه جيده على الصعيد العلاجي ولم تكن اسعارها مرتفعه كثيرا عن الاجنحه الخصوصيه عدا موضوع اجور العمليات والخدمات الاضافيه وكانت تخضع لعمليات التفتيش الدوريه التي تجريها وزارة الصحه ومديرياتها ذات العلاقه ومن هذه المستشفيات حسب ما تسعف به الذاكره :
1 . مستشفى الدكتور جاك عبود الامراض العصبيه . وهي اول مستشفى للامراض العقليه في العراق ..
2. مستشفى السامرائي للولاده والامراض النسائيه في شارع النضال
3 . مستشفى الامام مستشفى عام الدكتور محمد علي الامام في الكراده
4 . مستشفى الراهبات ( القديس روفائيل ) وهي تابعه الى المراجع الدينيه المسيحيه في الكراده
5 . مستشفى الحيدري للنسائيه والتوليد الدكتور سالم الحيدري . في الكراده
6 . مستشفى الدكتور سلمان فائق ... في العلويه ولم تكن تحمل مواصفات مستشفى ولكنها كعياده تؤدي متطلبات مستشفى .
7 . مستشفى عبد المجيد حسين الكتور عبد المجيد حسين في الكراده
8 . مستشفى الالوسي ( الاذن والانف والحنجره ) للدكتور حسني الآلوسي في شارع المغرب .
9 . مستشفى الخيال .( اختصاص الكليه ) الدكتور وليد شوكت الخيال في شارع المغرب ,\.
10 . مستشفى الجادريه ( عام ) وهي لمجموعه من الاطباء اشهرهم الدكتور عمر الكبيسي ومظهر محمد امين في الكراده .
11 . مستشفى الجامعه ( عام ) في حي الجامعه .
12 . مستشفى الجيبجي ( عام ) وهي للدكتور منقذ الجيبجي في الحارثيه .
13 . مستشفى الحياة ( نسائيه وتوليد ) العلويه .
14 . مستشفى النجاة ( عام ) في العلويه .
15 . مستشفى الدهوي ( عام ) في الحارثيه .
16 . مستشفى المستنصريه ( عام ) في الوزيريه .
17 . مستشفى بغداد في العلويه
وفي الفتره التي تلت الحصار الذي فرض على العراق لجأ البعض من الاطباء الى انشاء المجمعات الطبيه لغرض تقديم الفحوصات والاستشارات الطبيه ولكنها لم تكن تقدم اي خدمه علاجيه مثل المستشفيات ..
عند اجراء مقارنه بين ما كانت عليه المستشفيات الاهليه قبل الاحتلال وما اصبحت عليه بعد الاحتلال نجد فارق كبير اوله انها افرغت من الاطباء اصحاب التخصصات والخبره وايضا اصبحت تجاره رابحه اذوي رؤوس الاموال يالاشتراك مع الاطباء اضافة الى انعدام الكفاءه والخبره نجد الاهمال ووعدم توفر الرعايه والنظافه وارتفاع الاسعار غير الطبيعي الذي يرهق كاهل المريض وخاصة في مرحلة الكشف الاولي الذي يرافقه العديد من الفحوصات التي لاموجب لها والادويه التي لاعلاقة لها والغرض الحصول على نسبه من المختبر والصيدليه والاشعه وغيرها ومع كل هذا فأن هذه المستشفيات اليوم لاتخضع الى رقابه او تفتيش او ضوابط بسبب فساد الدوائر المعنيه في وزارة الصحه وغياب الضمير الانساني الذي يفترض توفره في الطبيب ..
اما المستشفيات الحكوميه بعد ان كانت تضم خيرة الاختصاصيين الكفوئين وعمالقة في الطب واليوم فالحديث عنها يثير الشجن والبكاء في كثير الاحيان فهي ارديء حالا من المستشفيات الاهليه والمعاناة المستمره في الحصول على فحص جيد وطبيب كفوء والحديث عن الفحوصات التخصصيه مثل السونار والمفراس والرنين فأنها تكاد تكون حلم ان يحصل فيها المريض الفقير على دور فريب في اجراء الفحص والاضطرار في اكثر الاحوال الى اجراء الفحوصات في القطاع الخاص الذي ترتفع اسعاره الى ارقام خياليه تصل الى 300 ألف دينار في بعض الفحوص ..
وبصوره مختصره للواقع الصحي في العراق فأنه مأساوي بمعنى الكلمه بعد كان العراق يحتل مرتبه متقدمه في هذا المجال وكانت المستشفيات الخاصه تحاول ان تقدم خدمات افضل من القطاع العام والعكس ايضا موجود والاسعار كانت متهاوده وكانت الرحمه والضمير لدى الاطباء موجود وكان البعض منهم يخصص يوم في الاسبوع للفقراء والادويه المجانيه من المستشفيات واليوم غاب كل ذلك واصبح كاهل المواطن يرزخ تحت ثقل المتطلبات العلاجيه ...
وفي الختام يجب ان لاننسى غياب المستشفيات العسكريه الرائده التي كانت تقدم الخدمات العلاجيه لشريحه كبيره من المواطنين وعوائلهم مثل مستشفى الرشيد الذي كان قبلة من يريد ان يبرز في مجال الطب ومستشفى حماد وابن القف وغيرها والتي في غيابها زادت من معاناة المواطنين ..
وللتاريخ فأني اتذكر جيدا في عام 1989 تقدم الملحق العسكري الامريكي بطلب الى مديرية التدريب العسكري يريد فيه تخصيص مالايقل عن ستة مقاعد دراسيه عمليه في مستشفى الرشيد العسكري وباقي المستشفيات مقابل منح القوات المسلحه الامريكيه مقاعد دراسيه للضباط في اكاديميات عاليه في امريكا . وبالرغم من رفض الطلب الا ان ذلك يشير بوضوح الى الخبره المتراكمه لدى اطباء العراق وكفائتهم ...
عبد الكريم الحسيني
الگاردينيا: شكر من القلب للأستاذ الدكتور/ سعد الفتال الذي يمدنا دوما بالصور المختلفة..جزاه الباري الف خير وبارك الله فيه..
1950 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع