حديث الذكريات عن مرحلة الأعدادية وما حوته دراستنا

                                            

حديث الذكريات عن مرحلة الأعدادية وما حوته دراستنا فيها وهي الأعدادية المركزية

    

                       

كلما طالت مدة غياب الغربة عن الوطن، وأشتد الشوق فينا، تتراء لنا صفحات التأريخ لنبحث عن عالم واقعنا الذي عايشناه وتعلمنا منه الكثير في مسيرة حياتنا وبما مررنا عليه ومروا من خلاله من نذكرهم ومن لم نذكرهم أثناء مقاعد الدراسة بمحطاتها، لهذا فقد أعادتني ذاكرتي الى محطة مهمة من ذلك الزمن الذي زرع فينا التربية ووهج التعليم من خلال جيل المعلمين والمدرسين ألذين جهداً وعناية وأهتماماً بأيصال العلم بأعتباره القاعدة التي يتأسس عليها بناء المجتمع ونهوضه، فالتربية البيتية والمدرسية في كافة مراحلها هي السبيل والواسطة المؤثرة لأحداث الثورة الأجتماعية والتقدم بالبلد بكافة أوجهه، وأنا حينما أكتب أحس بروح المجتمع الذي كان حاظراً في حينه والذي كان يخطط  للعلا  دوما في مسيرته، ولكل مرحلة من الدراسة لها خصوصياتها وأطارها المعرفي والتهذيبي، إلا أن مرحلة الثانوية لها أهمية كبيرة في حياتنا الطلابية، حيث المراهقة التي هي معيار توجه شخصيتنا وسلوكها من العاطفة والتحدي والفوران العاطفي والنفسي والمعرفي والأنفعالي والأجتماعي، كما أنها مرحلة النمو البدني والجسدي والعقلي والفني والمجتمعي، كل هذه العوامل تحتاج الى مؤثر ونموذج سلوكي ينظم بعضاً من هذه الأتجاهات، منها يقع على عاتق الأسرة والبيت، والقسم الأكبر يقع على عاتق المدرس ومنهج التدريس العلمي الصحيح ليكون الجسر الذي يحدد مستقبل الطالب وتوجه الجامعي والأكاديمي.

وأذا كان هناك ثمة ذكريات من ذلك الزمن في الستينات من القرن الماضي  فذكرى الأعدادية المركزية لن تنسى حيث كنت أحد طلابها للفترة 1965-1967، وكانت الدراسة بها سنتان وليست ثلاثة وأمتحان البكلوريا للصفين الرابع والخامس للفرعين العلمي والأدبي.

    
تأسست الأعدادية المركزية عام 1921، وتعتبر من أقدم المدارس الثانوية وأعرقها، ويمكن تقييم قيمتها الجمالية بالأسلوب الهندسي  لصرح تعليمي شامخ، وهي تقع في قلب بغداد وفي منطقة الميدان على ضفاف دجلة مقابل بناية البريد المركزي القديمة، قريبة من القشلة ونادي الضباط ومحكمة الشعب التي أعيدت لتصبح  مرة أخرى بيت الحكمة تخليداً للجامعة والتي تعتبر أول جامعة عرفها التأريخ أنشأت عام 840 ميلادية في زمن الخليفة هارون الرشيد وأبنه المأمون والتي دمرت أثناء أجتياح المغول لبغداد عام 1258 ميلادية وأتلفت كتبها ومخطوطاتها، أعيد أفتتاحها بعد أن رممت عام 2001، تم بناء الثانوية المركزية وفق الطراز الشرقي ذات الجدران العالية والسقوف  الفارهة بغرف كبيرة وهي الصفوف ومطلة على باحاتها الفسيحة.
                        
من أوائل الذين درسوا فيها كان الملك فيصل الأول وكان توقيعه في سجلات المدرسة بأسم المعلم الأول، وتخرج منها أبرز قادة العراق منهم الزعيم عبد الكريم قاسم ونجيب الربيعي و عبد السلام عارف وعبد الرحمن عارف..

  

ومن رؤساء وزاراة العراق عبد الرحمن البزاز وناجي طالب، ومن الوزراء والسياسين على مانتذكره وما حملته معلوماتنا من الغير كل من:

الدكتور ضياء جعفر ، فائق السامرائي، ناجي شوكت، شاذل طاقة، صبحي عبد الحميد،جاسم كاظم العزاوي، رشيد مطلق، حسين جميل، عبد القادر أسماعيل، زكي خيري، نعيم ممتاز الدفتري، محمد سلمان حسن، عزيز شريف، ومن الأطباء الدكتور كمال السامرائي،الدكتور زهير البحراني،الدكتور جلال حمدي، الدكتور عبد الرحمن الجوربجي، الدكتور عز الدين شكارة، الدكتور خالد القصاب،الدكتور يوسف النعمان،الدكتور خالد ناجي، الدكتور خالد الشواف،الدكتور فرحان باقر،الدكتور شوكت الدهان،الدكتور عبد الأمير علاوي،الدكتور مهدي مرتضى،الدكتور عزيز محمود شكري،الدكتور علاء بشير،الدكتور قتيبة الشيخ نوري، الدكتور نجيب شكري،الدكتور سعد شكري،الدكتور فاروق نوري فتحي،ومن القادة العسكريين والطيارين: حفظي عزيز، شاكر محمود شكري،عبد الجبار محمود،ناظم الطبقجلي، خليل العزاوي ،راغب فخري،ومن العلماء والباحثين:الدكتور عبد الجبار عبد الله،طه باقر،حسين أمين،علي حسين محفوظ، علي الوردي،خيري العمري،لؤي يونس بحري،يعرب فهمي سعيد، ومن المهندسين رفعت الجادرجي، عدنان القصاب، سفيان مولود مخلص،ومن الأدباء والفنانين:أكرم شكري، شاكر السعيد، جواد سليم، يوسف العاني، غانم حداد،الهام المدفعي، محمد نسيب الذويب ومن الرياضيين: أسماعيل القرغولي، عزيز الحجية، حاتم دواف، عدنان القيسي، علي القلمجي، كما لايمكن نسيان من كان في سلك تعليمها لدرس اللغة العربية وغيرها: معروف الرصافي، حافظ جميل، علي مظلوم، صديق الخوجة، محمد بهجت الأثري، شيت نعمان، محمود الملاح، طالب مشتاق.
 
هؤلاء من ذكرناهم وهم غيض من فيض ممن أدو دوراً في مجتمع وحياة العراق ومحيطه العربي والدولي بعملهم وعلمهم وفنهم وهندستهم وفكرهم وعسكريتهم، وأن تقديرمستوى أدائهم فالشعب هو الفاصل بتقيمه لما عملوه.
لقد تناوب على أدارة المدرسة أسماء لامعة بخبرة وكفاءة نجحوا في مهمتهم التعليمية والتربوية،

   

                                كلية بغداد

وبفظلهم أصبحت الأعدادية المركزية من خيرة مدارس العراق أن لم نقل في مقدمتها، وتنافسها في بغداد كلية بغداد التي تأسست عام 1931 بيد الآباء اليسوعين الأمريكان حيث قامت هي الأخرى بتخريج الآلاف من الأطباء والباحثين والمهندسين والمفكرين، نذكر أسماء مدراء المركزية من البداية وحتى سنة 1970 وكما يلي :

اللواء محمد الشاوي، الاستاذ عاصم الحلبي، الأستاذ يوسف الناصري، الأستاذ عبد الحميد الدبوني، الأستاذ طالب مشتاق، الأستاذ سعدي ميهم، الأستاذأمين زكي، الأستاذ درويش المقدادي، الأستاذأبراهيم أسماعيل، الأستاذعزيز مهدي،الأستاذ سالم مامو، الأستاذ عبد الهادي مختار، الأستاذ مصطفى علي ثروت، الأستاذ جودت النقيب، الأستاذ شريف يوسف، الأستاذ رشيد سلبي، الأستاذأسماعيل آل ياسين، الأستاذ علاء الدين الريس، الاستاذ سليم عبد الله نعش، الأستاذ حسن العجيل ، الأستاذ أحمد معروف،الأستاذ عبد المجيد سعيد، الأستاذ محي الحسيني، الأستاذ نزار الوهاب.......
لنعود الى مرحلة دراستنا والتي تناوب فيها المدراء فالأول هو الأستاذ أحمد معروف الشخصية التربوية وأحد أعلام التعليم، صارم من الناحية الأدارية، أسس معهد البيان قرب ثانوية الحريري للبنات لأعطاء  الدروس الخاصة  في كافة الفروع العلمية والأدب الأنكليزي للبنات والبنين، ساهم بتأسيس جمعية منتدى الأمام أبي حنيفة وله منجزات في أنشاء الكثير من الجمعيات الخيرية والمساجد في القرى والأرياف في العراق، أستعان بخيرة مدرسي الموضوعات ممن درسونا في تلك المرحلة، والأستاذ عبد المجيد سعيد الأنيق في ملبسه وتأريخه التعليمي والتربوي وكان نعمة المدير والموجه التربوي، ومعاون مدير المدرسة العلمي هو الأستاذ فؤاد الدباغ الأنيق جداً في ملبسه وصاحب الصوت الجهوري عند سماع جرس الدراسة وهو يدعو للتتحرك الى الصفوف مستخدما يده بالتصفيق،والكل يمتثل وبامتنان .
 لقد نجح مدرسي الأعدادية المبدعين في مختلف المجالات في مهمتهم التعليمية، وكانت نجاحاتهم هي الثمرات من الخريجين على مر السنين ممن كان لهم دور مميز في تطور العراق وتقدمه في كافة المجالات، سنذكر من درسنا خلال حياتنا الطلابية للسنين 1965-1967 وفق تطلعنا ومعايشتنا لرموز من التعليمين الذين كانت لهم بصمة في تأريخ التعليم لما فعلوه لدراستنا وما قبله وبعده وهناك من كمل مسيرتهم وكالاتي: في الرياضيات  كالجبر والهندسة المجسمة محي الحسيني، فيصل خضر،علاء الدين عبود، وفي الفيزياء الفريد نصري، مؤيد سعيد، قيبة الدروبي، وفي الكيمياء مهدي الربيعي،أيليا يعقوب، كمال النعيمي ،وفي النبات والحيوان،هاشم القزاز،عبد الرحمن كركجي،حارس..،وفي الادب الأنكليزي، فريد برتقشن طارق أسماعيل، نزار الوهاب، وفي العربي، أحسان فرهاد، عبد الجبار الالوسي، محمد نقش  مصري، برهان الدين العبوشي فلسطيني، و في الرسم، أبراهيم، وفي الريا ضة، عبد الواحد الدروبي، قسم من الأساتذة كانوا أيظاً يدروسون في كلية بغداد وهم حسب ما أذكر ، الفريد نصري،  هاشم القزاز، عبد الرحمن كركجي، أليا يعقوب، فريد برتقش وهو لبناني، ومن المفارقات التي كان يذكرها الأستاذ برتقش عند أول محاضرة له لطلابه انه لا يدرس دروساً خصوصية وتعلموا مني في الدرس وخارج الدرس في المدرسة، وكيف طلبه الحاكم العسكري يوما  حيث ظن من جلبه من البيت بانه رهن الأعتقال وبقى يوما في الحجز وتذكر الحاكم العسكري أنه طلب الأستاذ فريد وأجابه الظابط المكلف بجله أنه رهن الحجز، فأستشاط الحاكم العسكري به وطلب حضوره فوراً وكان سبب الأستدعاء هو لأاقناعه بتدريس ولده، وبين للحاكم أنه مبدأيا يرفض ذلك مما حدى بالحاكم بأن يعيده الى بيته بكل أحترام الى المدرسة، ألا أن هناك كثير من المدرسين يدرسون الطلبة في بيوتهم وفي معهد البيان ولهم ملازم للمادة تباع في المكتبات بحيث يقرأوها معظم الطلبة وكانت مفيدة وتساعد الطلبة بحل المسائل الخارجية.
لنتطرق قليلاُ لما كنا نفعله ونحن طلاب تلك المرسة العريقة، فألأعدادية لاتقبل ألا خريجي المتوسطة الغربية وكلية بغداد ومتوسطة أخرى نسيت أسمها في نفس المنطقة ،
 يضاف أليها بنسبة معينة وحسب درجاتهم من المناطق الأخرى وبتوصية من كادرها التدريسي أوبواسطة الأخيار والمعارف الذين لهم علاقة بالمدير والكادر التدريسي، وبموافقة مدير الأعدادية في حينها ، وكنت أحد الذين قبلوا من خارج  المنطقة وبسبب الدرجات وفق التنافس،
كان الدوام ثلاث أيام صباحي وثلاث أيام ظهري نظراً لوجود طلبة العلمي والأدبي، والاعدادية فيها ساحتان أمامية مقسمة قسمين واحدة للطائرة وساحة وسطية  للأستراحة والألعاب، فيها مرسم لدرس الرسم والمشرف عليها الرسام الأستاذ أبراهيم حيث يكتشف مهارة الرسم للطلبة ويكون المشجع لتطوير قابليات الرسم، يوجد مختبر للكيمياء ومختبر للحيوان فيه بعض الحيوانات المحنطة،كما توجد مكتبة عامرة بالكتب التعليمية والعلمية والترفيهية ولا تفتح الأ في أوقات لاتعيق الدراسة،التعليم صارم ويعمل بعض المدرسين بنظام الأمتحان الفجائي ليجعل من الطلبة التواضب بدراسة المادة ومراجعتها في البيت، ومدرس الرياضة والذي يجيد كافة الفنون الرياضية تدريباً ولعباً، ولا يسمح للطالب من دخول درسه في الساحة دون أن يلبس ملابس الرياضة كما أنه كان يشجع اللعب على الحصان الخشبي(جمنازيوم).
     
ما أحلى عندما يكون دوامنا ظهري، من كان يسكن الأعظمية لديه وسيلتان للوصول الى المدرسة بأستخدام باص رقم 5 من الصليخ وباص رقم 7 من السفينة وشارع أبو حنيفة الى الميدان، وبالمناسبة فأن أنطلاقاتها وتوقفها محسوب بالدقيقة ولا تحيد عنها ألا بسبب، ولهذا نعرف متى ينتهي الدوام في ثانوية الحريري والأعظمية للبنات، وكانت الحرشة والتعارف، وفي بعض الأحيان نصل مبكرين للقراءة في مقهى البلدية في الميدان والذي لم يبقى له أثر في الوقت الحاظر..

وكان المطرب المشهور يوسف عمر من رواده الدائمين لأنه ساكن في نفس المنطقة وأحيانا نتمشى وتأكل من كبة السراي أو عروك وشربت زبالة، وأحياناً نتمشى في سوق السراي والى سوق النهر، وعادة في يوم الخميس بعد أنتهاء الدراسة يعود القسم وأنا من ضمنهم مشيأ الى الأعظمية مروراُ بالعواضية والكسرة وكل يتفرق بعدها الى بيته.
سنوياً تأتي مجموعة من طالبات كلية التربية في مرحلتها النهائية للتطبيق والأعداد لمهنة التدريس بعد التخرج للفروع العلمية، ولهذا ترى الطلبة يواضبون على حفظ المواد لكي يكونوا محط الانظار أضافة الى هندامهم وتسريح شعرهم.
كان فراش المدرسة عبد من خيرة الفراشين ولكنه يقبل بفتح الأبواب للخروج من المدرسة قبل أنتهاء دروس الظهري أما بالتوسل أليه أو بأعطائه مبلغا من المال من المتيسرين وهويعرفهم حق المعرفة، ولا يمكن نسيان بائع العمبة والبيض والفلافل وعربته الأنيقة خارج سياج المدرسة لشراء اللفات منه وهو كريم لا يمانع الشراء بالدين نظراً لطيبته وخلقه ورضائه بالمقسوم.
سندرج أسماء طلبة الأعدادية لدورتنا وبقدر ماتسعفه الذاكرة وكما يلي:
سعد التميمي، علي عبد الصاحب الكندي، صالح البهبهاني، سعد صالح العبدي، أركان عبادي، حمادة الجرجفجي، سعد حمودي مهدي، عزام قنبر أغا، فارس يحي السامرائي، سبهان الكسار، عادل البزاز، مازن المتولي، رعد وسعد محمود جميل، طه حميد قادر، باسم نجدت سليمان، سليم حمدي، سالم الباججي، رعد مولود مخلص، قدري وعلي الخضيري، جلال البياع، محمد العيدروسي، سعد جميل، عدنان عزت، جميل بابان، محمود محمد صالح، رياض عبد الكريم، رياض، وارتكيس، غسان حيقاري، حاتم مولود مخلص، أحمد (حلمي)،طلال وهلال الشيخ خزعل، طالب ناجب طالب، مازن أبو النفط،  لؤي وقصي، لؤي، سعاد خيري، سالم عبد الهادي عواد،هيثم أحمد حسن البكر، نجيب أنور،محمد كمال السامرائي، فلاح الأسترابادي، فارس عبد المجيد،حرب المختار، يوسف البكر،نبيل، علي جواد علي،براء نجيب الربيعي، معز الدين، مازن عبد الجبار شنشل، رمزي العمري، مفيد العمري، عرفان الراوي،ابراهيم الراوي، عوف الخضير، فراس الشاوي،مدحت رفعت الحاج سري،مازن ووائل فكرت شوقي، عقيل،عادل،عبد الحق العجيلي، وائل الحقاني،عقبة الحديثي،رحمن ،رغيد الحيدري، فائز يحي الجدة ،رعد معمر الشابندر
كانت الدراسة جميلة بأدائها، جميلة بأدارتها، جميلة بأساتذتها وجميلة بطلابها، لنتذكر من كان معنا بذكر أسماء ما حفلته ذاكرتنا مع توجيه دعوة خاصة للذين عاصروا مرحلتنا وما قبلها وما بعدها بأن يدلوا ما بذاكرتهم لاسماء الطلاب والمدرسين والعاملين بهذا الصرح الغني بمعالمه ومكوناته ومن خلال مجلة كاردينيا التي يطالعها الكثير والكثير ولهم منا الموفقية لأظهار حب العراق بتراثه ومكنونات تواجده، ومن الله التوفيق.
سرور ميرزا محمود

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1198 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع