" باب الشيخ محلة النقباء والوزراء والتجار ارث عريق، وفيها ضريح حضرة الشيخ عبد القادر الكيلاني "
تعتبر محلة باب الشيخ من الأحياء الشعبية القديمة المعروفة بأصالتها وعمق تراثها، حيث انها مركزاً دينيا واجتماعيا وسياسيا مهما في تأريخ بغداد، فهي مشهورة عند العراقيين والزوار، لكونها دوماً تعكس صورة مضيئة لصاحب المقام الرفيع للعلامة عبد القادر الگيلاني، التي يوجد فيها ضريحه ومسجده الذي يتوافد عليه الزائرين من أهل العراق وخارجه طوال العام، يتمتع المكان بالتاريخ الطويل كما لمحلاته ولبيوتاته ذات الطابع البغدادي، والتي تعتبر قطعًا فنية نادرة لما لها من جمالية في طرازها وهندستها المعمارية، والتي لها حكايات تعود الى مئات العقود، تلك البيوت المبنية من الطابوق الآجر والخشب، و فنائه الوسطي الذي يعرف بأسم الحوش، وتحيط به غرف البيت وطارماته وأروقته فضلا عن ملحقاته كالأبواب والسراديب التي كانت تستخدم للقيلولة في فصل الصيف وخزن المؤن، والشناشيل التي هي شرفات خشبية مزخرفة هندسيًا بالرسم على الزجاج، تعمل على إبراز واجهة الطابق الثاني بأكمله أو غرفة من غرفه بشكل شرفة معلقة بارزة إلى الأمام، والتي تمكن أهل الدار من النظر إلى الخارج وليس العكس، وفي الصيف قبل غروب الشمس تبدأ النساء تنظيف السطح والصعود ب"فرش النوم" ورش الماء على ارضية السطح التي كانت تفرش بحجر الطابوق الفرشي لكي يصبح المكان باردا بعض الشيء ساعة حلول موعد النوم وكذلك رش بخات من الماء على الافرشة عند فرشها لكي تبرد أيضا، وتعد العائلة المستلزمات الاخرى مثل التنكه المخفورة الخاصة بحفظ الماء الصالح للشرب والتي سرعان ما تكون باردة وصحية وكذلك اعداد بعض المأكولات الباردة كالرقي والعنب وتغطى بشرشف خوفا من الحشرات، وكانت بعض الاهالي تستخدم شرشف (الكلة)، وكان بيت جدي لأمي من ضمن تلك البيوت، واتذكر عندما كنا نقضي بعض الأوقات في فصل الصيف هناك، ومن بين ما كنت انظر اليه عند النوم في السطح جمال وهيبة قبة وبرج ومآذن مسجد الشيخ عبد القادر الگيلاني.
يعود تاريخ إنشاء حي باب الشيخ، الذي يشبه متاهة من الأزقة الضيقة والملتوية، الى العهد العباسي، عندما كانت بغداد تحكم العالم الإسلامي، في ذلك الوقت كانت تنتشر بساتين الأمراء العباسيين وقصورهم في جلال وأبهة، وتسمى أيضا باب الأزج، وتشير المعلومات التأريخية وسجلات الآثار والرحالة إن الرصافة بنيت سنة 151 هجرية في زمن المنصور وكان البناء عبارة عن معسكر للجند إضافة إلى قصر لابنه المهدي واقطاعات لقادته ليكون الموضع البديل لبغداد، قدم من أصقاع أخرى، العديد من العلماء والمفكرين والفلاسفة والمتكلمين، وكان فيما بينهم الشيخ القاضي أبو سعيد المخرمي ،الحنبلي التوجه، الذي أسس أول مدرسة للحنابلة في بغداد لتدريس أصول الفقه والشريعة واللغة هذه المدرسة تقع، يومها، في وسط محلة كبيرة، من محلات بغداد، ثم عرفت فيما بعد بمحلة باب الشيخ، وهذه المحلة بدأت تحكي قصة إنسان من أصل شريف نبيل هو عبد القادر الكيلاني، الذي قصد بغداد ليدرس فيها العلم، على يد كبار علماء بغداد آنذاك وأخذ العلوم العقلية من شيوخها ومحدثيها ومنهم أبو حامد الغزالي وتلقى التعاليم الروحية من بدايات سيرته من الشيخ القاضي أبي سعيد المخرمي وكان أستاذه الروحي ، هي مدرسة القاضي أبي سعد المخرمي، فتتلمذ على يد الشيخ أعلاه سنة (488 هجرية – 1095 ميلادية)، الذي آلت إليه الاشراف وادارة هذه المدرسة قبيل وفاة الشيخ القادر أبو سعيد المخرمي، الذي كتب بوصيته له، ثم بعدها فوضت هذه المدرسة إلى الشيخ عبد القادر الكيلاني للتدريس والفتوى بها، سميت المدرسة باسم الشيخ عبد القادر الكيلاني، وحسب العلامة حسين أمين ان جامع الشيخ عبد القادر الجيلي في الاصل مدرسة ابتناها للحنابلة أبو سعيد المبارك بن علي المخزومي الفقيه الحنبلي المتوفى سنة 513هـ / 1119م وقد جددها ووسعها تلميذه الشيخ عبد القادر، وكان مسجده مكتظاً بالمصلين وخاصة في يوم الجمعة وخلال المناسبات الدينية، أخذت هذه المنطقة تكتظ بزوارها وتكاثرت أسواقها وتنوعت تجارتها من بلدان كثيرة وكثرت بضاعتها وتنوعت تعاملاتها، فتوسعت مساحة سكنى الناس في هذه المحلة، ولما توفى الشيخ عبد القادر الكيلاني تمَّ دفنه في غرفة بمدرسته، فأضحى العامة يتبركون بزيارة مرقده، فكانت منارة للعلم وقبلته لذا أمها طلاب العلم لينهلوا من منهلها العذب، فإذا بالطالب يصبح أستاذاً جليلاً، يقصده الطلبة الوافدون من كل صوب، فيطير صيته في الآفاق، ويتوسع خبره فينتشر بين الناس، وينال، لخلقه العالي، وزهده، ووافر علمه، وروحانيته الأخاذة بالتقدير، وبدأ يقصده الطلبة الوافدون من الهند وباكستان من مملكة ماليزيا إلى مملكة المغرب وغيرها من الدول، يأخذون العلم على يد هذا العالم، ويسلكون طريقهم إلى المعرفة الروحانية من خلال تأثرهم بذاك الشيخ الصالح، فلا ترى الناس فيه إلاّ بين راكع وساجد وقارئ ودارس ومتأمل، ولما توفى الشيخ عبد القادر الكيلاني تمَّ دفنه في غرفة بمدرسته،
وقد خط داخل قبره ابيات من شعره:
سقانـي الحـب كاسـات الوصـال فقـلت لخـمرتي نحـوي تعالـي
سعت ومشت لنحوي في كؤوس فهمت بسكرتـي بيـن المـوالـي
وقـلت لسـائر الاقـطــاب لموا بحـانـي وادخـلـوا انتـم رجـالي
وإذا بالمدرسة العلمية تصبح مسجداً جامعاً، وعلت مصلاه قبة فخمة متقنة الهندسة مبنية بالحجر القشاني الملون بالأصباغ المختلفة مع النقش الجميل تعود الى عهد السلطان سليمان القانوني الذي كلف المهندس سنان معمار ببناء القبة، وهي اوسع قبة في العالم، واسعة، بدون رقبة تحملها أو أعمدة داخلية تسندها، ومآذن الشامخة، يؤمه الناس للصلاة فيه، والفضاءات الواسعة، وفي فناء الجامع، دكة كبيرة عالية، اتخذت مصلى صيفي له، أرض هذا الفناء برج عال، من الآجر، المزين بالكتابات بخط السيد عبد الجبار آل خان زادة رئيس كتاب مديرية اوقاف بغداد والمتوفي سنة 1915م على قطع الآجر المزجج، في أعلاه ساعة دقاقة، لها أربعة أوجه، مدورة كبيرة وتحتوي على ثلاث أجراس احدها للساعات والآخر لنصف الساعات والثالث للأرباع، صنعت الساعة في الهند، وقد شيد لها المرحوم السيد عبد الرحمن النقيب برجاً عالياً يبلغ ارتفاعه 30 متراُ، وكان الانتهاء من تشييده سنة 1317هـ/1899م، والساعة تعمل بالأثقال حيث تسحب الأثقال الى الأعلى، لغرض نصبها، ثم تترك لتهبط رويداً، والبرج من صنع المعمار البغدادي الحاج اسطة درفي الذي حاكى في بنائه برج ساعة القشلة، وكان لا يخلو من بعض الإضافات منها المحجران السفلي والعلوي فوق حجرة الساعة واللذان يحيطان بالبرج من جهاته، ولا زالت تعمل دون توقف. ان أوجه الساعة الأربعة مثبتة في كيان خشبي مكعب فوق البناء، وهو يضم آلتها، أما أجراسها فقد ثبت فوق ذلك الكيان، تحت قبة خشبية مرفوعة على ثمانية أعمدة، بينها أقواس ثمانية مفصصه تقف على قاعدة مثمنة محاطة بسياج مشبك من الحديد، وتواجهه على كتف الباب الغربية، مئذنة رشيقة، بنيت على الطراز البغدادي الأصيل، تقابل المئذنة الشرقية، وهذه المئذنة أحدث من سابقتها، فقد شيدت سنة 1294هـ/1877م، ولهذه المئذنة بابان للصعود إليها، أحدهما في فناء الجامع، والثاني من فوق سطح الباب، وقد جددت هذه المئذنة مؤخراً على نحو زادها متانة وقوة، لكنه لم يفقدها شكلها التراثي التقليدي الجميل، وإذا بالجامع يصبح حضرة قادرية فيه مركزاً لمجموعة من المؤسسات النافعة، منها زاوية لإطعام الطعام للفقراء والمحتاجين، وحجرات لإيواء المنقطعين، ومكتبة تضم كل ما هو نادر وثمين من الكتب الخطية المهمة، حيث تضم المكتبة بين جنباتها أكثر من 68 ألف كتاب، من بينها 1700 مخطوطة، تعود إلى العصرين العباسي والعثماني، ومنها ما يعود الى العهد الملكي، ومن أكثرها أهمية مجموعة من الكتب التي انتشلت من نهر دجلة بعد أن ألقاها المغول فيه إثر غزوهم بغداد، كما تضم 1785 كتابا مصوراً، ومقبرة تضم أجداث أعلام الناس، هذا فضلاً عن مدرسة تلحق بالجامع، يتحلَّق فيها الطلبة الوافدون من أقطار المشرق والمغرب، ويحيط به بيوت عديدة منها بيت النقيب ومن يعمل في المسجد ووجهاء المحلة، وجامع الشيخ عبد القادر يعد واحدا من اكبر الجوامع في العراق، كما يعد تحفة تراثية تزين بغداد عبر تأريخها الطويل، لما ينطوي عليه من آثار عصور خلت، وما يتمثل من ماضيه المشرق والجميل.
والشيخ عبد القادر الجيلي أو الجيلاني أو الگيلاني (470 هـ - 561 هـ)، من اسرة تتفرع من الدوحة النبوية الشريفة، هو أبو محمد عبد القادر بن موسى بن عبد الله، وتلقى العلم، ثم قصد بغداد، فدخلها شاباً سنة 488، فاشتغل بالقرآن حتى أتقنه، وقرأ الفقه على كبار علماء بغداد، كما أخذ التصوف، والأدب، ثم لازم الانقطاع والخلوة والرياضة والمجاهدة، يعرف بـ "سلطان الأولياء"، وهو إمام صوفي وفقيه حنبلي، لقبه أتباعه بـ "باز الله الاشهب" و"تاج العارفين" و"محيي الدين" و"قطب بغداد"، وإليه تنتسب الطريقة القادرية الصوفية، ويختلف المؤرخون في أصله، ويمكن الاشارة الى ما ذكره العلامة مصطفى جواد :(ان المصادر التي تذكر ان الشيخ عبد القادر مواليد كيلان في إيران، مصادر تعتمد رواية واحدة وتناقلتها من دون دراسة وتحقيق، أما الاصوب فهو من مواليد قرية تسمى (جيل) قرب المدائن، ولا صحة كونه من إيران أو ان جده اسمه جيلان)، وهو ما اكده العلامة حسين علي محفوظ في مهرجان جلولاء الذي اقامه اتحاد المؤرخين العرب سنة 1996.
اشاد به علماء عصره، فقال المؤرخ البغدادي الثقة ابن النجار(كان من الأولياء المجتهدين، والمشايخ المرجوع إليهم في أمور الدين، وأحد أئمة الإسلام العالمين العاملين، صاحب النفس الطاهرة، والكرامات الظاهرة) وقال ابن السمعاني في ترجمته (فقيه صالح ديّن كثير الذكر، دائم الفكر، سريع الدمعة، كتبت عنه، وكان يسكن بباب الأزج في المدرسة التي بنوا له).
ففوضت الى عبد القادر، وقال ابن الجوزي " كانت مدرسة لطيفة بباب الازج، فتكلم على الناس بلسان الوعظ، وظهر له صيت بالزهد وكان له سمة وصوت"، جامع السيد الشيخ عبد القادر الكيلاني قطعة من ماض زاهر، ازدهرت فيه الحياة الثقافية والروحية في بغداد، في قرون خلت، فقصده العلماء للتدريس في مدرسته العلمية، ووفد إليه الطلبة ينهلون من علومه الإسلامية، وتبارى الفنانون في تزيينه بكل فن جميل، كما اجتهد الخطاطون بإتحافه ببدائع خطوطهم الرشيقة، وضمت أرضه رفات الصالحين من أهل هذه المدينة العريقة.
ترك الفقيه عبد القادر الگيلاني كماً غزيراً من المصنفات أبرزها "الغنية لطالبي طريق الحق عز وجل" و"الفتح الرباني" و"تحفة المتقين وسبيل العارفين في باب اختلاف المذاهب"، فالغالب على مؤلفاته انها تعني جوانب التربية والأخلاق والدعوة.
احتل هولاكو بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية وقتل الخليفة المستعصم بالله وهو آخر خلفاء بني العباس معلنا بدء الحكم المغولي وكانت بغداد حين حاصرها المغول تغص بأهل الأطراف من اللذين قدموا إليها ظنا منهم أنها سوف تحميهم كعاصمة فكانوا لحماً لسيوف المغول الذين لم يرحموا شيخاً ولا طفلاً ولا امرأة، فكانت أكبر نكباتها التأريخية، وفي عهد الدولة التترية الثانية عام 1339م قام حسن الجلائري بتأسيس بغداد من جديد، ثم نكبت المدينة مرة اخرى عندما زحف تيمورلنك بجيشه ففتحها بالسيف والنار واعيد بناء ما تهدم منها للمرة الثالثة، وصلت حالة محلة باب الشيخ وبغداد في فترة الغزو الصفوي بقيادة إسماعيل الصفوي من عام 1509 لمدة 27 عاما لدرجة سيئة، وهدم قبر الشيخ عبد القادر، كما جاء شرحها في المصادر التاريخية، وصفها ابن جبير كالطلل والاثر الطامس.
أصدر السلطان سليمان القانوني عند دخوله بغداد في ( 20 رمضان 941 هجرية 1534 ميلادية) فرمانة بتنصيب زيد الدين الكبير الكيلاني نقيب للإشراف ولأبنائه وأحفاده من بعده، و جعل حماية مسجد الشيخ عبد القادر الكيلاني على قبيلة الجشعم، ولقد ساهمت نقابة السادة الإشراف في الدفاع الحقيقي عن حقوق الأمة عامة وللهوا شم خاصة وهي مركز توثيقي لكل انساب العشائر والقبائل والأسر الكريمة في العراق، وكان لها مؤتمرات تعقد في ديوان الإشراف في الحضرة الكيلانية يدعى إليه كل شيوخ القبائل والعشائر والأسر والوجهاء يتناول كل الأمور التي تهم الوطن لكونها هي المعبر الوحيد لتطلعات وهموم هذا الشعب العظيم ولها الدور الفاعل في إخماد الفتن وتهدئة الأمور.
أبان الحكم العثماني وعقب احتلال مراد الرابع لبغداد، سكن في باب الشيخ لدار تعود الى بيت الخضيري، وحينها جرى بناء القبة وتعمير مسجد الشيخ الكبير عبدا لقادر الكيلاني، بعد إن تهدم بفعل الغزوات والفيضانات المدمرة، فاستعادت محلة باب الشيخ مكانتها الحضارية بعد أفول وتقهقر.
وفي بداية القرن العشرين جند العثمانيين عددا كبيرا من البغداديين ومنهم من محلة باب الشيخ، لمؤازرتهم والدفاع عنهم، حينما وقفوا بجانب ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، فخسرت الدولتان العثمانية وألمانيا إمام الحلفاء، ولم يعد الكثيرين المجندين إلى ديارهم في محلة باب الشيخ وغيرها من المحلات الى يومنا هذا.
عند وصول الانكليز إلى مشارف بغداد في آذار (1917) خرج لهم السيد عبد الرحمن النقيب ( نقيب الإشراف ) مع وجهاء بغداد وطلبوا منهم العهد بعدم إيذاء احد من الشعب
و في عام 1920اجريت جزء من مباحثات تكوين الدولة العراقية بمحلة باب الشيخ بين المحتل الإنكليزي والثوار العراقيين وكان من ضمنهم السيد عبد الرحمن النقيب حيث عرض الإنكليز عليه أن يكون ملكاً على العراق، فرفض بدافع ديني محض وأنه كان كبير السن ومريضاً ولكنه اضطر لتشكيل أول وزارة عراقية انتقالية لحين تولي الملك فيصل الأول السلطة، وبعد إلحاح برسي كوكس و"المس بيل "على السيد عبد الرحمن النقيب، نقيب الإشراف في بغداد أن يتولى منصب رئاسة الحكومة المؤقتة وكان لقبوله هذا المنصب عام 1920 ثم ألفها مرتين اسما بلا فعل.
https://www.youtube.com/watch?v=NITKbsnNaW0
الشوربة خانة: وهي مطبخ الخيرات العائد لجامع الشيخ عبد القادر الجيلاني، الذي تأسس مع بناء المسجد قبل سبع قرون، دأب على إطعام الناس والفقراء خاصة فضلاً عن الزائرين وطلبة العلم، مجاناً؛ التزاماً بمنهج الشيخ الجيلاني الذي كان يحرص على إطعام الفقراء، والشيخ عبد القادر الكيلاني صاحب اقصر خطبة في التاريخ وقال فيها (إطعام جائع خير من بناء ألف جامع)، في حين يعمل العشرات على توفير وجبات الطعام اليومية، وهو يعتمد على واردات الحضرة القادرية وتبرعات الأثرياء من داخل العراق وخارجه، في صورة نقدية او عينية كالأرز والعدس واللحوم، ومن العوائل التي دابت باستمرار التبرع هي عائلة الخضيري وعائلة الجادرجي، وعائلة النقيب وهنالك الكثير لم يتسنى لنا التعرف على أسمائهم.
مقبرة الشيخ عبد القادر، وتقع بين مصلاه وبين شارع الملك غازي في الجهة الغربية من فناءه، وهي على ثلاث فئات:
الفئة الأولى هم من العائلة الكيلانية، والفئة الثانية من أشراف بغداد، ومنهم رجال كان لهم شأن في تأريخ العراق وأبناء العوائل المعروفة آنذاك، والثالثة هم من العلماء والصالحين القائمين على الإدارة الدينية لهذا المكان. ومن أشهر المدفونين فيها: عبد الرحمن النقيب، ورئيس وزراء العراق رشيد عالي الكيلاني ، ويوسف المتولي، ورئيس الوزراء الأسبق عبد المحسن السعدون، الذي يعد شاهد قبره نموذجاً فريداً بين شواهد القبور، حيث اتخذ على شكل الوصية التي كتبها رئيس الوزراء بخط يده، والتي شرح فيها سبب انتحاره، أدناه اشهر هذه البيوت والعوائل : عائلة الكيلاني، عائلة الجادرجي ومنهم كامل الجادرجي، عائلة الخضيري، عائلة الحيدري، عائلة الدفتري ومنهم محمود صبحي الدفتري، عائلة الجاف، عائلة العوا، عائلة بابان ومنهم صلاح الدين بابان، عائلة الشيخ محروث الهذال، عائلة المدرس ومنهم عبد الكريم المدرس، عائلة الاغا، عائلة الطائي، عائلة التكرلي، الشيخ قاسم القيسي، عبد الكريم بيارة، عائلة الياور، عائلة الطالباني، الجاووش، عائلة عبد الحميد عبد القادر(جدي لأمي)، عائلة البياتي، عائلة بابان...
خصصت إدارة الوقف القادري احدى الغرف في الحضرة لاخي صباح ميرزا، فعمل اخي صباح على تأثيثها وفرشها بالسجادات ومكتبة صغيرة تحوي على مصاحف من القرآن الكريم ونسخ من مؤلفات الشيخ عبد القادر وبعض من التفاسير والكتب الفقهية، وكان اخي وبعض المعارف والعائلة تتواجد هناك وخاصة أيام رمضان.
تحد محلة باب الشيخ من الشمال مقبرة اليهود (كراج النهضة) والكولات وبني سعيد وفي الجنوب الباب الشرقي والفناهرة ومن الشرق سور بغداد بين باب الطلسم وباب الظفرية (أو الوسطاني ) في الغرب ألسنك والمربعة، إلا إن بعض المصادر تفيد بان الحدود الغربية إلى نهر دجلة.
شوارعها : الشيخ عمر، غازي، الجمهورية (شارع الملكة عاليه)، الكيلاني
ومن أزقتها : عقد النقيب، عقد الأكراد، عقد العبوسين، دربونه السادة، دربونة الطنطل، دربونة الخناق، دربونة العطار، دربونة الطاق، دربونة الجانبيين، دربونة الصابونة، دربونة البرابرة، دربونة الحروب، دربونة النخلة، دربونة النبكة، دربونة العزة.
مسجد الرواس:
يقع بالقرب من شارع الكيلاني، شيده السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1313 للهجرة، وفي هذا المسجد قبر الشيخ حمد الرواس الذي يسمى المسجد باسمه وكانت وفاته سنة 1292 للهجرة.
اشتهرت المحلة بعدد التكيات او الزوايا الصوفية المعروفة حيث كانت تمارس فيها الأذكار المحمدية والدروشة وهي: التكية القادرية في جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني، تكية أبو خمره، تكية إل شيخ الحلقة، تكية الشيخ علي البندنيجي او(المندلاوي)، التكية البرزنجية، تكية عرب للسادة الغرابية، تكية الشيخ حسن الطيار.
المكتبات: مكتبة جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني، مكتبة جامع ألخلاني، مكتبة عبد الرحمن النقيب، وبعض المكتبات في المساجد وفي دور بعض الشخصيات العلمية.
تعود البغداديون القيام بالزيارات والمزارات الدينية ببغداد في بداية القرن العشرين واستمرت الى عقود وخاصة في فصل الربيع، حيث قسموا أيام الأسبوع من السبت الى الجمعة ويطلق عليها (هم زيارة وهم تسيارة) وكان يوم الثلاثاء زيارة الشيخ عبد القادر الكيلاني، حيث تعد العائلة الاكلات لتصحبها معها الى المرقد او المقام وفي الأماكن المخصصة، إلا أن المكان يصبح عامرا ومزدهرا بالناس علي مختلف أعمارهم وطبقاتهم خلال شهر رمضان وبخاصة عند آذان المغرب فيقوم كل يوم اثناء الفطور بتوزيع الشوربة وبعض الاكلات الاخرى بين الفقراء المتوزعين حول المسجد التي يسهم فيها بعض الميسورين من دون ان يعلنوا عن اسمائهم، فضلا عن دخل الوقف القادري، ويقوم الميسورون بشكل شخصي ايضا بتوزيع الفطور والحلويات وما تيسر من الاموال على الفقراء، وهم عادة ما كانوا يتجمعون في المسجد وحواليه، وتستمر هذه الحالة طوال شهر رمضان المبارك، وبعدها صلاة العشاء والتراويح وحتي صلاة الفجر ليصبح للمكان قداسة خاصة بنفحاته وتجلياته وارتياح زواره إليه للاعتقاد في صاحبه من جهة ومن جهة أخر بسبب وجود الكثير من المطاعم والمقاهي الشعبية وباعة الشاي على ارصفتها.
اشتهرت المحلة بصنع العباء الحرير للمسلمات والازر للمسيحيين واليهود من خلال محل تملكه عائلة ملوكي، حيث تصنع عباءة الحرير الخالص والذين أنفردوا بما يسمى( العباءه الچتف) أي التي تلبس على الكتف التي تنتج من الحرير الخاص بألوان زاهيه وخلابه توشح الكتف بمزيج من الكلبدون الذهبي والفضي ولها بلابل تصنع من الكلبدون ويستبدلها البعض ببلابل الذهب وقد أشتهرت هذه العائله بنسيج ( الازر) التي ترتديها المسيحيات واليهوديات ويستخدم نسيجها في الشراشف والمناشف المنسوجه من خيوط الصوف الرفيعه وبألوان جذابه على شكل مربعات وكانت صناعة النسيج في محل كبير في باب الشيخ وقد أغلق هذا المحل بوفاة عبد الوهاب ملوكي وأنقرضت هذه الصناعه التي أشتهرت بها عائلة آل ملوكي ومحلة باب الشيخ، كما اشتهرت هذه العائله بأبنها العلامه الشيخ عبد المجيد بن عبد الملك الشهير( ملوكي) المولود في محلة باب الشيخ بداية القرن التاسع عشر والذي درس على علمائها الاعلام وهو أخو الشيخ محمد أمين ملوكي الذي كان من الخطاطين.
تتمتع المحلة بانتشار واسع للمقاهي ومنها التي تحيط أطراف الحضرة الكيلانية وهي: قهوة صالح الاوسي ومقهى محمود طبانة وقهوة عمو يحيى وقهوة النبكة وقهوة إبراهيم وقهوة التسابيل ومقهى زينل وقهوة سلمان ومقهى شكر ومقهى فضوة عرب، وهذه المقاهي تكون عامرة في شهر رمضان ملتقى السهر والسمر من خلال اقامة لعبة المحيبس او الاستماع للمقامات العراقية والموشحات الدينية، أو الاستماع الى القصخون الذي يسرد الاخبار والسير التأريخية،
اما المطاعم فهي: مطعم حسن أبو المخاخ (الكسور او الكراعين) و مطعم كباب خضير الربيعي، كما اشتهرت منطقة باب الشيخ ببيع نوع من السمك يسمى (الجري) حيث يباع في مطاعم خاصة وعلى الرصيف ويقلي قطع السمك في آنية كبيرة تسمى (طشت) كبير الحجم فيه زيت مغلي ويقدم للزبائن وينشط سوقه في يوم الجمعة حيث يكون الإقبال عليها كبيراً اكثر من الأيام العادية ، تحضر بعض العوائل البغدادية او احد افرادها لتأخذ السمك الجري من المطاعم الذين لديهم عمالا يقومون بتلبية طلبات الزبائن، سواء داخل المطعم او البيوت او على الأرصفة القريبة للمطاعم، كما كانت هنالك بيوت تصنع الطرشي، تماشيا مع متطلبات هذه المطاعم، ومن اهم هذه البيوت بيت الهندي وبيت ابو تفاحة، بالإضافة الى اصحاب المحال الذين اتخذ اصحابه من بيوتهم مكانا لمهنتهم .
تعج المحلة بمحال الحلويات الشعبية كالزلابية والبقلاوة والبرمة والشعرية والتي تتركز في شارع الصباغ قرب الحضرة الكيلانية، واشهرها محلات جواد الشكرجي والحاج كنش الشكرجي القريبين من ساحة غازي حيث يمتازان بصناعتهما بالدهن الحر، وافران ومعجنات (كعك وجورك) قاسم تبدورة / مقابل حمام الحميدي، وافران ومعجنات (كعك وجورك) حجي جواد / راس الساقية مقابل عقد النقيب.
توجد في المحلة الكثير من الاسواق الشعبية وهي عامرة مثل (سوق منيشد) وغيرهِ تزدحمُ بالباعةِ والمشترينَ، كما ينتشرُ في كُلِّ جَنباتِها اصحابُ المصالحِ، واكثرهم من الكادحينَ والفقراء والمعّوقينَ يزاولونَ مختلفَ المهنِ، ويتوزعون على مئاتِ الحوانيتِ آو على الطرقاتِ آمّا شارعُ الكيلاني، وعلى امتدادهِ ، بِدءاً من (شارعِ الكفاحِ) حتى شارع (شيخ عمر) توجد مجلات رأس الساقية، ومحلات العيدروسي، محلات حبو. سوق الأمانة، علاوي الشعير، سوق الماشية في رأس الجول، وهناك المحلات الصغيرة التي يُشغِلُها العَطّارونَ والصاغةُ المندائيين والارمن المسيحيين، اما مسواق رمضان فالنساء تجدهن يتبضعن في النهار من سوق الصدرية، هذا السوق المعروف بتنوع المواد فيه من الخضروات والفواكه والاجبان والقيمر..، هذا السوق معروف بالمخللات التي تضرب فيها الامثال.
اذا تعد محلة باب الشيخ مركز مهماً من محلات بغداد فيها بيوتات الشخصيات الحكومية ونقباء بغداد وعدد من أمراء القبائل والأعيان والتجار والموظفين والطبقات المتوسطة والفقيرة وطلاب العلم، وكذلك سكنها عمالقة العلم والتجارة والاقتصاد ليكونوا قريبين من منطقة القرار، فيهم العرب والكورد والتركمان .. وكذلك المسيحيون واليهود والصابئة وتعانقت فيها الكنائس والمساجد دون اية موانع، تميز أهالي هذه المحلة منذ قرون ولا زالوا يعيشون بانسجام، متجاورين، ويتمتعون بالبساطة والشجاعة والمحبة، تربطهم مصالح وعلاقات اجتماعيةٌ واقتصاديةٌ ومعيشية مشتركة، وهي متأصلة بشخصيتهم وجذرهم الاجتماعي المتشرب في ثنايا حياتهم اليومية، فاستطاعوا في عز الأزمات التي آلت إليها بغداد في القرن العشرين المحافظة على مركزهم السياسي والديني والاجتماعي ورغم كل المؤثرات الخارجية التي احاطت بهم، وبذلك سجل أبناؤها تأريخه وتراثهم بشجاعة ووعي.
وأهل هذه المنطقة عوائل واسر من أصول عريقة ومنهم من تبوأ مناصب عليا في البلاد، قسم منها تصاهرت في ما بينها، ومن هذه العوائل والأسر:
عبد الرحمن علي النقيب، رشيد عالي الكيلاني، محمود عبد الرحمن النقيب، يوسف الكيلاني، عبد الرزاق الشيخلي، برهان الدين عبد الرحمن الكيلاني، محمد جواد ألعبوسي، كامل الجادرجي، عبد الرحمن الكيلاني، محمود الكيلاني، عاصم الكيلاني، برهان الدين الكيلاني، علي حيدر الكيلاني، عبد الرزاق الكيلاني، رشيد عالي الكيلاني، يوسف الكيلاني، سبهان الخضيري، خطاب الخضيري، عبد القادر الخضيري، عبد العزيز الخضيري، عبد الودود الخضيري، صبحي عبد العزيز الخضيري، عبد الغني الخضيري، خليل سلمان ألعبوسي، عبد اللطيف مصطاف ألعبوسي، عبد المجيد مصطاف ألعبوسي، خليل إبراهيم ألعبوسي، هادي ألعبوسي، عبدالله الدركزلي، علي الدركزلي، توفيق الجنابي، عبد الرحمن الجنابي، داود الجنابي، إبراهيم ألدروبي، حافظ ألدروبي، صبري النقشلي، احمد الشيخلي، محمد عبد الوهاب الشيخلي،، عبد الوهاب الوطني، علي الطرفة، حسن الصميدعي، حسين الصميدعي، محمود عرار، سيد سلمان، عبد المجيد سبع ألعبوسي، عبد الحميد سبع ألعبوسي، صبحي عبد العزيز الخضيري، سلمان الدركزلي، عبد الستار سبع ألعبوسي، عبد العزيز عبد الرحمن ألعبوسي، جميل خليل ألعبوسي، عبد الجبار محمد ألعبوسي، عبد اللطيف جواد ألعبوسي، عبد الأمير علاوي، علي جواد ألعبوسي، فاضل خليل ألعبوسي، رفعت خليل ألعبوسي، عباس خليل ألعبوسي سلمان تاج الدين، إبراهيم حسافة، قيس عبد المجيد ألعبوسي، الحيالي، ألغرابي، النعيم، المشاهدة، إل وادي، البرزنجية، الصميدعي، الجلبي، إل واوي، ألعساكره الرفاعية، الادهمي، الواعظ، إل غلام، البو باز، إل الطيار، القبطان، البكري،، إل ونه، إل الشيخ قادر، إل الجادر، الكيارة ، النقشلي، إل ألسكوتي، إل ملوكي، إل الوطني، إل وريد، بيت مصطفى سليم، إل شنشل، الرحبي، الجاووش، إل دله، الخطيب، القيسي، السويدي، الطبقجلي، الوتار، الالوسي، بيت أبو الهوى، الهاشمي، الاورفلي، بيت الحاج احمد الأحمدي، الماليمان، ملك شاهي، قيتولي، لر، علي شيروان ، موسي، شوهان، الباوى، بيت أبو الأزر، الكاكائية، والقرلوس، بيت عبد الجميد عبد القادر، بيت ياره، بيت البطارية، عزت جان، الجاف، النقشبندي، بيت الدوحي، قرة علي، العزة، طبانة، ألبياتي، البو نيسان، ألشمري، الربيعي، بيت أبو خمرة، البستاني، الجبوري، علو، الزيدي، إل عوينه، ألجميلي، الكبيسي، الطرفة، بيت باكو، بيت فرزلي، بيت فرمان، بيت ال يعقوب، بيت ساعد، بيت المعدان، عبد الوهاب الكروي، بيت ملا نزر، بيت ريشان، وعائلة الشاعرة نازك الملائكة في الصدرية، وبيت فرمان، بيت جاعد، بيت أبو اللبة....
ومن الادباء والفنانين: الشاعر عبد الوهاب البياتي، الشاعر الشعبي احمد جميل الشيخلي، الشاعرة نازك الملائكة، القاص غائب طعمة فرمان، السيد إبراهيم الدروبي الأديب حسين الجاف. الشاعر الشعبي حافظ داؤود العبوسي، عبد الجبار عباس، فاضل رشيد، راسم الجميلي، الاخوان كريم ومكي عواد.
ومن المختارين: مصطفى سليم رأس القرية، مصطفى غلام الصدرية، ناجي المختار ، حجي علي الدركزلي عقد الاكراد، عبد اللطيف قهوة شكر.
ومن قراء القرآن والأذكار والمقام : عبد الستار الطيار، حمزة السعداوي، عبد الرحمن خضر، يوسف عمر، الحافظ مهدي، الحافظ صلاح الدين، الحاج عبد الرحمن توفيق، ملا علي العامري، سعيد حسين القلقالي، الحافظ خليل إسماعيل، الحاج محمد الملقب (ملا مامي الكوردي) من المؤذنين المعروفين في الحضرة القادرية، الحاج ملا أموري (أبو أحلام)، الحاج احمد ملا رحيم، شيخ القراء محمود عبد الوهاب، نجم الدين الشيخلي، ملا خالد الشيخلي، رشيد القندرجي، حسن خيوكه، حسن البناء، محمد العاشق، الحاج عباس كمبير.
يمكن اعتبار محلة باب الشيخ المحلة البغداديه الاولى في الخط العربي اذ يمكن اعتبار خطاطو باب الشيخ نصف خطاطو بغداد والنصف الاخر خطاطو محلات بغداد الأخرى، وهم من مشاهير خطاطي بغداد، وكانت من بين الخطاطين امرأة اجادت فن الخط وهي الخطاطة الحافظة صالحه النقشلي المرأه العابدة الناسكة حافظة القرآن، تعلمت اصول الخط العربي على يد شيخ الخطاطين في القرن التاسع عشر سفيان الوهبي البغدادي وتخرجت بالفقه والحديث الاصول على العلامه عبد السلام الشواف من آثارها الفنية الرائعة نسخة من القرآن الكريم بخطي الثلث وقد حلته بالذهب الخالص والمينا اللازورد يه واوقفته على الحضره الگيلانيه عاشت في القرن التاسع عشر الميلادي توفيت سنة 1877م ودفنت في مقبرة الغزالي، والشيخ اسماعيل البصري، والملا سليمان الكاشفي، والسيد عبد الرحمن الگيلاني السيد عبد الرحمن الأدهمي، والسيد حبيب الأدهمي، والسيد عبد القادر الأمام، والشيخ البصري هو الشيخ بن صالح البصري البغدادي كان من أئمة الخطاطين المجودين في بغداد، والسيد عبد الرحمن بن فيض الله الكيلاني، و السيد عبد الفتاح الواعظ ابن السيد محمد بن جعفر الأدهمي، وعبد الرحمن محمد أمين ألعبوسي، ورشيد ألعبوسي، وعلاء الخطاط، وصبري الخطاط، ومامي.
كانت في محلة باب الشيخ قبل انتشار المدارس الحديثة عدد من الكتايب... بعضها للذكور واخرى للاناث، ومن اشهر الملالي للذكور في محلة باب الشيخ آنذاك: الملا صالح بن حيدر، الملا محمد بن الحاج فليح، الملا قاسم المغربي، الملا عبد الغني بن الملا حيدر، الملا عباس بهي، الملا احمد المغربي، الملا اسعد.
اما كتاتيب البنات : اسماء بنت الحاج حسن الهندي، الملاية مرزوكه، الملاية حياة بنت الامام.
ثم تأسست بعض المدارس مثل : مدرسة عاتكه خاتون او المدرسة الخاتونية التي كانت تقع ما يلي القبلة للحضرة الكيلانية.
ولكل محلة شقاوتها ولا تخلو محلة باب الشيخ منهم وكان ابرزهم: المان، واكرم كوكي، جوامير التكة، حسن الشيخلي، وصالح ابو الفيالة، وعباس المندلاوي، وخليل أبو الهوب.
ومن الرياضيين امثال : المصارع مجيد كسل ولاعبي السلة نور الله رضا ونعمان مراد وداوي والملاكم علي جاك والملاكم اسماعيل راضي وغيرهم من ابطال النوادي.
شوارعها : الشيخ عمر , غازي , الجمهورية (شارع الملكة عاليه) , الكيلاني
ومن أزقتها : عقد النقيب، عقد الأكراد، عقد العبوسين، دربونه السادة، دربونة الطنطل، دربونة الخناق، دربونة العطار، دربونة الطاق، دربونة الجانبيين، دربونة الصابونة، دربونة البرابرة، دربونة الحروب، دربونة النخلة، دربونة، النبكة، دربونة العزة.
النافورة: أنشأت أول نافورة كبيرة في بغداد وبمصابيح ملونة في الساحة التي في شارع غازي والتي تشير إلى بداية باب الشيخ من جهة الباب الشرقي سنة (1956 /1957 ) فكان الناس يحضروها ليلاً للتنزه بالقرب منها توجد حديقتين الأولى حديقة الفضوة والثانية حديقة(سراج الدين) وهي بيضوية الشكل في ألخلاني.
ومن اشهر الحلاقين الذين كانوا يقومون بالختان وبعض العمليات الصغرى والتداوي وقلع الأسنان والحجامة: رشيد بربر رأس الساقية، سيد مهدي عبد الوهاب ألنعيمي، والسيد مثنى فضوه عرب، ومحمد أبو خالد بجانب الحضرة الكيلانية.
ومن الحمامات : ألحميدي (فضوه عرب)، التميمي، الهادي، المهدي خلف جواد الشكرجي، حمام السيد المربعة، حمام ملوكي النسائي والذي كان يتكون من قاعه فسيحه تتوسطها نافوره جميله تعلوها دكه كبيره من كل جانب تجلس عليه النساء بعد انتهاء الأستحمام.
شهدت المحلة مجالس للعلماء والوجهاء والسياسيين جلسات نقاشية فكرية اجتماعية وأدبية وعلمية وسياسية ودينية يحظره كبار العلم والادب والساسة ومنها: مجلس عاصم الكيلاني، مجلس احمد افندي الكيلاني، مجلس طه جلبي، مجلس عبد الوهاب الرواس مجلس آل مصطفى جلبي، مجلس آل الدركزلي، مجلس آل الخضيري ومنهم ياسين جلبي الخضيري، مجلس الشيخ قادر، مجلس الحاج علي والحاج احمد الشيخلي، مجلس الشيخ عبد الرحمن الزبير، مجلس الأستاذ عبد الله الشيخلي.
ومن شخصيات المحلة عبد الستار إبراهيم الشيخلي أبو باسل الذي تولد عام 1913 قاريء الكف والفراسة وهو عسكري وشاعر شعبي، مارس علم الكف وقراءة الوجه، قال عنه المؤرخ والباحث التراثي عزيز الحجية في احدى مجلداته ("بغداديات"، الأجزاء السبعة، 1967-1999)، "إلى أن الشيخلي كان أشهر قارئ كف في زمانه"، كما أن هناك من قال فيه "أنك أشهر من أن يعرّف في سطور لقد مارست علم الكف وقراءة الوجه فكنت خير من مارسها"، كان نابغا في مهنته، رجل متفرس نادر وعبقري صادق وفنان موهوب موفور القوة والصحة ذو مواهب وقابليات عظيمة يفيض ذكاء وحيوية، "ماركة مسجلة" ولا أحد يستطيع منافسته على عرش قراءة الكف العراقي!.
بالرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن الأولى في تدمير وسرقة التراث العراقي بما يشبه عملية اغتيال للتراث العراقي، في أثناء وبعد احتلالها للبلد عام 2003، لكنها كانت أكثرها عمقًا وتأثيرًا، فقد سبقتها لذلك بريطانيا حينما دخلت بغداد محتلةً للعراق عام 1917، يشهد عليها في ذلك ما تزدان به المتاحف الأوروبية من القطع الأثرية العراقية، فقد حرقوا المكتبة الوطنية وسرقوا المتحف العراقي والمتاحف الأخرى عقب الاحتلال مباشرة، وبعد الغزو، استولت القوات الأمريكية على الأرشيف اليهودي العراقي ونقلته خلسة إلى نيويورك، ثم استولت على كنز النمرود الذي كان موجودًا في أحد أقبية البنك المركزي العراقي ويحوي قطع ذهبية أثرية لا تقدر بثمن، كما تعرضت الحضرة القادرية الى هجمات كثيرة، ومنها محاولات لسرقة المخطوطات والكتب النادرة لمكتبة الحضرة، فاجتاح مسلحون يركبون شاحنة كبيرة، حاولوا اقتحام باحة الحضرة القادرية، فتصدى لهم المصلون ورواد الحضرة القادرية، وحصلت بين الطرفين (حسب ما يروي شاهد عيان وهو السيد أمين المكتبة القادرية) مناوشات بالسلاح ونتيجة لتجمع الناس واعتصامهم داخل الحضرة القادرية، أعرض المهاجمون عن المكتبة، واستطاع القائمون على المكتبة القادرية جمع بعض الكتب التي تعرضت للسرقة، بنقل الكتب التابعة للحضرة القادرية من مخزنها القديم إلى مكان جديد محصن خوفا عليها من النهب والتخريب، وقد استطاعوا بهذه الطريقة حمايتها من السرقة والإتلاف، المكتبة القادرية من الأماكن الثرية بهذا العطر، لما تحويه من إرث معرفي نفيس.
باب الشيخ المحلة المضيئة بسكانها وتنوعهم العرقي والقومي وعظمة صلاتهم الاجتماعية، المليئة بالإبداع والبهجة القادرة على اسعاد المجتمع العراقي المعروف بعبقرية مبدعيه وهويته الوطنية، أضحت في الوقت الحاضر بفضل من يحكم العراق المشجع لانتشار الفساد وتدني الخدمات الصحية والمجتمعية والبطالة وضعف التعليم، وتصدع القيم الاجتماعية وتقاليدها المتأصلة، تعاني من الإهمال بعد ان تدنت جميع الخدمات واصيبت بالشلل، بدلاً عن الاهتمام والاعتناء بها باعتبارها وجهة سياحية لاستقبال الزوار من جميع دول العالم لما فيها من آثار قيمة وتراثاً غنياً ورمزا من رموز العراق مرقد ومسجد وحضرة الفقيه عبد القادر الكيلاني وجزأً من تاريخ العراق الذي الهم بسحره الادب العراقي والابداع الفكري والمعرفي والديني، وهي التي تمثل ذكريات عائلات قديمة بقيت هنا مئات السنين، باتت بعد ان خرج او هاجر الكثير من اهاليها الاصلاء تعج بالفقراء والمتسولين أمام باب الحضرة الكيلانية لجمع التبرعات من الزائرين، واصبح محيطها مكانا للباعة وملاذا لشراء المواد المخدرة والحشيشة.
ما ان وطأت اقدام الاحتلال ارض العراق والمأجورين والمسوقين حاملة معها كل عوامل الهدم والتدمير، حتى تحولت كل بقعة فيه مرشحة الى بؤرة للفتنة والتشرذم والخراب، غايتهم تفتيت أواصر التلاحم المجتمعي والتسامح العرقي والمذهبي ومحو الذاكرة العراقية وطمس تأريخها، فاستطاعوا تشويه صورة بغداد ومحلاتها ومن ضمنها محلة باب الشيخ، لكنهم لم يستطيعوا محو او في الوصول الى روحها المتمثلة بتراثها وقيمها النبيلة، فسحقاً لهم، اما آن الأوان ان يستيقظ أهلها وناسها الاصلاء الذين حافظوا على تراثها وقيمها ويهبوا لردع الظلم، وتطهير من دنس تراب ارضنا و تنقيتها و..، ومن الله التوفيق.
سرور ميرزا محمود
1077 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع