في ذكرى ولادتها في ١٩ كانون الثاني ١٩١١..الملكة عالية في طفولتها ونشأتها الاولى

         

في ذكرى ولادتها في ١٩ كانون الثاني ١٩١١..الملكة عالية في طفولتها ونشأتها الاولى

ولدت في مكة المكرمة في حارة (القشاشية) بالحجاز يوم 19 كانون الثاني عام 1911 من اسرة هاشمية تعود الى(آل قتادة)الاشراف الذين حكموا مكة المكرمة قرابة ألف عام , وتربت في أحضان والدتها الشريفة نفيسة ورعاية والدها الشريف (علي بن الحسين)،

    

وفي يومها السابع سماها جدها الشريف حسين بن علي بـ(عالية) وبعد اربعين يومياً من ولادتها اخذت كعادة اهالي مكة الى المسجد الحرام، فطاف بها بالبيت الحرام السيد العلامة(الشيخ عبد الله الزواوي) وبعد ذلك وضعها على باب الكعبة وطلب من مؤذن الكعبة(الشيخ محمد الشبيبي)ان يدعو لها قائلاً:

” ادع لعالية الفضائل” وبعد أن بلغت سن الرابعة إنتقل والدها الى المدينة المنورة للأشراف على بعض الشؤون العشائرية فيها باعتباره الإبن البكر لوالده حسين شريف مكة , وبقى فيها عاماً كاملاً، و كانت الأميرة عالية هي البنت الثانية للملك علي بعد شقيقتها عابديه في حين ذهب بعض من الباحثين في عدها البنت الكبرى له وهي اكبر من اخيها (عبد الاله).

وعند اندلاع الثورة 1916 أعلن جدها الشريف حسين الثورة العربية الكبرى في الحجاز ضد السلطات العثمانية , فأصر في تلك الليلة على جمع أحفاده في قصر والدته الواقع في (شعب علي) القريب من مكة ليكونوا بعيدين عن ساحة المعارك ودوي المدافع، وكانت عالية من بين الاحفاد , ولما تجمعوا في قصر الجدة الكبير , لم يكونوا يعلمون شيئا عن اسباب هذا التجمع، الا حينما هاجمت القوات العربية مراكز جيوش الحكومة التركية في الحجاز وملأ ازيز الرصاص سماء مكة. وفي تلك الساعات العصيبة جمعت الجدة احفاد الحسين واعلمتهم ان جدهم اعلن استقلال العرب والثورة على العثمانيين التي تقود سياساتها(جماعة الاتحاد والترقي),

             

تلك الجمعية التي اختطت سياسة عنصرية ضد العرب سميت بسياسة التتريك وقام حكامها ومنهم(جمال باشا السفاح) باضطهاد واعدام رجال العرب الاحرار وتعليقهم على المشانق في كل من بيروت ودمشق,ومما لاشك فيه ان الثورة العربية كانت حاجة ماسة من حاجات الأمة العربية في الظروف التي شبت فيها وعملية محتمة لأنقاذ ما يمكن انقاذه من أرواح العرب واموالهم, فكانت احد الاسباب التي دعت لقيام الثورة.

لقد وعى الاحفاد هذا الدرس البليغ الذي يعكس معاني العزة بالنفس والكرامة والاحساس بمعاني القومية والحفاظ على مبادئها السامية , فكان أول درس بليغ تلقته الاميرة عالية في ميدان الوطنية و الانتماء القومي, وبعد انتصار الثورة في نهاية عام 1918 أعلنت مملكة الحجاز ونودي بالشريف حسين ملكا عليها.

استدعى الشريف حسين عائلة ولده علي الى المدينة المنورة فالتقيت العائلة برب الاسرة وكانت فرصة الاميرة عالية لترى والدها بعد فراق دام خمسة اعوام , وقد فرح بها والدها ولاسيما بعد ان رأها قد اصبحت صبية وبات عمرها ثمان سنوات تستقطب انظار اسرتها فبرزت منذ ذلك الوقت في البيت نشيطة مرحة رشيقة الحركة تثير الاعجاب لمن حولها. بجمالها وذكائها ونباهتها, الى جانب ميلها الي الجدية والطرافة فكانت تهوى العاب البنين دون العاب البنات فحملت البندقية قبل ان يقوى جسمها النحيف, وتعلمت ركوب الخيل وهي صغيرة، وصارت أحدى هواياتها المحببة الى نفسها وصارت تجيدها , ومن جانب آخر اختير لها معلمون من افاضل الحجازيين لإعطائها دروساً في الادب ومبادئ اللغة العربية , إذ درسها الشيخ ياسين البسيوني القراءة و حفظها القران الكريم و كما تم تعليمها اللغة التركية التي لم يكن تعليمها صعبا عليها اذ تفتحت اذانها على سماعها في البيت من أمها التي تعلمها في استانبول الى جانب وصيفات القصر كما اتقنت اللغة التركية على يد جدتها لامها التي كانت تركية الاصل.

لقد كانت الاميرة نحيفة القوام ذات عينين واسعتين و وجه بيضوي يمتاز بأشراقة و بكلامها الذي ينطلق من ادب اصيل تضاف اليها صفة التسامح مما جعلها محط انظار الشخصيات المقربة من العائلة , ومن هؤلاء شيوخ القبائل الذين صارحوا والدها قائلين “كم كنا نتمنى لو كانت هذه الفتاة صبياَ , لان كل صفات الزعامة تتجلى فيها”.

يذكر عن السيد العلامة الشيخ عبد الله الزواوي انه كان قد خاطب والد الملكة عالية الملك علي بما نصه: “تمنيت لو خلق الله هذه الفتاة فتى هاشمياً لتحدث الركبان عن فتوتها ورباطة جأشها في الكر والفر”.

           

غادرت عام 1920 الاميرة عالية مع عائلتها التي تتألف من والدتها و اخواتها واخيها عبد الاله الى دمشق لحضور قرار المؤتمر السوري الذي نادى بعمها الامير فيصل بن الحسين ملكا على سوريا فحضرت حفلة تتويجه وشاهدت مباهج المهرجان العربي بعودة السيادة العربية الى ربوع الشام وبذلك بدأت لديها بواكير الوعي القومي وهي في السنة التاسعة من عمرها، وفي دمشق التي مكثت فيها مدة من الزمن أدخلها عمها (الملك فيصل)، في أحدى مدارس دمشق لإكمال تعليمها ولتتعلم اللغتين الانكليزية والفرنسية وعلى الرغم من ان دمشق قد استهوتها , الا انها لم تلبث فيها سوى بضعة اشهر.

المصدر: المدى

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

791 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع