١٣نيسان (ايريل) ١٩٦٦ سقوط طائرة الرئيس عبدالسلام عارف
وصور نادرة من الذكرى الاليمة
في ١٣ نيسان (أبريل) من عام ١٩٦٦ أعلنت الاذاعة العراقية عن استشهاد الرئيس المشير الركن عبدالسلام محمد عارف اثر سقوط الطائرة المروحية التي تقله ومن معه من المسؤولين والمرافقين، فوق منطقة النشوة بين القرنة والبصرة على اثر سقوط طائرة الهيلكوبتر السوفيتية الصنع طراز مي (Mi) مروحة سمتية من ضمن الرف الجمهوري الخاص في ظروف غامضة وهو في زيارة تفقدية لألوية (محافظات) الجنوب.
وقد تعددت الروايات حول ظروف سقوط طائرة عارف، فالرواية الرسمية أكدت أن السبب يعود إلى عاصفة ترابية اعترضت الطائرة وأسقطتها، بينما الطائرة الثانية المرافقة لها لم يصبها أي شيء.
الرئيس عبدالسلام محمد عارف يصعد طائرة هيليكوبتر في احدى جولاته
من غريب الاحداث التي سبقت الحادث المفجع ان الرئيس عبدالسلام عارف طلب تقديم مباراة نهائي بطولة كاس العرب يوما واحدا لكي يتمكن من السفر بجولته التفتيشية التفقدية لمحافظات جنوب العراق، وكأن الاجل المحتوم كان يقوده لذلك، فضلا عن احداث يوم الفاجعة وملابساته. وفي الصورة المشير عبدالسلام محمد عارف رئيس الجمهورية يسلم كأس بطولة العرب الثالثة بكرة القدم للمقدم عادل بشيرمدرب منتخب العراق بعد فوز المنتخب على منتخب سوريا في المباراة النهائية التي جرت يوم 10 نيسان عام 1966 وكان اخر نشاط له في بغداد قبل سفره الى البصرة ومقتله هناك بحادث الطائرة.
تولى عبد السلام محمد عارف رئاسة الجمهورية في 8 شباط 1963 لأاول مرة، وكانت وفاته المفاجئة بحادث الطائرة مثار شكوك من قبل أنصاره وخصومه. وبعد أيام تقرر أن يكون شقيقه الفريق عبد الرحمن عارف رئيسا للعراق خلفا له حيث انتخبه مجلس القيادة، في أحداث لم تزل موضوع الدرس والتحليل.
ولد عبد السلام محمد عارف في 26مارس/آذار 1921 ونشأ في كنف أسرة مرموقة ذات نسب تعمل في تجارة الأقمشة، أكمل مراحله الدراسية وتخرج من ثانوية الكرخ عام 1938 شاقا طريقه بمزيد من الإصرار والتحدي.
عبدالسلام محمد عارف وعائلته
كان جده شيخا لعشيرة الجميلة المعروفة، وخاله الشيخ ضاري المحمود أحد أبرز قادة ثورة العشرين ضد الاستعمار البريطاني آنذاك. شخصيته التي جمعت بين البساطة والعفوية لم تخف جانبا آخر من الحزم والصرامة والخطاب الارتجالي الشعبوي الذي أثار حفيظة مناوئيه في أحيان كثيرة.
مشاركته في ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941 -التي عرفت بثورة مايو/أيار التحررية، وانخراطه في حرب فلسطين ضد إسرائيل عام 1948، أكسباه مهارة وحنكة في مقارعة الخصوم والثبات حين البأس.
يصنفه المؤرخون من جيل الضباط الثوريين الذين تصدوا لعمليات التغيير باستخدام الجيش على غرار ما جرى في سوريا من انقلاب حسني الزعيم، أو على شاكلة الضباط الأحرار الذين أطاحوا بالملك فاروق في مصر.
رسالته الشهيرة لوالده -التي طلب فيها رضاه والدعاء له بتحقيق النصر أو الشهادة في حال وفاته- تنم عن إرادة عنيدة في تحدي المألوف وعدم الركون لما هو قائم حيث أذاع عارف بنفسه البيان الأول من مقر الإذاعة صبيحة 14 يوليو/تموز 1958
وهذا نص الرسالة:
رسالة المرحوم عبدالسلام محمد عارف إلى والده (الحاج محمد عارف البزاز) صبيحة يوم 14 تموز 1958 يستأذنه ويطلب منه الصفح والعفو والمغفرة لأنه توكل على الله مع اخوانه وعلى راسهم الصديق الوفي عبدالكريم قاسم لانقاذ الوطن الغالي من الاستعمار واذنابه وانا متحمل النتائج بضمير مرتاح. وقال في ختام رسالته (سلامي اليكم جميعا فأنا ملاقيكم وأنا رافع الرأس في خدمة الوطن أو ملاق ربي الذي وسعت رحمته كل شيء ولي الفخر بأن أكون مع الشهداء والصديقين) ولدكم المطيع...
تأثر كثيرا بالرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وكانت له علاقة وثيقة بالقوميين في الداخل باعتباره رمزا للحركة القومية، كان يؤمن بالوحدة العربية وينادي بها مع مصر وسوريا لكنه بالضد من الوحدة الفورية.
اتسمت فترة حكمة اللاحقة بالاستقرار وكونها أكثر اتزانا وتفهما للسياسة الداخلية والخارجية، حيث شرع بطرح أيديولوجيته حول الاشتراكية الإسلامية وتحقيق الوحدة الوطنية لكل قطر عربي تمهيدا للوحدة العربية الكبرى.
عبدالسلام عارف اتسم بالبساطة والعفوية والتقرب ممن الشعب وهذه صورته في سيارته مع سائقه وهو يتفقد احوال الناس في الكرخ
الرئيس عارف يتناول الطعام مع ضباطه
وفاة غامضة
توفي عارف في 13 أبريل/نيسان 1966 إثر سقوط طائرته الخاصة بمنطقة القرنة بعد عودته من زيارة لمحافظة البصرة جنوب العراق حيث أمضى يومه كاملا في ضيافة المدينة، وقرر العودة عند المساء رغم تحذيرات الطاقم المرافق له من خطورة الطيران ليلا.
المشير عبدالحكيم عامر وصل بغداد للمشاركة في تشييع الشهيد
التحقيقات كشفت في حينها أن الحادث سببه عاصفة رملية، لكن فريق التحقيق الذي أرسلته الشركة الروسية المصنعة للطائرة الرئاسية أكدّ خلوّها من أي عطل فني ليسدل الستار على حادثة لا تزال غامضة حتى اليوم.
ثم تسلم شقيقه الأكبر عبد الرحمن إدارة البلاد بعد وفاته مكملا حقبة أخرى من حكم ضابطين دخلا عالم السياسة والحكم فخرجا منه ببزة الرؤساء.
نساء بغداد ينتحبن حزنا على الرئيس عارف الذي احبه الشعب
ضباط الشرطة يشاركون في موكب جنازة الرئيس الشهيد
طائرة الرئيس الشهيد عبدالسلام عارف بين جماهير شعبه
ضيف العراق الرئيس السوفيتي بودغورني الذي زار العراق للتعزية بوفاة عبدالسلام محمد عارف
قبر الرئيس الشهيد عبدالسلام عارف الذي دفن في جامع الشيخ ضاري في ابو غريب
قبل سقوط طائرة الرئيس بوقت قليل ،ويبدو في الصورة ( ثاني من اليسار) المرحوم العميد المهندس جهاد فخري مديرعام الكهرباء والمرحوم والد زميلنا أحمد فخري نائب رئيس تحرير الگاردينيا
نسال الله تعالى للرئيس الشهيد المشير الركن عبدالسلام محمد عارف الرحمة والمغفرة والرضوان وهو يلقى ربه وهو يتفقد احوال شعبه في جنوب العراق
938 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع