دروس واستنتاجات مستفادة من الحرب العراقية الايرانية
لواء طيار ركن دكتور علوان العبوسي
٨ - ٨ -٢٠١٧
بمناسبة مرور تسع وعشرون عام على انتهاء الحرب العراقية الايرانية ، والانتصار الباهر للقوات المسلحة العراقية عبر مراحلها المختلفة ، ورغم محاولات العراق الكثيرة ( منذ يوم 29 / 9 / 1980 ) لايقافها بعد تحقق الهدف القومي للعراق باعادة الاراضي المستولى عليها من ايران يقابله التعنت الايراني بالرفض لكل القرارات الرسمية وغير الرسمية والمبادرات لانهائها حتى يتحقق اسقاط النظام السياسي العراقي (هذا ماهو مذكور بشكل رسمي من السلطات السياسية الايرانية) ،وبعد مرور ثمان سنوات عجاف سقط خلالها مئات الالاف من القتلى والجرحى للطرفين واخيرا استنتج خميني بان هذه الحرب لم تؤدي الى نتيجة عندها اضطر الى تجرع كاس السهم واوقف القتال وفق قرار مجلس الامن 598 .
في عجالة للنتائج التي افرزتها ثمان سنوات الحرب بودي ايضاح دور سلاحنا الجوي ومعه بعض من ادوار قواتنا المسلحة بهذه الحرب من خلال الدروس والاستنتاجات التي ظهرت على ارض الواقع مستفيدا من بعض المصادر والمراجع المهمة ومن كتابي الموسوم (القدرات والادوار الاستراتيجية لسلاح الجو العراق للفترة 1931- 2003 ) ارجو ان تنال رضا قراء واعضاء موقع الگاردينيا الثقافي .
ظهرت العديد من الدروس المستفادة والاستنتاجات من الحرب العراقية الايرانية للفتره 1980- 1988 في كافة مراحل القتال وفق مبادىء الحرب العامة والخاصة استفادت منها أسلحتنا الجوية في تحسين اوضاعها التكتيكية والتعبوية والاستراتيجية وارتفع مستواها القتالي نتيجة انتصاراتها المتعددة على القوة الجوية والدفاع الجوي الايراني ، ولكي اسلط الضوء على هذه الدروس والنتائج لاهميتها ارتأيت ان تكون على مراحل وفترات وتخصصات اسلحة الجو المختلفة اثناء الحرب مع ايران .
الدروس والنتائج المستفادة من الضربات الجوية الشاملة 22 – 23/9/1980 . بلا شك ان قرار اشراك القوة الجوية العراقي ذات معامل التفوق الجوي المنخفض في الضربة الجوية الشاملة الاولى والثانية هو قرار اتخذ في منتهى الشجاعة والمسؤولية تحملت نتائجه قيادة القوة الجوية والدفاع الجوي بصورة خاصة بعد اجراءات بسيطة اتخذتها لرفع من مستوى اداء منتسبيها الذي أثرّ بطبيعة الحال في نسبة معينة ومحددة بمستواها القتالي العام ،
خاصة اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار ان القوة الجوية في تلك الفتره كانت في طور التحديث والتطوير وكان لدى هذه القيادة ( في فترة تسلم مسؤوليتها الفريق الطيار الركن محمد جسام الجبوري) خطط كفوءة وطموحة لرفع من مستواها الفني والاداري والقتالي ناهيك ان كافة هيئات الركن والقادة والامرين مشغولون لتنفيذ هذه الخطة ، ومسالة الحرب مع ايران لم تتبلور لديها قبل الثورة الايرانية لكنها اعطت القيادة السياسية العراقية مؤشرات لها بعد سياسي خطير عند تسلم الخميني السلطة وهو يلوح بتصدير هذه الثورة وحتمية اسقاط النظام العراقي من خلال بعض من تصريح قادته السياسيين ، اذن كيف يمكن تحليل وتفسير نجاح وفشل الضربات الجوية الشاملة الاولى والثانيه لليومين 22 – 23 /9/1980 من قبل القوة الجوية العراقية ، ساناقش ذلك وفق بعض مبادىء الحرب المعروفة :-
المباغتة الاستراتيجية . كما هو معروف ان المباغتة احد مبادىء الحرب المهمة والتي تعني الشروع بعمليات عسكرية ضد عدو لم يكن يتوقعها او لم يكن مستعداً لمجابهتها في الوقت المناسب وعليه كان للقوة الجوية العراقية الدور الرئيس في تحقيقها ضد ايران التي تتفوق قوتها الجوية عليها في كافة موازين القوى العسكرية ، وقد ساهم تحقيق هذا المبدأ في تسهيل ادارة اعمالها اللاحقه بالمحافظة على المبادأة في اعمال القتال وارتفاع معنويات الطيارين وباقي منتسبيها ، كما ان تامين المباغتة الاستراتيجية في الضربة الجوية الشاملة الاولى كان له الدور الكبير في تامين وصول طائرات الضربة الى اهدافها دون تدخل القوة الجوية والدفاع الجوي الايراني بشكل فعال وانجزت مهمتها بخسائر قليلة جداً واسباب ذلك يعود لما ياتي :-
• السرية التامة في إعداد الخطة و اسلوب تبليغها الى القواعد المنفذة والطيارين قبل وقت قصير من تنفيذها ، إضافة الى الاجراءات السليمة المتخذة من قبل قادة القواعد الجوية وإشاعة ان ذلك بمثابة تكملة لسلسلة التمارين التي كانت تجرى في ذلك الوقت .
•التدابير الامنية المتخذة منذ اعداد الخطة وحتى تنفيذها مثل الحرص في الاستخدام المحدود لوسائل الاتصالات ذات الترددات العالية وتجفير المعلومات المهمة وغيرذلك .
•أختيار خطوط طيران من خلال الثغرات الموجودة في الكشف الراداري الايراني من مناطق غير ماهولة حتى لاتعطي فرصة للانذار المبكر المعادي .
• اختيار التوقيت بالساعه 1200 لاجتياز الحدود ساهم في تامين المباغتة وذلك لختراق الطائرات العراقية الحدود الايرانية في وقت واحد غير متوقع كما في الصباح الباكر او الضياء الاخير حيث يتشدد عادة الانذار للاسلحة والدفاعات الجوية .
التدريب ومضاعفات القوة .ساهم التدريب التعبوي و مبدا مضاعفات القوة ولو بنسبة قليلة في إحداث توازن مقبول بمعامل التفوق الجوي العام لكن لم يتم درجه في معادلة هذا التفوق المشار اليها آنفاً واعتبر متعادلا مع القوة الجوية الايرانية تحسبا للمبالغة الزائدة لعدم الوقوف على مستوى الطيارين الايرانيين آنذاك وقد اتخذ هذا التدريب الدور التالي : -
•تدريب الطيارين تعبوياً وبكثافة غير معهودة على تنفيذ الضربات الجوية المنخفضة جداً وصولاً الى التدريب بمستوى سرب وجناح وقاعدة جوية ثم على مستوى القوة الجوية ضد اهداف بانصاف اقطار قريبة من الاهداف الايرانية بالتعاون مع الدفاع الجوي .
•زيادة ساعات الطيران المقرر تنفيذها بنشرة تدريب الطيارين بحيث لاتقل عن 25 ساعة شهريا مما ساهم ذلك في رفع مستوى طياري القوة الجوية العراقية .
• تكثيف واجبات الرمي الحقيقي جو – ارض على ميادين الرمي بمختلف انواع الاعتدة .
• ساهم الدفاع الجوي العراقي في هذه التمارين للوقوف على الثغرات الموجودة فيه ومحاولة تلافيها للمعركة المقبلة .
• تدريب الطيارين والفنيين عملياً على استخدام المطارات الثانوية والشقق الارضية البديلة ومحاولة تجهيز الطائرة للطيران من قبل الطيار احياناً .
• تدريب المهندسن والفنيين على اعمال التصليح والتجهيز السريعة في ظروف مشابهه للعمليات الحقيقية .
زخم الهجوم . لم يتوفر الجهد الجوي الكافي لتحقيق زخم الهجوم المطلوب والمؤثر وادامته ضد القواعد الجوية والمطارات الايرانيه للاسباب التالية : -
• وقوع معظم القواعد الجوية الايرانية الرئيسة بمسافات بعيده عن القواعد الجوية العراقية ، وكان الوصول اليها على حساب الحمولة القصوى للطائرة عليه تم الاستعاضه بالوقود بدل القنابر مما اثر على مستوى الشل والتدمير المطلوب سهل على القوة الجوية الايرانية مبدأ الاستعادة ورد الضربة من قواعدها التي لم تتائر كثيرا بالضربة الجوية الشاملة الاولى ولولا ذلك لكانت النتائج ممتازة ، بل كان يمكن تحجيم دور القوة الجوية الايرانية نهائياً و منذ الساعات الاولى للحرب .
• عدم كفاءة ودقة أجهزة التسديد والقصف والملاحة في الطائرات العراقية في تلك الفتره واعتمادها على اسلوب قراءة الخريطة التقليدي(احيانا كان الطيار يحتاج الى خريطة بمقياس كبير حدده فضاء المقصورة مما اضطره إستخدام خرائط بقياس صغير تضيع فيها معالم الهدف) و كفاءة الطيارين بالدرجه الاولى دون مساعدات الطائرة له كما هو حال الطائرات الحديثة ، وكاّن الطيار يطير بطائرات الحرب العالمية الثانية بمستواها التقني المحدود، مما أثَر ذلك في بعض مستويات الطيارين وعدم وصولهم الى اهدافهم بسبب سوء الحالة الجوية اثناء خط الرحلة ، وقد تغير هذا الحال بعد استلام العراق طائرات الميراج/ ف١ المتطورة .
• محدودية الموارد في طائرات المقاتلات القاذفة مما اضطر الى استخدام الطائرات المتصدية بدلا عنها رغم محدودية نصف قطر عملها وقلة حمولتها في الارتفاعات المنخفضة وكذلك استخدام القاصفات رغم بطىء سرعتها وقلة مناورتها ووهنها تجاه الدفاعات الجوية الايرانية
• لقد اعطت هذه المؤشرات دليل عمل لتطوير اساليب عمل قيادة القوة الجوية العراقية أثناء الحرب بما يتماشى مع مفاهيم الحرب الحديثه سواء إمتلاك طائرات متطورة واساليب الاستخدام بحيث ذللت معوقات الاستخدام القتالي ومكنتها في معالجة اهداف باعماق جاوزت نصف قطر 1000 كم .
الاستخبارات. لقد كان نقص المعلومات الاستخبارية واضحاً قبل بداية الحرب العراقية الايرانية ، لم يمكن القوة الجوية التعرف على طبيعة الاهداف الايرانية الا بعد تنفيذ ضرباتها الجوية تجاه تلك الاهداف ولم يفكر العراق يوماً انه سيحارب ايران ، وكان كل شيىء مجهول واعتماده على النشرات المعلوماتية المدنية المتوفرة في الخرائط الطبوغرافية العامة الموجودة في الاسواق وخرائط الطيران المدني التي لايستدل منها على المعلومات الاستخبارية المهمة عليه تم التخطيط لمعالجة اهداف ليست ذا قيمة عسكرية مؤثرة مثل مطار همدان الذي يعتبر بديلاً لقاعدة شاهروخي وهو مطار مدني لايحوي اي جهد قتالي ومطار سقز وسنندج وكرمنشاه وغيرها استنفذت جهداً جويا كان يمكن الاستفادة منه في اهداف اخرى،كما كانت القوة الجوية العراقية تفتقر الى كافة وسائل الاستطلاع الجوي المتطورة لتكون عيناً لعناصر الاستخبارات على كافة مستوياتها وقد استمر هذا الحال لحين استلام طائرات الميج/ 25 وطائرات الميراج/ ف1 ذات الامكانات الاستطلاعية المنوعة .
استخدام القاصفات الثقيلة.شارك سربا القاصفات 10 ، 36 في الضربة الجوية الشاملة الاولى بشن هجمات مركزة وبحمولة كبيرة على القواعد الجوية وبعض المنشآت الايرانية تمكنت إيقاع خسائر مهمه بهذه الاهداف ، وقد استمر جهدها بشكل محدود في الايام القادمة الاخرى ، لقد رافقت قوة القاصفات في المراحل الاولى من الحرب جملة امور ومشاكل اثرت بشكل سلبي على ادارئها فيما يلي اهمها : -
•عدم استقرار مبدأ القيادة والسيطرة عليها وانتقالها من مستوى قيادة القوة الجوية الى مستوى اعلى نتج عنه مشاكل فنية في الاستخدام القتالي ، مما أثر ذلك على استمرارية عملها بشكل مريح مابين جهات التنفيذ والتخطيط .
•نقص المعلومات عن منظومة الاهداف المعادية انعكس سلباً على كفاءة التخطيط والتنفيذ ونسب الخسائر بالقاصفات .
•عدم تيسر منظومة كشف ومتابعة في الطائرة لتغطية العمق المعادي .
•عدم تيسر منظومات ومعدات ملاحية وقصف متطورة وانما تحوي على منظومة قصف تقليدية بدائية ...ولكن عزم وتصميم طواقم القاصفات الابطال حال دون تاثير ذلك على الدقة والتمكن من قصف الاهداف المعادية بكل دقة .
حشد القوه .عادة يتحقق النجاح في العمليات العسكرية عموماً عند حشد قوة متفوقة ومتوازنة في المكان والزمان الحاسمين وقد تداخل هذا المبدأ مع مبدئي المباغتة والامن ولم تشعر به ايران الا والقوة الجوية العراقية باتجاه اهدافها ،عليه لم تتمكن من اتخاذ اجراء حاسم تجاهها ، لقد كانت هذه القوة تعمل من اماكن تواجدها الاعتيادية الا ان القيادة وقبل ايام من تنفيذ الضربة الجوية الشاملة قررت اجراء بعض التعديلات في مواقع الاسراب المقاتلة لسببين الاول تخفيف الزخم الحاصل ببعض القواعد الجوية تجنباً للخسائر المتوقعة عند رد الضربة والثاني لحشد القوة الازمة في المكان المناسب .
الدروس المستنبطة والاستنتاجات من عمليات الدفاع الجوي العراقي في تامين الحماية الجوية للقوات والاهداف الحيوية
ساناقش الموضوع وفق مبادئ الحرب التالية
القيادة .في بداية الحرب مع ايران كان هناك عدم وضوح بمبدأ القيادة لدى الدفاع الجوي وعليه لم يستثمر بصورة جيدة عملياً ، واسبابه كثيره لامجال لذكرها في هذا الموجز، نتج عدم الاهتمام بهذا الجزء المهم في سلاحنا الجوي ، انعكس ذلك على الاداء العام للدفاع الجوي قيادياً وفنياً وامنياَ إضافة الى الاخطاء في تحديد المسؤولية فلا هناك قيادة مركزية ولا قيادات فرعية مخولة ، تسبب عنه خلل في تنفيذ الامر ادى الى مداخلات قانونية لمعرفة الاسباب ، وقد تزامن ذلك مع خروقات امنية خطيرة من قبل عناصر موالية الى ايران تعمل ضمن الدفاع الجوي زادت من مشاكله وكان لها دور باسقاط طائرات القوة الجوية العراقية باسلحة الدفاع الجوي الميداني ، وقد تم تصفية هذه العناصر وتنظيف الدفاع الجوي منها في المراحل اللاحقة ناهيك عن مشاكل ادارية وتنظيمية اخرى لم تصب نتائجها في مصلحة الدفاع الجوي وقد انتبهت قيادة القوة الجوية الى ذلك وباشرت بدعم المنظومة بعناصر كفوءة استطاعت بعد السنة الثانية للحرب من تحديد المسؤولية بشكل جيد ادى الى ارتفاع مستوى الدفاع الجوي القطري والميداني بشكل واضح وجلي .
التحشيد .أحتاج الدفاع الجوي العراقي الى ديناميكية لوجستية سريعة وفقاً للتبدلات السريعة في المواقف التعبوية بسبب محدودية الموارد نسبتةً الى سعة جبهة العمليات ، نتج عنه صعوبة حشد القوات في الزمان والمكان الحاسمين وقد اتضح ذلك في اسلوب استخدام الكمائن باسلحة الدفاع الجوي الخفيفة والمتوسطة حيث اضطر الدفاع الجوي الى نقلها من مواقعها الاصلية الى مواقع تشكل اكثر تهديداً لها ، تداخل ذلك ايضاً مع مبدأ المناورة الذي تسبب بتاخير وشل اعمال قوات الدفاع الجوي ،كل ذلك ادى الى لفت انتباه القيادة السياسية حيث اوعزت بتسخير جهد الدوله الاستراتيجي لاغراض الدفاع الجوي ، تزامن مع هذا المبدأ ايضاً مبدأ الامن حيث افتقر الدفاع الجوي والقوة الجوية الحصول على المعلومات عن القوة الجوية الايرانية مما تسبب ذلك في تشتيت الجهود وعدم جاهزية الاسلحة برد فعلها الطبيعي في المواقع التي كانت تنقل لها بسبب تواجد عناصر من العملاء المتعاونين مع ايران كما اشرت آنفاً تسبب في اتخاذ قرارات خاطئه وتخريب في الاجهزة والمعدات والاسلحة وحتى الطائرات .
العمل التعرضي .أتسم عمل الدفاع الجوي بالعمل التعرضي وذلك باستدراج الطائرات الايرانية الى مناطق قتل مرغوب بها ثم اسقاطها اضافةً الى اعمال التعرض لطائراته في العمق الايراني واسقاطها ايضاً هناك ناهيك عن المهام التعرضية للطائرات التي كانت تنقل الاسلحة والمعدات من اسرائيل الى ايران عبر تركيا ، وقد تزامن هذا المبدأ مع مبدأ المباغتة بعد ورود طائرات حديثه الى العراق ذات مدى إطلاق بعيد لاسلحة جو – جو .
المعنويات . كان لهذا المبدأ اهميته القصوى في ادامة القتال مع ايران ، فعند بدء القتال كانت معنويات المقاتلين في القوة الجوية والدفاع الجوي عالية جداً نظراً لعدالة القضية والتعدي الايراني الغير مبرر على السيادة العراقية ، وكان لتكريم القيادة السياسية وقيادة القوة الجوية لطياري المتصديات الذين اسقطوا طائرات ايرانية وللطيارين اللذين نفذوا طلعات فوق المعدلات المطلوبة اثناء الدوريات القتالية اثره البالغ في دعم هذا المبدأ والتسابق على الطيران طوال سنوات الحرب الثماني وكذلك التكريم الذي شمل منتسبي الدفاع الجوي القطري والميداني عند اسقاطهم للطائرات المعادية وحماية القوات والاهداف الحيوية أثره البالغ في ادامة عمل منظومة الدفاع الجوي .
ألاقتصاد بالجهد. ان مبدأ حشد القوه ملازم لمبدأ الاقتصاد بالجهد ويستحيل ان تكون القدره فائقة في كل مكان عليه تحتم حشد قوة حاسمة في الوقت والمكان الحرجين وكذلك وجب الا تكون هناك اية بعثرة في الموارد او هدر في الجهد لان ذلك لايحقق اي تاثير ، هذا من حيث المبدأ فقد فوجىء العراق بالحرب ولم يكن قد استعد لها جيداً ، عليه كان حشد قوات الدفاع الجوي اساساً قليل مما ادى ذلك تحمل الطائرات المتصدية الجهد الاكبر في سد الثغرات الرادارية للدفاع الجوي ، نتج عنه انتهاء اعمار معظم محركات طائرات الميج 21 التي كانت في بداية الحرب العمود الفقري للدفاع الجوي اضافة الى الاستهلاك في الاطارات وخزانات الوقود مما اضطر الدفاع الجوي الى استخدام المقاتلات القاذفة السوخوي/ 22 في الدفاع الجوي لحين تحسن اوضاعه بعد ورود منظومات صواريخ رولاند /1 ورولاند /2 المتطورة اضافةً الى زيادة نقاط الرصد من خط واحد الى خطين وثلاثة لزيادة وقت الانذار المبكر ادى الى الاحتفاظ بالمتصديات باوضاع الاستعداد الارضي او استعداد المقصورة وقد وفر ذلك جهداً اضافياً استخدم عند الحاجه دون تفريط .
التعاون . كما هو معروف بان التعاون يستند الى روح الجماعة والتدريب المشترك وينبغي تنسيق جميع الجهود والفعاليات لتحقيق الهدف المشترك ، وقد حدث خلل كبير في بداية الحرب بهذا المبدأ المهم من قبل الدفاع الجوي سببه عدم وجود عمل مشترك مميز مع وحدات القوة الجوية فيما بينها وبين الدفاع الجوي اولا والدفاع الجوي القطري فيما بين تشكيلاته ثانياً والدفاع الجوي الميداني والقطري ثالثاً سواء بالمنطقة الواحده او بالمناطق المتعددة مع بعضها البعض ادى ذلك الى خسائر بطائرات القوة الجوية سواء المتصديات( اسقطت طائرة ميج/ 21 بطائرة ميج/ 21 أخرى دون تمييزها بانها عراقية رغم عدم توفر اية مؤشرات تشير الى ذلك وكذلك الطائرات المقاتلة القاذفة حيث اسقط الكثير منها اثناء العوده من الواجب ولم تسَلم حتى طائرات النقل حيث اسقطت طائرت نقل عملاقه نوع اليوشن/76 وهي بمرحلة الهبوط في مطارقاعدة الرشيد الجوية اثناء احدى الغارات الجوية الايرانية على بغداد استشهد كل طاقمها ) ، ولكن سعي قيادة القوة الجوية العراقية الحثيث اثناء الحرب الى تنظيم عملية التعاون بين كافة الاطراف المعنية بالدفاع الجوي سواء عن طريق الدورات المشتركة او اللقاءات المكثفة وبينهم وبين الدفاع الجوي الميداني والقواعد الجوية و تنسيب ضباط ارتباط من الدفاع الجوي الميداني في كافة القواعد الجوية يشرفون على تنسيق اعمال التعاون بعد تعريفهم بسياقات العمل المعمول بها ، كل ذلك مكن الدفاع الجوي ان ياخذ دوره الريادي في اسلحة الجو .
الدروس المستنبطة والاستنتاجات من تنفيذ المهام الرئيسة ( غير المباشرة ) والمهام الاستراتيجية للقوة الجوية والدفاع الجوي العراقي
المقصود بمعنى المهام الرئيسة الغير مباشرة للقوة الجوية هي الاسناد الجوي القريب والتجريد والاستطلاع ،من خلاله استطاعت القوة الجوية من خلال هذه المهام تامين موقف جوي ملائم لجميع القوات في كافة عملياتها ساناقش الموضوع وفق مبادئ الحرب التالية :
انتخاب وتوخي الهدف والمحافظة عليه
لقد منيت القوة الجوية العراقية في بداية الحرب مع ايران وخلال السنه الاولى منها اثناء تنفيذها لمهامها الرئيسة الغير المباشرة والمهام الاستراتيجية ، العديد من الخسائر بالطيارين والطائرات تجاوز الحدود القصوى المسموح بها دون موجب ، بسبب عدم اخذ هذا المبدأ المهم بنظر الاعتبار عند التخطيط لمراحل القتال اللاحقة و التمادي الغير المقصود من قبل القيادة العامة للقوات المسلحة تنازلا لطلبات التشكيلات والوحدات البرية في مثل هذه المهام دون اعتبار لمستقبل هذه الحرب ، واسباب ذلك كثيره تصب معضمها في عدم وجود تصور لهذه القيادة بخصوصيات عمل القوة الجوية التي كانت محدودة الكفاءه مقارنةً بالقوة الجوية الايرانية ، مما دعى قيادة القوة الجوية بعد استقرائها للاوضاع السياسية والسياسية العسكرية في ايران من ان الحرب ستطول الى امد بعيد علية طلبت من القيادة العامة للقوات المسلحة ايقاف تنفيذ بعض المهام كالاسناد الجوي القريب والتجريد قصير الامد التي تعتبرها غير مهمة في بعض مراحل القتال ولا تتناسب مع خسائرها ويمكن علاجها بوسائل اخرى من قبل القوات البرية وطيران الجيش وصواريخ ارض- ارض ، كما ان القوات البرية باتت لاتنظرلهذه الجوانب بحكم حاجتها للاسناد الجوي بالمقابل لم تقدم ما يساعد الطيارفي هذا النوع من المهام كعلامات الدلالة او أتصال التشكيل/ الوحدة صاحبة الطلب بالطيار المنفذ عن طريق المجس الجوي اضافة الى عدم معرفتها ولو عن كثب بموقف القوة الجوية القتالي ، وهذه امور متعارف عليها بين القوات حتى اصبحت المهمة مجرد قصف هدف وفق احداثيات معينه لايعرف مدى تاثيرها على الحركات الجارية والمستقبلية ، وقد وافقت القيادة العامة على طلب القوة الجوية بايقاف معظم مهامها الرئيسة الغير مباشره لمدة ثلاثة اشهر تقريباً إلا عند الضروره القصوى ، تم خلالها تنظيم العمل مع القوات البرية بعد تنسيب مستشارين جويين ارسلو الى قيادات الفيالق يتم من خلالهم طلب تنفيذ مهام الاسناد الجوي القريب واهداف التجريد قصيرة وطويلة المدى عِبر القيادة العامة ومنها الى القوة الجوية وطيران الجيش بعد مناقشتها مع قائديهما ويتم التنفيذ وفق الجهد الجوي المتيسر وقد نجح هذا الاسلوب في الحفاظ على القوة الجوية اطول فتره ممكنه لحين تحسن موقفها القتالي وارتفاع معدلات كفائتها بعد منتصف السنة الثانية للحرب ، ولكن بقيت معاضل الاسناد الجوي القريب معلقه دون حل وتكررت أخطاء القوات البرية ، وفي نهاية الامر ترُك الامر لقيادة القوة الجوية مما أضطرها ابتكار تكتيكات جديدة لتنفيذ هذا النوع من المهام ، اما مهام التجريد والاستطلاع والمهام الاستراتيجية الاخرى اصبح تنفيذها يحقق الغاية العليا للقيادة العامة للقوات المسلحة خاصة بعد استلام القوة الجوية طائراتها الحديثه .
التعاون والتدريب والتخطيط المشترك والقيادة والسيطرة . يعتبر التعاون والتدريب والتخطيط المشترك والقيادة والسيطرة مبادىء حرب مهمة في العمل المشترك من اجل تحقيق غاية الحرب ، وبالنظر للمتغيرات العديدة والمتسارعة في المواقف القتالية الجوهرية والمستجدة أثناء المعارك عموماً و التي لم يجر التخطيط لها مسبقاً دون الاخذ بماهية هذه المبادىء فقد انعكس تاثيرها على كافة القوات المسلحة عموما والقوة الجوية بشكل خاص تسبب في عزلتها عن باقي القوات المسلحة وجعلها تخطط بشكل شبه منفرد منذ السنه الثانية للحرب وحتى احتلال الفاو في شباط 1986 ، في هذا السياق اصبح النهج المعمول به من قبل القيادة العامة للقوات المسلحه وقيادة القوة الجوية هو توجيه وادارة القوات في اطار فكرة عمليات واحده مابين القيادتين دون تدخل هيئات الركن الاخرى في القوات البرية/البحرية الا في العمليات الكبرى سببه الرئيس ابتعاد هذه القوات عما تقوم به القوة الجوية في ادارة اعمال قتالها وباتت لاتفهمها كقدرة قتالية مهمة الا نادراً آخذه بنظر الاعتبار المفاهيم والسياقات القديمة التي عملت بها مع هذه القوة دون تغييرها وفقاً للتطوير الحاصل بستخدام القوة الجوية في العمل المشترك بل لم تعد تعمل بها القوة الجوية نفسها لكنها لم تحاول تغييرها في معاهدها وكلياتها لتكون دليل عمل لباقي القوات وهذا خطأ يسجل عليها .
لقد افرزت الحرب مع ايران العديد من المفاهيم والسياقات أهمها تفهم القيادة العامة للقوات المسلحة وعلى راسها السيد رئيس الجمهورية والسيد وزير الدفاع الفريق الاول الركن عدنان خير الله اهمية وثقل القوة الجوية بين القوات المسلحة واصبحت هذه القيادة تعمل مع قيادة القوة الجوية كفريق واحد عبر المستشارين الجويين في الفيالق بعد قرارهم على الاهداف الممكن تنفيذها ثم ارسالها لهذه القيادة و تصُفى مره اخرى وفق قرار قائد القوة الجوية تبعاً للموقف الجوي العام بعد ذلك يوعز للقواعد الجوية التنفيذ ، عليه استخدم اسلوب المركزية المطلقة بسيطرة القوة الجوية على جهدها الجوي للحفاظ عليها كقدره قتالية مهمه لاطول فتره ممكنه ، وبالنسبه للمهام الاستراتيجية كان القرار عليها من قبل القيادة العامة للقوات المسلحة اما التخطيط والاداره فيتم من قبل قيادة القوة الجوية ، وعليه نجحت القوة الجوية في تنفيذ مهامها الرئيسة (غير المباشرة ) والاستراتيجية في احداث توازن جيد في الميزان العسكري العراقي البري /البحري بل زادت عليهما اذا ما اخذنا النتائج في الكلفه والتاثير التي احدثتها هذه القوات على الامن القومي الايراني .
تحشيد القوات والمرونة واعداد مسرح عمليات القوة الجوية والدفاع الجوي .ان مبدأ تحشيد القوات في القوة الجوية يعتمد بالضرورة على إعداد مسرح عملياتها كالقواعد الجوية والمطارات الثانوية ومستلزمات عملها وهذا المبدأ قد لايكون بالضرورة للدفاع الجوي ولكن يسهل عمله كثيراً لكون معظم قواطعه ووحداته تقع في او بقرب هذه القواعد والمطارات ، لقد اشرت آنفاً قبل بدأ الحرب لم يكن العراق يمتلك سوى عدد محدود من القواعد الجوية وشقق النزول كانت تحدد مرونة الاستخدام القتالي للقوة الجوية ، عليه باشرت قيادة القوة الجوية بانشاء عدد من القواعد الجوية والمطارات الثانوية وتطوير شقق النزول الارضية وتجهيزها بالملاجىء المحصنة ووسائل الاتصال المتطورة وربطها مع شبكة الطرق الرئيسة للمواصلات ، واصبح المسرح الجوي متكامل من كافة الوجوه اضافةً الى تجهيز مسرح الدفاع الجوي بكل ما يلزمه في ادارة اعمال قتاله مثل انشاء غرف عمليات رئيسة وبديلة محصنة و متطوره جداً لكل قاطع تحت الارض وربطها ايضاً بشبكة اتصالات حديثه وغير ذلك ، بحيث أصبح للقوة الجوية والدفاع الجوي مرونه اوسع في اسناد القوات البرية بجهد وتائير اكبر مما كان قبل التطوير بعد حشد الاسراب ومستلزمات عملها في المكان والزمان المطلوبين ، لقد اخذ بنظر الاعتبار ايضاً امكانية حشد جهد طيران الجيش في هذه القواعد والمطارات الثانوية بما يتناسب ومتطلبات العمل القتالي المشترك .
الدروس المستنبطة والاستنتاجات من معارك تحرير الفاو ومعارك التحرير الكبرى
ساناقش الموضوع وفق مبادئ الحرب التالية
انتخاب وتوخي الهدف.كان ألتحديد الواضح والدقيق للهدف القومي من قبل القيادة العامة للقوات المسلحه بعد احتلال الفاو الدور المهم بتوجية جميع الجهود والقدرات المتيسره لتحقيق هذا الهدف ، حيث بنيت جسور التعاون والتنسيق والعمل المشترك الموحد وتبادل المعلومات والتنسيق مابين القوة الجوية والدفاع الجوي وقوات الحرس الجمهوري والقوات البرية والبحرية لتحقيق هذا الهدف بعد سلسلة من اعمال الاستطلاع الجوي التصويري ومنه تحديد وانتخاب الاهداف الملائمة والممارسة عليها عملياً بعد تظهيرها على ارض الواقع من قبل كافة هذه القوات لتجنب الاخطاء المحتملة اثناء التنفيذ الفعلي كل ذلك ادى بالنتيجة الى تحقيق الغاية لكافة المعارك الحاسمة التي ادت الى الانتصار المذهل للقوات المسلحة العراقية في معارك تحرير الفاو ومعارك التحرير الكبرى وحُسم هذا الانتصار باقل وقت واقل الخسائر .
تحشيد القوه. لقد طبق هذا المبدأ حرفياً في معارك الفاو ومعارك التحرير الكبرى وباقي المعارك التي تزامنت معها في استعادة الاراضي التي احتلتها ايران ، فالتوجية صدر هذه المرة لكافة القوات وعليه تم التخطيط والاستحضارات من الجميع لتحقيق هدف وغاية مشتركة واحدة ، وكما اوضحت آنفاً ان القوة الجوية قامت باعداد مسرح عملياتها بما يتلائم وتلبية كافة مهامها عليه بعد عملية التخطيط المشترك تم حشد الاسراب المقرر اشراكها في عمليات التحرير في القواعد الاقرب والاكثر ملائمة لتحقيق الهدف المطلوب مع تامين الحماية من قبل الدفاع الجوي ، ان هذا الحشد لم يمنع القوة الجوية عن تنفيذ اهدافها الاستراتيجية والاساسية فمع عمليات تحرير الاراضي العراقية المغتصبة كانت تجري عمليات قصف للقواعد الجوية والمطارات الايرانية ومعالجة السفن النفطية وغيرها .
التعاون . في الحقيقة لم يبرز هذا المبدأ بين القوات المشتركة طيلة سنوات الحرب سوى في معارك الفاو ومعارك التحرير الكبرى حيث كان للقوة الجوية والدفاع الجوي خطة مشتركة واحدة مع القوات البرية والبحرية بعد سلسله من تقادير الموقف المشتركة ، وقد افرزت قيادة القوة الجوية جزء من هيئة ركنها ليعمل بقرب من هيئة ركن القيادة العامة للقوات المسلحه لتنظيم وتنسيق هذا المبدأ دقيقة بدقيقة مع قادة الفيالق والفرق المشتركة بالعمليات وفق تسلسل تنفيذ المهام المعدة والمعروفة مسبقاً لدى القوة الجوية ، وكان تنظيم التعاون يتم ايضاً على مستوى القوة الجوية ما بين القواعد الجوية البعيده عن مسرح العمليات من حيث التجهيز والاستعواض والتنفيذ لبعض المهام المشتركة وتبادل المعلومات المحصل عليها عن طريق الاستطلاع الجوي التصويري .
الاستعداد القتالي والتدريب .بعد صدور توجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة باستعادة الفاو والاراضي العراقية المحتلة ، تم فرز جهد جوي خاص لتحقيق هذا الهدف وتأمين الصور الجوية ومناضد الرمل ونماذج تشبيهية لساحات العمليات المحتملة بعد اجراء عدد من طلعات الاستطلاع الجوي وتثبيت المواقع كما هي على ارض الواقع ثم انتخاب اراضي شبيهة لها لتدريب الطيارين عليها لتكون الصوره اكثر وضوحاً عند التنفيذ وضمان الدقة العالية محققة في ذلك مبدأ الاقتصاد بالجهد وتقليل الخسائر الى الحدود الدنيا ، لقد عملت القوة الجوية بنشاط عال المستوى آخذه بنظر الاعتبار كافة المتغيرات التي قد تحدث اثناء التنفيذ كالاستعواض عند العطل وسد النقص والخسائر لضمان عدم حدوث خلل في الاستعداد القتالي .
المخادعة الاستراتيجية . الخداع ، هو القدرة على تضليل العدو عن النوايا الحقيقية للقوات بإظهار مواقف غير حقيقية عنها بما يجعله متردداً في اتخاذ موقف مضاد او القيام برد فعل غير مناسب، لقد كانت خطة المخادعة الاستراتيجية التي اتخذتها القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية في استعادة الفاو فاتحة نصرعلى القوات الايرانية بعد خداعها بان الهجوم الرئيسي سيكون باتجاه استعادة حلبجة والمدن الاخرى التي احتلتها ايران في 12-13 /3/1988 حيث تم تسخير الاعلام وحركة الوحدات الجوية وعمليات الاستطلاع الجوي المكثفة اضافة الى ظهور وزير الدفاع على شاشة التلفزيون ومعه أعضاء القيادة العامة وبعض القاده الاخرين في المنطقة الشمالية دون المناطق الجنوبية كل ذلك ادى الى قيام ايران بسحب قطعاتها من الفاو وحشدها باتجاه حلبجة . عند صدور امر استعادة الفاو فوجئت ايران بذلك مما اربك عملياتها في القواطع الجنوبية والوسطية من ساحة العمليات ، ولكن القوة الجوية استمرت بادامة زخم هجومها في حلبجة لمنع تطور الموقف وزحف القوات الايرانية باتجاه كركوك والسليمانية او اعادة حشدها في الجنوب ، ووفقاً لهذا المبدأ كانت الطائرات القاصفة والمقاتلات القاذفة تباشر عملياتها في الجنوب وفي شمال العراق في عملية تنسيق قل مثيلها ، عملية المخادعة هذه كان لها الدور الرئيسي في ارباك الموقف الايراني العام مما اجبرها على الرضوخ لوقف إطلاق النار.
ادامة المعنويات .القوة الجوية والدفاع الجوي العراقية منذ اليوم الاول لاشتراكها في الحرب مع ايران وطوال ثماني سنوات لم تألوا جهداً الا وقدمته في سبيل الحفاظ على روح النصر رغم تضحياتها وخسائرها الكبيرة التي لاتقدر بثمن من الطيارين والطائرات( والتي بلغت 250 طائرة واكثر من 100 طيار شهيد وحوالي 150 اسير و50 مفقود... ) اضافة الى باقي منتسبيها خلال الغارات الايرانية على الاهداف الحيوية العراقية ، تمثلت ادامة المعنويات بمساهمة آمري القواعد واجنحة الطيران ممارسة الطيران مع الطيارين الاحداث اضافة الى تهيئة الاجواء الطبيعية والترفيهية لهم ومنح الهدايا والمكافآت والانواط والالقاب من قبل القيادة العامة للقوات المسلحة لمن يقوم باعمال بطولية فائقة ، كما ساعدت الانتصارات التي حققتها القوات المشتركة في معارك الفاو ومعارك التحرير الكبرى رفع الروح المعنوية الى اقصاها زادت من تلاحم ابناء القوات المسلحة مع القوة الجوية والدليل زخم التطوع على صنف القوة الجوية بشكل مميز عن الصنوف الاخرى رغم الخطورة التي كان يتعرض لها الطيار اثناء تنفيذه لمهامه القتالية وهناك حوادث طريفه حدثت وهي تسابق الطيارين على تنفيذ المهام وزعل البعض الاخر وصل الى البكاء في بعض الاحيان عند منعه من الطيران لاسباب تقدرها القيادة وآمري القواعد الجوية بسبب قلة الخبرة لبعضهم او تاجيل طيرانه الى امد قصير .
التامين الشامل ( الاداري والفني ). يهدف التامين الشامل الى تحقيق أفضل الظروف الادارية والفنية لمتطلبات القتال ، جاء تطبيق هذا المبدأ في القوة الجوية أثناء الحرب مع ايران ابتداءاً بتهيئة مستلزمات القتال من القواعد الجوية لاستيعاب الانواع المختلفة من الطائرات والاعتدة والقنابر الثقيلة التي تستخدمها حيث عززت بكافة مستلزماتها من تجهيز وتسليح وادامة كما قامت هيئة التصنيع العسكري بتصنيع كافة انواع العيارات المختلفة منها بالاضافه الى قيام القوة الجويه باعمال تجهيز القوات المسلحة بالصور الجوية والالكترونية لميدان المعركه وكشف تمويه الاهداف الايرانية ومعظم نوايا ايران المستقبلية وتهيئة الاجواء لاعمال قتال ناجحة ، اما مستلزمات قتال القوة الجوية الاخرى التي كان يتم استيرادها من الخارج فكان الاسطول الجوي العراقي يلبي هذه المستلزمات من كافة دول العالم دون نواقص تعيقها في تنفيذ مهامها .
العمل التعرضي . العمل التعرضي كما هو معروف الوسيلة الرئيسة المتاحة للقائد لفرض إرادته على العدو ، لقد اتسمت ادوار القوات البرية عموماً بعد الانسحاب من الاراضي الايرانية في حزيران ( يونيو) 1982 بالدفاع المستكن بشكل عام والتعرضي احياناً ، اما القوة الجوية فقد أتسم عملها بطابع التعرض المستمر تجاه كافة الاهداف الايرانية ساعية في تحجيم دور قوته الجوية ودفاعه الجوي بشكل خاص حققت من خلاله الموقف الجوي الملائم صعوداً الى التفوق الجوي الذي أمن الحماية للقوات المسلحة الاخرى وجعلها تعمل بكامل حريتها في كافة قواطع العمليات ، لقد ركزت القوة الجوية بعد اجراء التخطيط المشترك في معارك الفاو والتحريرالكبرى جل هجماتها التعرضية لتحقيق الهدف المشترك الواحد اضافة للمهام التعرضية الاخرى في العمق الايراني المساهم في اسناد قواته البرية في معاركها ضد القوات العراقية كمستودعات الاسلحة والمنشآت النفطية والكهربائية وطرق المواصلات والجسور والقواعد الجوية المحتمل اشراكها في اسناد قواته البرية وغيرها ..لقد فرضت القوة الجوية والدفاع الجوي العراقية وجودها من خلال مهامها وادوارها المشهودة على مستوى القوات المسلحة وفرضت السلام فرضاً على ايران مما اشاد بدورها الرئيس صدام حسين واعتبر نتيجتها العامة بين القوات المسلحة تعادل 50% من اجمالي النتائج الكلية المتحققة لعموم القوات المسلحة .
2212 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع