حوار في حدائق الگاردينيا مع اللواء المتقاعد فوزي جواد البرزنجي

       


حوار في حدائق الگاردينيا مع اللواء المتقاعد فوزي جواد البرزنجي

         

  

    أعد الحوار وقدمه اللواء الركن المتقاعد فؤاد حسين علي

        

تأريخ طويل لجيش عظيم ، مثل شخوصه منذ التأسيس عام ١٩٢١ ، ضباط كان لهم السبق في بنائه جيشاً وطنياً ، متميزاً ... لعبوا دوراً في مسيرته ، إتصفوا بالنزاهة ، والحكمة ، والوطنية ، فلم يجرؤ أحد أن يمسهم بسوء لأنهم كباراً ، ولم يقصر أحد منهم في تنفيذ المهام الملقاة على عاتقه لأنهم عسكر منضبطين .

خدموا في مسيرة عمل طويلة أعدَّ الجيش العراقي قادة ميدانين على مستوى ساحات العمليات العسكرية منذ :

           

الفريق الركن جعفر العسكري ، واللواء الركن عمر علي ، واللواء الركن حسين مكي خماس ، واللواء الركن خليل سعيد ، واللواء الركن زكي حسين حلمي ،

  

والفريق أول الركن عبدالجبار شنشل ، والفريق سعيد حمو ، وأكمل مسيرتهم قادة آخرين ، الفريق الركن إسماعيل تايه النعيمي واللواء الركن طالب محمد كاظم ،

       

واللواء الركن وليد محمود سيرت ، والعميد الركن محمد حسن شلاش ، والفريق الركن نعمه فارس ، واللواء الركن أسامه محمود المهدي ، واللواء الركن علاء الدين حسين مكي ،

        

والفريق أول الركن عبدالجواد ذنون ، والعقيد الركن سليم الأمام

  

والفريق أول الركن سلطان هاشم أحمد وغيرهم...

كثيرون تميزوا في قتال السهول والجبال والأهوار والصحراء ، عملوا بجد داخل العراق وخارجه في الجبهات ، المصرية ، السورية ، الأردنية ، وفلسطين ، فسجلوا إنهم حقاً أبطال هذا الجيش البطل .   
المسيرة لم تتوقف والإبداع لم ينتهي والمحطات كثيرة تلك التي مر بها ضباط تسجل لهم إنهم متميزون ، كان من بينهم اللواء المتقاعد فوزي جواد البرزنجي ، الذي سأحاول أن أقدمه في هذا الحوار ضابطاً من أولئك الضباط  الذين تشرفوا بخدمتهم في هذا الجيش ، وشرفوه بأدائهم المتميز ، حوار أبدأه تعريفاً موجزاً بشخصه الكريم وسيرته الذاتيه المليئة بالإنجازات .

   
 ولد السيد اللواء المتقاعد فوزي جواد البرزنجي في بغداد عام ١٩٤٦بقضاء الأعظمية ،وأكمل دراسته في مدارسها المعروفة ، قرر الإلتحاق بالكلية العسكرية في دورتها الرابعة والأربعين عام ١٩٦٤ ، على الرغم من حصوله قبولاً في كليات مدنية آخرى ، مدفوعاً برغبته لخدمة الوطن من منافذه العسكرية التي كانت أملاً لشباب تلك الحقبة الزمنية المتميزة من تأريخ العراق الحديث .
حصل في 1/6 / 1967 على شهادة البكالوريوس في العلوم العسكرية ونسب للعمل في فرقة المُشاة الأولى التي كانت في القاطع الشمالي آنذاك ، وحصل على شهادة البكالوريوس في القانون عام ١٩٧٦ من الجامعة المستنصرية .
عاش اللواء فوزي جواد البرزنجي أعواماً طوال متنقلاً بين جبال كردستان وأهوار العمارة بهوائها الرطب ، ذهب بعيداً مع جنوده حتى صحراء سيناء ، إشترك في كافة الحروب التي نشبت منذ تخرجه حتى آخرها عام ١٩٩١ ، عايش جنوده ، إقترب منهم ، تفهمهم ، قادهم في أصعب المعارك والظروف ، فكانوا له خيرعون ، وكان آمراً لهم يستحق الذكر .
 
السؤال الأول . حوارنا مع السيد اللواء فوزي البرزنجي سأترك بدايته لك إختارها من أي مكان تريد ؟
 
قبل البدء بالجواب أودّ أن أتقدم بالشكر والعرفان لشخصكم الكريم  أخي اللواء الركن المتقاعد فؤاد حسين علي ، زميل دورتي وزميل مسيرة عمر طويل  ، وإلى أخوتي كتاب وقراء مجلة الگاردينيا المحترمين وإلى رئيس التحرير الشيخ الفاضل جلال چرمگا ، وطالما تركت الإختيار للإجابه لي وفقاً للمكان والزمان الذي أريد ، أودّ أن أجيب الآتي :

          
 
العام ١٩٦٧ كنت أحد منتسبي الفوج الاول لواء المُشاة الاول ( فوج موسى الكاظم ) صدرت الأوامر بحركة فوجنا  إلى ( الجمهورية العربية المتحدة ) للإشتراك في الحرب ضد العدو الإسرائيلي في سيناء ، وعند سماعي الخبر إمتلئ قلبي فرحاً كونها فرصة تأريخية ، أن أسجل مع باقي إخواني تأريخ حربي ، عسكري ، على مستوى الوطن العربي ، بذات الوقت فأن الجبهة المصريه تختلف من حيث طبوغرافيتها عن الساحة العراقية بسبب وجود قناة السويس وكذلك طبيعة القتال في المناطق الصحراوية ، وطبيعة القتال مع عدو كان يمتلك الإمكانيات التسليحية والتفوق الجوي ، كانت فرصة لي أن أشارك مع إخوتي ضباط القوات المسلحة المصرية ، الذين إحتفوا بنا كعراقيين قطعنا مسافات طيران مع معدات وتجهيزات عسكرية ضمن الإمكانيات المتيسرة في حينه ، ورغم مضي حوالي ٤٨ عاماً فإنها دوماً في ذاكرتي ، وحينها دونت الكثير من الذكريات عن هذه المشاركة  في مواقع متعدده وبالأخص مجلة الكاردينيا فهي أيام لاتنسى ، وكان إستقبال الزعيم الراحل جمال عبدالناصر لجميع (ضباط ) وحدتنا له طعم خاص في مسيرة حياتي ، كما أن بإمكان القارئ الكريم أن يعود لأرشيف المجلة ليجد الكثير من الأحداث .

  
 
السؤال الثاني.  لقد أخترت العسكرية مجالا لمستقبلك ،هل يمكن أن تعطينا فكرة عن مدى تأثير الأعظمية  على إختيارك وحسب علمي كان الكثير من الشباب فيها يتوجهون بتقديم طلباتهم إلى الكلية العسكرية ؟
 
من المعروف إن تأثير المجتمع يكون مباشر على سيرة أي أنسان ، وأنا واحد من شباب مجتمع الأعظمية ، الذي يمتاز بالطابع الوطني والقومي كسائر مناطق العراق في ذلك الزمان ، في الدراسة الثانوية ، كانت أمنيات أكثر الشباب ، أن يكون ضابطاً ، أو طياراً ، والبعض الآخر يحبذ الدراسة في الكليات المدنية ، فنحن من مجموعة الشباب الذي يحبذ الخدمة في الجيش ، خلال لقاءاتنا داخل المدرسة وخارجها كل واحد منا يعرض أمنياته على زملائه ويجزم إن الخدمة في الجيش هي الأساس لخدمة الوطن ، والتضحية في سبيل الوطن هو الواجب المقدس ، إضافة إلى أن الكثير من القادة العسكرين المعروفين كان أغلبهم يسكن الأعظمية والوزيرية ، حيث كان يتوسط حي راغبة خاتون شارع بإسم شارع الضباط ولايزال قائماً الذي سكن فيه قادة الجيش في مختلف صنوفه ، وكنا نترقب عن بعد تصرفاتهم وننبهر بقيافتهم ومسيرهم وحسن تصرفهم هذه العوامل وغيرها الكثير دفعتني والكثير من زملاء الدراسة  للإلتحاق في الكلية العسكرية رغم قبولي في العديد من الكليات المدنية الآخرى .

     
 
السؤال الثالث . لكل ضابط قدوة في حياته ومعلم يتذكره دائما ، من هو المعلم في حياتك العسكرية الذي لم تنساه ؟
 
ربما أختلف عن الآخرين لأن العسكرية مراحل ففي بداية دخولي الكلية
العسكرية كان قدوتي آمر فصيلي النقيب صباح علي غالب وفي بداية حياتي العملية في وحدات الجيش كان قدوتي المقدم الركن محمد حسن شلاش وفي مرحلة تبؤي منصب آمر فوج مشاة آلي كان قدوتي المقدم الركن صبيح عمران الطرفه ...

                        

وفي مرحلة تبوي منصب قيادة لواء مُشاة كان قدوتي الفريق الركن محمد عبد القادر الداغستاني لكل شخص منهم صفات تميزة عن الآخرين تعلمت منهم الأنضباط العسكري الصارم والمهنية في العمل وعشق التدريب التعبوي والهدوء وعدم التهور في القيادة والمحافظة على سلامة أرواح الجنود في المعركة و الصدق في تعبير المواقف العسكرية الصعبة إلى المقرات العليا.

   
 
السؤال الرابع . كثيرة هي المواقف المحرجة في القتال هل يمكن أن تعطي القارئ فكرة عن أكثرها حراجة ؟
في معركة الشلامجة شرق البصرة في بداية كانون الثاني 1987 في موقع نهر الدعيجي في ناحية عتبة تمكن العدو الإيراني من تحقيق نجاح في الهجوم على دفاعات الفرقة /11 في السدة الحدودية في منطقة مخفر الشلامجة  نتيجة لإخفاق مديرية الإستخبارات العسكرية العامة في معرفة وقت ومحاور هجوم العدو الرئيسية كان لواء المُشاة التاسع عشر الذي تشرفت بقيادته لفترة تزيد على خمسة سنوات ونصف أحد ألوية الهجوم المقابل في يوم 11 كانون الثاني حقق نجاحاً باهراً في الساعات الأولى من إشتراكه في المعركة لكن أحد التشكيلات الذي كان مكلف بمسك دفاعات خط  نهر الدعيجي شرق ناحية عتبة أعطى موقف إلى المقر الأعلى غير صحيح إنعكس سلباً على المواضع التي تم إعادة إحتلالها من قبل الفوجين الأماميين الأول والثالث من لواء المشاة التاسع عشر حيث تمكن العدو من مهاجمتها من الخلف وأصبح موقف الفرقة /11 حرج جداً بسبب هذه المعلومات الغير صحيحة ونتيجة لذلك تمكن العدو الإيراني من التقدم شمالاً أكثر من ثلاث كيلومترات وأحتل مقر لواء المُشاة 23 والمقر الجوال للفرقة /11 وقطع طريق الإمداد ، كان مقر اللواء بالقرب من الجسر الحديدي في ناحية عتبة ليلة 13 / 14 تمكن العدو من إحاطة مقر اللواء وفي فجر يوم 14كانون الثاني هاجم العدوالمقر من جميع الجهات كان يوجد لديّ خيارين لا ثالث لهما أما الإستسلام للعدو والوقوع  بالأسر أو مقاتلة العدو من موقع أدنى وفك الحصار أو الأستشهاد في أرض المعركة ، أخترت الخيار الثاني قمت بقيادة حضيرة حمايتي المؤلفة من 9  مراتب وأنا مع  إثنان من الضباط الأحداث ( أي أصبحت آمر حضيرة ) وطبقت كل ماتعلمته وعلمته خلال خدمتي في الجيش ( مهنة الميدان والنار والحركة وإستخدام السلاح بصورة دقيقة وتطبيق مبدأ إرمي لتقتل ) وتمكنا من قتل جميع أفراد القوة المعادية القادمة من إتجاه شط العرب وتم فك الحصار وأصدرت أمراً بسحب كل الجنود والضباط المتواجدين جنوب نهر الدعيجي من وحدات مختلفة دون الرجوع إلى المقر الأعلى قدرت عددهم في حينه أكثر من 500 جندي وضابط وأنقذتهم جميعاً من الموت أو أسرهم من قبل العدو ، من فجر يوم 14 كانون الثاني 1987 إلى غروب ذلك اليوم ، كانت ساعات رهيبة أطول من دهر كامل ، قبل هذا اليوم  بثلاثة أيام لم تغمض لنا عين ولم نتناول أي وجبة طعام كان هذا الموقف من أصعب المواقف المحرجة التي واجهتني خلال الحرب العراقية الإيرانية .

   
 
السؤال الخامس. عشت بين جيشين في زمنين مختلفين ، مالفرق بينهما ؟
 
كان الجيش العراقي سابقاً ، جيشا مهنياً ، وطنياً ، نزيهاً ، إمتاز بالكفاءة التدريبية والقتالية ، وتأريخه حافل بالإنجازات منذ أن شكل عام ١٩٢١ وشارك في حرب فلسطين عام ١٩٤٨ وغيرها الكثير كما أعدَّ الجيش العراقي قادة أصبح الكثير منهم روؤساء وزارات متعدده كونهم كفوئين عسكرياً وإدارياً ، وآخرين محافظين لمحافظات العراق ، والسجل في هذا المجال لاغبار عليه ، أما الجيش العراقي الجديد فقد كانت أسس بناءه غير صحيحة فيها الكثير من الإخفاقات وسببها الجانب الأمريكي حيث إعتمد نظام المحاصصة في تشكيل الجيش إضافة إلى الأمر الرقم 91 الذي أصدره بريمر الحاكم الأمريكي الذي سمح  بإدخال المليشيات في الجيش وإستمرت الأخطاء بالتراكم ، مما يتطلب العلاج العلمي وأن تخطط له إستراتيجية وعقيدة عسكرية وفقاً لمتطلبات الساحة العراقية مع الأخذ بنظر الإعتبار الساحة العربية عند ما يتطلب الأمر ذلك .
السؤال السادس. إحتلت داعش محافظات من العراق ، نينوى ، صلاح الدين ، أجزاء كبيرة من الأنبار وديالى  وبوقت قياسي ، بالوقت كانت تمسك القواطع قيادات عمليات مؤلفة من عدد من الفرق ، يفوق تسليحها وتجهيزها الطرف الآخر ، برأيك ماهو السبب الحقيقي حسب تصورك وتجربتك ؟
 
الأسباب كثيرة وتحتاج إلى دراسات مكثفة وعلمية ولكن بإختصار ، هناك خلل في ، التخطيط ، الإستخبارات التدريب،القياده (القادة والآمرين) ، المعنويات،  الأمور الإدارية .
عدم توفر القوة الإحتياطية لمعالجة المواقف الطارئة ، والكثير من الأسباب التي لامجال لذكرها .

    

                       
 
السؤال السابع . كان الخطأ الإستراتيجي الذي إرتكبه النظام السابق هو إحتلال الكويت،وهي أحد الذرائع الرئيسية لإحتلال العراق ، وكان الكثير من العسكرين  والقادة المدنين غير مقتنعين بدخول الكويت ، برأيك أين يكمن الخلل وبصراحه ؟
 
إن إحتلال الكويت أوقع العراق في فخ  كانت نتائجه الإحتلال الأمريكي للعراق ، ودمرت بناه التحتية وكذلك المجتمع العراقي ، إن خوض الحرب تعريفاً عالمياً هو ( الحرب آخر الوسائل لفض النزاعات بين الأطراف ، بعد نفاذ كافة الوسائل الدبلوماسية) من هذا التعريف نستنتج إنها إخر حل وليس أوله !! كما يعلم الجميع إن القرار لدخول الكويت كان قراراً فردياً دون دراسة أو إستشارة العسكريين المختصين، وسبق أن أدلى الكثير من القادة آرائهم بالعكس من رأي القائد العام في حينه ، لكن الحدث كما ذكرت بالمصطلحات المدنية هو( فخ ) وفي المصطلحات العسكرية (كمين) نصب للعراق بإتقان إقتصادياً وسياسياً وعسكرياً شاركت فيه جميع الدول الغربية والعربية ، كان ممكن علاجه بطرق أخرى غير الحرب .
 
السؤال الثامن . كان الكثير من القادة العسكرين يبالغون في المواقف ألقتالية سابقاً وقد إستشرى هذا المرض ليومنا الحالي ، بإعتقادك ماهي الأسباب الرئيسية ؟
 
المبالغة مرض إستشرى للبعض من القادة والآمرين ، منها جزء كبير يتمثل في إرضاء المافوق ، وهي صفة غير صحيحة ، ومرض يتطلب معالجته لأن أي موقف مبالغ فيه ، قد تبنى عليه خطط تؤدي للنكسه في المعارك اللاحقة ، وهذا المرض أيضا إنتقل في الوقت الحاضر ، فَلَو أخذنا على سبيل المثال المواقف التي نسمعها أو نقرأها حول قتل الأعداد من داعش لتجد إن مئات الآلف قتلوا ، وهي أرقام قد تكون مضروبة في المئات من الأضعاف ، وهو كذب على القيادة العليا ،هذا المرض على القادة والآمرين معالجته وعليهم أمانة ومسؤولية تأريخية ، كما على القيادة العامة للقوات المسلحة إجراء الحساب القاسي لردع الآخرين

       
 
السؤال التاسع . أنت واحد من العسكرين الذي عمل في طبوغرافية متنوعة ضمن الأراضي العراقية ، جبال ، أهوار ، صحراء ، أي نوع من القتال أصعب وجدته ضمن تجربتك العسكرية ؟
 
إن العمليات العسكرية متشابهة من الناحية التعبوية بسبب تجربة الجيش العراقي القتالية في مختلف الظروف لكن القتال في الأهوار أكثر تعقيداً من باقي المناطق ، إن إختلاف طبيعة الأرض مضافاً لها قدرات العدو العسكرية هي الأساس ، إضافة إن للتدريب المسبق في المناطق المذكورة والتصميم والتخطيط والأمور الإدارية هي الأساس لمستلزمات النجاح مهما إختلفت طبيعة الأرض ، إضافة للإسناد المدفعي الدقيق والإسناد الجوي ، وأمور كثيرة كل هذه العوامل يجب أن تجتمع لتحقيق النجاح في المكان والزمان .
 
السؤال العاشر. أمنية يتمناها اللواء المتقاعد فوزي جواد البرزنجي وختام الحوار ؟
 
أدعوا الله أن
يعود أبناء العراق إلى ديارهم
وأن تعود أرض العراق ومحافظاته كما كانت
وأن نبتعد عن الطائفية والعرقية والتمييز ونعيش سواسية
وأن نساهم جميعاً في بناء سقوف العراق التي تقوست ، وجدرانه التي تصدعت
وأن يرعى العراق أبناءه بدل التجول في بلاد الأغراب

                            
 
وختام لقائي في حدائق الگاردينيا ،أكرر شكري وتقديري لك أخي فؤاد أبو أحمد ، زميل مسيرة أكثر من خمسون عاماً، تنقلنا سوية في أرض العراق بين جبالها ، وديانها ، سهولها ، صحاريها ، أهوارهاً .
وإلى أخوتي كتاب وقراء ورئاسة تحرير الگاردينيا ، مع محبتي .
 
ختام حوارنا أتقدم بالشكر والتقدير إلى اللواء المتقاعد فوزي جواد البرزنجي على حضوره في حدائق الگاردينيا ،
 
وهديتي لك في هذه المناسبة ، قصيدة للشاعرة إلهام زكي خابط ، كي نتذكر بغداد سوية
(أعاتبكِ يا بغداد)
بقلب كسير
أضناه النوى
وبأنين صامت
يسمعه كل من
منكِ أشتكى
كسيرة ٌ أنا
بلا جذور
أنا رقمٌ على ورق
بين الحضور
أتنقلُ في البلدان
شرقا وغربا
بحثا عن وطن
تنبتُ لي فيه
ولو أشباه جذور
أعاتبك يا بغداد
وفي قلبي غصة
أرى البلدان في نمو ٍ وازدهار
وأنت ِتساقين إلى البداوة والانحدار
لـِمَ كل هذا الدمار
أكنا نرضعُ الخطيئة
من أثداء أمهاتنا الطاهرات
أم ترانا قد خلقنا
ومن الفضيلة عراة .. ؟
بغداد
يا أسطورة الماضي الجميل
لـِمَ أويتِ الغزاة . . ؟
سحقا لهم . . !
شردوا أبناءك
الأوفياء الأباة
وهم في ديار الغربة
قد يموتون
بلا رُفات
أعاتبك يا بغداد
وأنا لك ِ عاشقة
قد ضاق صدري
بغربة نفس ٍ
ما لها شفاء
ويقيني أني وإياكِ
على موعدٍ
حتى وأن حـُملتُ
على بساط الكفـن
نحو السماء
وأملي أن وفيت ولو بجزء قليل ، ونلتقيكم في حوار آخر
ومن الله التوفيق
 
اللواء الركن المتقاعد
فؤاد حسين علي

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

617 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع