فنجان قهوة - الفنان التشكيلي عاطف العبودي "الايمان بالنجاح ضروري في أي عمل"

الفنان التشكيلي عاطف العبودي "الايمان بالنجاح ضروري في أي عمل"

ان الابداع في الفن التشكيلي يقترن بالإيديولوجية الفكرية التي تتكون منها خلفية الفنان واقصد هنا اي فنان في العالم ، حيث تنعكس هذه الخلفية الفنية والثقافية المختزلة في نتاجه الفني وتكون الصورة البصرية له ثم يجسدها عبر لوحاته اومنحوتاته ونحن كمتابعين ومشاهدين او حتى ناقدين رغم ان الناقدين لهم وجهة نظر مختلفة لكن جميعنا نرى ذلك جليأ في باكورة أعمال الفنان وهي ما تسمى بالهوية او البصمة الفنية الخاصة به.

وضيفي في فقرة "فنجان قهوة" اليوم الفنان التشكيلي عاطف العبودي المولود في بغداد وتخرج من كلية الفنون الجميلة وكان من الاوائل على دفعته عمل مدرسًا للفنون التشكيلية وكذلك في تصميم أغلفة الكتب والإعلانات.
غادر بغداد سنة 1998 ومر بمحطات كثيرة منها الأردن ومصر وليبيا وسوريا وصولاً الى مكانه الحالي استراليا، ادرك الفنان عاطف الفن بفطرته, وينظر اليه على اساس انه تاريخ له قدسية، فهو تراث البشرية الروحي الثقافي والجمالي، لأنه يتعامل مع المشاهد من باب الإحساس الفكري للوجود، ولذلك تخذ من مآسي الوطن وأحزانه أساسا في بعض من اعماله الفنية.
العبودي له العديد من الجوائز لمشاركته في العديد من المهرجانات وكان آخرها مهرجان الجواهري الذي انعقد في سيدني وتم تكريمه من قبل الجهة المنظمة للمهرجان وهي منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي.
**- سألته في بداية الحوار عن مدى ايمانه بما وصل إليه من نجاح؟
الايمان بالنجاح ضروري في أي عمل، اكون سعيدا عندما ارى تفاعل المشاهدين ورواد الفن مع لوحاتي المختلفة، لأني أومن بأن ايصال موضوع اللوحة بطريقة فنية هو من اساسيات نجاح كل فنان ، كذلك اسعى الى توضيح معاني كل لوحة وهذا سبب من اسباب ازدياد المعجبين باعمالي الفنية.
**- متى بدأت ترسم ومن شجعك على هذه المجال؟
كنت منذ صغري احب الالوان والرسم، وارسم على اي مكان حتى جدران منزلنا ، حيث كان مليئة بالخطوط والخربشات، وكنت اساعد اصدقائي دوما في مادة الرسم بالمدرسة، الى ان تطورت مهارتي ودخلت كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد وصقلت الموهبة بالدراسة العلمية.
**- وتطوير الرسم يتبلور بالدراسة برأيك؟
الرسم موهبة قبل ان يكون تعلم ، لكن مع العلم تكتسب بعض من الثقافة لتطوير الموهبة.
**- هل تأثرت بمدارس الرسم او بفنان تشكيلي معين؟
هناك مدارس فنية كثيرة لكل منها اسلوب معين يتبعه الفنان وانا في بداياتي تاثرت بالمدرسة الانطباعية وتاثرت بالرسام العالمي ( كلود مونيه) من فرنسا والرسام (بول سيزان وادكار ديكاس) وكانت لوحاتهم عبارة عن قطعة من الطبيعة ذات الوان متقاربة وكانت بداية الفن الحديث، والمدرسة الانطباعية كانت ثورة فب الفن وانجبت الكثير من عظماء الفن في العالم.

**- عرفت انك سافرت مع العائلة، فهل من اطفالك من يعشق هذا الفن؟
انا اعطي لاطفالي مطلق الحرية لتعلم ما يريدون بدون اي ضغط. ولدي عبودي ابني الكبير يحب الرسم، اما البنات فهن يعشقن التلوين ويسالونني عن معاني لوحاتي.

**-وماذا اضافت لك تجربة التنقل من بلد الى بلد؟
اضافت لي الكثير من الخبرات والتنوع في مشاهدت الاعمال الفنية لفنانين اخرين والمشاركة مع الفنانين من مختلف البلدان .. وفلسفة التنقل بالنسبة لي هي الخروج من الاطار الى مساحة واسعة . سافرت كثيرا ومتعتي ان اشاهد اماكن جديدة وبطبعي اجتماعي واحب الاندماج بمن حولي واشاركهم افراحهم واحزانهم وهذه طبيعة الفنان.

**- وماذا وفر لطموحك تواجدك في استراليا؟
الجمال موجود في كل مكان في العالم وهو يعتمد على نظرتك الى ماذا تريد من الحياة.. واستراليا بلد رائع الجمال والطبيعة فية مازالت عذراء وتجد كل الالوان الزاهية وتشعر انك داخل حديقة كبيرة استلهم منها الجمال لأوظفه بلوحاتي.
**- ما هي الصعوبات التي تواجه الفن التشكيلي اليوم؟
الرسم هو حالة انفعالية بمجرد وضع الفرشاة على القماش او غيره يبدا الخيال عمله ويعكس صورا محزنة في العقل. لذلك لا يوجد صعوبات فقط تحرر منما حولك وابدء الرسم . وانا اشعر ان اللوحة لاتنتهي حيث كل لوحاتي تستوعب اكثر من تلك الخطوط والالوان التي فيها.

**- استاذ عاطف ممكن ان تحدثنا عن رسوماتك وجدتها تحمل رسائل عديدة؟
في كل لوحة احاديث تسليط الضوء على موضوع يشغلني واعطي لوحة من خلال خصوصية معينة تحكي الكثير من الفرح والحزن وربما بهجة وجمال ومحبة.
**- ما هي العلاقة التي تربط عاطف العبودي بلوحاته؟
عندما ارسم تكون الفرشاة جزءا من يدي وتتحرك بحرية تامة واندمج مع الالوان واشعر بالمتعة متحديا كل شيء حتى الوقت لا اشعر به واتبع خيالي الواسع مع الاشكال والخطوط التي تنساب كانها شلال يبعث البهجة في النفوس.

**- وجدت الذكريات حاضرة في تكون لوحاتك؟
لا يمكن للانسان ان يتخلى عن ذكرياته فكيف بالفنان الذي يعتصر كل الأزمنة ليظهر لوحة جميلة.. دائما استذكر ايام طفولتي والعابي القديمة وحارتنا واحن كثيرا للذكريات التي هي جزء من لوحاتي الفنية.

**- برأيك، هل الفن وسيلة لتفريغ الطاقة الداخلية؟

بالتاكيد حيث توصل الباحثون الى ان للفن بشكل عام دورا كبيرا في جعل الانسان ايجابيا عن طريق تفريغ الطاقة الداخلية المكبوته . وانا اعتبر الرسم علاجا لكثير من الامراض النفسية ويعطي احساس بالطمائنينة والراحة ن وفي داخل كل انسان يوجد جمال ومحبة للناس لكن وكل شخص لديه قدرة معينة لابراز الجمال.

**- حدثنا عن مشاركتك الأخيرة في مهرجان الجواهري 22 في مدينة سيدني الأسترالية، هذا الكرنفال الادبي والثقافي؟
انا اعيش في مدينة سندني الاسترالية منذ قرابة عشر سنوات ولدينا جالية عراقية وعربية مميزة ونحاول في غربتنا الحفاظ على ثقافتنا ونعتز بجذورنا
ومهرجان الجواهري يعتبر مهرجان ثقافي متنوع من شعر وادب ومجموعة من الفنون الاخرى .. وكانت لي مشاركة مميزة بلوحتين عن شاعر العرب الجواهري نالت استحسان الحاضرين وكرمت من قبل اللجنة الفنية المشرفة على المهرجان .
**_ طموحاتك المستقبلية في مجال تخصصك في فن الرسم؟
الحديث عن الطموح وعن الفن التشكيلي ليس له حد معين، والجمال فيه يكتمل كلما زادت الخبرة وتطورت المهارات ومعها يزداد الحماس لتطوير وتنويع وليس التوقف عند مستوى ما، وهذا ما يحدث معي فأنا احاول تطوير اسلوبي الفني في الرسم وابحث عن الحداثة في الفكرة والموضوع.
**-وهل تنوي عمل معرض شخصي قريبا؟
شاركت في العديد من المعارض وحصلت على جوائز عن اعمالي الفنية ولدي مشاركات في الاشهر القادمة ومعارض جديدة.
**- وفي مسك الختام كلمة لمجلة الگاردينيا؟
اتقدم بالشكر والعرفان لمجلة الگاردينيا المتالقة دوما ولها دور كبير في نشر النشاطات الفنية حول العالم.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

922 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع