الطائفية والمحسوبية تطيح بالرياضة العراقية إلى القاع والضياع
بغداد – محمد البغدادي – الخليج أونلاين:لم تسلم الرياضة في العراق من المحسوبيات والمحاصصة المبنية على الطائفية والحزبية والتي أبعدت الكفاءات والمختصين وجلبت الفاسدين، حيث أوصل سوء الإدارة وغياب والتخطيط الاستراتيجي، الرياضة العراقية إلى الحضيض، بحسب رياضيين وإعلاميين.
"الرياضة العراقية تعيش أصعب مرحلة في تاريخها، وخاصة في مجال كرة القدم؛ وذلك بسبب سوء الإدارة والتخطيط، والمحسوبيات، والمحاصصة التي أوصلتها إلى الحضيض"، على حد قول الصحفي والخبير في الرياضة العراقية جواد الخريسان.
- شراء ذمم
وأضاف الخريسان لـ "الخليج أونلاين": "الكرة العراقية أسيرة عند أشخاص لا علاقة لهم بالكرة، فهمهم الوحيد هو المشاركات الخارجية؛ لأنها فيها مكاسب مالية تستحق أن يهمل لأجلها الدوري الذي يعيش في حالة تخبط"، مشيراً إلى غياب البرامج والمشاريع الرياضية التي تسهم في النهوض بالواقع الرياضي في العراق.
وأكد الخريسان أن الانتخابات في العراق "لعبة قذرة"، سواء كانت في السياسة أو في الرياضة، ويقول: "شراء الذمم، والمحسوبيات الحزبية والمذهبية؛ تؤدي إلى فوز أشخاص همهم الوحيد هو المنصب والمكاسب المالية، ولا يكترث بسمعة الرياضة العراقية وتاريخها".
- غضب جماهيري
خسارة المنتخب العراقي أمام نظيره السعودي بهدف دون رد، في الجولة السابعة من التصفيات الآسيوية "المونديالية"، وفقدانه حلم التأهل إلى نهائيات كأس العالم، أثارت غضباً جماهيرياً واسعاً؛ فكانت النتيجة مظاهرة حاشدة يقودها رياضيون تطالب بإقالة اتحاد كرة القدم، ومدرب المنتخب راضي شنيشل، ومحاسبة المفسدين.
إبراهيم سالم، لاعب دولي سابق، وواحد من قادة المظاهرات، يقول لـ "الخليج أونلاين": "جميع المدربين والمختصين الذين لهم تاريخ وإنجازات رياضية كبيرة مبعدون خارج العراق؛ وذلك بسبب الطائفية والحزبية التي أوصلت الرياضة في العراق إلى الحضيض"، مؤكداً أنه "في الوقت نفسه يُبعد الشخص صاحب الكفاءة ويُقصى إذا لم ينتمِ أو يدعم من قبل حزب أو تيار سياسي، أو شخصيات مهمة".
وأضاف: "ما حصل للمنتخب العراقي في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم خير دليل على فشل الاتحاد العراقي لكرة القدم؛ فكانت النتيجة مظاهرات عارمة يقودها مدربون وخبراء لهم تاريخ وباع طويل في التدريب والإدارة، تطالب رئيس الاتحاد وباقي الأعضاء بتقديم الاستقالة"، مشيراً إلى أن المظاهرة القادمة ستكون "مليونية".
- تراجع قياسي
رئيس اللجنة الأولمبية العراقية، رعد حمودي، عبّر من خلال تصريحات صحفية، عن حزنه الشديد لخروج "أسود الرافدين" من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم روسيا 2018.
وقال حمودي: "تاريخ الكرة العراقية مشرف، ومن المحزن أن نرى تراجعها قياساً بما تتمتع به من تاريخ وأسماء، وما نمتلكه من قاعدة رياضية أكبر بكثير من دول أخرى تأهلت لأكثر من المرة".
وأوضح حمودي أن لقاءً موسعاً سيعقد مع الهيئة الإدارية لاتحاد كرة القدم، الاثنين المقبل، لمناقشة تداعيات خروج العراق من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال روسيا العام 2018، مستطرداً بالقول: "طالبنا الاتحاد العراقي بضرورة مراجعة أوراقه، والاستماع إلى النقد البناء، وتبادل الأفكار مع مختلف العاملين في الوسط الكروي من أكاديميين، ومدربين، وإعلاميين، والمشجعين؛ من أجل تجاوز ما حدث من انتكاسة، والتطلع لمرحلة جديدة من العمل الإيجابي المشترك".
الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم أصدر، الاثنين 3 أبريل/نيسان الجاري، بياناً بشأن تظاهر الجماهير ضد الاتحاد؛ بسبب نتائج المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم.
وقال الاتحاد في بيان صحفي تلقى "الخليج أونلاين" نسخة منه: إن "من حق الجماهير الوفية أن ترفع صوتها، ومن حقها أن تنتقد، ومن حقها أن تطالب بالإنجازات لمنتخبنا الوطني، وهذا مطلبنا وعملنا وطموحنا جميعاً".
وأضاف: "اتحاد الكرة يتحمل المسؤولية الأخلاقية والمهنية أمام جماهيره بقيادة الكرة العراقية، ولذا فهو لا يتنصل أبداً من مسؤوليته فيما حدث من فقدان فرصة التأهل لكأس العالم إدارة ومدربين ولاعبين".
وبين الاتحاد أن "الحلول الناجعة لتفادي وإصلاح هذا الخلل لا تأتي بالاستقالة أو الهروب من تحمل المسؤولية، فهذا الأمر هو صلاحية الهيئة العامة التي أتت بهذه الإدارة وفق انتخابات ديمقراطية، ولها الحق المطلق أولاً وأخيراً في اختيار إدارة اتحاد الكرة".
وتابع: "الحلول لا تأتي بالانفعال أو فرض الأمر الواقع؛ بل بالتأني والحكمة ومعرفة الظروف التي مر بها بلدنا طيلة الفترات السابقة، والتي حرمت منتخباتنا الوطنية، ظلماً، ميزة الأرض والجمهور التي مُنحت للفرق الأخرى".
885 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع