موقع الفن:نجاح وشهرة وأعمال كثيرة خلدت في تاريخ الفن المصري والعربي، ورحلة من المرض والألم والإعتزال والحجاب وحياة لامعة، لكنها قاسية احيانا عاشتها الممثلة المصرية مديحة كامل، والتي لقبها البعض بقطة السينما المصرية في مشوار فني إمتد من عام 1964 وحتى اعتزالها في عام 1992، لتبدأ مرحلة جديدة من حياتها.
ميلادها ونشأتها وحصلت على أحسن ممثلة في الطفولة
ولدت مديحة كامل صالح أحمد في الثالث من آي/أغسطس عام 1948 في مدينة الاسكندرية، وكان والدها يملك مضارب أرزق على ترعة المحمودية وكانت الطفلة الثانية من بين 6 اخوة 3 بنات و3 أولاد. عشقت التمثيل في مرحلة مبكرة لكنها ايضا أحبت كرة السلة وتنس الطاولة وهي طفلة، حتى أن درجاتها في الألعاب الرياضية والتمثيل كانت تفوق دراجتها التمثيلية في مدرسة الشاطبي النموذجية التي تعلمت بها.
العجيب أنها حصلت على لقب أحسن ممثلة مدرسية، حينما قدمت "رابعة العدوية" في مسرحية مدرسية تحمل نفس الاسم، خلال مرحلة الاعدادية الدراسية.
أهلها رفضوا فرصتها الأولى وفريد شوقي اعطاها اول بطولة
وجاءت إلى القاهرة في بداية الستينيات وبالتحديد في عام 1962، وذلك من اجل الدراسة حيث التحقت في كلية الآداب جامعة عين شمس بالقاهرة وعملت أيضاً في عروض الأزياء، وذلك بعدما شاركت في مسابقة عروض الأزياء وكانت والدتها تحرص دائماً على التواجد معها لصغر سنها، وكانت تساعدها على استكمال دراستها أيضاً.
لكن الصدمة جاءت حينما رشحها المخرج أحمد ضياء الدين، لتقدم عمل سينمائي فعرض عليها المشاركة في احد افلامه، لكن عائلتها رفضت لتشعر بالصدمة الشديدة.
وفي هذه الفترة وافقت على الزواج بمحمود الريس رجل الاعمال، حينما اخبرها بأنه موافق على عملها بالفن فوافقت على الزواج بالرغم من انه يكبرها بأعوام عديدة، فلم تشعر تجاهه بالحب بل كان البوابة لدخولها المجال الفني بعيداً عن رفض أسرتها، وبدأت بالفعل مشوارها بتقديم العديد من الادوار الصغيرة حتى انها تركت ابنتها التي انجبتها في عام 1963 لدى شقيقتهاـ من اجل ان تتفرغ للفن وعادت لتأخذها في المنزل، بعد أن اصبحت في الثانية عشر من عمرها.
حتى جاءتها الفرصة من خلال فيلم "30 يوم في السجن" لتقدم البطولة أمام الممثل المصري الراحل فريد شوقي وذلك في عام 1966، وتوالت بعدها اعمالها حيث لعبت العديد من الأعمال السينمائية، التي كانت قاسم مشترك بها لما تمتعت به من جمال آخاذ وموهبة شديدة.
الخائنة والراقصة وشخصيات اتسمت بالجرأة
خلال مشوارها الفني قدمت مديحة كامل العديد من الشخصيات، وصنّفها البعض ممثلة إغراء فيما يراها كثيرون بأنها قدمت أدواراً جريئة بالمقارنة مع زميلاتها، منها فيلم "فتاة شاذة" للمخرج أحمد ضياء الدين مع شويكار ورشدي أباظة، وهو الفيلم الذي تسبب في طلاقها لغيرة زوجها الشديدة، بعد ان انطلقت شائعات تؤكد قصة حب بينها وبين رشدي أباظة، كما تردد في نفس الفترة عن قصة حب بينها وبين أحمد رمزي، وهي الشائعات التي نفتها مديحة كامل بعد ذلك.
وعادت للبطولة مجدداً من خلال فيلم قطط شارع الحمراء في عام 1971، أما الإنطلاقة الكبرى فكانت بشخصية الجاسوسة من خلال فيلم "الصعود إلى الهاوية" عام 1978، هو العمل الذي اعتذرت عنه الكثير من النجمات ونالت عن الفيلم العديد من الجوائز، وفيلم "بريق عينيك" مع نور الشريف وحسين فهمي و"ملف في الآداب" وفيلم "العفاريت" مع عمرو دياب و"شوادر" مع كمال الشناوي.
وفاة شقيقها غيرت طريقها للحياة
كانت مديحة كامل تروي دائماً بأنه في عام 1978 توفي شقيقها وكان في عمر 17 عاماً، في هذا الوقت تغيّرت حياتها وبدأت تواظب على الصلاة واذا كانت تمثل فكانت تحرص أيضاً على المواظبة على الصلاة، وكان الأمر مقدساً لها وكانت في هذا الوقت بالفعل تمثل مسلسل "العنكبوت" للدكتور مصطفى محمود، الذي جعلها تتماسك بعد وفاة شقيقها.
لكنها عادت لتأخذها الدنيا والموضة والنجومية، ولكن مع الوقت بدأت تزهد الدنيا وكانت تسأل نفسها ماذا تفعل وهل هذه هي النهاية فكانت تشعر بأنها غريبة عن الوسط الفني، بالرغم من حب الناس لها وقبل قرار الإعتزال بعام مرضت والدتها فشعرت بأنه ليس هناك أمان وأن عليها إتخاذ القرار.
إعتزلت الفن والمخرج إستعان بدوبليرة بسبب إعتزالها
روت إبنتها الوحيدة ميريهان محمود الريس، بأنها كانت تتألم كثيراً حينما تجد والدتها تقدم شخصيات مثل راقصة أو عاهرة وحتى شاذة جنسياً، وكانت حينما تدخل في جدال ومناقشة مع والدتها ترد عليها بأن مثل المشاهد هي التي تجعلهم يعيشون في رغد، وتجعل صديقاتها يحسدنها بأنها ابنة مديحة كامل وظلت ميريهان تدعو الله أن يهدي والدتها، حتى حلمت والدتها في يوم بشخص يلبسها رداء ابيض ويقول لها أما آن الآوان يا مديحة؟ وبعدها حضرت دروس قرآنية مع إبنتها لتدخل في نوبة بكاء وقالت وقتها مديحة كامل: "عندما بدأت رحلتي مع الفن كنت أبعد ما اكون عن الله لم يكن يشدني إلى الحياة سوى المال والشهرة وقصص الحب، ومع الأيام زادت نجوميتي ولكن شعور غريب بدأ ينتابني وأنا في قمة الشهرة والمجد بأنني ايضا في الوحل، وكثيراً ما احسست بأنني بحاجة إلى أن احمل سوطا واجلد نفسي وكم وقفت أمام المرآة وانا في أبهى زينة، وتمنيت أن أبصق في وجهي".
وزارت بعدها في عام 1992 الشيخ الشعراوي وسألته كيف أتعلم ديني، فأجابها بأنه في خمس دقائق لكن هناك اجتهادات شخصية على الانسان ان يفعلها بنفسه.
وكانت وقتها مديحة كامل قد صورت فيلم "بوابة ابليس" مع المخرج عادل الأعصر، حيث حرقت بعض مشاهد الفيلم فرفضت ان تعيد تصويرها فإضطر الأعصر للجوء إلى دوبليرة من اجل استكمال العمل، ليخرج إلى النور وليكون آخر افلامها بعد ارتدائها الحجاب واعتزلها الفن.
تزوجت 3 مرات والمرض هدد حياتها عدة مرات
تزوجت مديحة كامل 3 مرات، الزيجة الأولى كانت من رجل الأعمال محمود الريس والد ابنتها ميريهان، والثاني من المخرج السينمائي شريف حمودة، والزيجة الثالثة من المحامي جلال الديب.
وكانت هناك شائعة عن زواجها من الداعية الاسلامي ياسين رشدي، لكنها نفت هذه الشائعة بنفسها بالرغم من أنها كانت بعيدة تماما في هذا الوقت عن الاعلام، لكنها حرصت على الرد وتكذيب الشائعة.
خلال حياتها عانت مديحة كامل من مرض القلب، وأثناء تصويرها لمسلسل الأفعى أصيبت بالفعل بجلطة في القلب في عام 1975، وقبل وفاتها بعام ايضا حجزت بمستشفى مصطفى محمود بمنطقة المهندسين لمدة 10 أشهر، لضعف عضلة القلب ومياة على الرئة.
أيضا أصيبت بسرطان الثدي لتقوم بإستئصاله، ووعدت ابنتها في هذا الوقت بأنها ستقلع عن التدخين، بعد خروجها من غرفة العمليات.
شائعات طاردتها وتصريحات قليلة لهذه الأسباب
على عكس أغلب ممثلات جيلها، لم تكن مديحة كامل تميل إلى الظهور اعلاميا فكانت ترفض ظهور ابنتها او الحديث عن حياتها الخاصة، حتى انها لم تعلق على شائعة القبض عليها في قضية تهريب مخدرات اثناء عودتها من بيروت، وبأنه تم تسوية القضية لتخرج سريعاً.
وفاتها
في منتصف شهر رمضان في 13 كانون الثاني/يناير عام 1997، بعد أن أدت صلاة الفجر مع إبنتها وزوج إبنتها، وجدت في اليوم التالي متوفية عن عمر ناهز الـ48 عاماً، وكانت قبلها وطوال فترة إعتزالها لا تظهر إعلامياً سوى في حلقة لبرنامج "حوار صريح جدا" سجلتها عام 1995، وتم منعها لهجومها على الفن والوسط الفني خلالها.
866 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع