حل الفنان العراقي سعدون جابر ضيفا على حلقة الخميس (2017/7/6) من برنامج "المقابلة" حيث تحدث عن بداية التحاقه بالمجال الفني والتحديات التي واجهها ورؤيته للفن العراقي المعاصر.
غنى سعدون جابر الملقب بسفير الأغنية العراقية بكلماته لحضارة العراق وأصالته.. حملته الطيور بأجنحة ما زالت تحلق في فضاء الفن العربي، لم يعرف حدودا للفن.. ولا يزال يردد أن أجمل أغنياته لم تأت بعد.
كل بقعة عراقية من الموصل إلى بغداد، ومن الناصرية إلى البصرة، صدحت بتلاوين ألحانها الفريدة، حتى تمازجت تلك الألوان في بغداد الرشيد، وقدمت لونا عراقيا خالصا، وصفه الموسيقار المصري محمد عبد الوهاب بالفن الذي يدور في فلكه الخاص، في وقت رأى فيه أن الأغنية العربية كلها كانت تدور في فلك الغناء المصري.
تنوعت الألوان الغنائية في العراق وسط حضور أهم لونين غنائيين، أولهما المقام العراقي العتيق الذي يكاد يكون قديما قدم تاريخ بلاد أشور وبابل.
وفي نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين رسم ابن الموصل الملا عثمان الموصلي أثره الهام على الغناء العراقي، ثم تبعه قارئ المقام العراقي الأبرز محمد القبنجي الذي لم يجدد في المقام العراقي فقط بل أثر في مبدع آخر هو ناظم الغزالي الذي رسم في خمسينيات القرن الماضي ملامح الأغنية العراقية الحديثة.
اللون العراقي الآخر البارز هو غناء الريف، الذي تركز في جنوب البلاد ومثله مطربون كبار، وصولا إلى فترة فنانين كبار مثلوا حلقة وصل بين الغناء الريفي والأغنية الحديثة.
تأثر الغناء العراقي بعوامل كثيرة أهمها التحولات السياسية التي شهدتها البلاد وتعاقب أنظمة حكم مختلفة من الاستعمار البريطاني إلى الملكية الهاشمية ثم فترة الانقلابات التي أعقبتها هيمنة حزب البعث على السلطة حتى الغزو الأميركي والحكم الطائفي الذي تلاه.
لكن التحول الجذري جاء بعد الاحتلال العراقي لدولة الكويت وسنوات الحصار الصعبة التي غيرت كل ما هو جميل في دار السلام بغداد.
يعتبر الفنان العراقي سعدون جابر أن ثقافة الفنان أهم من فنه، لأنها توسع مداركه وتجعله يختار الشي الصحيح، لذلك فقد درس الأدب الإنجليزي في الجامعة المستنصرية بالعراق، ثم التحق بمعهد الفنون الجميلة حيث درس الموسيقى.
وفي 1986 التحق بجامعة بريطانية حيث أجرى دراسة للماجستير عن أساليب الغناء العراقي لا سيما في الجنوب، وبعدها بثلاث سنوات التحق بالمعهد العالي للموسيقى العربية للحصول على درجة الدكتوراه.
يقول سعدون جابر عن أغنياته "كل أغنياتي لها جذور فولكلورية تعرفت عليها من خلال الدراسة"، وعن دور التراث في أغانيه يقول إن أصل الغناء أن يكون له جذور تراثية، "لذلك أخذنا التراث وتعلمنا الغناء، ونستمد مما قدمه من سبقنا من المطربين".
ولا يرى الفنان العراقي أن النهل من التراث هو شكل من أشكال العجز عن الابداع، لأنه يتم تحديث هذا التراث وتقديمه في شكل جديد بنفس حداثي بحيث أصبح يلائم العصر.
وعن الفرق بين الأغنية العراقية حاليا وما قبل نصف قرن يقول إن الفرق كبير من ناحية المضامين والشعر والجملة الموسيقية والصوت المؤدي، وهي فروقات يصفها بأنها نحو الأسوأ.
544 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع