عمر الشريف يغادر شرفته

    

القاهرة / العربي الجديد:لم يمضِ 24 ساعة على رحيل الممثل المصري سامي العدل، عن 69 عاماً، حتى راحت صور الفنان عمر الشريف تنتشر بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وترافقها كلمة واحدة: "وداعاً".

إذن رحل ميشيل ديمتري شلهوب (1932 - 2015)، في أحد مستشفيات مدينة حلوان المصرية، عن 83 عاماً، ومعاناة لثلاث سنوات مع الزهايمر، بعد ستة أشهر على رحيل زوجته السابقة، الفنانة فاتن حمامة.

في الثانية والعشرين من عمره، كان دور البطولة الأول للشريف، في فيلم "صراع في الوادي"، للمخرج يوسف شاهين. عملٌ تدور أحداثه في صعيد مصر، قبل ثورة 23 يوليو، حيث يحاول الإقطاعيون السيطرة على القطاع الزراعي، بينما الفلاحون يقاتلون للحفاظ على أراضيهم.

بعد عامين، مع يوسف شاهين أيضاً، وفاتن حمامة، أخذ الشريف دور البطولة في "صراع في الميناء". فيلم تقترب أحداثه من سابقه؛ عمّال في الميناء يخوضون صراعاً مع شركة النقل التي يملكها أحد الإقطاعيين.

في عام 1962، كانت المشاركة الأولى لصاحب "نهر الحب" في عمل أجنبي. إذ شارك، إلى جانب بيتر أوتول وأنتوني كوين، في فيلم "لورنس العرب"، الذي أخرجه البريطاني ديفيد لين. رُشّح الشريف عن دوره في هذا الفيلم إلى أوسكار أفضل ممثل مساعد، وحاز عنه جائزة "الكرة الذهبية" (Golden global awards).

بعدها بثلاث سنوات، مع المخرج نفسه، أخذ الشريف دور البطولة في فيلمه الشهير "دكتور جيفاغو"، الذي شكّل له دفعةً للانطلاقة بقوة إلى العالمية. عملٌ يسرد قصّة طبيب يحبّ امرأتين، في سياقٍ سياسيّ، هو الثورة الروسية وما تلاها، وحاز عنه أيضاً جائزة "الكرة الذهبية".

عن انطلاقته للعالمية، يقول الشريف في مقابلة له أجرتها معه إذاعة "بي بي سي" عام 1967: "كانت انطلاقتي هذه حظّاً. كلّ ما في الأمر أنّ مخرج "لورنس العرب"، ديفين لين، أراد ممثّلين عرباً معه في العمل، فطلب صوراً من نقابة الفنانين المصريين، ليختار بعض الوجوه وتشارك في الفيلم في أدوار صغيرة".

ويضيف: "أرسلوا صوراً من دون أن يستشيروا أحداً، فاستدعاني المخرج إلى الصحراء الأردن، وأعجبتُه، وعملنا معاً"، مؤكّداً إيمانه الدائم في الحظ.

حين قامت الميادين في مصر، أي في يناير 2011، راح عمر الشريف إلى منطقة سميراميس، المطلّة على ميدان التحرير، وأصرّ على أن يستأجر شقّةً هناك، رغم الاضطرابات الأمنية. كان المشهد هكذا: رجلٌ في التاسعة والسبعين من عمره، على شرفته، يُطلّ على الثورة. ربمّا أنقذه الزهايمر؛ الذي لم يسمح له أن يعي تماماً ما آلت إليه الثورة والبلاد.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

745 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع