صحف بريطانية تتحدث عن الحرب الأنجلو ـ عراقية في مايس 1941
دور الألمان في الحرب الأنجلو ــ عراقية في مايس 1941
بغداد يوم الخميس 12 مايس 1941 طائرة المانية من طراز (He111) تستعد للهبوط في مطار بغداد في منطقة الوشاش يقود الطائرة الرائد أكسل فون بلومبيرغ أبن المارشال المشهور فيرنر فون بلومبيرغ وفجأة تصاب الطائرة برشقة من الرصاص لكنها أكملت الهبوط وانحرفت بعيداً عن المدرج اندفع الموجودين في المكان نحو الطائرة المنكوبة وأُخرجَ الركاب خارج الطائرة أحياء إلا ان الرائد أكسل كان مضرجاً بدمائه وقد فارق الحياة. ولكي نعرف ما الذي حدث وكيف ولماذا جاءت هذه الطائرة الى سماء بغداد نعود إلى البداية لنعرف التفاصيل.
وسط تحضيرات المانيا النازية لغزو أراضي الاتحاد السوفيتي عام 1941 والتي عرفت بعملية (بارباروسا) وحدد لها يوم 22حزيران 1941 وحشد لها من الجنود والمعدات والأسلحة والطائرات وكان الحشد هو الأضخم في تاريخ الحرب كله، وفي نفس الوقت كان هناك صراع واستقطاب سياسي في العراق كما في المنطقة كلها بسبب الحرب والموقف منها وكان الحنق والغضب على الإنكليز على أشده، ففي بغداد كان هناك قطبان على طرفي نقيض في السياسة وإدارة الدولة وفيما يتعلق بدور العراق في الحرب وعلاقته ببريطانيا.
القطب الأول كان (نوري السعيد 1888 بغداد ــ قتل 1958 بغداد) والوصي على العرش (الأمير عبد الآلة بن علي 1913 الطائف ــ قتل 1958 بغداد) ويمكن اعتباره الاتجاه الليبرالي،
اما القطب الثاني فقد كان يتمثل بـ (رشيد عالي الكيلاني 1892 بغداد ــ 1965 بيروت) والجيش وهو الاتجاه القومي العروبي.
بتاريخ 3 شباط 1941 استقالت الحكومة في بغداد والتي كان يرأسها الكيلاني وكلف (طه الهاشمي 1888 بغداد ــ 1961 لندن) بتشكيل الحكومة الجديدة مع أوامر بتحييد الجيش وأبعاده عن السياسة وعن التوجهات القومية.
هنا بدأت بوادر حركة مايس. ففي يوم الثلاثاء الأول من نيسان عام 1941 أحاط الجيش بالقصر الملكي وأجبر الهاشمي على الاستقالة وهرب الوصي في سيارة الوزير المفوض الأمريكي (بول نابينشو) الذي دبر نقله إلى القاعدة البريطانية في الحبانية في اليوم التالي، وهناك قابل السفير البريطاني الجديد (كنهان كورنواليس) الذي وصل لتوه إلى قاعدة الحبانية العسكرية في طريقه إلى بغداد لاستلام مهام عمله، وقد ابلغ كورنواليس ان التوصل إلى تسوية مع الثوار قد أصبح مستحيلاً وشجعه على الذهاب إلى البصرة والعمل من هناك لاستعادة السيطرة على الموقف. ومن هناك نقل الوصي على متن طائرة حربية إلى البصرة يرافقه علي جودت الأيوبي ومرافقه الشخصي عبيد الله المضايفي فوصلوها في 3 نيسان حيث نقل الى سفينة حربية بريطانية اسمها (كوكشيفير) كانت راسية في شط العرب.
اما الملك الصغير فيصل الثاني (2 مايس 1935 قتل في 14 تموز 1958) ونوري السعيد وجميل المدفعي ومساعديهم فكانت وجهتهم الأردن. قام رشيد عالي الكيلاني بتشكيل حكومة مصغرة (حكومة انقاذ وطني). كان الإنكليز وبسبب أوضاع العراق والصراعات السياسية بين النخب الحاكمة قد أنشأوا في كانون الثاني من العام نفسه فرقة عسكرية سميت فرقة المشاة الهندية العاشرة التي كانت تتألف من 18500 جندي موزعين على ثلاثة الوية ومن الجدير بالذكر والغريب أن هذه الفرقة ستقوم مستقبلاً وخلال ثمانية أشهر باحتلال أربعة بلدان بعواصمها وهي: العراق، سوريا، لبنان، ثم إيران. أبحرت هذه الفرقة من الهند يوم 1 نيسان 1941 ووصلت ميناء البصرة بعد 17 يوم. في الأدبيات الغربية لم تذكر حركة مايس وما أعقبها او نتيجة لها من حرب بين الجيش العراقي والقوات البريطانية باسم حرب لكنها توصف بانقلاب او تغيير عنيف للسلطة اما الاستعدادات لهذه الحرب فقد بدأت بأنشاء (جيش الخلاص) بأشراف نوري السعيد بتمويل وتدريب وأداره إنكليزية في مدينة القدس وكانت حينذاك تحت الوصاية البريطانية، بالمقابل قام القوميين بأنشاء (الفيلق العربي) في سوريا وكانت تحت وصاية حكومة فيشي الفرنسية الموالية لألمانيا النازية، بتمويل وتدريب وأداره المانية.
القائد العام الجنرال كلود أوشينليك يتفقد أطقم حاملات الأسلحة (برين) التابعة للفرقة العاشرة الهندية في العراق
طلب الوصي على العرش مساعدة بريطانيا للقضاء على التمرد بقيادة الكيلاني والعقداء الأربعة، وبالمثل طلب رشيد عالي الكيلاني رئيس حكومة الإنقاذ الوطني من دول المحور الدعم العسكري للوقوف بوجه الغزو البريطاني المرتقب فبعث ناجي شوكت وزير الدفاع (1891 واسط ــ 1981 بغداد) إلى تركيا لمقابلة السفير الألماني (فون بابن) لهذا الغرض وكان من مصلحة الألمان الاستجابة لطلب الحكومة العراقية لطرد الإنكليز من المنطقة. كان الجيش العراقي حينذاك يتكون من 160 ألف جندي موزعين على 4 فرق مشاة و3 اسراب طائرات من 56 طائرة مقاتلة وللتدريب. وكان للجانب البريطاني في حربه مع الجيش العراقي 130 ألف جندي موزعين على لواءين و12 سرب طائرات عددها 146 طائرة مقاتلة. بدأ الجيش العراقي بتحقيق الانتصارات على البريطانيين في العراق، ففي 2 مايس 1941 استطاع الاستيلاء على قاعدة الرطبة العسكرية المهمة لوقوعها على طريق خط (الموصل ــ حيفا) النفطي والذي يجهز الوقود لأسطول البحر الأبيض المتوسط البريطاني،
وفي لواء الدليم غربي العراق (محافظة الأنبار حالياً) كان 9000 جندي عراقي يحيطون بقاعدة الحبانية العسكرية إحدى قاعدتين بريطانيتين في العراق، (القاعدة الثانية في الشعيبة في البصرة). اما البريطانيون فقد قصفت طائراتهم معسكر الهنيدي (الرشيد) ودمرت 22 طائرة عراقية كانت جاثمة على ارض القاعدة الجوية في المعسكر (ثلث القوة الجوية العراقية) بساعة واحدة كما قصفت القطعات العسكرية العراقية التي كانت تحاصر قاعدة الحبانية.
رشيد عالي الكيلاني رئيس وزراء حكومة الإنقاذ الوطني يزور برلين ويلتقي هتلر 1941
على الجانب الألماني تقررت عملية مساعدة الجيش العراقي في حربه ضد القوات البريطانية المسماة (sonderstab F) وتعني الهيئة الخاصة لفلمي، بتاريخ 6 مايس 1941 وذلك بتكليف الفريق أول جوي (هيلموت فلمي 1885 ــ1965) بالأعداد للعملية العسكرية المرتقبة، وكانت تأكيدات حكومة الكيلاني بأن الوقود الموجود في القواعد العسكرية العراقية يكفي اسراب الطائرات لمدة 6 أشهر قتال وفي مقدور الحكومة زيادتها لتكفي مدة سنتين. بدأت العملية من اليونان بإقلاع ثلاثة اسراب من الطائرات مؤلفة من 37 طائرة (سربMe110 وسربHe111 و13 طائرة Ju52/90 ) وسميت العملية (sanderkommando Junck )، هبطت 18 طائرة منها في تدمر في سوريا والباقي هبطت في دمشق في 6 مايس ثم الصق عليها شعار الجيش العراقي وتم تعين الجنرال (وارنر يونغ 1895ــ 1974) قائداً للعمليات الجوية في بغداد التي وصلها يوم 12 مايس على متن طائرة من طراز (He111) لاستطلاع الأجواء إلا ان الحظ لم يحالفه فقد تعرضت الطائرة لنيران المقاومات الأرضية العراقية وهي في سماء بغداد بعد الاشتباه بكونها طائرة معادية بريطانية ونجا يونغ وقتل الطيار اكسل فون بلومبيرغ في الحال. بدأ توافد الطائرات الألمانية الى قاعدة الموصل الجوية وبسبب العواصف خرجت 7 منها من الخدمة وعندما علم البريطانيين بالعملية ووصول الطائرات الألمانية الى مطارات في سوريا سارعوا بقصف مطارات دمشق وتدمر ولبنان يوم 14 مايس. في مجال القوات البرية تعهدت المانيا وإيطاليا بتسليح الجيش العراقي وبالفعل تم تجهيز قطارين مع 50 عربة وتحميلها بالمدرعات والمدافع وقطع من مختلف الأسلحة مع أجهزة اتصالات متطورة و5 مليون طلقة بندقية، وصلت الشحنة بكاملها إلى محطة القطار في بغداد من خلال سكة حديد (حلب ــ بغداد) يوم 13 مايس ووضعت في مخازن وزارة الدفاع، وقبل ذلك كان الدبلوماسي الألماني (فريتزغروبا 1868 - 1973) قد وصل بغداد يوم 11 مايس قادماً من دمشق كمنسق سياسي بين قطبي حكومة الإنقاذ الكيلاني والعقيد صلاح الدين الصباغ، استخدم فريق غروبا أحد البيوت في بغداد كمقر له وكان الفريق يتكون من ثلاثة دبلوماسيين ومترجم وطبيب نفسي وأربعة ضباط من (قوة براندنبورغ) الخاصة وسكرتير، وجد الضباط الألمان اثناء تفقدهم الخطوط الأمامية للجيش العراقي وحسب التقارير التي رفعوها الى قيادتهم وذكروا فيها :" أنك لا يمكنك ان تلبس فلاح أي ملابس عسكرية وتريد أن تنتصر بمعركة"، لكن المفاجئة المخيفة أو الكارثة التي واجهت الألمان هي أن الوقود الذي في القواعد الجوية العراقية يكفي الطائرات فقط لأربع طلعات قتالية والأسوأ انه وقود سيارات لا طائرات. لذلك جلب خبراء وقود المان لغرض حل مشكلة الوقود لطائراتهم كما تم ترتيب نقل وقود طائرات من رومانيا عبر تركيا إلى الموصل من خلال سكة حديد بغداد/برلين ثم بدأت الطائرات الألمانية بقصف القوات البريطانية بتشكيلات من طائرتين لكل منها وعند الاقتراب يتم التجمع والانقضاض من جهتين متعاكستين على الهدف، ومن المشاكل الأخرى التي واجهت الألمان مشكلة الإلحاح من حكومة الكيلاني حول جلب مئات الطائرات والمدافع لدعم الجيش العراقي لهذا أصدر هتلر التوجيه رقم 30 حول العراق بتاريخ 23 مايس 1941 وقد تضمن ما يلي:
التوجيه رقم 30 للحرب / الشرق الأوسط
1 – حركة التحرر العربية هي حركتنا في الشرق الأوسط وهي حليفنا الطبيعي ضد إنجلترا. في هذا السياق لانتفاضة العراق أهمية خاصة لنا. إن تقويتنا للعراق ضمن الحدود العراقية ضد قوى إنجلترا المعادية في الشرق الأوسط سيعطل الاتصالات الإنجليزية وسيقيد القوات الإنجليزية وكذلك سفن الإنجليز بتكاليف ساحة حرب أخرى. لذلك قررت أن توسيع الدعم في الشرق الأوسط للعراق جار وحاصل أياً كان الموقف الإنجليزي بين البحر الأبيض المتوسط والخليج العربي ــ فيما يتعلق بالهجوم ضد قناة السويس ــ سيتم البت فيها واتخاذ القرار المناسب بشأنها لاحقاً، لكن بعد عملية بارباروسا.
2 – إيجاز لقراراتي الخاصة أمرت: -
من أجل دعم العراق:
(أرسال عملية عسكرية، المساعدة من خلال القوة الجوية، أرسال شحنات الأسلحة.) تتبع الفريق أول قوة F 3 – العملية العسكرية (الاسم المستعار الهيئة الخاصة جوية (هيلموت فيلمي) ومهام العملية هي:
أ) في تقديم المشورة ودعم الجيش العراقي.
ب) في تكوين وعمل العلاقات العسكرية الممكنة مع قوى إنجلترا المعادية خارج العراق.
ج) في كسب خبرات ومعلومات ووثائق للجيش الألماني في المنطقة (بناءً على ذلك) تُنظم هذه المهام من قبل رئيس القيادة العليا للجيش الألماني.
ينطبق على الارتباطات التابعة للعملية ما يلي:
أ) جميعهم يكونون تابعين لرئيس العملية العسكرية في العراق (في حالة تم تعينهم من قبل القيادة العامة للجيش) وكذلك يسري هذا التسلسل الهرمي على أعضاء قيادة الارتباط في سوريا.
ب) رئيس العملية العسكرية يتبع رئيس القيادة العليا للجيش الألماني بشرط أن الأوامر والمبادئ التوجيهية الخاصة بالقوة الجوية تصدر فقط من القائد العام للقوة الجوية.
ج) يتعامل رئيس العملية العسكرية (فقط) مع جهات تابعة للجيش العراقي. يترأس (أحد ممثلي العملية العسكرية) المفاوضات مع الحكومة العراقية وهو ممثل وزارة الخارجية في العراق.
يكون لرئيس العملية العسكرية (بالتعاون مع ممثل وزارة الخارجية في العراق) سلطة اتخاذ القرار المناسب في موضوع الأوامر العسكرية والسياسة الخارجية للعملية.
د) يعتبر أعضاء العملية العسكرية مبدئياً كمتطوعين (مثل متطوعي فيلق كُوندور في اسبانيا) *. حيث سيرتدون الملابس المخصصة للمناطق الحارة الاستوائية ويحملون (شارة الجيش العراقي) ويستخدمون هذه الشارة على الطائرات الألمانية أيضاً.
4 - القوة الجوية
إن (محدودية الأعداد المستخدمة) ستخدم ما هو أبعد من غرض (التأثير المباشر لسلاح الجو) ومنها الثقة بالنفس وتقوية إرادة المقاومة للجيش والشعب العراقيين.
نوع ومدى التدخل الألماني يحدده القائد العام للقوة الجوية.
5 – شحن الأسلحة
الطلبيات اللازمة (هي شحنات فرنسية من سوريا حسب الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الفرنسيين وكذلك ألمانيا) وبموافقة قائد القيادة العليا للجيش الألماني.
6 – السيطرة على البروباغندا في الشرق الأوسط هي من مهام وزارة الخارجية،
) والعمل معاً WPr/WFSt والتنسيق مع القيادة العليا للجيش الألماني (
القاعدة الأساسية للبروباغندا ستكون:
<<انتصار دول المحور سيجلب لدول الشرق الأوسط التحرر من نير الإنجليز وبالتالي يكون لهم الحق في تقرير المصير. عندما تحب التحرر فيجب ان تأخذ لذلك موقفاً مناوئاً ضد إنجلترا>>.
لهذا فالبروباغندا ضد الموقف الفرنسي في داخل سوريا يجب أن تكون تحت السيطرة.
7 – إذا تم نشر أفراد من الجيش الإيطالي في العراق تطبق عليهم نفس التعليمات المذكورة أعلاه للعمل معاً ويكونون بإمرة رئيس العملية العسكرية في العراق في المهام التي يطلبها منهم.
توقيع أدولف هتلر
بهذا التوجيه أراد هتلر لفت انتباه القادة العراقيين بأننا نريد مساعدتكم ولكن بشكل محدود بسبب حاجة المانيا لقوتها الجوية ومعداتها الحربية الأخرى لجبهات القتال، وعليكم الاعتماد على أنفسكم وقاتلوا حتى تتحرروا. وتم اعلام حكومة الكيلاني بأن الإمدادات العسكرية ستتوقف خلال الشهرين المقبلين بسبب ظروف عملية (بارباروسا) على الجبهة السوفيتية.
وصلت 12 طائرة إيطالية إلى القاعدة الجوية في الموصل يوم 29/5 لكن الأمور لم تسر على ما يرام فقد واجهت الطائرات الألمانية والإيطالية الكوارث الأكبر مثل نقص الأدوات الاحتياطية، عدم تحمل الطائرات درجات الحرارة العالية وضعف الخدمات الأرضية ومرشحات الهواء سيئة، عدم توفر الإطارات الصحراوية، نقص الذخيرة وغيرها. حتى يوم 30 مايس كانت 19 طائرة المانية عاطلة ومحطمة من مجموع 23 طائرة و3 إيطالية من مجموع 12 طائرة. كان الألمان بحاجة إلى حوالي 200 طائرة منها 100 قاصفة للتعطيل الجزئي لإنتاج حقول النفط في كركوك والبصرة والموصل وعابدان وخط (الموصل – حيفا) النفطي الاستراتيجي لغرض الأضرار وقطع أمدادات الوقود للجيوش البريطانية، وهذه الغارات كانت في حدود أيام 15 حزيران من نفس العام وفي نفس الوقت الذي تجري فيه عملية بارباروسا الضخمة، ولكن بسبب عمليات القتال في جزيرة كريت لم يتم تنفيذ هذه العملية حسب ما كشف من الأرشيف الألماني.
في نهاية الأمر بدأت فرقة المشاة البريطانية العاشرة هجومها لاحتلال بغداد يوم 27مايس وانتهت بالسيطرة عليها واحتلالها بالكامل يوم 1 حزيران 1941، بعد يوم من توقيع الوصي هدنة غير مشروطة لوقف إطلاق النار مع البريطانيين وتشكيل حكومة جديدة. لجأ الكيلاني الى المملكة العربية السعودية بينما هرب معظم وزراء حكومته الى تركيا وألقي القبض عليهم وهرب العقداء الأربعة إلى إيران ثم ألقى القبض عليهم وتم تسليمهم الى السلطات البريطانية. وبذلك عادت بريطانيا إلى احتلال كامل التراب العراقي يوم 4 حزيران من العام نفسه بسقوط الموصل ثم تقدمت القوات البريطانية واحتلت سوريا ولبنان بعدها بـ 4 أيام وبتاريخ 28 آب 1941 سقطت إيران تحت الاحتلال البريطاني. كانت خسائر الجيش العراقي في هذه الحرب 200 قتيل و70 جريح، وخسر البريطانيون 600 قتيل و800 جريح.
) فقد انتهت بوقف إطلاق النار ببغداد يوم sonderstab F اما العملية الألمانية (
31/ 5/ 1941 وهروب أعضاء البعثة إلى برلين عن طريق تركيا وسوريا وذكروا بتقاريرهم الى قيادة الأركان الألمانية عن الجيش العراقي: بعدم الجدية بتسلسلهم الهرمي عند القتال، علاقة قادتهم سيئة ببعضهم، تخطيطهم عفوي، خبرتهم غير مهنية ومرونتهم قليلة واتكالية واضحة. عاد الأمير عبد الآلة للحكم وسيطر الليبراليون على الحكومة وعين (جميل المدفعي) رئيساً للوزراء خلفاً للكيلاني وتمت محاكمة العقداء الأربعة (المربع الذهبي) المشاركين بالحركة وإعدامهم يوم 6 كانون الثاني 1942 بعد ان سلمتهم بريطانيا للسلطات العراقية عند نهاية الحرب وهم:
صلاح الدين الصباغ، كامل شبيب، سعيد محمود سلمان، فهمي سعيد اما رشيد عالي الكيلاني فقد أنتظر حتى انقلاب عام 1958 ليعود إلى العراق مرة أخرى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*وحدة عسكرية ألمانية تشكلت من متطوعي سلاح الجو الألماني والقوات البرية الألمانية. شاركت في القتال بجانب القوميين الإسبان بقيادة الجنرال فرانكو خلال الحرب الأهلية الإسبانية عام 1936.
1528 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع