الجيش العراقي خلال حركات إنفصال كردستان في العهد الجمهوري الثالث
1. المقدمة
أ. وثقنا تأريخ إشتراك الجيش العراقي خلال حركات تمرد البارزانيين في العقد الثالث والعقد الرابع من القرن العشرين في العهد الملكي ، ولم نكن في حينها على قد الحياة ، لأن تأريخ ولادتنا في منتصف العقد الرابع من القرن العشرين .
ب. كذلك وثقنا تأريخ إشتراك الجيش العراقي خلال حركات تمرد البارزانيين في العقد السادس من القرن العشرين في العهد الجمهوري الأول ، كنا حينها طلاب في الإعدادية ، وفي العهد الجمهوري الثاني ، كنا حينها طلاب في الكلية العسكرية .
https://www.algardenia.com/terathwatareck/45841-2020-08-31-16-38-23.html
ج. الأن نوثق تأريخ إشتراك الجيش العراقي خلال حركات تمرد البارزانيين في العقد السابع من القرن العشرين ، في العهد الجمهوري الثالث ، بصفتنا عسكريين مشاركين في هذه الحركات ، من خلال الوحدة العسكرية التي كنت أنتسب اليها الفوج الأول لواء المُشاة 14 فرقة المشاة الأولى ، وبصفة شهود للتأريخ على ما حدث خلال هذه الحركات .
د.لله وللتأريخ من بدأ القتال في هذه الفترة الزمنية هم البيشمركه وليس الجيش العراقي حيث كانت المعارك خلال حركات تمرد البارزانيين في العهد الجمهوري الثالث سنة (1974 – 1975) من أعنف المعارك دموية بسبب تدخل إيران الشاه بشكل مباشر حيث كانت مدفعية الجيش الإيراني الثقيلة بعد إجتيازها الحدود العراقية بعمق أكثر من سبعين كيلومتر على محور( حاج عمران – رايات – جومان ) تدك المضائق وطرق المواصلات و ربايا الجيش العراقي في قمم الجبال في كافة القواطع يومياً بألاف القذائف من المدفعية الثقيلة من عيار 175 ملم و155 ملم خاصة في قاطع رانية وحوض بتواته وأشد ضراوة في قاطع راوندوز على جبل كورك وجبل نواخين كتفي مضيق كلي علي بك والمنطقة الإدارية في جبل حرير وسهل حرير .
2. الموقف السياسي
أ. كوني غير سياسي مخضرم وغير ملم بالأحداث السياسية التي حدثت في
بداية السبعينات من القرن العشرين ، ولغرض إعطاء صورة واضحة للقارئ الكريم عن تلك الحقبة من الزمن ، قرأت مقال للأستاذ في كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد ، ( د سعد ناجي جواد ) وهو أيضاً أستاذ محاضر في إحدى جامعات المملكة المتحدة ، يتضمن حوار مع صحيفة العرب في آذار 2017 يتحدث فيه عن الوضع السياسي العراقي بمهنية وبحيادية عالية ، يتضمن معلومات وافية عن الوضع السياسي بين السلطة في بغداد والحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة الملا مصطفى البارزاني بالفترة بين ( 1970 – 1974 ) ، رأيت أن أقتبس بعض مقاطع الحوار وبتصرف كأحد عنواين مقالي هذا ( الجيش العراقي خلال حركات إنفصال كردستان في العهد الجمهوري الثالث ).
ب. يروي د سعد ناجي جواد أن لقاء جمع الرئيس الراحل المرحوم صدام حسين ، يوم كان نائبا للرئيس الراحل المرحوم أحمد حسن البكر، مع قيادي كردي بارز هو المرحوم دارا توفيق ، فسأله صدام “ما هي مطالبكم ؟” فأجابه توفيق أن مطالب الأكراد هي وقف القتال وإطلاق سراح الموقوفين وتعويض المتضررين ، وغير ذلك من المطالب الآنية ، عندها بادره صدام حسين بالقول إن هذا ليس حلا للمشكلة ، وإنما نحن نفكر بمنحكم الحكم الذاتي ، ففوجئ دارا توفيق بذلك وعاد إلى كردستان العراق ونقل إلى المرحوم الملا مصطفى البارزاني ما سمعه ، يضيف جواد أنه قيل إن الملا مصطفى البارزاني ذهب أما هو بنفسه أو أرسل من ينوب عنه لمقابلة شاه إيران وإبلاغه بالأمر، وإن شاه إيران أجاب أن هذه لعبة وكذبة وهو أمر لن يتحقق .
ج. قدّم إتفاق بيان 11 آذار 1970 ضمانات للأكراد بالمشاركة في الحكومة وإستعمال اللغة الكردية والتمتع بحقوقهم ، لكن لم يتم التوصل إلى حل حاسم بشأن قضية كركوك ونفطها ، وهي قضية مازالت عالقة إلى اليوم ، وكان هذا الخلاف أحد الأسباب الكثيرة التي أدت إلى إنهيار بيان 11 آذار 1970 وفشل في إرساء التفاهم بين السلطة في بغداد والحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة الملا مصطفى البارزاني .
لكن إنهيار بيان 11 آذار بعد أربع سنوات من عقده ، تقف وراء إنهيار الإتفاق عوامل كثيرة ، منها التدخلات الخارجية لتشكل أحد أهم الأسباب التي أدت إلى فشل تطبيق بيان 11 آذار 1970 :
أولاً. رفضت أنقرة وطهران البيان وتضايقتا من صدوره ، وتضايقت منه أيضا بعض الدول الخليجية والقوتان الدوليتان بريطانيا والولايات المتحدة ، لأنها كانت ترى أن هذه الخطوة ستقوي نظام البعث في العراق .
ثانياً. كانت إيران الشاه ، في تلك المرحلة ، دائما ما تحاول تحريض الحزب الديمقراطي الكردستاني (البارتي) على السلطة المركزية وتضع العراقيل في طريق أي تقارب بين الطرفين لدوافع تتعلق بمصالح إيران فقط ، مشيراً إلى أن إيران وتركيا إشترطتا على (البارتي) عدم محاولة التأثير على الأكراد في إيران وتركيا إذا ما أراد الحزب إستمرار الدعم منهما .
ويشير سعد ناجي جواد إلى أن القيادة الكردية ، آنذاك ارتبطت إرتباطاً وثيقا، بل ومصيرياً بإيران وبقدر أقل بإسرائيل ، ويضيف إن أربيل كانت على إستعداد لتقوم بأي شيء تطلبه طهران منها ، في حين إنها كانت تتعنت أمام مطالب السلطة المركزية في بغداد .
ثالثاً. ومن وجهة نظر جواد ، كانت هناك جملة من الظروف والأخطاء التي أدت إلى فشل تطبيق الإتفاق بالكامل ، في مقدمة هذه الأسباب إن البيان وبنوده كانا أكبر بكثير من بعض القيادات التي وقعته ، وكانا بالتأكيد أكبر بكثير من القيادات التالية التي أوكلت إليها مهمة تطبيقه ، وكانت الثقة منعدمة بين الطرفين اللذين وقعا الإتفاق ، إذ كان كل طرف يتحين الفرص للوثوب على الطرف الثاني وإسقاطه ، فقيادة البعث وقّعت البيان وفي ذهنها تقوية نفسها وتثبيتها في الحكم مع محاولة إضعاف (البارتي) وقياداته ، فيما عدّ البارتي البيان فرصة ذهبية لتثبيت حق قومي كردي مع العمل على التعاون مع جميع الأطراف الدولية والإقليمية المعادية للعراق ولحكومة البعث ، على الرغم من صدور البيان ، حاولت الحكومة المركزية إغتيال الملا مصطفى البارزاني ونجليه إدريس و مسعود ، مع محاولات لتصفية قيادات أخرى .
رابعاً. وعلى مستوى ردود الفعل ، يقول د سعد ناجي جواد إن رد الفعل الرسمي الدولي كان منقسما بشأن الإتفاق ، الذي أنهى قتالا داميا ، كان الإتحاد السوفييتي آنذاك ، الأكثر تأييدا للإتفاق ، بينما فوجئت به الولايات المتحدة وبريطانيا ووجدتا فيه تقوية لنظام البعث في حين لم تكونا راغبتين في إستمراره ، وزاد تآمرهما على النظام بعد عملية تأميم النفط في العام 1972 .
وعلى المستوى الشعبي ، حظي إتفاق 11 آذار 1970 بترحيب كبير لأنه أنهى مشكلة دامت خمسين سنة ورافقت تأسيس الدولة العراقية الحديثة ، كما إنه أوقف نزيف الدم العراقي ، ولم يكن المجتمع العراقي قبل العام 2003 منقسما ومجزءاً ، كما هو الحال الآن .
كانت الأقلية الوحيدة التي شعرت بعدم الإرتياح للبيان لإعطائه قوة كبيرة للقومية الكردية ، هي القومية التركمانية ، وسارعت حكومة البعث إلى إصدار تشريعات منحت الشعب التركماني في العراق حقوقا ثقافية وأدبية ونقابية .
خامساً. لا يمكن إتهام طرف واحد بأنه الوحيد وراء فشل إتفاق 11 آذار وإنهياره ، فالقيادة الكردية متمثلة بالملا مصطفى البارزاني والحكومة المركزية كانتا مسؤولتين بشكل مباشر عن فشل تطبيق بيان 11 آذار، فالكوادر الحكومية والكردية ، وخاصة الأجهزة الأمنية لدى الطرفين كانت تعمل ، عن دراية أو عدم دراية ، ضد بنود الاتفاق.
وعملت الأطراف الخارجية وخاصة إيران التي كانت عينها على شط العرب ، والكيان الإسرائيلي الذي كان يطمح إلى إبقاء العراق وجيشه مشغولا بحرب داخلية طاحنة ، بنحو محموم على إندلاع القتال مرة أخرى ووصل الأمر بإيران إلى الإشتراك بصفة فعالة في القتال إلى الجانب الكردي ، بدليل إن إتفاق الجزائر 1975 بين العراق وإيران وسحب القوات والمعدات العسكرية الإيرانية من كردستان العراق أديا إلى إنهيار الحركة الكردية بالكامل .
3. الموقف العسكري
أ. عند إندلاع حرب تشرين في يوم 6 تشرين الأول 1973 بين الكيان الصهيوني من جهة والجيش المصري على جبهة قناة السويس والجيش السوري على جبهة الجولان من جهة ثانية ، أصدرت القيادة العراقية أوامرها إلى قطعات الجيش العراقي بالحركة إلى الجبهة السورية ، بغية المشاركة في تحرير الجولان المحتلة منذ حرب حزيران 1967 و نجدة الجيش السوري لصد تقدم الجيش الإسرائيلي بإتجاه دمشق ، تركت القوات العراقية معسكراتها الدائمية في عموم القطر ، ومواقعها العسكرية التي كانت تتواجد فيها في المنطقة الشمالية ، وتحركت بإتجاه الحدود السورية وقسم من هذه القطعات إشتركت بالقتال فعلاً ، وعلى سبيل الحصر اللواء المدرع 12 على أرض الجولان واللواء الجبلي الخامس وأفواج القوات الخاصة على جبل الشيخ الكائن على الحدود المشتركة بين لبنان وسوريا والذي يشرف على أراضي هضبة الجولان من جهة الشرق وعلى وادي البقاع من جهة الغرب وعلى الأراضي الفلسطينية المحتلة منطقة الجليل من جهة الجنوب وقد أسس الجيش الإسرائيلي محطة إنذار مبكر في أحد قممه الأربعة الرئيسية التي تقع في الأراضي السورية بعد حرب حزيران 1967 ، إشتراك هذه القطعات قبل قبول سوريا قرار وقف إطلاق االنار الصادر من مجلس الأمن الدولي .
ب. تأزم الموقف بين قوات الأمن الحكومية المرابطة في المنطقة الشمالية
وبين البيشمركة الكردية قبل حلول الذكرى الرابعة لصدور بيان 11 آذار 1974 ، إن أغلب القطعات التي عهد إليها مسك المواقع العسكرية المهمة في المنطقة الشمالية عند حركة الجيش العراقي بإتجاه الحدود السورية ، كانت تسمى الجحافل الخفيفة أغلب جنودها من المستجدين والإحتياط و أسلحتها كذلك خفيفة مقارنة بأسلحة بقية وحدات الجيش الدائمية الأخرى .
ج. في بداية شهر نيسان 1974 قامت البيشمركة الكردية بالسيطرة على المضائق المهمة على خطوط المواصلات االرئيسية مما إضطر قطعات الجيش الإنسحاب إلى مواقع أكثر أمناً خشية الوقوع في الأسر وبعد هجوم عنيف حاصرت البيشمركة الفوج الثالث لواء المشاة 22 المرابط في جبل نواخين الكتف الأيسر لمضيق كلي علي بك أخطر وأهم المحاور في المنطقة الشمالية وتمكنت من السيطرة على بعض من ربايا الفوج المذكور إلا إن الفوج بقى متماسك في مواضعه وضرب أروع مثل لصمود الجيش العراقي .
4. طبوغرافية مناطق الحركات
سأشرح طبوغرافية مناطق أهم محورين من محاور الحركات الرئيسية التي جرت فيهما معارك دموية طاحنة بين الجيش العراقي ومقاتلي البيشمركة الكردية بين سنة ( 1974 – 1975 ) ، بالرغم من أن القتال شمل معظم المنطقة الشمالية من منطقة خانقين شرقاً إلى منطقة زاخو غرباً لكن بنسب متفاوتة .
أ. محور الحركات الرئيسي الثاني – محور كركوك – طقطق - كويسنجق – جوار قرنة – رانية – قلعة دزه :
توجد عدة طرق تؤدي إلى منطقة حركات (رانية – قلعة دزه ) لكن لكل طريق محاذير أمنية كما يأتي :
أولاً. الطريق الرئيسي هو طريق (كركوك – طقطق – كويسنجق – جوار قرنه – رانيه – قلعة دزه ) هذا الطريق يناسب قطعات فرقة المشاة الثانية المتواجدة معسكراتها الدائمية في مدينة كركوك.
ثانياً. طريق أربيل - كويسنجق – جوار قرنه – رانية – قلعة دزه ، هذا الطريق يناسب قطعات فرقة المشاة الثانية المتواجدة معسكراتها الدائمية في أربيل التي تروم التقدم بإتجاه كويسنجق – رانيه .
ثالثاً. طريق أربيل - شقلاوه - خليفان – وادي ألانه - جوار قرنه – رانية – قلعة دزه ، لم يكن معبد سنة 1974 وأكثر خطورة من الناحية الأمنية .
رابعاً . طريق السليمانية – دوكان – جوار قرنه – رانيه – قلعة دزه ، بعيد نسبياً وغير آمن بين منطقة دوكان ومنطقة هيبت سلطان ، تستفاد منه القطعات العسكرية المتواجدة في مدينة السليمانية ، في حالة التقدم بإتجاه رانيه .
ب. طبوغرافية قاطع رانيه
أولاً. بالرغم إن المسافة قصيرة عند مغادرتك مدينة جوار قرنه متجها الى مدينة رانيه تشاهد على جهة اليمين بحيرة دوكان وعلى جهة اليسار إمتداد سلسلة جبل ماكوك وتوجد عارضتين تعبويتين بيضوية الشكل إمتداد لجبل ماكوك العارضة التي على يسار الطريق إرتفاعها 614 متر والعارضة التي على يمين الطريق إرتفاعها 680 متر بالقرب من سفحها الأيمن توجد قرية إسمها كولين يمر طريق رانيه بينهما تشكل هذه العارضتين خانق ، إرتفاعهما قليل نسبياً عند مقارنتهما بجبل ماكوك هذه العارضتين يجب مسكهما لتأمين التنقل بإتجاه مدينة رانيه ثم مدينة قلعة دزه.
ثانياً.قبل وصولك الى مدينة رانيه تشاهد أمامك سلسلة جبلية ذات صخور نارية إرتفاعها لايقل عن 1800 متر هي جبل ( كوه رش ) تبدأ هذه السلسلة من إتجاه الشمال الشرقي من منطقة مضيق سنكسرثم تنعطف السلسلة قليلاً نحو الشمال الغربي عند مدينة رانية متجهة الى جهة الغرب حيث تنتهي بالراقم 2013 الأعلى في المنطقة في نهاية حافات السلسلة الغربية يوجد حوض واسع ذو طبيعة جبلية معقدة يسمى حوض بلنكان ، الطريق إلى قلعة دزه يسير بمحاذاة سفحها الشرقي وبين بحيرة دوكان .
ثالثاً. على يسار سلسلة جبل (كوه رش) توجد سلسلة جبل (ماكوك) الموازية لها ويفصل بينهم وادي واسع نسبياً ، طبيعة أرض سلسلة جبل ماكوك ترابية أفضل من طبيعة أرض سلسلة جبل (كوه رش ) الصخرية ،أعلى قمة فيه تشرف على حوض بلنكان من جهة الشرق وعلى قرية بتواته
خارطة المنطقة بين جوار قرنة ورانية تظهر فيها العارضتين التعبوية
من جهة الغرب ، يتصل بجبل شاروخ من جهة الشمال الغربي ، في قمة الجبل يوجد سن صخري عملاق شبيه بقلعة ومنيع ضد أي نوع من أنواع االقذائف الثقيلة .
ج. طبوغرافية مدينة قلعة دزه
تعتبر مدينة قلعة دزه المدينة الأكثر تحصيناً طبيعياً بعد مدينة راوندوز لطبيعة موقعها الجغرافي ، حيث يشكل جبل (أسوس)الكتف الأيمن وجبل (كوه رش) الكتف الأيسر لمضيق سنكسر ، وبحيرة دوكان ونهر الزاب الأسفل مانع مائي إتجاه حركة القطعات العسكرية التي تروم التقدم بإتجاه مدينة قلعة دزه ، ترتبط المدينة من جهة الشرق بطريق يربطها مع إيران لقربها من خط الحدود العراقية الإيرانية ، في السبعينات من القرن الماضي لايوجد طريق بديل عن طريق (رانية – قلعة دزه ).
5. بدأ الحركات العسكرية
أ. كان للجيش العراقي الباسل تواجد قطعات عسكرية في مراكز المدن في المنطقة الشمالية / مدينة السليمانية و مدينة أربيل ومدينة دهوك بالإضافة الى القصبات المهمة .
ب. كان الجيش العراقي الباسل يمسك العوارض الجبلية المشرفة والمسيطرة على المدن والخوانق والمضائق على الطرق الرئيسية.
ج. بتحريض من الولايات المتحدة الأمريكية ودعم من إيران في مطلع عام 1974 صَعَدَ الراحل الملا مصطفى البارزاني وتيرة المطالب من الحكومة العراقية وتعثرت المفاوضات بين الجانبين.
البيشمركه تقوم بتصعيد خطيرللموقف العسكري
د. في نيسان 1974 حال تعثر المفاوضات مع الحكومة قام منتسبي البيشمركه بتصعيد خطير إتجاه القطعات العسكرية في جميع أنحاء المنطقة الشمالية حيث تمت السيطرة على جميع الطرق الرئيسية وقامت بإغلاقها بوجه حركة القطعات العسكرية لأغراض الإدامة اليومية ، الطرق التي أغلقت طريق دربندخان - السليمانية ، طريق كركوك – السليمانية ، طريق كركوك – كويسنجق – رانيه ، طريق أربيل – شقلاوه – راوندوز ، كما تم محاصرة عدد من الوحدات العسكرية ومهاجمتها في مواقعها العسكرية منها الفوج الثالث لواء المُشاة 22 الماسك للكتف الأيسر لمضيق كلي علي بيك في جبل نواخين.
ه. قيادات الفرق العسكرية التي كانت في المنطقة والمسؤولة عن إدارة العمليات هي فرقة المُشاة السابعة في السليمانية وفرقة المُشاة الثانية في كركوك وفرقة المُشاة الثامنة في أربيل وفرقة المُشاة الرابعة في الموصل.
و. حركة الفوج الأول لواء المشاة 14 الى قاطع كويسنجق
أولاً. قبل نهاية شهر تموز 1974 صدر أمر بحركة الفوج من قاطع (قوره تو) الى قاطع كويسنجق تنقل الفوج بمرحلتين الأولى من مدينة (قوره تو) الى مدينة بعقوبة والثانية من مدينة بعقوبة الى مدينة كويسنجق.
ثانياً. خلال تنقل الفوج كلفت بمهام آمر السرية الثانية لكون آمر السرية متمتع بالإجازة الدورية حال الوصول الى مدينة كويسنجق بالساعة الثانية بعد الظهر جرى التنسيق بين آمر الفوج الماسك للعوارض المهمة هي عارضة جبل هيبت سلطان المشهورة وعارضة جبل ديكله يسار الطريق العام مع وكيل آمر فوجنا وتم تخصيص السرية الأولى والسرية الثانية لإستلام عارضة جبل هيبت سلطان والسرية الثالثة والسرية الرابعة لإستلام عارضة جبل ديكله الكائنة يسار الطريق العام إلى الغرب من مدينة كويسنجق .
ثالثاً. لم تسجل حالة إشتباك مع البيشمركه في هذا المكان / بقى الفوج في قاطع كويسنجق فترة لا تتجاوز الشهر، عدى حالة واحدة هي عند إستلام واجب السرية الثالثة أحد ضباط صف السرية أصابه إجهاد خلال التسلق وجلس ليستريح بعض الوقت وعندما واصل التسلق سلك نيسم خطأ وأُسِرَمن قبل البيشمركه وبقى مايقارب السنة أسير لديهم.
ز. الموقف العسكري في قاطع رانيه
أولاً. سيطر مقاتلي البيشمركه على العوارض الجبلية المسيطرة على الطرق الرئيسية والمضائق والخوانق وأغلقتها بوجه السابلة المدنية والقطعات العسكرية وبقت المدن رانيه وقلعة دزه الحدودية مسيطر عليها من قبل البيشمركه لغاية نهاية شهر آب 1974 .
ثانياً. القيادة المكلفة بإدارة العمليات على هذا المحور هي قيادة فرقة المُشاة الثانية بأمرتها تشكيلات الفرقة زائداً تشكيلات من فرقة المشاة الأولى والفرقة المدرعة السادسة.
ثالثاً. نهاية شهر تموز وبداية شهر آب 1974 قام الجيش العراقي بالتقدم لفتح الطريق من منطقة هيبت سلطان حتى جوار قرنه بعد إجتياز مدينة جوار قرنه وقبل الدخول الى مدينة رانيه كان التشكيل الذي يقود التقدم لواء المُشاة الآلي الأول قبل وصوله الى خانق رانيه المكون من العارضتين التعبويتين إمتداد جبل ماكوك ترجل جنود السرية الأولى الفوج الأول من ناقلات الأشخاص المدرعة وبدأوا بالتسلق للعارضتين وكان الوقت بعد الظهر بساعتين قبل وصول الجنود الى أعلى القمة فتح البيشمركه النار على جنود السرية الأولى الفوج الأول مما أدى الى إصابة معظم جنود السرية الأولى التي كانت مكلفة بالواجب ولم ينجو من النار إلا العدد القليل.
رابعاً. نظراً لحلول الظلام بقى الشهداء في أرض المعركة الى اليوم الثاني حيث شن اللواء الأول هجوم على العارضتين وتمت السيطرة عليها وتم إخلاء الشهداء وفتح الطريق الى رانيه.
صورة موقع معركة الفوج الأول لواء المشاة الآلي الأول مع البيشمركه في خانق رانيه
خامساً. كذلك حدثت معركة ضارية بين وحدات الجيش العراقي الباسل والبيشمركه في مضيق سنكسر عند فتح الطريق الى مدينة قلعة دزه.
صورة موقع معركة لواء المشاة الآلي الأول مع البيشمركه في مضيق سنكسر قاطع قلعة دزه
سادساً. تداخل العمل في وقت واحد بين االتشيكلات والوحدات لتطهير المنطقة والقمم الجبلية في حوض رانيه كما أسلفنا كانت مهمة لواء المشاة الرابع عشر من نظام معركة فرقة المشاة الأولى مسك عارضة سلسلة جبل (كوه رش) ومهمة لواء المشاة الثاني من نظام معركة فرقة المشاة الثانية مسك عارضة سلسلة جبل (مكوك ) والوادي بين السلسلتين إنيطة مهمة تطهيره إلى أحد أفواج لواء المشاة الآلي 25 التابع للفرقة المدرعة السادسة المتشكلة حديثاً.
ح. مهمة لواء المُشاة الرابع عشر
أولاً. كانت مهمة لواء المشاة الرابع عشر تطهير سلسلة جبل كوه رش حيث قسمت السلسلة الى قسمين من مدينة رانيه الى مضيق سنكسر شرقاً إلى
الفوج الثالث ومن مدينة رانيه الى حوض بلنكان غرباً الى الفوج الأول أما الفوج الثاني كانت مهمته السيطرة على مرتفعات حوض بلنكان.
ثانياً. كُلِفَ الفوج الأول لمش 14 السرية الرابعة أولا بتنفيذ تطهير الرواقم المشرفة على مدينة رانيه في جبل (كوه رش) من جهة الغرب كما هي السياقات المتبعة في قتال الحروب الجبلية إلا أن السرية الرابعة حدث شجار بين آمر السرية وأحد آمري الفصائل خلال التقدم مما أدى الى التلكأ في تنفيذ الواجب لذا إتخذ آمر اللواء العقيد الركن عبد الجبار الصافي قرار بتوقيف آمر السرية وآمر الفصيل الذي حدث شجار بينهم وتم لاحقاً نقل آمر السرية الى الفوج الثالث وآمر الفصيل الى الفوج الثاني في نفس اللواء.
ثالثاً. كُلِفَ الفوج الأول السرية الأولى التي كان يقودها الملازم الأول جبار شعيوط لتنفيذ واجب السرية الرابعة لتطهير الرواقم التي كلفت بتطهيرها وبعد إنجاز الواجب تقدمت السرية الثالثة التي كان يقودها المرحوم الملازم الأول إسماعيل عواد الكبيسي وأنجزت تطهير الرواقم التي كلفت بتطهيرها تلتها السرية الثانية التي كان يقودها الملازم الأول عبد الجبار عبد الحسين بمسك الرواقم السفلية المشرفة على منطقة إنفتاح مقر الفوج ، كنا جميع آمري السرايا من دورة واحدة هي الدورة 44 كلية عسكرية .
رابعاً. كانت السرية الرابعة تعاني من سوء إدارة آمر السرية لأنه ذو نفس عشائري وطائفي حيث سبق أن هرب أحد آمري فصائل السرية الى داخل الأراضي الإيرانية في منطقة (قوره تو )كما بينت أنفاً لذا أتخذ الفوج قرار بنقلي الى منصب آمر السرية الرابعة.
ط. معضلة تحتاج ضابط ذو خبرة لتذليلها
أولاً. ليس سهلاً في ظروف الحركات الفعلية في منطقة ذات طبيعة بالغة التعقيد وتقاتل عدو شرس تقود سرية مقاتلة أصابها إنكسار نفسي وأصبح ضباط صفها وجنودها منبوذين بنظر منتسبي الفوج تحتاج الى معاملة نفسية لتعيد ثقتهم بقيادة السرية أولا وبأنفسهم ثانيا.
ثانياً. كُلِفَتْ السرية الرابعة بمسك أخطر الرواقم في سلسلة جبل كورش هوالراقم 2013 الأعلى في السلسلة والأكثر تعقيداً والذي يعتبر الأرض الحيوية في المنطقة وراقم آخرعلى يمين الراقم 2013 وجرى توزيع السرية كما يأتي : الفصيل العاشر زائداً الفصيل الثاني عشر زائداً مقر السرية في الراقم 2013 والفصيل الحادي عشر في الراقم الكائن يمين الراقم 2013 لكون هذا الفصيل يوجد فيه آمر فصيل هو الملازم صبيح قاسم تعيب أما باقي الفصيلين لايوجد فيهما ضابط آمر فصيل.
ي. الإجراءات التي قمنا بها لإعادة ثقة ضباط صف وجنود السرية بقيادتها.
أولاً. كنت أشرف بنفسي على إختيار مواضع الرمي وخاصة مواضع الرشاشات المتوسطة والخفيفة والقاذفات .
ثانياً. كنت أشرف على توزيع الأرزاق ولا أتناول طعامي قبل أن يتناولوا كافة منتسبي السرية طعامهم.
ثالثاً. أتفقد نقاط الحراسة طيلة الليل وأشعل لهم النار لتدفئتهم من البرد القارص.
رابعاً. كان في المستودعات في المعسكر الدائم في الناصرية تجهيزات شتائية مكدسة أوعزت بشحنها وجلبها الى رانيه ونقلها من رانيه بواسطة الطائرة السمتية الى الأعلى وتوزيعها على كافة الجنود بدون إستثناء.
خامساً. إتخذتُ قرار بمنح جنديين من كل فصيل إجازة وجبة إضافة الى وجبتهم الدورية في وقتها كانت فترة الإجازة 9 أيام يصبح المجموع 18 يوم والجنود هم الذين يحددون من يحتاج الوجبة الإضافية فيما بينهم وليس أنا .
سادساً. أشرف على نظافة الجنود وملابسهم وحلاقة شعرهم وحلاقة ذقنهم يومياً.
سابعاً. أحرص عليهم خلال القصف المدفعي المعادي خوفاً عليهم و معاملتهم معاملة إنسانية كأخ لأخوانه وليس آمر ومأمور.
ثامناً. بعد مرور شهرتمت إعادة ثقة الجنود بأنفسهم أولا وبآمر سريتهم الجديد ثانياً من خلال الإجراءات التي إتخذتها من تحقيق العدالة والإهتمام
بمعيشة الجندي وبتجهيزه بالتجهيزات وبمنحهم الإجازات وعدم معاقبتهم بعقوبات تؤثر على إجازتهم.
ك. الإجراءات الدفاعية التي قامت بها السرية في الراقم 2013
أولاً. إستلمتُ كتاب سري وشخصي صادر من قائد فرقة المُشاة الثانية اللواء الركن طالب محمد كاظم معنون الى آمر قوة الراقم 2013 مضمونه أن الراقم 2013 هو الأرض الحيوية في القاطع ويجب الدفاع عنه لآخر طلقة وآخر جندي .
ثانياً. معنى هذا الأمر في حالة حدوث معركة للسيطرة على هذا الراقم من قبل البيشمركه يجب عدم السماح للبيشمركه بإحتلاله حتى لوكلف ذلك إستشهاد جميع منتسبي السرية ضباطاً ومراتب.
ثالثاً. بما أن الراقم 2013 هو الأعلى والأهم في المنطقة أعتبر مرصد المدفعية هو المرصد المخول بترمية كافة وحدات المدفعية في القاطع التي بالإسناد المباشر والتي بالإسناد.
صورة تجمع النقيب فوزي البرزنجي آمر السرية الرابعة مع النقيب جبار عبد الحسين آمر السرية الثانية والملازم صبيح قاسم تعيب آمر فصيل 11 والملازم حيدر عبد الإمة الضابط الراصد في الراقم 2013 في قمة جبل (كيوه رش )
رابعاً. ألحق بمقر السرية مجس جوي لتأمين طلبات الإسناد الجوي القريب من الطائرات المقاتلة وبنفس الوقت توجيهها نحو الأهداف المراد قصفها .
خامساً. طلبت من الفوج الأيعاز الى سرية الأسناد بألحاق فصيل هندسة الصولة للفوج التواجد مع السرية لحين إنجاز زرع جميع النياسم والطرق المحتمل تقرب البيشمركه منها بالألغام وتم بنفس الوقت نقل كمية كبيرة من الألغام بواسطة الطائرة السمتية الى الأعلى ، شهادة لله كان آمر الفصيل الملازم ذنون - أكفأ ضابط هندسة ميدان عمل معي سابقاً ولاحقاً حيث كان يجازف بحياته من أجل تأمين زرع كافة المسالك المحتمل أن يسلكها البيشمركه بالألغام وكان في بعض الأحيان يربط حبل في شجرة أو حجر كبير ويتدلى به الى الأسفل بعمق أكثر من 10 أمتار أحيانا لزرع القطوع في السلسلة الجبلية بالألغام .
سادساً. تم تعبية الرشاشات المتوسطة على الطرق النيسمية المحتمل التقرب عليها من قبل البيشمركه.
سابعاً. جحفل الفوج حضيرة هاون عيار 82 ملم مع السرية لخصوصية الراقم وطبوغرافية السلسلة الجبلية.
ثامناً. تم نصب منظومة مانع سلكي منفاخي ثلاثي حول محيط السرية ويتم غلق المداخل قبل الضياء الأخير.
تاسعاً. تم إعداد خطة نارية محكمة للمدفعية والهاونات المتوسطة والهاونات الخفيفة وتم تسجيلها بالعتاد الدخان وفحصها بالعتاد المهداد.
عاشراً. تم تكديس عتاد يكفي لقتال ثلاثة أشهر لكافة أنواع الأسلحة.
أحد عشر.تم تكديس أرزاق جافة لمدة تكفي لثلاثة أشهر وتأمين معدات طهي الطعام وشي الخبز وكانت السرية تمارس عملية الطهي يوم بالإسبوع لغرض التدريب على حالة إنقطاع الأرزاق في حالة محاصرة السرية.
إثنى عشر. تأمين خزانات ماء عدد 2 ملئت بالماء مع عدد من الجريكانات لكل حضيرة تستخدم عند الطوارئ .
ثلاثةعشر. تأمين 500 صفيحة نفط أبيض وقود للطهي والتدفئة.
أربعة عشر . تم تكديس كمية كبيرة من الخشب خارج محيط الربيئة لغرض التدفئة من الغابة القريبة من السرية.
ل. زيارات آمري التشكيل الى الراقم 2013
أولاً. الوقت المستغرق لقطع مسافة الطريق من أقرب مكان تصل إليه عجلة الى الراقم 2013 يستغرق 6 ساعات تسلق.
ثانياً. قام آمر اللواء العقيد الركن عبد الجبار الصافي بزيارة الراقم 2013 وأثنى على قيادة السرية لما لمسه من إعداد التحصينات والخطة النارية ومعرفة آمر السرية بقراءة الخريطة والعوارض التعبوية التي تحيط بالمنطقة ودهش عند مشاهدته للرشاشة المتوسطة (بي كي سي )لأن وحدات اللواء الأخرى لم تستلمها أصلاً وأوعز الى ضابط الركن الذي يرافقه بالإيعاز الى الوحدات التي لم تستلم هذا السلاح الجديد بإستلامه فوراً.
ثالثاً. كان يوجد قطع في الطريق الى الراقم 2013 يبلغ إرتفاعه أكثر من 50 متر هذا ما يعادل بناية إرتفاعها أكثر من 15 طابق لايستطيع الجندي التسلق إلا بمساعدة جندي آخر كل يسحب الآخر بعد عودة آمر اللواء أوعز الى سرية هندسة ميدان اللواء بتأمين طريق بواسطة أكياس الرمل يسمح بتسلق حيوان أبو صابر الى الراقم 2013 لكن المشكلة التي واجهت السرية هي عدم وجود تراب في السلسلة الجبلية لكونها متكونة من صخور نارية مما أضطر السرية الى نقل تراب من الوادي مما إستغرق العمل أكثر من أسبوع تحت قصف مدفعي متقطع وعندما أكمل العمل وحسب توجيه آمر اللواء يجب أن يؤيد آمر السرية الماسكة للراقم 2013 بتقريرمنه عندما جائني آمر سرية الهندسة طلب توقيع التقرير رفضت التوقيع وطالبته بإيصال الحيوان الى الراقم كي أوقع لهم التقريرمما إضطروا الى العمل لمدة ثلاثة أيام إضافية عند مشاهدتي صعود الحيوان الى الراقم وقعت لهم التقرير.
رابعاً. بعد فترة نُقِلَ العقيد الركن عبد الجبار الصافي آمر اللواء السابق ونُسِبَ بدلاً عنه العقيد الركن عبد الحميد الجليلي وكان الأخيرمشهور بشدته ومحاسبة الآمرين عن أي إهمال أو تقصير يلاحظه خلال زياراته للوحدات الفرعية خاصة بمستوى السرية ، أخبرني مساعد الفوج النقيب جبار كريم بأن آمر اللواء سيقوم بزيارة الراقم 2013 ويجب عليَ تهيأة نفسي لعقوبة حتماً ، في اليوم الثاني وصل آمر اللواء الجديد بعد الظهر وقبل دخوله الى الربية أوعزت الى السرية الدخول بالإنذار وبعد إستراحة قصيرة قدمت له شرح مفصل عن تواجد العدو ووقت الفعاليات التي يقوم بها وتفقد مواضع السرية وشاهد حصانة مواضع الرمي وإجابة ضباط الصف والجنود عند الإستفسار منهم بالإضافة الى حلاقتهم ونظافتهم حيث قدم هدية نقدية للسرية مبلغ 100 دينار وكان هذا المبلغ كبير في حينه وعند عودته قدم كتاب شكر لآمر السرية ، في نفس اليوم إتصلتُ برأس عرفاء السرية في مقر الفوج وأرسلت له المبلغ وأوعزت له بشراء سكر وشاي بكامل المبلغ وعند وصوله إلينا باليوم الثالث وزعته على الفصائل بالتساوي كان الجنود خلال الواجبات الليلية يحتسون كميات كبير من الشاي فكانت هذه الإلتفاته موضع تقدير من جنود السرية لآمر السرية.
6. البيشمركه تشن هجوم واسع على الراقم 2013 وربايا الفوج الثاني في حوض بلنكان / / فشل الهجوم وتكبد البيشمركه خسائر كبيرة
أ. في نهاية شهر أيلول 1974 بدأ البيشمركه بقصف شديد للقطعات المتواجدة في سلسلة جبل (كوه رش)منطقة الراقم 2013 وحوض بلنكان بالمدفعية الثقيلة إستمر القصف لمدة ثلاثة أيام متتالية من الضياء الأول حتى الضياء الأخير تمهيدا لشن هجوم واسع على ربايا الفوج الأول وربايا الفوج الثاني لمش 14 وإحتلالها من قبل البيشمركه.
ب. كان تأثير القصف المدفعي شديداً على الربايا السفلية العائدة الى الفوج الثاني لمش 14 المسيطرة على حوض بلنكان لكون طبيعة المنطقة شبه منبسطة.
ج. في اليوم الثالث من بدأ القصف قبل الظهر إتصل آمر الفوج الثاني لمش 14 الرائد الركن عبد الوهاب أحمد طعمة وطلب معالجة المرصد المعادي برمي رشقة على منطقة المرصد قلت له سيدي يوجد تحديد على صرف أعتدة المدفعية ونحن بحاجة الى العتاد وقت الشدة وهذا الرمي غير مؤثر عليهم ، قال آمر السرية منهارة معنوياته سبق أن نوهت آنفاً أن المرصد في الراقم 2013 مخول بترمية جميع وحدات المدفعية في القاطع وافقت على مضض.
د. سبق أن هرب ضابط رصد من صنف المدفعية متخرج حديثاً من نفس القاطع من القومية الكردية الى جانب البيشمركه ومؤشر على خرائطه مواضع إنفتاح المدفعية مما ألحق ضرر بالغ بوحدات المدفعية وخزين الأعتدة نتيجة القصف المدفعي المعادي.
ه. ينبغي التنويه فيما يخص صرفيات أعتدة المدفعية حيث وقف الإتحاد السوفييتي السابق موقف غير مشرف إتجاه الدولة العراقية بإمتناعه عن تزويد العراق بالعتاد مما إضطر العراق الى طلب الأعتدة من مصر واليمن وتحديد صرفيات العتاد بمعدل طلقة واحدة لكل مدفع باليوم.
و. يجب التنويه أن المدفعية التي كانت تقصف القطعات العراقية تعود للجيش الإيراني ومتواجدة في عمق الأراضي العراقية.
ز. قبل وقت الغروب بنصف ساعة إشتد القصف على الراقم 2013 أحد قذائف المدفعية المعادية سقطت على كدس الوقود مما أحدث حريق كبير وبدأت صفائح الوقود تتفجر نتيجة الحرارة العالية وأحدثت غيمة سوداء واسعة في سماء الراقم 2013 .
ح. مع الغروب شن البيشمركه هجوم على السرية الكائنة في أسفل الراقم 2013 في حوض بلنكان العائدة الى الفوج الثاني إستنجد آمر السرية بالتلفون وطلبت منه تحصن جنود السرية في مواضعهم وأوعزت الى حضيرة الهاون العائدة لسريتي برمي نار الإنقاذ على مواضع سرية الفوج الثاني كما نوهت سابقاً مدافع الهاون كانت حديثة ودقيقة بالرمي حيث سبق أن سجلت أهداف الإنقاذ بالعتاد الدخان الحقيقي.
ط. دب بين الجنود حالة من التذمر والهيستريا لهول المنظر في منطقة الراقم 2013 نتيجة القصف المدفعي المعادي ونتيجة إنفجار صفائح الوقود بشكل متعاقب محدثاً دوياً وحريق هائل.
ي. كان قسم من الجنود المخصصين لجلب الأرزاق من مقر الفوج لم يتمكنوا من مواصلة التسلق الى الراقم 2013 لشدة القصف على الراقم خرجت من الملجأ وسط الربية وتوجهت بالنزول الى الأسفل لأني كنت أتوقع الأسوء خلال بدأ الظلام ناديت عليهم بعد سماع صوتي تشجعوا وواصلوا التسلق وحال وصولهم الى الربية وبعد التأكد من عدم وجود أحد خارج الربية غلقت المانع السلكي نوع المنفاخي الثلاثي الذي يعتبر باب مدخل الربية.
ك. حال حلول الظلام شن البيشمركه هجوم على الراقم 2013 من إتجاه الطريق الغربي للراقم وفتحوا نيران أسلحتهم من مسافة قريبة لا تتجاوز 10 متر لكن جنود السرية كانوا جميعهم في مواضع الرمي وعلى إستعداد كامل للمواجهة وكان الرد على النار المعادية بسرعة وبشدة
وخاصة الرشاشة المتوسطة بي كي سي المثبته على خط ثابت بإتجاه الطريق كان سلاح جديد وحديث وفعال جداً ، فوجئ البيشمركه بهذا السلاح لأنه لم يستخدم بعد من قبل وحدات الجيش مما جعلهم يتراجعون عن التقدم.
ل. كان الراقم 2013 يوجد فيه ثنايا من جهة الشمال والجنوب تسمى خلجان جائني رأس عرفاء السرية حسن سلمان قال سيدي معنويات الجنود شبه منهاره وأخشى التسلل الى الربية من الخلجان قال أريد أمر أقذف بكل خليج رمانة يدوية أصدرت آمر له بقذف رمانتين نوع دفاعية بدل واحدة بكل خليج ونفذ الأمر بسرعة .
م. إنقطع القصف وساد الهدوء وأوعزت بقاء الجنود بالواجب بنسبة 50% والباقين يتناولون طعام العشاء عمل لي المراسل قدح شاي مع الحليب لا أزال أحرك الملعقة لإذابة السكر أسمع صوت رمي قاذفات على ربية الفصيل الحادي عشر الكائن على يمين الراقم 2013 مسافة 1400 متر حيث شن البيشمركه هجوم على الربية المنعزلة نسبيا تأخر فتح نار الرشاشة المتوسطة بي كي سي المثبتة على خط تقرب محتمل للبيشمركه إتجاه الربية لحظات شعرت بها أطول من سنة حين فتحت الرشاشة النار أرتابني شعور بالإطمئنان ولم يحقق البيشمركه أي من أهدافهم على السرية الرابعة الفوج الأول لمش 14.
ن. بالساعة الخامسة من فجر اليوم التالي شن البيشمركه هجوم ثاني على ربية الفصيل الحادي عشر الكائن يمين الراقم 2013 لكن الفصيل كان في الإنذار وفتح النار من كافة الأسلحة على البيشمركه ولم يحققوا شيئاً.
س. في صباح اليوم التالي تفقدنا الخلجان و وجدنا دماء رطبة على الحجر في أحد الخلجان قلت الى رأس عرفاء السرية كان شكك في محله لو لم نقذف الرمانات اليدوية لتسلل البيشمركه الى داخل الربية ولم نشعر بهم.
ع. لم تتعرض السرية الى أي هجوم آخرمن جانب البيشمركه لأن منتسبي الفوج الأول لواء المشاة 14 لقنوا البيشمركه درساً في الشجاعة.
الصورة تجمع النقيب فوزي البرزنجي آمر السرية مع الملازم حيدر عبد الإمة الضابط الراصد
7. الجيش العراقي الباسل // يتحدى الظروف الجوية
أ. في نهاية شهر كانون الأول سنة 1974 ضربت المنطقة عاصفة ثلجية هوجاء عموماً ومنطقة الراقم 2013 خصوصاً إستمرت 72 ساعة متواصلة إنخفضت درجة الحرارة الى دون 20 درجة مئوي وغزارة سقوط الثلج أغلق جميع الممرات داخل الربية.
ب. كان لِزاماً علينا تنظيف الثلج من الممرات داخل الربية لذا قسمت الجنود الى وجبات عمل كل 15 دقيقة وجبة عمل بالتناوب لتنظيف الثلج
من الممرات داخل الربية ومنعت الحركة خارج الربية لإنعدام الرؤيا خوفا على الجنود من فقدان الإتجاه والإنزلاق في القطوع في نهاية العاصفة أصبح إرتفاع الثلج أكثر من مترين.
صورة تجمع النقيب فوزي البرزنجي مع الملازم حيدر عبد الإمة الضابط الراصد داخل الربية
ج. كانت المعضلة الأكثر خطورة تفريغ الشحنات الكهربائية خلال العواصف الرعدية بأعمدة مانعات الصواعق المنصوبة في الربية المصنوعة من الألمنيوم حيث تحدث صوت يعادل إنفجار طن من مادة (تي أن تي) وفي أجزاء من الثانية يصبح العمود خلال تفريغ الشحنة الكهربائية قطعة من النار رغم التحذير من عدم التواجد خارج الملاجئ أصيب أحد الجنود في جبينه ولازم الفراش أكثر من شهر.
د. المعضلة الأخرى التي تواجه القطعات خلال العواصف الرعدية إنتقال تفريغ الشحنة الكهربائية عبر أسلاك تلفون الميدان ويحدث إنفجار في مكان تماس الأسلاك بجهاز تلفون الميدان مما أضطررنا الى ترك تلفون الميدان بالخارج.
ه. حركة الفوج الأول لمش 14 من قاطع رانيه الى كركوك
أولاً. قبل نهاية شهر شباط 1975 سلم الفوج قاطع مسؤولية سلسلة جبل كورش الى فوج آخر وتحرك الفوج الى كركوك لغرض إعادة التنظيم .
ثانياً. حال وصول الفوج الى كركوك عسكر في منطقة على طريق كركوك - الدبس وتم إعداد مناهج تدريب وفي اليوم الثالث بدأ الفوج في التدريب على الأسلحة.
ثالثاً. بعد مضي أسبوع في التدريب كُلِفَ الفوج بواجب تفتيش قرى جنوب وجنوب غرب جمجمال بإتجاه منطقة سنكاو.
و. تكليفي بقيادة رتل لتنفيذ مهمة قتالية لأول مرة
أولاً. وصل الفوج الى مدينة جمجمال بعد ظهر يوم 6 أذار1975 قبل المغرب عقد آمر الفوج الرائد الركن خضر الحاج أحمد مؤتمرلإصدار الأوامر لتنفيذ الواجب لتفتيش القرى جنوب وجنوب غرب مدينة جمجمال.
ثانياً. في سياق إصدارالأوامرعند وصول آمر الفوج إلى فقرة التنفيذ قال / يقسم الفوج الى رتلين الرتل الأول القسم الأكبر من الفوج بقيادة آمر الفوج لتفتيش المنطقة بين جمجمال وسنكاو والرتل الثاني ويتألف من جحفل السرية الرابعة زائِداً سرية مشاة آلي من لواء المشاة الآلي الأول زائداً رعيل هاون ثقيل 4,2 عقدة زائداً حضيرة هندسة ميدان بقيادة النقيب فوزي جواد هادي آمر السرية الرابعة عندما نطق بإسمي إندهشت وإنتابني خوف شديد لكون لم يمضي على ترقيتي إلى رتبة نقيب ثلاثة أشهر ويوجد في الفوج ضباط أقدم مني آمر سرية الإسناد أقدم مني بثلاث دورات في الكلية العسكرية ومساعد آمرالفوج أقدم مني بدورتين في الكلية العسكرية والسياقات العسكرية تنص على تولي الضباط الأقدمين القيادة حسب قدمهم هذا من ناحية ومن ناحية ثانية المنطقة المطلوب تفتيشها لاتتيسر فيها الطرق وطبيعتها شبه جبلية وتقارير الإستخبارات تشير أن الطرق الترابية المؤدية إلى القرى المراد تفتيشها مزروعة بالألغام والإتصالات اللاسلكية مع مقر الفوج بالرسائل المجفرة ولايوجد مساعد لآمر الرتل/ ليلتها لم أذق طعم النوم من شدة الخوف لإن مسؤولية قيادة رتل في المنطقة الجبلية ليس سهلاً وإحتمالات حدوث إشتباك مع البيشمركه وارد.
ثالثاً. صباح اليوم التالي قبل المباشرة بالحركة ألقيتُ محاضرة موجزة على سريتي عن كيفية تفتيش القرى وأوصيتهم بعدم التجاوز على أموال المواطنين وبالحرف الواحد قلت لهم من يمد يده على أبرة أضعها في عينه ومن يمد يده على صابونه أضعها في فمه بعد المحاضرة بدأ الرتل بالتقدم وبعد تفتيش القرية رقم واحد إنتهى الطريق وأمامنا ثلاث قرى أخرى إذا تركت عجلات القتال المدرعة في هذا المكان وتنقلنا راجِلاً سيخسر الرتل ميزة القوة النارية لعجلات القتال المدرعة نوع بي تي أر 60 في حالة حدوث إشتباك وسأفقد السيطرة على الرتل وهذا ليس من مبادئ القيادة الناجحة أعدت قراءة الخريطة جيداً وجدت خطأ في أمر الحركات الصادر الى الفوج كان يوجد طريق يؤدي الى القرى الأخرى .
رابعاً. غيرت إتجاه التقدم بالعودة إلى نقطة الإنطلاق وخسرت 4 ساعات وقت من ضوء النهار لكن تقدم الرتل أصبح بالإتجاه الصحيح كان الطريق الجديد يسير بمحاذاة الحافة اليسرى لسلسلة تلول ويوجد يسار الطريق وادي عمقه أكثر من 6 متر قطعنا ثلثي المسافة بين نقطة الإنطلاق والقرية رقم 2 حدثت مشكلة / سائق إحدى العجلات العائدة إلى رعيل الهاون الثقيل رجل كبير السن ونظره ضعيف عجلته محملة بقنابرمهداد خرجت الإطارات اليسرى للعجلة عن الطريق وعلقت بالهواء وجلست العجلة على الأكسل وأغلق الطريق بوجه الرتل ولاتوجد عجلة إنقاذ مع الرتل إنقسم الرتل إلى قسمين / آمر رعيل الهاون جاء منفعل على السائق يعربد عليه قلت له لماذا أنت عصبي قال سيدي هذا الرجل كذا وكذا قلت له العصبية لاتحل المشكلة الحادث حصل ويجب معالجتها بتأني/ أحد آمري فصائل المشاة من سريتي منقول حديثا إلى السرية هو الملازم علي رحيم قال سيدي أنا أنقذ العجلة قلت له كيف قال نقوم بأركاب فصيل مشاة على جهة يمين العجلة وأنا أسوق العجلة / نهرته لأن العجلة اذا سقطت بالوادي نعطي معظم الفصيل خسائر/ قسمت القوة الى قسمين قسم مع العجلة والقسم الأكبر واصل التقدم ووصلنا الى القرية رقم 2 وجرى تفتيشها وحل وقت الغروب وكان في القرية مدرسة بناؤها حديث إتخذتها مكان لإيواء مقرالقوة هذه الليلة وبينما أنا أكتب رسالة مجفرة لإرسال عجلة إنقاذ جاء آمر الفصيل الذي كلفته بالبقاء لحماية العجلة أدى التحية العسكرية وقال سيدي أنقذت العجلة والقوة وصلت الى هنا قلت له نفذت الذي في رأسك قال نعم سيدي قلت له العجلة بما فيها لاتعادل حياة جندي واحد كيف ترتكب هذه الحماقة لاتكرر مثل هذا العمل مستقبلا ً.
طيبة أبناء الشعب الكردي المسالم
خامساً. قبل حلول الظلام جائني مختار القرية ومعه طعام يكفي لسرية مشاة قلت له ما هذا قال سيدي عشاء لكم قلت له من أين جئت بهذه الكمية قال جمعته من أهالي القرية قلت له نحن معنا طعام قال سيدي الطعام ما يرجع / كان معنا أرزاق معركة وأرزاق جافة أوعزت الى رأس عرفاء السرية بتسليم مختار القرية كمية من أرزاق المعركة و أرزاق جافة أكثر من الطعام الذي قدمه لنا.
سادساً. قبل الضياء الأول من اليوم التالي أوعزت الى آمر سرية المشاة الآليه ان تبقى سريته قاعدة نار في القرية رقم 2 زائداً رعيل الهاون الثقيل و إنطلق القسم الباقي من الرتل راجلاً لتفتيش القرى الرقم 3 والرقم 4 التي لا تبعد كثيراً عن القرية رقم 2 وبعد الظهر بساعتين تم إنجاز الواجب وعاد الرتل الراجل الى قاعدة النار في القرية رقم 2 قبل الغروب صدر أمر من مقر الفوج بالإنسحاب الى كركوك .
ز. الفوج يتحرك من كركوك إلى حرير شمال أربيل
أولاً. خلال عملية تفتيش القرى في جنوب جمجمال من قبل الفوج الأول جرى إنسحاب مقر لواء المشاة 14 وباقي وحدات اللواء من رانيه وحركتها الى منطقة حرير في قاطع أربيل .
ثانياً. بعد الإنسحاب من جمجمال قضى الفوج ليلته في معسكر كركوك وفي صباح اليوم التالي المصادف 10 أذار 1975 تحرك الى أربيل ثم الى منطقة حرير.
ثالثاً. حال الوصول الى منطقة حريرعسكر الفوج في منطقة على سطح جبل حرير وإتخذ تدابير الحماية في معسكر ذو نطاق .
رابعاً. كُلِفَ الفوج الأول لمش 14 بواجب الهجوم المقابل لإستعادة جبل كورك في حالة سقوطه بيد البيشمركه لذا قام آمر الفوج وآمري السرايا بإستطلاع مفصل لجبل كورك والتعرف على طبيعته المعقدة خاصة طريق التسلق الذي يبلغ 105 إلتواءات من القاعدة الى القمة وتم وضع الخطة ومناقشتها من قبل آمري السرايا مع آمر الفوج.
خامساً. تم نقل آمر الفوج السابق الرائد الركن خضر الحاج أحمد ونُسِبَ بدلاً عنه المقدم الركن عبد العال الركابي و قام آمر الفوج الجديد وآمري السرايا بإستطلاع مضيق برسريني وخلال الإستطلاع شاهدنا تقدم القطعات التي كانت تقوم بمسك أكتاف مضيق برسريني .
8. العمليات العسكرية في قاطع أربيل في نيسان 1974
محور الحركات الرئيسي – محور أربيل – صلاح الدين – شقلاوة – حرير – سبيلك – خليفان – راوندوز .
طبوغرافية المحور
بعد الخروج من أربيل تواجه أول النقاط الحرجة في الطريق هي منطقة خانزاد ثم منطقة مضيق صلاح الدين ذو الإلتواءات السبعة وعند إجتياز صلاح الدين بإتجاه شقلاوة تشاهد على جهة اليمين سلسلة جبل سفين العملاق حيث تغفو مدينة شقلاوه على سفحه الأيسر وبعد الخروج من شقلاوه تشاهد أول قرية ميراوه ثم قرية سيساوه نقطة التلاقي مع إمتداد جبل حرير ، يكون مسار الطريق على يسار السلسلة في منطقة سهل حرير بعد إجتياز مدينة حرير تواجه مضيق سبيلك ذو الإلتواءات السبعة وبعد إجتياز مضيق سبيلك تكون على سطح جبل حرير بعد ذلك تأخذ الأرض بالإنحدار التدريجي بإتجاه الشمال حيث توجد مدينة خليفان على جهة يسار الطريق .
أ. فعاليات البيشمركه
أولاً. في نيسان 1974 قام البيشمركه بغلق طريق ( أربيل - صلاح الدين - شقلاوه – راوندوز) بوجه القوافل العسكرية في منطقة مضيق صلاح الدين.
ثانياً. محاصرة القطعات العسكرية الماسكة لسلسلة جبل سفين المشرف على مدينة شقلاوه ومنعها من الحركة.
ثالثاً. محاصرة الفوج الثالث لواء المشاة 22 الماسك للكتف الأيسر لمضيق كلي علي بك في سلسلة جبل نواخين ومهاجمة قسم من الربايا على طريق الإدامة من الجهة الشمالية جهة وادي ديانا والسيطرة عليها إلا أن الفوج صمد في باقي الربايا لفترة طويلة ولم تتمكن البيشمركه من إحتلال كافة ربايا الفوج .
رابعاً. غلق مضيق كلي علي بك من جهته الشمالية جهة راوندوز.
ب. فعاليات قطعات الجيش العراقي الباسل
أولاً. إدامة الفوج الثالث لواء المشاة 22 الماسك لربايا جبل نواخين بمواد القتال عن طريق الجو بالمظلات كان قسم من المظلات تسقط في المناطق المسيطر عليها من قبل البيشمركه بسبب سرعة التيارات الهوائية.
ثانياً. فتح الطريق الرئيسي (أربيل - صلاح الدين - شقلاوه - خليفان) بقتال شرس مع البيشمركه.
ثالثاً. فك الحصار عن الفوج الثالث لواء المشاة 22 المحاصر الماسك لربايا جبل نواخين.
رابعاً. التقدم لفتح طريق كلي علي بك لكن قطعات الجيش العراقي التي كُلِفتْ بهذه المهمة وخاصة وحدات القوات الخاصة ووحدات المغاوير رغم تكرار العملية عدة مرات أخفقت بعملها وإستشهد أعداد كبيرة من خيرة المقاتلين من الضباط والجنود في منطقة الجسر الخامس على طريق مضيق كلي علي بك نتيجة لتمسك البيشمركه وتحصنهم بمنطقة المثلث العارضة الجبلية ( عارضة بافستيان ) المسيطرة على الطريق والجسرالخامس خاصة.
9. عملية فتح مضيق كلي علي بك
أ. طبوغرافية مضيق كلي علي بك
يعتبر مضيق كلي علي بك من أهم وأعقد المضائق الجبلية في العالم عموماً وفي منطقة الشرق الأوسط خصوصاً ويُعْتَبرْ مفتاح بيد القوة العسكرية التي تسيطر عليه لمنع مرور القطعات العسكرية المتقدمة من إتجاه الشمال الشرقي منطقة حاج عمران أو من إتجاه الجنوب الغربي منطقة أربيل ، فيما يلي شرح مفصل لمضيق كلي علي بك :
أولاً. يتكون مضيق كلي علي بك الذي يبلغ طوله بين ( 10 - 12 ) كيلومتر، من الكتف الأيمن جبل كورك الذي يبلغ إرتفاعه 2147 متر والكتف الأيسر جبل نواخين الذي يبلغ إرتفاعه 1900 متر والعارضة الجبلية التي تسمى بالمثلث ( عارضة بافستيان ) من إتجاه الشمال / جهة راوندوز.
ثانياً. قبل الدخول في المضيق من إتجاه الجنوب على جهة اليسار تقع مدينة خليفان ، النهر القادم من جهة الشرق من جهة وادي ألانه الجهة الجنوبية للمضيق يسير في هذا الوادي الضيق في ثلثه الأول حيث شلال كلي علي بك المشهور وفي ثلثه الأخير من إتجاه الشمال جهة مدينة راوندوز يلتقي النهر القادم من إتجاه الشرق بالنهر القادم من إتجاه الجنوب ويشكل نهر أوسع يسير بإتجاه الغرب ويصبح مسار النهر على شكل حرف Y مفتوحة بالغة الإنكليزية .
صورة لخارطة مضيق كلي علي بك
ثالثاً. يسيرالطريق عند مدخل المضيق من مدينة خليفان بمحاذاة سفح جبل
نواخين ثم يعبر الجسر الأول ليسير بمحاذاة جبل كورك ويعبر الجسر الثاني المجسرعلى قطع في سفح جبل كورك وقبل وصول الشلال بمسافة قصيرة يعبر الطريق الجسر الثالث ليسير بمحاذاة سفح جبل نواخين ويعبر الطريق الجسر الرابع المجسر على مجرى مياه نازل من جبل نواخين ويستمر بمحاذاة جبل نواخين حتى نقطة إلتقاء النهر القادم من إتجاه الشرق يعبر الطريق الجسر الخامس المجسر على النهر الذي يسير بإتجاه الغرب ليسير بمحاذاة سفح المثلث الجبلي ( عارضة بافستيان ) حتى المنطقة المفتوحة قبل وادي ديانا.
رابعاً. قبل شلال كلي علي بك بمسافة قليلة وبمحاذاة سفح جبل كورك يبدأ طريق هملتون الصخري الذي يصل إلى مدينة راوندوز لكن هذا الطريق عرضه لايتجاوز 3 أمتار وعلى يساره وادي عميق جداً يجري فيه النهر وتتجنب السابلة سلوك هذا الطريق لأنه يشكل خطورة على العجلات .
صورة جوية لمضيق كلي علي بك قرب ثلثه الأخير منطقة الجسر الخامس
ب. توزيع القطعات على الأرض عشية عملية فتح مضيق كلي علي بك
أولاً. الفوج الثاني لواء المشاة 22 سراياه منفتحة على شكل ربايا تمسك جبل كورك الكتف الأيمن لمضيق كلي علي بك.
ثانياً. الفوج الثالث لواء المشاة 22 سراياه منفتحة على شكل ربايا تمسك جبل نواخين الكتف الأيسر لمضيق كلي علي بك / هذا الفوج محاصر من قبل البيشمركه لمدة تزيد على شهر بعد سقوط الربايا الشمالية للفوج المشرفة على وادي ديانا بيد البيشمركه وقطع طريق الإدامة بعد إنسحاب حامية راوندوز إلى سبيلك ولم يستسلم الفوج للبيشمركه بالرغم من محاصرته.
ثالثاً. الفوج الأول لواء المشاة 22 سراياه منفتحة على شكل ربايا تمسك جبل حرير.
رابعاً. مقر لواء المشاة 22 زائداً المنطقة الإدارية للواء في مدينة خليفان الواقعة في المدخل الجنوبي لمضيق كلي علي بك .
خامساً. حامية راوندوز إنسحبت من موقعها في مدينة راوندوز وإتخذت من مركز شرطة سبيلك الكائن جنوب مدينة خليفان مقراً لها زائداً مستشفى راوندوز العسكري زائداً وحدة الميدان الطبية / 3 التي هي من نظام معركة لواء المشاة /14
سادساً. سهل حرير ومدينة حرير الواقعة إلى جنوب جبل حرير إتخذت كمناطق تحشد للقطعات المقاتله والمناطق الإداريه والمركز الجراحي المتقدم .
ج. تقدير موقف تعبوي شجاع لغرض تخطي مضيق كلي علي بك
أولاً. أشرنا في الفقرة رابعاً من فعاليات قطعات الجيش العراقي الباسل إخفاق قطعات الجيش العراقي بإجتياز منطقة الجسر الخامس على طريق كلي علي بك وتكبدها خسائر كبيرة نتيجة لتمسك البيشمركه بمواضعهم وقتالهم بشراسة مما دعى القيادة العسكرية الميدانية إلى التفكير ملياً لإيجاد محور بديل يحقق المُباغتة ليتسنى فتح طريق مضيق كلي علي بك.
ثانياً. قررت القيادة العسكرية الميدانية القبول بالمجازفة المحسوبة أفضل من إزهاق المزيد من أرواح شباب العراق عند الجسر الخامس على طريق كلي علي بك ، المسلك الوحيد هو جبل كورك الذي يبلغ إرتفاعه 2147 متر ودرجة الميل من إتجاه الجنوب من مدينة خليفان تبلغ 60 درجة ، ودرجة الميل من إتجاه الشمال من مدينة راوندوز تبلغ 45 درجة وعدد الإلتواءات عند التسلق من إتجاه مدينة خليفان من قاعدة الجبل إلى قمة الجبل تبلغ 105 إلتواءات لكن من السفح الشمالي الشرقي للجبل لايوجد طريق أصلاً .
ثالثاً. إتخذ قرار لتنفيذ خطه (معدله عن تمرين أجراه الجيش العراقي الباسل بالإشتراك مع قطعات بريطانيه سنة 1954) أُطلق عليها رمز (ت 54) تقضي بتجاوز طريق هملتون والإحاطه بالمضيق من خلال التقدم نزولاً على السفح الشمالي الشرقي لجبل كورك وبلوغ راوندوز من جهتها الخلفيه (كاني قر) المتصله ب (كورك) و (بيخال) ومن ثم الإنتشار سريعاً في حوض راوندوز بلوغاً إلى ناحية (ديانا) و ( ثكنة حامية راوندوز) زائدا إدامة زخم الهجوم بإنجاز (تجسير) الجسر الرابع والجسرالخامس ، ومثابرة وحدات هندسة الميدان على تطهير طريق هملتون من الآلغام المضادة للدبابات والحرص على الحيلوله دون تخريبه من خلال تفجير (التجاويف) التي وضعها مصمم هذا الطريق لإغراض (التخريب المدبر) .
10. أول عملية عسكرية في منطقة جبلية شاهقة الإرتفاع تستخدم بها الدبابات وعجلات القتال المدرعة المسرفة على مستوى جيوش العالم قاطِبَةً يقوم بها الجيش العراقي الباسل
أ. تفاصيل الخطة
أولاً. شهد نهار يوم 7 آب 1974 معارك دامية في منطقة الجسرالرابع داخل الكلي لمنع تجسير الجسرالرابع المخرب حيث أخفق الفوج الأول لواء المشاة العشرون من بلوغ المكان الذي توقفت به دبابات كتيبة دبابات المهلب المتقدمة على طريق هملتون الصخري نتيجة كثافة الألغام المضادة للدبابات المزروعة على الطريق أولاً ونتيجة النيران الكثيفة الموجهة من رشاشة دوشكة معبئة في شكفته في قطع سفح عارضة بافستيان المثلث الجبلي لمنع أي جهد هندسي لغرض تطهير طريق هملتون من الألغام المضادة لعجلات القتال المدرعة .
ثانياً. إنيطت مهمة القيام بهذا الواجب إلى لواء المشاة الجبلي الخامس بقيادة المقدم الركن عبد الجواد ذنون زائدأ جحفل فوج المشاة آلي الثاني من جحفل لواء المشاة الآلي الثامن ، تكامل تسلق وحدات لواء المشاة الجبلي الخامس إلى قمة جبل كورك .
ثالثاً. تكامل تسلق عجلات قتال جحفل الفوج الآلي الثاني لواء المشاة الآلي الثامن إلى قمة جبل كورك المؤلفة من عجلات قتال مدرعة مسرفة نوع أم 113 أمريكية الصنع مسلحة برشاشات نوع برواننغ عيار 50% من العقدة ودبابات نوع تي 55 روسية الصنع هذا الفوج من نظام معركة الفرقة المدرعة الثالثة البطلة .
رابعاً . بعد تكامل تسلق عجلات القتال المدرعة على قمة جبل كورك الفسيحة نسبياً قسم من الدبابات إتخذت مواضعها كقاعدة نار على قمة جبل كورك ووجهت مدافعها بإتجاه العارضة الجبلية المسماة بالمثلث ( عارضة بافستيان ) التي يتحصن بها البيشمركه من إتجاه راوندوز وبعد إستطلاع دقيق أخذ وقت طويل لغاية يوم 17 آب تم تحديد المسالك التي ستسلكها القوة أثناء النزول من قمة جبل كورك بإتجاه مدينة راوندوز وتم شرح هذا العمل إلى سواقي عجلات القتال المدرعة بشكل مفصل عدة مرات لأنهم سيتحملون جهد خطير ومسؤولية تأريخية كبيرة .
خامساً. تم تحديد وتهيأة القطعات التي سوف تتقدم على طريق كلي علي بك عبر الجسر الخامس وتندفع نحو المنطقة المفتوحة وادي ديانه حال نجاح القوة النازلة من قمة جبل كورك في تدمير مواضع البيشمركه في منطقة المثلث الجبلية ( عارضة بافستيان ) من إتجاه راوندوز .
مكان إنفتاح وتقدم جحفل فوج المشاة الآلي على سطح جبل كورك
سادساً. ليلة 17 / 18 آب 1974 حُدِدَ لتنفيذ العملية وبالساعة ( س ) المقررة قبل الضياء الأول ليوم 18 آب 1974 باشر بالحركة والنزول من أعلى قمة جبل كورك الفوج الأول لواء المشاة الجبلي الخامس بقيادة المرحوم النقيب الركن محمد أحمد الحاج داوود وعلى يسار الفوج الأول جحفل فوج المشاة الآلي الثاني لواء المشاة الآلي الثامن بقيادة الرائد الركن عبد مطلك الجبوري لقد كان خط شروع الفوج الأول الجبلي نحو الواجب هي (القمه الجرداء) لجبل كورك , فيما سبقت البلدوزرات الثقيله بالإنحدار لإزاحت الصخور إمام عجلات القتال المدرعة وإنحَدَرتْ خلفها ناقلات الأشخاص المدرعة المسرفة ( أم 113) لفوج المشاة الآلي الثاني زائداً دبابات تي 55 المتجحفلة مع الفوج من (كفل) الجبل ، قام الفوج الثاني لواء المشاة الجبلي الخامس بقيادة المرحوم المقدم عبد الجبار غائب بعملية تخلل من خلال الفوج الأول لإدامة زخم تطهير حوض راوندوز وقد كان من الأولويات الإلتفاف نحو اليسار على هضبة بافستيان المثلثة ومعالجة (موضع الرشاشه المستتر) الحاكم الكائن في القطع العمودي المشرف على (الإنعطافه الحاده) لطريق هملتون المؤديه الى بيخال ومن ثم إلى (كاني قر) وإلى راوندوز ، لقد كان منظراً بانورامياً مذهلاً ، تقدم القطعات وإنتشارها على هيئه شعاعيه ، الإنسحاب غير المنظم للبيشمركه ، السيطرة على عددي رشاشة الدوشكا من مكمنهم الحصين بعد أن بوغتوا ببضعة جنود يطلون برؤوسهم عليهم من الأعلى ، بالرغم من خطورة العملية تفاجأ البيشمركه بالهجوم ولم يكن في حسبان قيادتهم قيام الجيش العراقي بمثل هذا العمل وعندما إقتربت الدبابات وعجلات القتال المدرعة من أسفل قاعدة جبل كورك من إتجاه الشمال جهة راوندوز ترك البيشمركه مواضعهم في منطقة المثلث الجبلية عارضة بافستيان وإنهارت مقاومتهم وبنفس الوقت تقدمت قطعات الجيش العراقي الباسل عبر طريق مضيق كلي علي بك بعد تصليح الجسر الرابع والخامس ودام الإتصال مع جحفل فوج المشاة الآلي الثاني لواء المشاة الآلي الثامن الذي نزل من قمة جبل كورك وطهِرَتْ راوندوز وواصلت قطعات الجيش العراقي عملياتها العسكرية في المنطقة وإنتهى أبشع كابوس واجه قطعات الجيش العراقي في عمليات سنة 1974 في شمال العراق .
سابعاً. القوات الخاصة : لقد خاضت أفواج القوات الخاصة الأربعة قتالاً ضارياً ومعها سرايا قوات مغاوير الفرق في مهمة تطهير مضيق كلي علي بيك وتهيئة الظروف الملائمه لإعادة تجسير ( الجسور الرابع والخامس تحديداً) اللذان تم تخريبهما في وقت سابق.
ثامناً. لقد ساهمت القوه الجوية العراقية بتقديم الإسناد الجوي القريب ومعالجة مواضع المدفعيه الإيرانية الكامنه في قرية جنديان وزيوه الكائنه في أحضان جبل زوزك الذي كان تحت سيطرة البيشمركه ، وبعد إحكام السيطره على منطقة راوندوز ، وقبل نهاية شهر آيلول 1974 تم إصابة طائرة نوع سيخوي 7 من نيران مضاده اُطلقت عليها من جهة تموضع المدفعية الإيرانية قرب منطقة جنديان قرب السفح الشرقي لجبل زوزك قائدها الملازم الأول الطيار صفاء شلال هبط بالمضلة وتم أسره من قبل البيشمركه.
ب.الضباط الذين وضعوا الخطة وأشرفوا على تنفيذها
أولاً. الفريق الركن عبد الجبار شنشل رئيس أركان الجيش.
ثانياً. الفريق سعيد حمو قائد قيادة قوة الميدان .
ثالثاً. العميد الركن عبد المنعم لفته الريفي قائد فرقة المشاة الثامنة اللاحق.
رابعاً. العميد الركن عبد الرحمن سيساوه مدير الحركات العسكرية.
خامساً. العميد الركن طه نوري الشكرجي قائد فرقة المشاة الثامنة السابق.
ج. الضباط الذين قادوا وحداتهم لتنفيذ الخطة
أولاً. المقدم الركن عبد الجواد ذنون آمر لواء المشاة الجبلي الخامس.
ثانياً.العقيد الركن عبدالكريم نصيف الحمداني آمر لواء المشاة الآلي الثامن.
ثالثاً. العقيد الركن سلمان باقر الزبيدي آمر لواء المشاة العشرون.
رابعاً. العقيد الركن عبد الجبار الصافي آمر لواء المشاة الرابع عشر.
خامساً. العقيد الركن كمال جميل عبود آمر لواء المشاة 22 .
سادساً. الرائد موفق محمد صالح آمر الفوج الثالث لواء المشاة 22 المحاصر في جبل نواخين.
سابعاً. النقيب الركن أحمد الحاج داود آمر الفوج الأول لواء المشاة الخامس.
ثامناً. المقدم عبد الجبار غائب آمر الفوج الثاني لواء المشاة الخامس.
تاسعاً. المقدم الركن حسن علي صالح آمر الفوج الثالث لواء المشاة الخامس.
عاشراً. العميد مدفعية جعفر كركوش الحلي آمر مدفعية فرقة المشاة الثامنة
د. تصوير هذه الأحداث بواسطة الأقمار الصناعية
يجب التنويه أن هذا الحدث تم تصويره بالأقمار الصناعية السوفيتية في حينه لم يصدق جنرالات الإتحاد السوفييتي ما شاهدوه عبر صور الأقمار الصناعية العائدة لهم جاء وفد الى العراق يتألف من كبار جنرالات الإتحاد السوفييتي المتخصصين بالصنف المدرع ليشاهدوا على الطبيعة كيف تمت هذه العملية ليتعلموا من خبرة رجال الجيش العراقي الباسل.
ه. توثيق هذه الأحداث
للأمانة التأريخية في إحدى المداخلات على المقال عند نشره في موقع الكاردينيا روى أحداث هذه المعركة الدكتور رياض الصفار الذي كان يشغل في حينها منصب طبيب الفوج الأول لواء المشاة الجبلي الخامس طبيب الحافات الأماميه للمعركة وكان موضعه خلف سرية الصوله الرابعة من الفوج وآمرها النقيب أحمد جرجيس.
صورة تجمع الرئيس الراحل صدام حسين مع الرئيس الراحل هواري بو مدين مع شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي في الجزائر بعد توقيع إتفاقية الجزائر في آذار 1975
و. الموقف السياسي في شهر أذار 1975
أولاً. على هامش مؤتمر الدول المصدرة للنفط أوبك المنعقد في العاصمة الجزائرية وبوساطة من الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين ظهر على شاشات التلفزة يوم 6 أذار 1975 أول لقاء مصالحة بين نائب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وشاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي يتوسطهما الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين.
ثانياً. فور إعلان إتفاقية الجزائر بوسائل الإعلام ساد جو من الفرح بين صفوف القوات المسلحة لإنهم كانوا على يقين أن إيران تقف بقوة وراء تزويد البيشمركه بالسلاح والذخيرة العسكرية.
صورة تجمع النقيب فوزي البرزنجي آمرالسرية الرابعة مع النقيب جبار شعيوط آمر السرية الأولى الفوج الأول لواء المشاة 14 في منطقة رايات
ز. الموقف العسكري بعد إعلان إتفاقية الجزائر
أولاً. فور إعلان إتفاقية الجزائر بوسائل الإعلام حدث إنهيار كامل وسريع وغير متوقع في صفوف البيشمركه وتركوا مواقعهم الحصينة وأسلحتهم المتوسطة والثقيلة في أماكنها على الأرض .
ثانياً. تقدمت قطعات الجيش العراقي بدون قتال الى مناطق كانت عصي على الجيش منذ الستينات من القرن الماضي هذه المناطق هي ( دربند - كلاله – جومان - رايات - حاج عمران )
ثالثاً. عسكر مقر لواء المشاة الرابع عشر في منطقة جومان وعسكر الفوج الأول لمش 14 في مصيف رايات ومسكت إحدى سراياه عارضة جبل كردمند الشهير.
ح. مشاهدات في المنطقة التي عسكر بها الفوج
شهادة لله أولاً وللتأريخ ثانياً قد لم توثق سابقاً أو لم يتطرق لها أحد من ضباط الجيش بسبب الموت الذي غيبهم عن الحياة .
أولاً. شاهدت في منطقة دربند رتل متجه بإتجاه الحدود الإيرانية مدمر من قبل صقور الجو البواسل يتكون من أعداد كثيرة من مدفعية مقاومة الطائرات مختلفة العيارات ( 23 ملم - 57 ملم – 100 ملم ) ومدفعية ميدان من عيارات ( 152 ملم – 155 ملم )
ثانياً. كما شاهدت مواضع بطريات مدفعية في منطقة قصري مع أكداس من ظروف مدفعية الميدان المنتشرة حول مواضع المدافع من عيار152 ملم و155 ملم.
ثالثاً. كما شاهدت معسكرين للجيش الإيراني مسيجة بسياج بي أر سي واحد في منطقة جومان والثاني في منطقة رايات.
رابعاً. كما شاهدت على الطريق في منطقة جومان مدرسة من طابقين أستخدمت كسجن للأسرى من منتسبي الجيش العراقي الباسل أغلقت شبابيك الغرف بالحجر والإسمنت وكان مثبت على جدران الغرف صفائح لغرض وضع حاجيات الأسرى وصفائح أخرى على الأرض لغرض قضاء حاجات الأسرى بنفس الغرف وكان في ممرات المدرسة أكداس من خبز الركاك المتعفن معبأ بأكياس (كواني) وكان بجوار السجن مقبرة تحتوي على رفاة عشرات الأسرى من ضباط وجنود الجيش العراقي الذين نفذ بحقهم حكم الإعدام وقد تم إطلاق سراح بقية الأسرى من قبل الوحدة العسكرية التي سبقتنا بالوصول الى المكان ونقلهم الى وحدات الميدان الطبية لغرض فحصهم.
خامساً. كانت العملة المتداولة في هذه المنطقة هي العملة الإيرانية ولا أثر للعملة العراقية منذ ستينات القرن الماضي .
صورة تجمع ضباط الفوج الأول لواء المشاة 14 في منطقة مصيف رايات
سادساً. كما شاهدت لوحات لمواقف باص نقل ركاب إيرانية على الطريق من منطقة كلاله الى حاج عمران بإتجاه الحدود الإيرانية .
ط. توجيهات القيادة العليا للدولة الى الوحدات العسكرية في المنطقة
أولاً. حسب توجيهات القيادة العليا للدولة تم صرف مبلغ 50 دينار عن كل قطعة سلاح سلمت الى الوحدات العسكرية حيث إمتلأت ساحة عرضات مقر لمش 14 بعدد تجاوز المئات من مختلف أنواع الأسلحة .
ثانياً. صدرت توجيهات من القيادة العليا للدولة بإغاثة القرى المنتشرة بالمنطقة بأرزاق جافة ( طحين- رز- زيت – سكر – شاي – بقوليات ) حيث كانت سرايا الفوج تخرج بقوافل من النقلية الجبلية محملة بالمواد آنفا وتسلم الى العوائل في القرى وإستمرت العملية لمدة أسبوع.
ثالثاً. كان يرافق القوافل مفارز طبية بإشراف طبيب الفوج تفحص المرضى ويُصرف لهم العلاج اللازم حيث كان نسبة كبيرة منهم مصابين بمرض التدرن الرئوي.
رابعاً. صدر توجيه من القيادة العليا للدولة بصرف مبالغ مالية الى العوائل المعدمة إضافة الى مواد الإغاثة .
خامساً. كان الجيش يعامل كافة المتواجدين في القرى معاملة إنسانية بالرغم من المعاملة الغير حسنة التي عامل بها البيشمركه منتسبي الجيش العراقي
الباسل خلال فترة القتال التي إستمرت سنة كاملة.
ي. سياقات العمل الثابتة للجيش العراقي في المنطقة الشمالية
ساعدت سياقات العمل الثابتة للجيش العراقي في المنطقة الشمالية القطعات المحاصرة على ديمومة الصمود في مواقعها بدون تموين لحين فتح الطرق وهي :
أولاً. من سياقات العمل الثابتة في الجيش العراقي الباسل تحتفظ الوحدات الفعالة الماسكة للربايا الجبلية بخزين من مواد الإعاشة الجافة ( الطحين - الرز- الزيت – البقوليات – السكر والشاي – والملح - والمعجون – والبصل – والتمر- الدبس والراشي ) تكفي لفصل الشتاء كما يحتفظ بخزين من النفط الأبيض لنفس الفترة كما تجهز الوحدات بوسائل شي الخبز في الربايا ( الصاج ) وتشرك المراتب بدورات على الخبازة في المذاخر الثابتة كما تم إستيراد مخابز آلية حديثة متنقلة وجرى التدريب على كيفية إستخدامها ووزعت إلى مقرات التشكيلات والوحدات المنفتحة في مناطق منعزلة.
ثانياً. كان الجيش العراقي الباسل يحتفظ بقياس من أوعية الماء (الجريكانات) بالإضافة الى خزانات الماء لغرض تخزين الماء لتلافي حالات إنقطاع الطرق عند تساقط الثلوج أو في حالة محاصرة الربايا من قبل البيشمركه.
ثالثاً. من تشكيلات الجيش العراقي الباسل سرايا النقلية الجبلية ( البغال ) التي تستخدم في المناطق الجبلية لأغراض الإدامة اليومية وقسم منها مخصص لنقل المدفعية الجبلية عيار 75 ملم وأعتدتها ويعيرالجيش لها إهتمام بالغ لقدرتها على التحمل في تسلق الجبال وكان الجيش يستورد البغال من تركيا.
اللواء المتقاعد
فوزي جواد هادي البرزنجي
3 تشرين الأول 2020
3118 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع