عندما سكنت العائلة المالكة مدرسة الصنائع قديمة
يقع قصر الحريم في الجزء الشرقي من مدينة بغداد يحده من الغرب المدرسة الشرابية (القصر العباسي) ويحده من الجنوب بيت الحكمة , وهو اليوم جزء من بيت الحكمة وابتلعت اجزاء كبيرة من القصر بسبب الصيانات الخاطئة , وقد كان في السابق مدرسة الصنائع التي شيدها الوالي العثماني علي باشا الذيتولى ولاية مدينة بغداد عام (1176هـ/1762م)وكانت تتألف من طابقين ذات اواوين وغرف كبيرة يسكنها طلاب العلم واختار لها موقع دار القران من قصر ام حبيب الذي اصبح قصرا لبنات الخلفاء.
احترقت هذه المدرسة عام (1335ه/1917م) في ليلة احتلال مدينة بغداد من قبل الانكليز,غير انهم اعادوا اعمارها وغيروا في ابنيتها واستعملوها معملا للسيارات.
وعندما نزل الملك فيصل في مدينة بغداد سنة (1339ه/1921م) في ثكنة عسكرية (القشلة) على نهر دجلة في جانب الرصافة , وكان يستقبل الضيوف ويصرف شؤون المملكة وينام ويأكل بها , وبقي الملك على هذا الحال الى عام(1342 ه/ 1924م) في هذا العام قدمت الملكة الوالدة من مدينة مكه مع الاميرات فأعدت لهن الحكومة جزءاً من مدرسة الصنائع على النهر في جانب الرصافة بعد ان رممتها فنزلن فيها , واستعمل باقي المدرسة كبلاط ملكي.
وعندما غرقت بغداد عام(1344ه/1926م) غرق القصر والبلاط الملكي معه ,فقامت الحكومة بتأجير قصر على نهر دجلة في الاعظمية يسمى قصر شعشوع ليسكنه الملك وعائلته.
وقصر شعشوع تم بناءه 1908م واشتهر بين أبناء بغداد بقدمه وتصميمه الرائع.من البنايات الفارهة الضخمة وأحد أهم القصور البغدادية قصرالتاجر البغدادي الثري (شاؤول شعشوع), وما زال لحد الآن يعطيك انطباعاً مميزاً للتراث البغدادي.
ثم قررت الحكومة على اثر حادث الغرق صرف نحو 150 الف روبية على تعمير وصيانة وتاثيث المبنى واعادته قصر يليق لسكن الملك فيصل الاول , وقد قامت بالصيانة دائرة الاشغال واستطاعت ان تجعل من مدرسة الصنائع قصراً فخماً , وسكن الملك الجناح الجنوبي منه من الطابق الاول بغرفة مطلة على مبنى النادي العسكري,وسكنت العائلة المالكة الجناج الشمالي من الطابق الاول واستعمل الطابق الارضي قاعات استقبال وطعام وحجرات عديدة شغلها المرافقون والحاشية الملكية.
(ان صيانة عام 2004 والتي كان الغرض منها هو اعادة تأهيل البناية لاستخدامها كبيت للحكمة العراقي ادت الى ضياع العديد من اجزاء وملامح القصر وحتى تبديل اجزاء كاملة من المبنى حتى يتلائم مع الاستخدام الجديد وهذا مع الاسف الشديد لا يتلائم مع كل القرارات الدولية ومواثيق الصيانة العالمية.التي تصدرها منظمة اليونسكو العالمية).
وظل الملك فيصل الاول يسكن القصر حتى وفاته في عام (1352ه/1933م) ولبث فيه الملك غازي شهور عديدة من عام (1353ه/1934م) ينتظر انجاز قصر الزهور.
استعملت البناية لعدة استعمالات منها في عام (1357ه/1938م) مجلس النواب في العهد الملكي ومن ثم في الحكم الجمهوري مجلسا للنواب أيضاً الى عام(1386ه/1967م) اصبحت متحفاً عسكرياً حتى عام (1392ه/1972م) عندما بدأت تظهر عليها الاضرار وتركت على هذا الحال الى ان تم صيانتها من قبل المؤسسة العامة الاثار والتراث عام(1400ه/ 1980م) لتكون قصر الثقافة والفنون , واخيراً تم صيانة المبنى في عام(1424ه/ 2004م) ولجهل القائمين بالصيانة تم اقتطاع جزءاً بسيط من البناية ويمثل قصر الحريم الذي كان يشغل كل بناية بيت الحكمة اليوم.
يشغل القصر اليوم مساحة تبلغ (288,75م2) وهو بسيط جدا ويتألف من طابق واحد فقط له مدخل في الجدار الخارجي للقصر يقع في ضلعه الشمالي ابعاده (2×3م) يفضي الى ساحة ابعادها (10×3م) , وفي الزاوية الشمالية الشرقية للساحة منور يقع خلف القصر ابعاده (10×1م) وثمة مدخل اخر في الزاوية الشمالية الغربية يفضي في رواق مسقف يتقدم القصر في واجهته الغربية عن طريق سلمتين ابعاد كل منهما (2,5×0,40×0,20م) الوحدات البنائية في القصر بنيت على شكل حرف (L) باللغة الانكليزية مقلوب, الضلع الطويل ابعاده (10,50×3م) والضلع القصير ابعاده (2×8,50م) يتقدم القصر رواق في واجهته الشمالية والغربية لهذا الضلع , ويطل هذا الرواق على حديقة صغيرة ابعادها (8,30×5,50م). و المدخل الرئيس لبناية القصر يقع في الزاوية الجنوبية الغربية للضلع الطويل الغربي للقصر هو مدخل مستطيل الشكل ابعاده (2×3م) يؤدي الى مجاز.
المدى/عن رسالة : المباني التراثية في بغداد
د. علاء حسين اللمي
341 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع