الجمعيات والمنظمات والأحزاب الكردية الجزء الثاني
اعداد : بدري نوئيل يوسف
جمعية كوردستان
تأسست جمعية كوردستان في يوم الجمعة المصادف (21) تموز عام 1922 برئاسة (مصطفى عزيز باشا يا ملكي)، اثر الاجتماع الحاشد الذي عقد في جامع السيد حسين مفتي في السليمانية، وقد حضر جمع غفير من الكسبة والمثقفين والطلبة ووجهاء المدينة، ألقى السيد مصطفى باشا يا ملكي بعد صلاة الجمعة، كلمة زف لهم بشرى تأسيس جمعية باسم جمعية كوردستان، يقول السيد جلال الطالباني في كتابه الموسوم كوردستان والحركة القومية الكوردية، بصدد جمعية كوردستان
(أسست اثر اجتماع في تاريخ 21/7/1922 في جامع حسين بالسليمانية برئاسة مصطفى ياملكي وتألفت من السادة (مصطفى ياملكي، رفيق حلمي، احمد بك، توفيق بك، صالح أفندي قفطان، حاجي اغا فتح الله، فائق بك عارف بك، عزت بك، عثمان باشا ،ادهم أفندي يوزباشي، شيخ محمد أفندي كولاني، احمد بهجت أفندي يوزباشي ،علي أفندي بابير اغا، شكوري عبد الكريم أفندي علكة، شيخ علي أفندي سركار، عبد الله أفندي محمد أفندي.لقيت الكلمة القبول والاستحسان بعد ذلك قال: بأن هذه الجمعية تناضل من أجل حقوق الشعب الكوردي، وتم ترشيح أسماء بعض شخصيات ووجهاء المدينة والمثقفين، لكي يتولوا إدارة الجمعية ..
وقد انتخب ثلاثة عشر اسماً للعضوية ومن بينهم رفيق حلمي، احمد بك ،توفيق بك، صالح أفندي قفطان، شكوري عبد الكريم علكة،
قدم مصطفى باشا ياملكي ايضاح غاية تأسيس الجمعية وهو المطالبة بإرجاع الشيخ محمود الحفيد، الذي نفاه الإنكليز إلى خارج الوطن، وإصدار مجلة أسبوعية تسمى (بانكى كوردستان) أي (نداء كوردستان) .
صدر العدد الأول منها في (2) أب 1922 وكانت مجلة علمية اجتماعية أدبية قومية حرة مستقلة، وكان مصطفى باشا ياملكي صاحب امتيازها ومديرها وكان أيضاً في ذلك الوقت رئيس الجمعية واشترك فيها أيضاً كل من السادة رفيق حلمي، علي كمال بابير اغا، الشيخ نوري الشيخ صالح وغيرهم وقد صدر منها في السليمانية لغاية (8) حزيران 1923 ثلاثة عشر عدداً بعد ذلك صدرت ثلاثة أعداد أخرى منها في بغداد سنة 1926.
وعندما رجع الشيخ محمود الحفيد من المنفى وبعد تشكيل حكومته المحلية في مدينة السليمانية في1922/10/10 أعطيت حقيبة وزارة المعارف لمصطفى باشا.
لقد كانت هذه المجلة لسان حال جمعية كوردستان، لكنها بعد ذلك أصبحت تنطق باسم حكمدارية الشيخ محمود الحفيد، وكان يحررها في عهد الشيخ محمود كل من السادة مصطفى شوقي أفندي محررها، وكريم رستم مدير إدارتها ، وصالح قفطان وقد غير اسمها فيما بعد إلى (روژى كوردستان).
رفعت الجمعية مذكرة بالرقم 719 وتاريخ الأول من تشرين الأول 1924 إلى مجلس عصبة الأمم وردت فيها معلومات تدحض ادعاءات الجانب التركي وحججه، بصدد العلاقات القومية واللغوية بين الكورد والترك وهذا نصها ((في الزمن الذي يدعى مجلس عصبة الأمم إلى البت في مصير ولاية الموصل نهائيا، ترى الجمعية الكوردية من واجبها أن توصل الكم صوت تلك البلاد النائية، وان كان هذا الصوت ضعيفا لا يسمع في العالم المتمدن، أن جمعيتنا قامت في وجه الأتراك المطالبين بحاكميتهم على بلاد تحررت أخيرا من مظالمهم، ولتزل قائما بوجههم فهي لكونها تأسست للدفاع عن منافع القوم الكوردي تعارض شديدا مطالب حكومة أنقرة، في امتلاكها الموصل لان أكثرية سكان هذه الولاية أكراد، أن أقوى مبدأ تتمسك بها حكومة أنقرة لتبرير مطالبتها في ولاية الموصل ومشاركة الترك والكورد في الدين والحرث والعرق، والحقيقة أن هذه(الادعاءات) لم تجد قبولا وتصديقا لدى الكورد، لان الكورد يعلمون انه ليس لهم من صلة بالترك من حيث المنشأ واللغة، ولأنهم مستقلون عن العرق التركي ولغتهم، وأعادت الإدارة التركية على الموصل، تكون جريمة مشودة على حقوق الأمم بوجه العام، ومضرة بحقوق الأكراد بوجه خاص أولئك الأكراد الذين لهم حق الحياة المختارة، فإرجاع الموصل إلى الأتراك يفضي حتما إلى اختلافات مستمرة تجعلها عرضة لأسوا العواقب .نحن وطيدو الأمل لان عصبة الأمم الممثلة بمجلسها، لا تذهب مذهب الشطط وتتباعد عن مبادئ الحق والعدل التي هي قوتها الحقيقة، بل ترفض بصورة قطعية مطالب الأتراك، وهذا التدبير هو الذي يضع حدا نهائيا إلى مطامع الأتراك، فيخلص الموصل ذات الصبغة الكوردية الظاهرة من إدارة التركية، فالعصبة الكوردية تتشرف بتقديم هذه المذكرة إلى أنظار الهيئة العادلة والقاضية بالحق بين الأمم، لتبين لها حالة الأكراد المحزنة والمنبعثة عن رضوخهم إلى الإدارة التركية، ونأمل أن تتمكن عصبة الأمم من اتخاذ التدابير الضامنة لحياة حرة وانكشاف سريع لقوم مظلوم كالشعب الكوردي، وبهذه الصورة ربما يملا الفراغ الذي أحدثته معاهدة لوزان عن قصد بتجاهلها المسألة الكوردية، باسم العدالة حقوق الشعوب المقدسة المدنية تطلب الجمعية الكوردية مساعدة محكمة العدل الكبرى، على تحسين حالة شعب منسي ومهجور بحكم القوة، حتى إذا اكتسب حريته تمكن من أن يكون عنصرا يخدم السلم والرقي في الشرق الأدنى)).
جمعية العلوم الكوردية(كومه لى زانستي كوردان)
تأسست في عام (1925) في مدينة السليمانية واجتمع حولها الكسبة من عامة الشعب،حيث كانوا يدرسون فيها ليلاً، وكان للجمعية فرق للتمثيل والأغاني والموسيقى، وكان الأدباء والشعراء والمثقفين يعملون في خدمتها،حيث كانوا يعقدون فيها أربع ندوات في كل شهر، وخصصت ليلة الثلاثاء للقراءات الشعرية وللخطابة والمناقشة وطرح الآراء بكل حرية، والطلبة الذين يدرسون خارج المدينة كانوا ينخرطون في صفوفها خلال العطلة الصيفية للدراسة ،أما بالنسبة للتدريب فكان مجانا و نشرت الجمعية نداء في جريدة (ژيان) التي كانت تصدر في السليمانية، جاء فيها(بشرى عظيمة إلى الكورد كافه وهذا نصها. ((من المعلوم عند القراء الكرام ، أن كل أملنا ولحد اليوم قد انحصر في نشر العلم والمعارف واليوم نشكر الله على تحقيقه أمنيتنا بكل اعتزاز ، حيث نعرضها أمام أنظار الجمهور الكريم والتي تحققت نتيجة مساعي بعض الوطنيين، وتصديق وزارة الداخلية وبمساعدة السيد المتصرف والمفتش الإداري فأننا ننشر المنهاج والنظام الداخلي لـ (كومه له ى زانستى كوردان) ونعلنه أملين أن تكون هذه الجمعية، أساسا لتطورنا العلمي واحتضان الجماهير، وان تصبح فاتحة خير لشعبنا ووطننا، نرجو أن تتعمق مسيرتها باستمرار بمعاونة (الأشراف والعلماء والتجار والمنورين) بنشر وتقديم هذه البشرى السارة القيمة فان جريدة (ژيان) مسرورة جداً ومعتزة بذلك. منهاج الجمعية:
1.اسم الجمعية ومركزها:جمعية العلوم الكوردية في السليمانية.
2.غايتها: تعميم العلم والمعرفة في كوردستان بهذه الوسائل:
I.نشر الصحف.
II.ترجمة وتأليف الكتب المدرسية.
III.فتح المدارس والتدريس فيها ليل نهار.
IV.فتح المكتبات.
V.إيفاد التلاميذ لإكمال تحصيلهم الدراسي إلى الممالك المتقدمة.
VI.تنوير الأهالي بالمحاضرات.
3.تقوم الجمعية وعلى وجه الخصوص بنشر وتدقيق الأحوال التاريخية والجغرافية والاثنوغرافية للأكراد.
4.لا علاقة للجمعية بالمسائل السياسية إطلاقاً.
التوقيع / فائق معروف، المحامي رفيق أفندي، رمزي حاجي فتاح.
نشر في نفس العدد من الجريدة (ژيان) السليمانية النظام الداخلي بكاملة والمتكون من (16) فقرة موقعة من قبل الذوات، الذين جاء ذكرهم في المنهاج بتاريخ 27/ 1/ 1926 ، وفي نفس العدد من الصحيفة أيضا نشرت الإجازة التي منحتها إياها وزارة الداخلية، بكتابها المرقم (2571)والمؤرخ في 24/ 1/ 1926 والتي وجهت إلى متصرفية اللواء آنذاك، حيث جاء فيها(عملا بقانون الجمعيات لسنة 1922 يؤذن بتأسيس جمعية زانستى كوردان على أن يطلق مؤسسوها تصرفهم فيها على قانون الجمعيات وعلى المنهج المربوط، ولسعادتكم الاحترام.
وجهت المتصرفية إلى السادة الموقعين نص الإجازة وفي حفلة التأسيس شارك فيها كل من السادة(رفيق أفندي المحامي) بكلمة وألقيت قصيدة من قبل الشاعر والصحفي توفيق بك (بيره ميرد) ، وكلمة موجهه من قبل جمال بابان والشيخ مصطفى القرداغي، بعد فترة انخرط في صفوفها الأستاذ شاكر فتاح، وتقلد منصب رئاسة الجمعية في عام 1933 بعد ذلك نشرت الجريدة أعلاناً من قبل الهيئة المؤسسة حيث جاء فيها((كل من يريد أن ينتسب إلى جمعية زانستي الكوردية فبإمكانه أن يراجع مركز الجمعية من الساعة السادسة وحتى العاشرة والكائن في بيت المحامي رفيق أفندي، حيث كان رفيق أفندي هو رئيسها في ذلك الحين، بعد ذلك قامت الجمعية بتعليم أكثر من (400) أمي القراءة والكتابة واستطاعوا بعد تخرجهم تعينوا في الوظائف وقد نشر النبأ في جريدة (ژيان)في عددها (321) بتاريخ9 /5/ 1932 ومؤسسوها هم السادة : احمد بك توفيق بك رئيساً ، جمال بابان سكرتير ، مصطفى القرداغي عضواً عزت الجاف عضواً حمه اغا عبد الرحمن اغا عضواً غفور اغا حاجي عبد الله كه وره عضواً، رمزي فتاح عضواً، فائق مارف بك محاسباً، رفيق أفندي أمين سر في عام 1937 .
أغلقت مدرستها وتوقفت عن العمل إلى عام 1942 حيث أعيد تأسيسها مرة ثانية من قبل المثقفين الكورد وهم السادة :كريم زه ند مديرا ، أما أعضاء فهم كل من فائق هوشيار، نوري محمد أمين، قادر عبد الرزاق ، هادي محمد خوى فروش، أبو بكر هه وري، نوري شاويس ، محمد توفيق عزيز، محرم محمد أمين، محمد شيخ مصطفى.
أصبح كريم زه ند مدير مدرسة اشترك طلابها في انتفاضة (6) أيلول الأسود وأصبحت الجمعية تدير مدرستها إلى عام 1944 م ، وقد أصبحت الحكومة تشرف عليها عام 1944 ـ 1945 وتحولت إلى مدرسة حكومية.
حزب جمعية الدفاع الوطني
تأسس في السادس من كانون الثاني عام 1925 شارك أهالي السليمانية من((تجار وأشراف ومتنورين ومن طبقات أخرى حزبا بأسم جمعية الدفاع الوطني، وذلك للدفاع عن وطنهم أما لجنة الحدود وحفظ بلادهم من استعباد الأتراك ، وضمت الجمعية كل من احمد بك، توفيق بك، محمد اغا عبد الرحمن اغا ، شيخ محمد الكولاني ، حاجي سعيد ،محمود أفندي الذي كان رئيسا للبلدية في تلك الفترة.
حزب الاستقلال(خويبون)
في شهر تشرين الأول من عام 1927 تشكل حزب خويبون ـ الاستقلال ليقود نضال الشعب الكوردي ضد الكماليين، ووحد تحت لوائه القسم الأعظم من المثقفين ورؤساء العشائر الكوردية، والبرجوازية الوطنية الكوردية وأعضاء الأحزاب والمنظمات السياسية الكوردية المنحلة، كجمعية (تعالي كوردستان) وجمعية التشكيلات الاجتماعية الكوردية، وجمعية الاستقلال الكوردي ومن المناضلين الكورد الذين كانوا خارج ارض الوطن أي اللاجئين.
كان معظمهم من الإقطاعيين و أصحاب الأملاك والمثقفين والطلبة الكورد منتمين للحزب، وفي ربيع عام 1927 عقد أول مؤتمر لهم في مصيف (حمدون) في لبنان وقد حضر هذا المؤتمر أحد رؤساء الأرمن الذي كان اسمه (ف.با. بازيان)، كان حزب خويبون يتعاون مع بريطانيا وفرنسا ضد تركيا في سبيل حصول الشعب الكوردي على حقوقهم. لان بريطانيا وفرنسا كانتا من أعداء الدولة العثمانية بسبب اشتراكها في الحرب العالمية الأولى، ووقوفها بجانب ألمانيا ضد الحلفاء.
بدأ حزب خويبون نضاله السري في المنطقة الكوردية، وفتح له فروعاً في المدن والقرى الكوردية حتى استطاع أن يقود ثورة وطنية ضد تركيا بعد ثلاث سنوات من نضاله السري، حيث قام بثورة مسلحة في عام(1930)في منطقة جبال ارارات بقيادة إحسان نوري باشا مؤسس الحزب، قرر المؤتمر أولا حل جميع الأحزاب والمنظمات السياسية الكوردية لكي يترأس ويقود هذا الحزب الموحد النضال الكوردي، ويجمع تحت قيادته جميع القوات الكوردية المناضلة في سبيل الحرية والاستقلال القومي الكوردي، ولتحقيق هذه الغاية قرر المؤتمر تشكيل قيادة عسكرية عامة، وتنظيم وتوحيد جميع القوى الثورية، في أساليب عسكرية وتسليمها وتأسيس مركز عام للثورة والقيادة العليا للقوى الوطنية الكوردية، وكذلك تأسيس مراكز للتموين ومخازن للأسلحة والعتاد، وقواعد للعمليات الحربية، تم في هذا المؤتمر تشكيل حزب خويبون، عندما قامت الثورة في جبال ارارات كما ذكر الدكتور عبد الرحمن قاسملو في كتابه كوردستان وكورد أعطت الحكومة الإيرانية حق استخدام الأراضي الإيرانية للقوات التركية ضد الثورة الكوردية ومحاصرتها من جميع الجهات والقضاء عليهم، وقد أظهرت هذه الانتفاضة المسلحة حقيقة مؤسفة في حياة الشعب الكوردي، واستخدام الأتراك ابشع الوسائل لتحطيم وإبادة القومية الكوردية من الوجود، حيث أغلقت جميع الصحف الكوردية التي تصدر باللغة الكوردية، وأغلقت أيضاً دور الطباعة والنشر وكافة المؤلفات والدراسات الكوردية. يقول الدكتور احمد عثمان أبو بكر بصدد الحزب تألفت لجنة في باريس باسم خويبون برئاسة رئيس الوفد الكوردي في مؤتمر السلام الجنرال شريف باشا، حيث كان الجنرال شريف باشا يعمل من أجل الحرية والحقوق القومية الكوردية، كان شريف باشا رئيس لجنة خويبون في باريس وموفداً من قبل الجمعيات والأحزاب الكوردية، حتى أن الشيخ محمود الحفيد أرسل وفداً إلى مؤتمر السلام في باريس، وسلم الوفد مذكرة الشيخ محمود الحفيد إلى الجنرال شريف باشا، لرفعها إلى مؤتمر السلام، أما السيد جلال الطالباني فانه حول هذا الموضوع يقول((عقد المؤتمر في داخل كوردستان التي تقع تحت السيطرة التركية)) ويضيف قائلاَ:لقد دامت جلسات المؤتمر شهراً ونصف شهر أبرمت فيها قرارات مهمة أهمها:
1.حل الجمعيات الموجودة تمهيداً لتأسيس جمعية كوردية جديدة .
2.إدامة الثورة والنضال ضد الأتراك إلى أن يغادر آخر جندي تركي الأراضي الكوردية الطاهرة.
3.تعيين قائد عام لجميع القوى الوطنية الكوردية.
4.تنظيم جميع القوى الثورية على الأساليب العسكرية والحربية وتسليحها بأحدث معدات القتال والحرب.
5.تأسيس مركز عام للثورة والقيادة العليا للقوى الوطنية الكوردية في جبل أو جبال كوردستان، وقد تأسس مئات الفروع في داخل وخارج الوطن وحتى في أوربا وأمريكا بعد ثورة 1927 ـ 1930 ولقد كان لحزب خويبون اثر عظيم في توجيه الأكراد، وبث الروح العصرية الجديدة فيهم وبقي نشاطه السياسي إلى عام 1934 حيث تأسس حزب هيوا.
جمعية خويبون في سوريا .
قامت جمعية خويبون في سنة 1930 وبجهود الأخوين كامران وجلادت بدرخان، بفتح فرع لها في مدينة(الحسكه) السورية وهدفها إحياء نشاط السياسي للأكراد تركيا، اللاجئين إلى سوريا بعد فشل انتفاضة شيخ سعيد بيران عام 1925 وقام مير جلادت بدرخان بإصدار مجلة (هاوار ـ الصرخة) ومجلة (روناهي ـ النور) بالتعاون مع كاميران بدرخان، وكانت توزعان على كافة المناطق الكوردية في سورية وتركيا والعراق، كان للمجلتين صفة سياسية وأدبية واجتماعية وسمحت الإدارة الفرنسية في سوريا بإنشاء جمعيات ونوادي كوردية في منطقة الجزيرة، منها نادي كوردي في منطقة عامودا سنة 1939.
جمعية جماعة الشباب الكوردي في سورية.
في بداية الخمسينيات بدأت تظهر بوادر تأسيس تنظيم كوردي سياسي في سوريا، بين الشباب الأكراد وبجهود ودعم الشخصيات الكوردية الوطنية التي نزحت من تركيا، سميت بـ (جمعية جماعة الشباب الكوردي) كان مركزها في مدينة القامشلي، لكن لم يكتب لها العمر الطويل.
جمعية (بيشفه جون ـ إلى الأمام)في سورية.
بعد وفاة مير جلادت بدرخان اجتمعت الشخصيات الوطنية الكوردية في سوريا ، حول الشخصية الكوردية المعروفة قدري بك، وأسسوا تنظيما سياسياً يعمل في السر ويضم إلى صفوفه الأكراد اللاجئين، من تركيا إلى سوريا وأكراد سوريا ويقوم بنشاطه السياسي في تركيا وسورية، وكذلك يتعاون مع الحركة الوطنية السورية وأصبح قدري بك سكرتير الجمعية .
يتبع في الجزء الثالث الجمعيات والمنظمات والأحزاب الكردية .
شخصيات الجزء الثاني
ثورة الشيخ سعيد بيران
ثورة الشيخ سعيد بيران أو ثورة الشيخ سعيد النقشبندية، هي ثورة قامت في جنوب شرق تركيا، ضد سياسة التتريك والتعسف التي انتهجتها حكومات مصطفى كمال أتاتورك المتعاقبة بحق الأقليات.
مارس الشيخ سعيد بن الشيخ محمود بن الشيخ علي بيران، النشاط السياسي منذ تأسيس الجمعيات والمنظمات الكردية بين الأعوام (1908-1923)، وكانت له صلات وثيقة مع العائلات الوطنية، كعائلة بدرخان بك وعائلة الشيخ عبيد الله النهري، بالإضافة إلى الزعماء الكرد المعاصرين له ، قامت الحكومة التركية باعتقال بعض قادة جمعية آزادي الكردية مثل خالد جبران ويوسف زيا، الذين أعدما رمياً بالرصاص في مدينة بدليس في خريف 1924. عندئذ وقع الاختيار على الشيخ سعيد ليكون رئيسًا للجمعية، التي عقدت مؤتمراً في تشرين الثاني 1924 في حلب حضره علي رضا ابن الشيخ سعيد، ممثلا عن والده إلى جانب معظم القادة الكرد في تركيا وسوريا.
قرر المشاركون في المؤتمر الكردي القيام بانتفاضة شاملة لانتزاع الحقوق القومية الكردية، على أن تبدأ في يوم العيد القومي الكردي، أي في يوم النوروز 21 آذار 1925 ، ولكسب الدعم والتأييد للانتفاضة قام الشيخ سعيد بجولة في كردستان، قام أثناءها بحل الخلافات بين العشائر الكردية وإزالة العداوات والدعوة إلى الوحدة والاتفاق، وقد وصل في الخامس من شباط 1925 إلى قرية بيران برفقة مائة فارس، وتصادف وصوله مع وصول مفرزة تركية جاءت لاعتقال بعض الكرد، وعندما طلب الشيخ سعيد من قائد المفرزة احترام وجوده، واعتقال من يشاء بعد أن يغادر القرية، رفض الضابط التركي ذلك فوقع صدام مسلح بين قوات المفرزة ورجال الشيخ، قتل فيها بعض الجنود الأتراك وأسر آخرون، وعندما انتشر خبر تلك الحادثة ظن قادة الكرد بأن الشيخ أعلن الانتفاضة، فهاجموا القوات التركية وسيطر الشيخ عبد الرحيم، أخو الشيخ سعيد، على مدينة كينج التي اختيرت عاصمة مؤقتة لكردستان، وانتشرت الانتفاضة بسرعة كبيرة ولفترة قصيرة على أراضي معظم كردستان (14 ولاية شرقية)، وبلغ عدد الكورد المنتفضين حوالي 600 ألف، ساندهم خلالها حوالي 100 ألف من الشركس والعرب والأرمن والآشوريين، فرض الثوار الحصار على مدينة ديار بكر التي صمدت في وجههم حتى وصول القوات التركية المعززة بالأسلحة الثقيلة، ولم يتمكن الثوار من السيطرة على المدينة رغم اقتحامهم لها، فأمر الشيخ سعيد قواته بالتراجع، وقد حاصرت القوات التركية الثوار ومنعتهم من دخول العراق وسوريا وإيران، وفي أواسط نيسان 1925 تم اعتقال الشيخ سعيد مع عدد من قادة الانتفاضة التي خبت نارها شيئاً فشيئاً، وفي نهاية أيار حوكم الشيخ سعيد وقادة الانتفاضة الآخرون، وصدر حكم الإعدام بحقه مع 47 من قادة الثورة، نفذ حكم الإعدام فيهم في 30 أيار 1925. وأمام حبل المشنقة قال الشيخ سعيد: "إن الحياة الطبيعية تقترب من نهايتها، ولست آسفاً قط عندما أضحي بنفسي في سبيل شعبي، إننا مسرورون لأن أحفادنا لن يخجلوا منا أمام الأعداء". وقد بلغت خسائر الكرد تدمير 900 بيت وحرق وإزالة 210 قرى، فيما وصل عدد القتلى إلى 15 ألفا، فضلاً عن نهب ممتلكات وثروات كل من وصلت إليهم أيدي الجنود الأتراك أسفر قمع هذه الحركة عن تهجير مثات الآلاف من الكرد والعرب والآشوريين إلى سوريا.
مصطفى كمال باشا ياملكي رئيس المحكمة العرفية العسكرية العثمانية
حياته على هذا الرابط منشورة على احدى صفحات مجلة الكاردينيا .
http://www.algardenia.com/maqalat/13887-2014-12-04-21-43-42.html
المصادر:
الجمعيات والمنظمات والأحزاب الكوردية ، الدكتور عبد الستار طاهر شريف .
وثائق عن الحركة القومية الكوردية التحررية .الدكتور عبد الفتاح علي يحيى .
كوردستان في عهد السلام ، الدكتور عثمان ابو بكر
عادل تقي عبد البلداوي ،التكوين الاجتماعي للأحزاب والجمعيات السياسية في العراق 1908 ـ 1958.
عبد الجبار حسن الجبوري، الأحزاب والجمعيات السياسية في القطر العراقي 1908 ـ 1958، دار الحرية للطباعة.
د. كمال مظهر احمد ،كوردستان في سنوات الحرب العالمية الأولى،ترجمة محمد ملا كريم، مطبعة المجمع العلمي الكوردي،(بغدادـ 1977)
د. كمال مظهر احمد ،فهم الحقيقة وموقعها في الصحافة الكوردية،(باللغة الكوردية)، مطبعة مجمع العلمي الكوردي،(بغدادـ 1978).
جلال الطالباني،كوردستان والحركة القومية الكوردية،ط،مطبعة الجمهورية ،(بغداد ـ 1970) .
2021 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع