أُسرٌ لها تاريخ / وداد الأورفلي

     

    

    

       

سلسلة من المقالات تكتبها جنان النعيمي و تتناول فيها  لمحات من تاريخ العوائل العراقية العريقة التي ساهمت في صنع التاريخ الحديث وكان لها دور في بناء العراق ما قبل الأحتلال.

بقلم جنان النعيمي
متخصصة بالتاريخ والآثار

    
                      المقال الثاني:

      

وداد الاورفلى...فنانة من أعمدة الفن العراقي في العصر الحديث. قاعة الأورفه لي كانت صرحا دام عشرين عاما يشع بالفن والحضارة والأمل في العراق. عبرت في مسيرتها الفنية بلوحات واقعية ثم تعبيريه وأصبحت جزء من تاريخنا الفني وصفحة مشرقة لجدارة المرأة في قيادة الفن والشعب ..  جالستها في حديث شخصي يختلف عن مقالات المحترفين في الفن، فراحت تستعيد تاريخها وكفاحها......فهى تاريخ عريق وقصة كفاح سيذكره التاريخ حين يتسنى للعراق تسجيل تاريخه بتجرد وإستقلاليه.

      

       صوره قديمه جدا لوالدي وعمي مع  خادمه تحمل عمتي

 
هي وداد مكي عيد الرحمن الاورفه لي في الخامس و العشرين من تموز من عام 1929 ببغداد في ييت جدها لامها ابراهيم الاورفه لي، في محلة الاورفه لي الكائنة في الباب الشرقي بجوار محلة البتاوين، وكان اول بيت  ويشبهٌ قصرا بني في هذه المحلة، وقد تغير اسم هذه المحلة من الاورفه لي الى البتاوين في العهد الجديد.
وتمتد هذه المحلة من الباب لشرقي الى الزعفرانية بمحاذاة نهر دجلة، حيث لم يكن انذاك شارع ابو نؤاس موجودا. وكانت هذه المحلة  قد تاسست حديثا في ذلك الوقت.  وكلمة( الاورفه لي) تعود نسبتها الى مدينة (اورفه) التي تقع جنوب شرق تركيا حاليا، وكانت آنئذٍ من اعمال بلاد الشام وتسمى في التاريخ (الرها).
وأم وداد الأورفه لي هي صفية الاورفه لي ابنة عم ابيها مكي الاورفه لي. وانجبت منه ستة اولاد خمسة اناث وذكور، وهم جهاد الاخت الكبرى، ونهاد، وفائق، وماجدة، وطارق، ووداد، وسداد.
إنتقلت وداد وهي صغيره الى بعقوبة بعد ان انتقل ابوها مكي الاورفه اليها كرئيس محاكم ديالى قادما من الموصل. ونشات وداد الاورفه لي في هذه الاسرة المحبة للفن والثقافة والمعرفة، وظهرت موهبتها في الرسم، والموسيقى منذ نعومة اظفارها، حيث كانت ترسم على كل ماتجده امامها من جدران، او اثاث، او حتى المقاعد في الروضة، اوالمدرسة، مما كان يعرضها للعقوبة، والضرب، والقصاص، كما كانت تفعل الست عادل( اللبنانية الاصل) مديرة المدرسة التي كانت فيها.

                       

                السيدة زهور عادل مؤسسة مدرسةعادل و مديرتها

وعندما كانت فى روضه مدام عادل كانت ترسم على جدران ورحلات وأيضا على ملابس زميلاتها من الخلف ممّا عرضها للقصاص والحبس بسرداب الروضة. وكانت زميلتها فكتوريا اخت المديره مدام عادل لبنانيه الأصل تمزح معها وتخوفها بأن السحلية والصرصر والجرذان . وظلت إلى العصر مما اقلق والدها والعائله  لتأخرها  فارسل سائق السيارة  واختها حيث وبّخت المديرة مدام عادل بسبب المعامله غير الانسانية. فنقلها والدها  إلى روضة الراهبات المعروفة بأنسانية التعامل والصبر والمستوى التعليمي والثقافي.

             

وكان والدها الأستاذ مكى الاورفه لى قاضيا وتمّ تنصيبهٌ بعدة مراكز فى المحاكم، علما أنّ عدد المحامين والقضاة من عائلة الأورفلي كان 27 محاميا وقاضيا وكان مرجعهم القانوني هو والدها الأستاذ مكي فكانوا يأتون إلى والدها لاعطائهم الاستشارة والنصائح.

وكان معظم الطلاب والطالبات يذهبون للدراسة إلى أمريكا وانكلترا وذلك لجلب مفاهيم الحضارة الحديثه والعلم إلى العراق لنهضته وتطويره.

علما انه كان فى باب الشرقى مدارس للرقص وكان أصحابها عراقيون من اأرمن عندما كانت فى روضه مدام عادل كانت ترسم عاى جدران ورحلات وأيضا على ملابس زميلاتها من الخلف ترسم. مما عرضها للقصاص والحبس بسرداب الروضه وكانت زميلتها فكتوريا اخت المديره مدام عادل لبنانيه الأصل تمزح معها وتخوفها بأن السحلية والصرف يضعها وظلت إلى العصر مما اقلق والدها والعائله  لتأخر ها  فارسل السائق  واختها حيث وبخت المديرة بسبب المعامله غير انسانيه ونقلها إلى الراهبات
الأستاذ مكى الاورفلى كان قاضيا ونصب عده مراكز فى المحاكم علما عدد المحامين والقضاة بالعائلة 27 وكان يأتون إلى والدى لاعطائهم الاستشارة والنصائح.
وكان معظم الطلاب والطالبات يذهبون للدراسة إلى أمريكا وانكلترا وذلك لجلب المفاهيم والحضارة الحديثه إلى العراق لنهضته وتطويره
علما انه كان فى باب الشرقى مدارس للرقص أصحابها عراقيون من الأرمن واليهود وكان العراق آنئذٍ ينظرالى المستقبل بتفاؤل غريب حتى أن الفن كان من تطلعات العوائل العراقية التي كانت تعيش في بغداد وأنظارها تتطلع الى المستقبل المشرق. تقول وداد الأورفه لي :

          

"رقص السامبا والرمبا والفالس والجاجا وكان شارع الرشيد مثل الشانزليزيه في باريس وفيه أرقى محلات تبيع البضائع والماركات العالمية وكان شارع النهر كأنه أمتداد لشوارع اوربا."
والدتها صفية الاورفه لى هي بنت عم زوجها مكي الأورفه لي.حملت بها وكانت الولاده متعسره وقالت القابلة المأذونة: "نضحّي بالطفل لأن المهم سلامه الأم ." وحين ولدتها أمها كانت وداد طفلة  لا تبكي ولا تتحرك فوضعوها على الأرض ظنّا منهم أنها ميتة. فأصاب والدتها الأغماء لذلك.  فقالت عمتها أم فائق: " لقد أنجبتِ ولد". وبقيت والدتي لاربعه أيام تسميني محمد أمين حسب رغبة جدي رحمه الله عليه.  في  اليوم الرابع كانت والدتها وحدها وتطلب المساعدة من الخدم ومن أخت زوجها. لكن لم يكن أحدا قربها ليساعدها  فاضطرت والدتها الى تغير ملابس أبنها محمد واذا  بها تكتشف أن الطفل بنت فأغمى عليها .لكن امها أحبتها كثيرا

         

تقول وداد أن في بيتهم كان هناك كرامفون يدوي لسماع الاسطوانات. ثم بعدها أصبح لديهم  كرامفون كهربائي 7 اسطوانات.علما أن أول دوله عربيه دخلها التلفزيون  هو العراق  من خلال شركه باى البريطانيه 1956. وعندما كبرت وداد أشترى والدها لها  سياره فوكس واكن مغطاة 1950 واعتبرت السيارة ذلك الوقت صديق الوفى الذى لا يخون .وكانت وداد تحب السياقة وتروي انها ساقت السيارة من فرنسا إلى بغداد مع زوجها حميد العزاوي.
وكانت وداد ترسم طوال الليل واهلها نائمون، وتقول كنت اتمنى لو ان اليوم (48 ) ساعة بدلا من (24) ساعة، وكما تعلمت العزف على الالات الموسيقية، حيث تعلمت العزف على البيانو منذ ان كان عمرها خمس سنوات، وتتلمذت على يد استاذ البيانو التركي (بهجت دادا العواد)، والايطالي(الدوكاني)، وتتلمذت على يد اساتذة العود الكبار امثال الأستاذ (صلاح القاضي)، والاستاذ (علي الامام )،  ظلت تعيش حياتها بجناحي الرسم، والموسيقى.

        

درست في مدارس بغداد النموذجية، وبعدها التحقت باحدى الكليات في بيروت حيث درست الفن والخدمة الاجتماعية، لكنها لم تتم الدراسة فيها وعادت الى بغداد، وبعد ذلك التحقت بكلية الملكة عالية حيث انهت دراستها فيها بدرجة اولى على قسم الخدمة الاجتماعية. ودرست الرسم لمدة اريع سنوات على يد الفنان( خالد الجادر) بكلية الملكة عالية، وتخرجت من معهد القنون الجميلة، قسم الفنون التشكيلية في الدراسة المسائية سنة 1960

وبعد عودتها من بيروت ولاسباب عائلية، حيث ان علاقتها مع خطيبها الاول وابن خالتها (نجيب الاورفه لي ) قد تعثرت ولم يتمكن هو من اتمام دراسته في بيروت. عادت وداد  الى بغداد بينما هو ذهب الى امريكا، وانتهت هذه العلاقة عندما تزوج خطيبها من امريكية وانجب منها ولدا، وبقيت خمس سنوات على هذا الحال الى ان تقدم اليها زوجها و ابو اولادها الاستاذ حميد العزاوي الملحق المالي في وزارة لخارجيه العراقية، حيث طافت معه كثيرا من البلدان العربية و الاجنبية منها: المانيا.  وانجبت هناك ابنتها عباسة، ثمّ سافرت مع زوجها الى امريكا و اسبانيا وفرنسا والاردن ، وهناك انجبت ولدها عباس، وكذلك سافروا الى السودان، وتونس، وعاشت مع  زوجها الاستاذ حميد اجمل ايام حياتها .

وعمليا وبعد عودتها من بيروت قدمت طلبا الى وزارة المعارف للعمل، فتعينت مدرسة في مدرسة الكرخ النموذجية وكان هذا عام 1952 ، وبعدها انتقلت الى مدرسة السعدون في بغداد قرب القصر الابيض،  وبعدها انتقلت للعمل قي معمل البان ابي غريب ويعد من اكبر معامل الالبان، عملت فيه كمسؤولة للدعاية والاعلان، وكما عملت في مديرية التراث الشعبي كمسؤولة للمتحف .
عندما عملت في معمل ألبان أبو غريب كانت الشركة قد جعلت من المعمل كأنه مدينة سياحية.  وكانت الشركة أنكليزية. وأسست لمساكن الفلاحين كي يسكنو فيها ويسلمو نتاج ابقارهم من الحليب للشركة.

    

وكانت أعلانان الشركة التي تنتجها وداد الأورفه لي تلصق على جدران الشوارع وعلى باصات مدينة بغداد الحمراء الأنكليزية . وكان أنتاج الشركة من أرقى وأفضل منتجات الألبان ..وكانت الوفود الأوروبية التي تستدعى لتصوير معمل الألبان مستمرة في فترة عمل وداد الأورفه لي. هذا المعمل للألبان الذي كان يزود بغداد بمنتجاته تحول في زمن لاحق الى سجن أبو غريب ونعرف شهرته العالمية جميعا.

                  

سألتها لماذا تستخدمين اللون الفيروزي والأرجواني ؟ أجابت أن اللون الفيروزي هو لون شرقي أسلامي وأجمل الألوان لدي وأعشقهٌ لأنه يرمز الى القوة والوضوح وانه يستخدم للحماية فهو يرد عين الحاشد وعين الشر كما في معتقداتنا الشعبية. أما الأرجواني فهو يدل على هيجان الحب والرومانسية. واللون المرجاني المستخرج من البحر الأحمر فهو رمز الجاذبية والحب.
سألتها عن الجنيات فأجابت: هنّ بنات نعش حسب الأسطورة أن هناك رجل عندة سبعة بنات . عندما توفي حملته بناته السبعه بنعشه فسميت بنات نعش. وهنّ اربع نجوم الدب الأكبر وثلاث نجوم الدب الأصغر. تم تسميتها ببنات نعش.
نقتطع من نشاطاتها ومعارضها التالي:

     

اقامت الفنانة وداد الاورفه لي عدة معارض فنية مختلفة وفي عدة دول عربية واجنبية ومن هذه المعارض:
المعارض الواقعية:
1) 1964 معرض بون، المانيا، نادي، لاريدوت.
2)1966قاعة الشرق الاوسط، نيويورك،امريكا.
3) 1968 النكسة في صور، عمان، الاردن، فندق الاردن.
4) 1969 الربيع في الاردن، جالري قادس، عمان، الاردن.
5) 1969 معرض مشترك بينها وبين السيدة موراك مكاي، بدعوة من البرلمان البريطاني، لندن، برريطانيا.
المعارض باسلوبها المنمنم الجديد فنتازيا:
1) 1980 منمنمات من التراث العربي، قاعة الواسطي، بغداد، العراق.
2) 1983 افتتحت اول قاعة خاصة في العراق، قاعة الاورفه لي للفنون، بمعرضها الشخصي(تهاويل تراثية).

  
3) 1991 معرض مشترك مع فنانين عرب، عمان، الاردن.
4) 1993( فنتازيا 1) ، قاعة الاورفه لي للفنون، بغداد، للعراق.
5) 1994 (فنتازيا 2) قاعة الاورفه لي، عمان، الاردن.
6) 1995 بغداد مدينتي، قاعة الاورفه لي للفنون، بغداد، العراق.
7) 1996 الف ليلة وليلة ، قاعة الاورفه لي، عمان، الاردن.
8) 1997( مدن الحلم1) ، قاعة المنزول، ابو ظبي، الامارات العربية المتحدة.
9) 1998 (مدن الحلم 2) قاعة الدار، دبي، الامارات العربية المتحدة.
10) 1999 شذرات من الزمن، فوتوغراف للاعمال الفنية، جالري المنزول، ابو ظبي، الامارات العربية المتحدة.
11) بدعوة من جمعية الفنانين القطريين، الدوحة، قطر.
12)2000 افتتاح قاعة الاورفه لي للفنون الجديدة، بمعرض شخصي استعادي، تحت عنوان( خمسون عاما مع الفن... والعطاء مستمر) من عام 1950_2000 .
13)2002 (مدن الحلم 3) ، قاعة الاورفه لي للفنون، بغداد، العراق.
14) 2004 (فنتازيا 3)، قصر اليونسكو، بيروت، لبتان.
15) 2005 المعرض العشرون، قاعة المنزول، ابو ظبي، الامارات العربية المتحدة.
16) 2011 اطلاق اول البوم موسيقي بعنوان _ انغام عربية_ ومعرض لاعمال مقتناة، قاعة فور ولز، دبي، الامارات العربية المتحدة.
الجوائز والتكريمات:
1) كرمت عدة مرات من قبل وزارة الاعلام العراقية ، ونقابة الفنانين العراقيين، وجمعية الفنانين العراقيين.
2) جائزة العنقاء، حازت على القلادة الذهبية عام 2006 في عمان.
3)  كرمت في مهرجان الرواد والمبدعين العرب عام 2010 من قبل الجامعة العربية، عمان.
4) كرمت من قبل وزارة الثقافة العراقية بدرع الابداع، عام 2010.
5) كرمت من قبل رابطة الفنانين التشكيليين الاردنيين، عام 2011.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

845 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع