" محطات لرائدات كان لهن دور في تنمية وتطور المجتمع العراقي ورقيه" الجزء الاول

" محطات لرائدات كان لهن دور في تنمية وتطور المجتمع العراقي ورقيه"الجزء الاول

منذ ان وعى الانسان ارتقت المرأة في حضارة بلاد الرافدين مكاناً متميزاً متمتعة ببعض الامتيازات مقارنة مع غيرها في غير الوسط الجغرافي الذي عاشته، فقد ارتبطت بالأرض، فهي الام وهي المانحة للحياة وهي المالكة الراعية والرب الحامية، ولذلك أعطاها المجتمع حقها ومكانتها بتميز و تقدير لم تنله الحضارات المجاورة، المرأة الرافدينية ومكانتها واهميتها كأنموذج، امرأة عاملة، وامرأة ملكة، وعلاقتها بأسماء الآلهة، جاء مدونا ً بالخط المسماري في الأساطير السومرية والبابلية، كطفرة زمنية نوعية في حياتها ضمن مسيرة المجتمع البشري، وارتقاؤها إلى منزلة الآلهة جاء عبر عدة ملاحم وأساطير عدة، منها قصة الخلق ثم قصة الطوفان وبأسماء عدة منها الآلهة (نمو) السومرية خالقة الإنسان تقابلها (مامي) البابلية والتي تعني الأم الكبرى والأرض والتربة الخصبة،

ثم جاءت متخصصة بوظائف شتى ومثل الآلهة (عشتار) آلهة الحب والحرب والآلهة (أرش كيجال) آلهة الأرض والعالم السفلي، و (شالا) آلهة سنبلة القمح (آلهة الزرع) وثم (ننماخ) وهي من الآلهة السومرية الخالقة أيضاً.

اتفق العلماء عموماً على أن المرأة كانت تتمتع بأكبر قدر من الحريات في المراحل المبكرة من التطور الثقافي في بلاد ما بين النهرين، من فترة أوروك (4100-2900 قبل الميلاد) إلى فترة السُلالات المبكرة (2900-2334 قبل الميلاد)، ومن النساء الشهيرات في العراق القديم الملكة (بو-أبي) زوجة الملك آبار- كي أحد ملوك سلالة آور الأولى سنة(2650 ق.م) اشتهرت هذه السيدة السومرية بمقبرتها المكتشفة في أور في أواخر العشرينات من القرن الماضي والشهيرة بزينتها وأثاثها الملكي من الحلي والأحجار الكريمة وكذلك الضحايا البشرية التي رافقتها إلى مقبرتها والمؤلفة من حاشيتها وخدمها وحرسها بألبستهم الكاملة وأسلحتهم وعرباتهم، وعددهم تسعة وخمسون شخصا،

كما انه لم يشيد صرح لامرأة في العالم إلا لامرأة واحدة في أرض الرافدين وهو العراق واي صرح انه حدائق معلقة وجنان معلقة لملكة في مملكة بابل، فأي هدية واي صرح بني من الزهور والرياحين قدم هدية وتقدير لامرأة عراقية ... إنها زوجة الملك البابلي نبوخذ نصر، اما في الإمبراطورية الاكدية ومؤسسها الملك سرجون الاكدي (2371-2200 ق.م) فقد كان للمرأة ً دور فاعل في إرساء هذه الإمبراطورية وسبل نجاحها، فقد قام الملك آلاكدي سرجون ببسط نفوذه على المدن السومرية الشهيرة أور والوركاء بواسطة ابنته الكاهنة انخي دوانا "إن-هيدو-انا"، وهي اول اميرة تشغل مركز الكاهنة العظمى، استطاعت بقوتها ومكانتها من سن قانون بقاء منصب الكاهنة للأميرات من بنات واخوات الملك، وهي اول شاعرة في التأريخ وواحدة من اعظم شاعرات العالم القديم، وتميزت بأدبها الذي شكل مفصلاً بين الادب السومري والادبين البابلي والاشوري حيث نظمت كتابة القصائد لمدح الآلهة، كما اختار إلهة أنثى (إنانا / عشتار) كحامية له،

والملكة الاشورية سومو- رامات "محبوبة العالم" سميراميس زوجة العاهل الاشوري شمشي- ادد الخامس، وعند وفاته كان ابنه أدد - نراري الثالث (811 - 783ق.م) قاصراً لم يبلغ سن الرشد، فتولت السلطة نيابة عنه ولمدة خمس سنوات، خلدت سمو- رامات ذكراها في ساحة المسلات في معبد الإله اشور بإقامة مسلة لشخصها اسوة بالملوك الآشوريين العظام في العاصمة المقدسة آشور(قلعة شرقاط) والتي كانت تشتهر بالجمال والقوة والحكمة، جاء ذكرها في الكثير من الكتب اليونانية والرومانية القديمة، وهي ذاتها الملكة الأسطورية الجميلة ونسبت إليها أعمال فتوحات وبناء منها (بناء الجنائن المعلقة خطأ بالطبع) واشتهرت بحدة شهوتها وجبروتها وقسوتها، وصارت رمزاً وعنواناً لحضارات وادي الرافدين، وأشهر أسطورة نسجت حولها هي أنها ابنة آلهة، وقد عبدت في عسقلان، نصفها سمكة والنصف الآخر حمامة.
عرف المجتمع المرأة في العصر الجاهلي، بانها كانت تتمتع ببعض الحرية الناتجة عن الثقة في سلوكها الاجتماعي، مما خولها حق المساهمة في وجوه النشاط الفكري والعقلي والأدبي والشعري، وحتى المساهمة في النشاطات الحربية والعسكرية التي جسدت مدى شجاعتها ورجولتها في الحروب والمعارك القبلية والغزوات فخاضت غمار المعارك واكتوت بلهيبها، وكان منهن من يلحقن بأبناء القبيلة يحرضنهم على القتال وخوض المعارك، ويبعثن فيهم النخوة والحمية حتى لا تخور عزائمهم، ويقدمن لهم الماء والطعام ويعالجن الجرحى والمصابين، لكن في نفس الوقت فأن المرأة العربية في الجاهلية كانت تعاني من وطأة القيود التي كانت تفرضها عليها مثل عدم الميراث، وبعض التقاليد والعادات الهمجية، ومنها الوأد لذلك أخذت تسوء حالتها من سيء إلى أسوأ في بعض أنحاء الجزيرة مما أدى تدني قيمتها، وجاء الإسلام فاهتم للمرأة وأولى عناية فائقة بها، لذلك حررها من القيود المجتمع الجاهلي لتكون عضوا نافعاً في المجتمع الإسلامي، لذلك سوى الإسلام بين الرجل والمرأة في الحقوق المدنية، كانت المرأة العربية تشارك في مجالات الحياة المختلفة، لذلك كان العرب يشركون النساء معهم في الحروب ويعطوهن واجب الإسعافات والتمريض، فقد كن في معركة القادسية يتسلمن الجرحى من حاملي النقالات ويقمن بتمريضهم ومداواتهم في العذيب الذي كان بعيدا عن المعركة وتتوفر فيه المياه وتتجلى شجاعة المرأة العربية في هذه المعركة بقصة الخنساء تماضر بنت عمرو بن الشريد السليمية، الشاعرة المشهورة التي شاركت في معركة القادسية.
وفي العصر العباسي الذي كان يمر بتجربة الانتقال من الوضع الطبيعي إلى وضع أكثر انفتاح وتطور وثقافة عالية، بزغ نشاط نساء الطبقة الحاكمة وكان للمرأة في القصر نفوذ واسع، وقد شهد ذلك العصر صراع على النفوذ والمال بين السيدات، كما أن بعض سيدات البلاط العباسي شاركن الحكم في الخلافة بجانب الخليفة العباسي، كما أن أهم الأعمال التي أقدمت عليها سيدات العصر العباسي هو التشييد والعمران في كل من مكة والعراق والمناطق الاخرى، و كانــت في عهــد الرشــيد تـــذهب إلى القتــال علــى صــهوات الجيــاد وتقــود الجيــوش، وفي عهــد المــأمون كانــت تنــاظر الرجــل في الثقافــة وتشــترك في نظــم القصــائد ممــا كــان لــه أبعــد الأثــر في حيــاة المجتمــع، وقد ساهم وجود المرأة الشاعرة، في هذا التحول فقد تركت بصمة واضحة لها وبرزت أسماء العديد من الشاعرات نافست الرجل من خلال التعبير عن ذاتها، لقد اعتبرت المرأة العباسية الشعر جزء من ملامح صفاتها الحسنة، فهو يزيدها احترام الآخرين من الجنس الآخر، فيريها لهم على قدر من الاحترام الذي يغطي نقائص شكلها الخارجي، وقــد ظلـــت المرأة العربية حتى خلافة المتوكل عاشر الخلفاء العباسيين تنعم بوافر من الحرية، برزت العديد من الأسماء لنساء عظيمات التي تركن بصمة واضحة و لا تزال تذكر في هذا المجال، ومنهن على سبيل المثال:


الخيزران:
زوجة الخليفة العباسي المهدى وأم الخليفة الهادى ومن بعده الخليفة هارون الرشيد، تلك المرأة التي كان لها دور سياسي كبير أثر فى حكم البلاد، فهي أشهر النساء العباسيين، ولقبت بأم الخلافة العباسية.


زبيدة بنت جعفر المنصور:
كانت لؤلؤة ساطعة وهي زوجة هارون الرشيد وأم الأمين، ترعرعت في قصر أبيها جعفر، فهي زوجة خليفة وابنة خليفة، انفرجت موهبتها، وتميزت بحدة الذكاء، وازدادت علما وأدبا في عصر زوجها الرشيد، كانت شاعرة ملهمة، وكثيرا ما كانت ترسل رسائلها مفرغة بأبيات شعرية إلى الرشيد وكُنيتها زبيدة نظرًا لشدة بياضها، كانت بمثابة بصمة واضحة في الخلافة العباسية، كانت من السيدات اللائي تركن ورائهن بصمة واضحة في الحياة، فقد أقدمت على الكثير من الأعمال حيث عملت على بناء أحواض ساقية للحجاج خاصة القادمين من بغداد إلى مكة المكرمة ويوجد بئر باسمها حتى اليوم، كما وتميزت بعطائها مع الفقراء والمحتاجين، ولها فضلٌ عظيمٌ في العمران والحضارة والاهتمام بالأدباء والشعراء، عملت زبيدة على تحفيظ جواريها القرآن فهي أم الخليفة الأمين الذي قتل على يد أخيه المأمون بعد نزاع على السلطة، اختلفَت زُبيدة مع زوجها الخليفة هارون الرشيد على من يتولى الخلافة من بعده، فهي أم أولاً وأخيراً، وابنها محمد الأمين هو الأصلح من وجهة نظرها لتولى الخلافة، رغم أنه كان أصغر من أخيه المأمون بستة أشهر، فالأمين هاشمي الأب والأم، أما المأمون، فأمه جارية من جواري القصر تدعى مراجل، وكان هارون الرشيد يميل لتعيين المأمون ولياً للعهد لعلمه برجاحة عقله وأدبه والتزامه بأدب السلاطين والخلفاء، على عكس الأمين الذى كان الطيش يغلب عليه.

شغب:
من الشخصيات العجيبة التي مرت على تاريخ الدولة العباسية: الجارية (شغب) ، وهي أم الخليفة العباسي المقتدر بالله، والملقبة بالسيدة، تولى ابنها الخلافة العباسية في الثالثة عشرة من عمره، فسار الحكم في يد أمه "شغب"، فظلت تحكمه وتحكم الخلافة إلى مقتل ابنها سنة 320هجرية أي ربع قرن من الزمان، كانت تحتقر الأئمة والفقهاء حتى إنها عينت نفسها قاضى القضاة فى بغداد، توفت سنة 321 هجرية.
عريب: المغنية التي كانت أيضا عازفة على العود، وكانت تغني عند الخليفة الواثق الذي عرف عنه اهتمامه بالتلحين شخصياً،

شارية: التي تعتبر واحدة من أعظم المغنيات المبدعات في العصر العباسي، التي جمعت بين حسن الوجه وكمال الأدب ورقة الصوت
كانت مشاركة المرأة العباسية استجابة للثقافة الواسـعة آنـذاك، وقد برعت طائفة من النساء في قول الشعر من خلال موضـوعاته المختلفـة، كالغزل، والزهد، والرثاء، والمديح، والهجاء، وكن من الحرائر والجواري، ومنهن:

علية بنت المهدي، تبوأت مكانة لا تضاهي في عام الشعر، كانت لطيفة المعنى، رقيقة الشعر، حسنة مجاري الكلام ومن ابيات شعرها:
يا ذا الذي اكتم حبيه... ولست من خوف اسميه
لم يدري ما بي من هواه ولم... يعلم ما قاسيته فيه
خديجة بنت المأمون: والتي اشتهرت بقصائد الغزل وهي تناشد المحبوب
يا الله قولن لمن ذا الرشا... المثقل الردف الهضيم الحشا
اظرف ما كان اذا ما صحا... واملح الناس اذا ما انتشا
الجارية عنان: كانت شاعرة متمكنة وهذا البيت الغزلي يكفي للدلالة على مكانتها الشعرية:
ويبكي فابكي رحمة لبكائه... اذا ما بكى دمعا بكيت له دماً

رابعة العدوية: تأتي في مقدمة الزاهدات لشاعرات التي استغرقت بعمق في الحب الإلهي،
احبك حبين حب الهوى... وحباً لأنك حب لذاكا
فأما الذي هو حب الهوى... فشغلي بذكرك عمن سواكا
ولم تكن رابعة وحدها في ميدان الزهد والتصوف، بل شاركتها أُخْريـات مـن بنات جنسها، فريحانةُ: الزاهدة ترى أن النفس ينبغي أن تُلْجم عـن مطـاردة اللـذات، واستجلابها، فهي لا تقنع بحد معين، بل تطلب المزيد على الدوام، فإن اعتادت علـى الحرمان صبرت عليه، وهان كل شيء.
وكان الهجاء كالمديح: خفيف الوزن، بسيط المعنى، سهل الألفاظ، انسجاماً مـع واقع المرأة، وأنوثتها الغضة. ألم يقل التنوخي في عابدة بنت محمد الجهنية: الـشاعرة الأديبة الفصيحة، بعد أن هجتْ أبا جعفر محمد بن القاسم الكرخي؛ الذي تقلَّد الـوزارة للخليفة الراضي: "إنها كانت تهجو أبا جعفر، وإن لها فيه شعراً أفحل مما بين أيـدينا"، ومحبوبة: كانت جارية ثم أهداها مالكها الى المتوكل العباسي، كانت بارعة في الشعر والحكمة، أم الشريف: شاعرة من شعراء العصر العباسي، ذات رأي وعقل وبلاغة
وزهراء الكلابية الجارية، الزهراء بنت نصيب الأصفر الحبشي، عائشة بنت المهدي، ليلى بنت طريف.
ومن الطبيبات متيم الحميشية و محبوبة وروحاس.
حافظت المرأة على حقوقها وحريتها حتى نكبت البلاد بالغزو المغولي، واجتاحتها جيوشه في عام 656 هجرية، فأصاب بغداد ما أصابها من هولاكو وجيشه؛ من تقتيل العلماء، وإحراق دور الكتب، وتهديم مدارس العلم ومعاهد الأدب، ونهب، ولم يتركوا حجرا ولا شجرا إلا دمروه، حتى إذا ما انتهوا، أشعلوا النيران في المدينة كلها، بلغ عدد قتلى سكان بغداد أكثر من مليون، حتى أن مؤرخ المغول "رشيد الدين الهمذاني" ذكر أنهم 800 ألف قتيل من خيرة الرجال والنساء والعلماء والأدباء، لا بل إن بعض الناس اختفوا في الآبار وماتوا فيها، وكانت المذابح بالجملة، فكانت تقتل العائلة كلها دفعة واحدة بما فيهم الشيوخ والاطفال، فلم تكن حالة المرأة أفضل، فقد ساءت أحوالها بشكل خطير، وانحصر علمها في حفظ شيء من كتاب الله وبعض المعلومات الساذجة، والإلمام بكثير من الخرافات والجهالات، وهكذا انحط مستواها العقلي، وفقدت سجاياها العربية الكريمة من عزة النفس والاستقلال في التفكير، عانت المرأة في تلك الفترة الكثير من الاضطهاد، وقد استمرت تلك الحالة حتى في المراحل الاخيرة من العهد العثماني، لمدة قاربت الاربعة قرون، سادت المجتمع العراقي خلالها حالة من التخلف الحضاري والاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وكان من الطبيعي ان ينعكس هذا النمط من الحياة على مستوى الوعي الاجتماعي لدى المرأة بشكل عام، ظلت المرأة العراقية اسيرة العادات والتقاليد البالية التي لا تعط للمرأة أية اهمية اذ ينظر اليها بمنزلة ادنى من الرجل، وكان يتوجب عليها ان تعيش داخل جدران بيتها اذ اخذت على عاتقها امر العناية بالأولاد وتربيتهم فقط، وكان هذا هو دورها في الحياة الاجتماعية.
احتلت قضية المرأة مكانتها البارزة في عصر النهضة العربية في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين عندما انتفضت عنقاء الكلمة العربية وأدبها، حيث شهد الأدب فيه تطوراً غير مسبوق، وكأنَّه برعم متعطش جاءه وابل من مطر بعث فيه الحياة، فراح يمد فروعه ويتشعب في كل اتجاه، فتطورت الألوان الأدبية التي كانت معروفة من شعر ونثر ومسرحية ورواية، وظهرت أساليب جديدة في الكتابة، فسُميت هذه الحقبة "عصر النهضة، تأثرا ًبالأفكار النهضوية التي أتت من الغرب ومن أفكار الثورة الفرنسية تحديدًا، اطلعت عليها المرأة العربية وتبلور الوعي عندها، فحظيت قضية المرأة موضوعاً فكرياً باهتمام رواد النهضة العربية، وتحولت إلى ذات فاعلة، ساهمت في إحداث الحركة النسوية النهضوية في حينها، واصبح تحررها رمزاً لتحرر المجتمع الشرقي، الذي كان يرزح تحت سطوة الاستعمار والبطريركية والتقاليد، ولم يستثنً قضيتها مثقف أو مفكر نهضوي منذ رائد النهضة العربية الشيخ رفاعة الطهطاوي الذي تعرّف على الحياة الاجتماعية في باريس، ودعا إلى تعليم المرأة وتهذيبها لتعين الرجل في أعباء الحياة، وسار على دربه كل من: بطرس البستاني، فرنسيس المراش، وقاسم أمين الذي كان محطة بارزة في حمل قضية المرأة والدعوة لتحريرها من التخلف والتأخر، ورغم أن الأدبيات أضاءت على الدور الذي لعبه رموز النهضة أمثال طه حسين، واحمد لطفي السيد ، وسلامة موسى وغيرهم التي ساهمت عملياً في دفع قضية المرأة، ورفع شأنها بالتعليم والعمل والدعوة إلى إصلاح قوانين الأحوال الشخصية، إلا أنّ ثمة نساء عربيات دافعن عن قضية المرأة قبل صاحب «المرأة الجديدة» قاسم امين وغيره، ومن بينهن زينب فواز التي سبقت أمين بالدعوة الى إطلاق حرية المرأة في جميع المجالات والنشاط الانساني، وعبّرت عن مشروعها في مجموعة رسائل سميت «الرسائل الزينبية»، وكان للثورة المصرية سنة 1919 دوراً بارزاً في الانطلاقة الأولى لحركة نسائية، انخرطت بين الجماهير غير مكترثة بالقيود الاجتماعية والثقافية والدينية، ونزع حجابها وسفورها والنزول إلى الشارع والمشاركة بالنضال السياسي والاجتماعي، وهذا يعني أن تمثلات الوعي النسوي وإدراكاته اتخذت في البداية طابعاً وطنياً، من دون أن ينفي ذلك المحاولات النسوية الرائدة والمؤسسة على المستوى الأدبي والصحافي، الى جانب أول قاموس لأعلام النساء الذي وضعته زينب فواز، هناك معلم نسوي آخر «شهيرات في العالم الإسلامي» للأميرة المصرية قدرية حسين بنت السلطان حسين كامل الذي نشر عام 1924،

ومن بين النساء اللواتي لعبن دوراً تأسيسياً المصرية نبوية موسى (1886 ـــ1951) التي شاركت في تاريخ النهضة النسائية المصرية وأسست مجلة «الفتاة» (1937 ــ 1943) وعبّرت عن أفكارها في كتابين: «تاريخي بقلمي» و«المرأة والعمل». والكتاب الأول هو ضمن السير الذاتية المعدودة لرائدات مصريات في العصر الحديث، وقد عكس وعياً نسوياً من خلال دعوتها الى تعليم النساء، هي التي كابدت قبل أن تلتحق في المدرسة، كانت نبوية أول ناظرة مصرية تقابل الرجال في مكتبها، ونشأت في مجتمع لا يشجع على تعليم النساء والعمل العام، وقاومت هذه الأوضاع بشدة خصوصاً أنها تنتمي الى عائلة محافظة، واتخذ معظم أقطاب الحركة النسائية في عصر النهضة من أيديولوجيا الإصلاح طريقاً واضحاً لهن في معالجة قضايا المرأة، من زينب فواز وباحثة البادية ونبوية موسى وهدى شعراوي، إلى درية شفيق، وكان هناك شبه اجماع بينهم وبين المفكرين على ضرورة إصلاح وضعية المرأة، لأنها تمثل الركيزة الأساسية لأي مجتمع ناهض، يسعى إلى الرقي والتقدم، فإن أغلب شرائح المجتمع قد تبنت أيديولوجيا المحافظة على الهوية، أو أيديولوجيا السلف، وسيلة في معالجة قضايا المرأة، فالكل رأى أن الإسلام أعطى المرأة كافة حقوقها، وأن علينا الاحتماء بالإسلام، ورفض تقاليد الغرب في المسائل الهامشية، وإن ركزن على ضرورة نقل العلوم عن الغرب، وأشرن إلى ضرورة مراعاة خصوصية المجتمعات العربية في مسألة المرأة بالذات.
كما بينا أعلاه فقد احتلت مصر مبكراً موقع الصدارة للوعي النسوي العربي، لكن هذا لا ينفي دور النساء العربيات في لبنان، وسوريا، وفلسطين، واليمن، والعراق، في الفترة الممتدة بين 1892 و1940، أصدرت النساء العربيات مجلات خاصة بهن (خصوصاً في مصر ولبنان وسوريا) نشرن فيها القصائد والقصص والنقد الأدبي، إضافة الى المقالات التي تعنى بمشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية والسياسية، تجلى ذلك في العدد الوفير من المجلات النسائية التي صدرت في هذه المرحلة وفاق عددها الـ25، نذكر مثلاً مجلتي «السيدات» و«الفتاة» اللتين أصدرتهما السورية هند نوفل عام 1892 وتخصصتا في الدفاع عن حقوق النساء والتعبير عن وجهة نظرهن؛ كما صدرت مجلة «المرأة والإسلام» عام 1900، فضلاً عن المنشورات والمساهمات النسائية الخاصة كنشر عائشة تيمور أشعارها التي تشيد بالمرأة العربية عام 1869 وإصدارها كتاب «مرآة التأمل» عام 1874، كذلك أسهمت ملك حفني ناصف المعروفة بباحثة البادية في المؤتمر المصري للتعليم عام 1911 من دون أن ننسى مي زيادة التي افتتحت صالوناً أدبياً لتستقبل الأدباء والشعراء والمفكرين كل يوم ثلاثاء، أما وتيرة الكتابة في البلدان العربية الأخرى، فقد تفاوتت في لبنان، توزعت الكتابات النسائية بين الداخل والخارج تبعاً لهجرة الجاليات اللبنانية، أما في سوريا، فقد تنوعت الاصدارات النسائية المطالبة بتعليم البنات، وظهرت في العراق أول مجلة نسائية كم من نساء «ليلى» عام 1923 لتصدر بعدها مجلة «المرأة الحديثة» و«الفتاة العراقية» و«فتاة العرب».
جاءت بداية الحِراك النسوي في العراق خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وكانت البداية من خلال إقامة الصالونات الثقافية ومنها صالون صالحة النقشلي 1879، وكتابة المقالات للمجلات والجرائد، وقد اقتصرت هذه المرحلة على نساء الطبقة العليا، وذلك لما توفر لهن من مساحة للتعلم والاطلاع على ثقافات الغير، ولم تكن متحققة لنساء الطبقات الأدنى، بعد نشوء الدولة العراقية الحديثة طرأت عدة تغييرات على الأوضاع العامة في العراق شملت النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بحيث نالت المرأة ً العراقية نصيباً من التغيرات خلق فيها روحا وثابة للتحفز والوثوب لمسايرة اخواتها في البلدان العربية لتتماشى مع ركب النهضة النسوية في الدول المتقدمة، وبدأت المرأة العراقية نضالا طويلا للحصول على أبسط الحقوق الإنسانية التي تكفل لها العيش بكرامة، وتؤمّن لها الطريق للوصول إلى تحقيق المساواة مع الرجل في مختلف الأصعدة في ظل مجتمع ذكوري، بدأت الدولة العراقية الحديثة، توجه اهتمامها إلى التعليم فتوسعت بفتح مدارس البنات بما تيسر لها من الإمكانيات مبتدئة في لواء بغداد ثم لوائي الموصل والبصرة وبقية الألوية، حتى اخذ عددها بالازدياد سنة بعد أخرى، ثم فتحت دار المعلمات، بالنظر لنجاح الغرض الذي أُنشأت من اجله وللأقبال الكبير عليها قامت الحكومة بالإكثار منها.
شهدت الدولة العراقية الحديثة بعد عام 1921 نشوء عدد من المجلات والصحف النسائية، دخلت المرأة معترك الصحافة مع ولوج مريم نرمة الى هذا العمل عام 1921 حيث تعد اول صحفية، لكن بولينا حسون هي اول من أصدرت مجلة المرأة،

وكان نشؤها يمثل بداية تاريخ الصحافة النسوية التي نجحت الى حد كبير في الدعوة لقضية المرأة وتحريرها، اذ تعد مجلة ليلى 1923 اول مجلة نسوية في العراق، برزت الصحفية بولينا حسون كرائدة الصحافة النسائية العراقية وترأست تحرير أمجلة نسائية "ليلى" عام 1923م، وكانت حسون من أول الأصوات والأقلام النسائية التي طالبت بمنح المرأة حقوقها السياسية، ومع ان هذه المجلة لم تحدد هدفا معينا وراء النهضة النسوية التي دعت اليها، لكنها بشرت بنشر الثقافة والتعليم.
تحركت مجموعة من المثقفين ورجال الصحافة في الصحف المحلية عام 1924 بالدعوة الى حرية المرأة ومكافحة الحجاب ومنها جريدة الصحيفة التي تعود الى حسين الرحال رئيس تحريرها، استطاعت ان تحرك الإنسان العراقي للتفكير بهذه المشكلة وأن تدفع بنسمات فكرية جديدة منعشة ومحفزة لنضال الرجل قبل المرأة ومعها من أجل انتزع حقوق المرأة، وكان من أبرز الداعين إلى تعليم المرأة الوجيه النجفي محمود الحبوبي، نجل الشاعر محمد سعيد الحبوبي، كما وقف الشعراء الى جانب حقوق المرأة، وما يلاحظ ان انصار المرأة من شعراء العراق كانوا اكثر جرأة من زملائهم في مصر

وقد برز في ذلك الشاعران معروف الرصافي وجميل صدقي الزهاوي، وغيرهم من الكتاب والمفكرين الذين انطلقوا في معالجتهم هذه المسالة من باب محاكاتهم الحضارة الغربية في تطورها ونموها واعتبار ان التمسك بالتراث يعوق المواكبة الحضارية.
شهد العراق انفتاحا سياسيا واجتماعيا وفكريا من خلال تأسيس الاحزاب والجمعيات بعد تشكيل دولته الحديثة بزعامة الملك فيصل الأول سنة 1921، فالسنوات الممتدة بين سنتي (1921-1959) شَهِدت احتلال المرأة للمراكز المتقدمة في بعض حقول المعرفة، حيث برزت أسماء لامعة لنساء وضعن خارطة طريق للعمل النسوي ودخول المرأة العراقية معترك الحياة العملية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، في عام 1924 اسست اول جمعية نسوية في العراق تحمل اسم (النهضة النسوية ) وكانت من ابرز اهدافها التعليم والعمل والتحرر من بعض القيود، ادت تلك الجمعيات والمنظمات النسوية دورا بارزا ومهما في نهوض المجتمع العراقي، وكانت تهدف إلى إثبات نهضة المرأة العراقية ضد الجهل، ان أول تنظيم نسوي عراقي هو (نادي النهضة النسوي) برئاسة السيدة أسماء الزهاوي شقيقة الشاعر جميل صدقي الزهاوي،

والسيدة نعمة سلطان حمودة والانسة حسيبة جعفر ونعيمة السعيد زوجة نوري السعيد وماري عبد المسيح

وفخرية العسكري زوجة جعفر العسكري وعقيلة عبد الرحمن الحيدري وبولينا حسون، فبدأت الحركة النسوية العراقية نشاطها العلني من خلال هذه المجموعة من النساء المتعلمات المثقفات، وبدأت في نشر الافكار التي تدعو الى تحرير المرأة ومنحها حقوقها المجتمعية، والى التطور ونبذ التقاليد، ومحاولات لخلق مفاهيم حضارية جديدة للتحرير، والدعوة الى المشاركة في المؤتمر النسائي العربي، دعت اسماء الزهاوي عضوات النهضة النسائية الى الاجتماع للمداولة في موضوع المؤتمر

فأنعقد اول اجتماع في دار الباشا نوري السعيد حضره الى جانب الهيئة المركزية للنادي كل من عقيلة ياسين الهاشمي وعقيلة الفريق جودة باشا العزاوي والسيدة قدرية والسيدة ربيعة والسيدة رفيعة عقيلة ناظم بك والسيدة أم صبيح الانصاري والسيدة عقيلة نوري أفندي والأنسة زهرة السيد والأنسة عائشة الداغستاني والأنسة ادوسياك ارستاكيس- الأنسة شاهبار والسيدة بهيجة بابان ومدام ديلوتي والمس ستوت والمس مكنزي، وكان ذلك في الاسبوع الثاني من أيار 1929، ومنذ تلك الفترة دخلت المرأة المعترك الاجتماعي والسياسي في العراق الى جانب الرجل في بناء الدولة، وكانت رائدة في نهضتها الفكرية وعطائها للمجتمع في جميع الميادين الثقافية والسياسية والاجتماعية والفكرية.
كان لتصريح الملك فيصل الأول في إحدى خطبه سنة 1932، بأن (ليس في العراق محاميات أو صاحبات مِهَن، فنحن نريدها لواجبات تظم من الحقوق والاقتصاد نريدهن للعمل في الميدان النسوي)، حافزاً لدخول الفتيات الى كلية الحقوق، وفي الاربعينات من القرن العشرين لعبت المرأة دوًرا اجتماعًيا هاًما في النهضة النسوية العراقية، حيث شاركت النساء العراقيات في مختلف الجمعيات الخيرية والإنسانية والهلال الأحمر، وساهمت في الكثير من المؤتمرات النسوية والإنسانية داخل وخارج العراق، كما خاضت المرأة العراقية معركة النضال والتحرر والعمل مع المنظمات السياسية،في عام 1945 تأسست جمعية المرأة العراقية المناهضة للفاشية والنازية برئاسة عفيفة رؤوف، وعضوية كل من نزيهة الدليمي وروز خدوري وفكتوريا نعمان وعفيفة البستاني وأمينة الرحال وسعدية الرحال ونظيمة وهبي،

وتم استبدال اسم اللجنة بالجمعية ثم الرابطة النسائية العراقية التي أصدرت عام 1947 م مجلة (تحرير المرأة) التي ترأستها الناشطة السيدة اسيا توفيق وهبي إلا أنها أغلقت بعد فترة وجيزة،

ظهرت صبيحة الشيخ داود وهي أول محامية في العراق، وكانت عضوا مؤسسا في نادي الصحوة النسائية، أصبحت نائبة رئيس الاتحاد في أوائل 1950، وكان لها دور فعال في الحفاظ على علاقة ودية بين الاتحاد والحكومة طوال الفترة التي شاركت فيها، توضح أعمالها المكتوبة بالتفصيل أن تحديث العراق سيعتمد على وجود نساء عراقيات واعيات اجتماعيا واقتصاديا يمكنهن التعرف على أنفسهن كجزء من المشروع الوطني، ودعت في وقت لاحق إلى زيادة التعليم وحقوق العمل والتمثيل القانوني / السياسي للمرأة باعتبارها مهمة لعملية التحديث الأوسع، في سنة 1958م، قامت السيدة صبيحة بخطوة مهمة في مسارها عندما نشرت كتاب "أول الطريق إلى النهضة النسوية في العراق". تناول الكتاب دور المرأة العراقية في ثورة العشرين، وألقى الضوء على أهم مراحل تطور التعليم النسوي في العراق، وامينة الرحال والتي تعتبر أيضا من أوائل النساء الذين مارسن مهنة المحاماة في العراق، وهي شقيقة الاديب (حسين الرحال) المفكر السياسي المعروف، وهي كذلك ابنة عم الفنان (خالد الرحال) النحات العراقي، وزوجة التربوي (عوني بكر صدقي) صاحب المؤلفات الكثيرة، عملت في مكتب المحامي عبد الرحمن خضر، وكانت أول امرأة عراقية تخلت عن الحجاب، في العقد الثالث من القرن العشرين، وبخطوتها الجريئة فتحت باب التحدي لنساء جيلها وصرن يقلدنها شيئاً فشيئاً، تميزت باشتراكها في العمل السياسي وهي طالبة في دار المعلمات، واهتمامها بالعمل الديمقراطي والجماهيري، وعُدت أمينة الرحال من رائدات العمل التطوعي في العراق، حيث سافرت وهي طالبة في دار المعلمات، كرئيسة لوفد المرأة العراقية ومعها الانسة جميلة الجبوري، الى المؤتمر النسائي الشرقي المنعقد في دمشق في تموز من عام 1930،

وكانت أمينة الرحال قد حصلت سنة 1936 على إجازة السوق، انها كانت اول امرأة في العراق تتولى قيادة السيارة.

المحامية فكتوريا نعمان: التي ولدت في البصرة ثم انتقلت الى بغداد وفي عام 1941 دخلت كلية الحقوق وكانت مع زميلتيها سمية الزهاوي ونزيهة فرج الطالبات الثلاث الوحيدات في الدفعة من مجموع مئتي طالب. وحدث ان استمع اليها مدير اذاعة بغداد، حسين الرحال، تلقي كلمة في حفل بالكلية، فأعجب بالقائها ودعاها للعمل في قسم الاخبار، وبهذا اصبحت اول مذيعة عراقية عربية عام 1943، انتمت الى الحزب الشيوعي العراقي وهي طالبة في الحقوق، وشاركت في تأسيس رابطة المرأة العراقية، والمحامية الاخرى في العراق فهي المحامية أديبة طه الشبلي التي قبلت في كلية الحقوق سنة 1949 وبعد التخرج عملت في المحاماة وفتحت مكتباً خاصاً لها في عمارة الخلاني في شارع الرشيد ببغداد.
لعبت المرأة العراقية دوًرا متميًزا في وثبة كانون الثاني سنة 1948م، إسقاط "معاهدة بور تسموث " التي أبرمت بين المملكة العراقية والمملكة المتحدة، وتقدمت الناشطة عدوية الفلكي التظاهرات حاملة علم العراق مما ترتب عليه تعرض الكثير من النساء العراقيات آنذاك إلى الاعتقال والسجن والاضطهاد، ،

كما لعبت المرأة العراقية دوًرا محورًيا في مجال الشعر هي الشاعرة والناقدة الأدبية نازك صادق الملائكة، ولدت في بغداد في 23 أغسطس 1923 في بيئة ثقافية حيث كانت والدتها شاعرة ووالدها كاتب، وتخرجت من دار المعلمين العالية عام 1944، مثلما حصلت على شهادة معهد الفنون الجميلة عام 1949، وفي عام 1959 حصلت على شهادة الماجستير في الأدب المقارن من جامعة ويسكونسن- ماديسون في أميركا، وعينت أستاذة في جامعة بغداد، وجامعة البصرة، ثم جامعة الكويت، شاعرة القرن العشرين بلا منازع ، أصدرت أول ديوان شعري لها عام 1947، ثم أصدرت بعدها ما يقارب خمسة عشرَ مجلدًا من الشعر والنقد والنثر، وتعتبر نازك الملائكة إحدى أشهر شعراء العالم العربي، ويعود ذلك إلى أسلوبها المُبتكر، وحسّها النقديّ الحادّ، كما ساهمت نازك الملائكة في تدشين حركة الشعر الحر رسميًا، ويعتبر البعض قصيدتها المسماة الكوليرا من أوائل الشعر الحر في الأدب العربي، خاصة أنها بدأت في كتابة الشعر الحر في فترة زمنية مقاربة جدا للشاعر بدر شاكر السياب وشاذل طاقة وعبد الوهاب البياتي، والتي تعد الحركة الأكثر تأثيرًا في الشعر العربي الحديث حتى وقتنا الحالي تقريبا، تميز شعر نازك الملائكة باختصار اللغة، وبلاغة اللفظ، واستخدامها الأصلي للصور الفنية، كما تميزت كذلك بالأذن الموسيقية للشعر، كما تألقت بالشعر الحر، الشاعرة رباب الكاظمي وهي ابنة الشاعر عبد المحسن الكاظمي، بدأت تشعر في سن مبكر كانت تكتب عن الوطنية وحب الوطن، ابتهاج عطا امين، ابنة الرسام عطا امين، شاعره وجدانية مرهفة الأحاسيس ولدت في بغداد 1927 لقبت ب ” بلبلة العراق الفريدة، حصلت على شهادة دار المعلمين العالية – بغداد، عملت في التعليم طيلة حياتها، وـسافرة جميل حافظ شاعرة هادئة لها ضربات ايقاعية في جل قصائدها، وجيدها ذلك الذي كانت تقوله في المناسبات،

الشاعرة الجريئة والاستاذة الدكتورة عاتكة وهبي الخزرجي التي ولدت في بغداد 1924، وتخرجت في دار المعلمين العالية سنة 1945، ثم حصلت على الدكتوراه من السوربون في باريس، وقد اصدرت ثلاثة دواوين شعر هي(انفاس السحر - 1963، القاهرة) و (لآلآ القمر - 1965 ، القاهرة ) و( انواف الزهر - 1975 الكويت)، كما اصدرت مسرحية شعرية بعنوان مجنون ليلى نهجت في كتاباتها نهج امير الشعراء احمد شوقي ويتميز شعرها باللون القصصي، السيدة فطينة حسين عبد الوهاب النائب والتي اشتهرت بأسمها المستعار صدوف العبيدي، أكملت دراستها في دار المعلمين الابتدائية سنة 1937، لها ديوان شعر اصدرته سنة 1955،

اميرة نور الدين: ولدت سنة 1925 والتحقت بجامعة القاهرة سنة 1943، ونالت شهادة الماجستير سنة 1957 عن رسالتها الموسومة (الشعر الشعبي العراقي في العراق الاوسط)، والشاعرة صبرية نوري قادر.

بتاريخ 10/ 3/ 1952 تأسست أول منظمة ديمقراطية جماهيرية باسم رابطة الدفاع عن حقوق المرأة ومن ابرز مؤسساتها : الدكتورة نزيهة الدليمي، الدكتورة روز خدوري، سافرة جميل حافظ، خانم زهدي، سالمة الفخري، زكية شاكر، زكية خيري وانا مبجل بابان.
شهدت فترة الخمسينات صعود ناشطات سياسيات في الحركة اليسارية العراقية من امثال بثينة شريف، ونعيمة الوكيل.
ولم يتوقف بروز المرأة العراقية عند المجال السياسي والاجتماعي بل تجاوزه إلى أعلى مراتب القضاء والجيش والطب والهندسة،

أما في مجال الطب فكانت أول طبيبة عراقية عينتها وزارة الصحة، أرمنية الأصل، هي الدكتورة آنا ستيان، وهي أول فتاة عراقية دخلت مدرسة الطب في بغداد وتخرجت منها سنة 1939م،

وفي مجال الطب أيضا، تعد سانحة زكي من رائدات حركة النهضة والتنوير العراقية الحديثة. فقد ولدت سنة 1920 في بغداد، بدأت سيرتها المهنية كطبيبة من منطلق أدبي لكونها تخرجت في الفرع الأدبي. فكانت أول امرأة مسلمة تقتحم هذا الميدان معبرة عن تحدي المرأة العراقية وتطلعها إلى التحرر والحداثة، تذكر زكي في كتابها ذاته “ذكريات طبيبة عراقية” أنها عينت بعد تخرجها في وزارة الصحة ومارست مهنة الطب لمدة طويلة وكانت لها ذكريات جميلة منذ دخولها كلية الطب، عملت خلال حياتها المهنية عضواً فعّالاً في جمعيات خيرية عدة منها الجمعية الطبية العراقية وجمعية الهلال الأحمر- الفرع النسائي وجمعية رمزي للأطفال المعاقين وجمعية المؤلفين والكتاب العراقيين،

والدكتورة لميعة البدري: وهي طبيبة اختصت في علم الولادة والطب النسائي، ناشطة في حقوق المرأة، وتعتبر أول امرأة تنال درجة الاستاذية في جامعة بغداد في عام 1961، وهي زوجة الدكتور عبد اللطيف البدري، كانت أول سيدة عراقية حاصلة على شهادة الاختصاص من الكلية الطبية الملكية في لندن، وأول سيدة تحصل على درجة أستاذ في كلية الطب، كان لها الفضل بأنشاء كلية التمريض وأصبحت عميدة لها لسنوات عديدة، لها الفضل بكونها اول من ادخل الفحص بالموجات فوق الصوتية " السونار " الى العراق عام 1963، اختيرت رئيسة لمنظمة نساء الجمهورية في الستينات و كان لها نشاط اجتماعي وخيري، والدكتورة سلوى عبد الله مسلم وهي اول طبيبة صابئية مندائية تخرجت عام 1956 وكانت مثال الاخلاق والطيبة وتميزت بخدماتها الانسانية في مجال الطب العام والنسائية والولادة،

والدكتورة ماركريت بشير سرسم: الطبيبة الرائدة في الامراض النسائية، من مواليد سنة 1928 في كركوك أسست ردهة للأمراض النسائية، وصالة للولادة حين كان والدها الدكتور بشير سرسم رئيسا لدائرة الصحة هناك، الدكتورة ماركريت فتح الله كساب تخرجت من الكلية الطبية الملكية ببغداد سنة 1946 وحصلت على دبلوم الامراض النسائية والتوليد من إنكلترا وعملت في الردهات النسائية في مستشفيات بغداد.

في مجال القضاء برزت سعديّة سليم فتاح زوجة حسين الرحال، والسيدة زكية إسماعيل حقي، تخرجت من كلية الحقوق بجامعة بغداد بدرجة امتياز في عام 1957، وحصلت على شهادة بكالوريوس في إدارة الأعمال من إحدى الجامعات السويسرية عام 1966، ثم حصلت على شهادة ماجستير في القانون من جامعة بغداد بدرجة امتياز أيضا في عام 1972، ثم حصلت على الدكتوراه في القانون الدولي من إحدى الجامعات الأمريكية، كانت من المؤسسات لاتحاد نساء كوردستان في 11 كانون الأول 1952، وكان الاتحاد أول تنظيم نسوي في العراق، وقد شغلت منصب رئيسة الاتحاد منذ بدايته ولغاية عام 1975، وهناك من يذكر أن اول قاضية كانت سعديّة سليم فتاح زوجة حسين الرحال، والثانية هي صبيحة الشيخ داود والثالثة هي زكية اسماعيل حقي، والقاضيات الثلاثة عملن في وقت متقارب.

وفي الرسم برزت نزيهة سليم: تولدت عام 1929هي فنانة تشكيلية عراقية ولها دور بارز في إحياء الفن العراقي المعاصر، برزت الفنانة نزيهة في أسرة تحب الرسم والفن التشكيلي وقد برز منها الفنانين المشهورين سعاد سليم ونزار سليم وكذلك جواد سليم الذي كان له دور في عمل نصب الحرية المشهور في بغداد، ومعظم أعمالها تجسد حال وواقع الحياة البغدادية من الناحية الاجتماعية والثقافية وأظهرت فيها معاناة المرأة العراقية في المجتمع، ساهمت مع الفنان شاكر حسن آل سعيد ومحمد غني حكمت وجواد سليم، في تشكيل جماعة الفن الحديث عام 1953-1954م، لها الكثير من اللوحات الفنية الرائعة في المتحف العراقي في مركز صدام للفنون الذي تحطم وسرقت محتوياته بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003م.
في الخمسينات وبمبادرة من ، زكية العبايجي وسالمة الخفاف وفائزة النجار وسهيلة كامل الشبيب ونهى النجار في تأسيس نادي الفتاة العراقي حيث كان للهيأة الإدارية للنادي واللاعبات دور كبير في دعم الحركة الرياضية النسوية.
برزت كل من :

حفصة خان الحفيد التي أسست في السليمانية لجنة نسائية لمساعدة الفقراء وتحولت فيما بعد الى الجمعية الكردية النسائية.
رفيعة الخطيب : كاتبة واديبة أسهمت في النهضة النسوية في العراق وهي من الأوائل المناديات برفع الحجاب.
امت سعيد: التربوية والمدرسة والكاتبة التي ساهمت بالعمل لنهضة واقع المرأة.
اديبة ابراهيم رفعت: أول من أسست في العراق حضانة للأطفال 1956
ماهرة حسين عبد الوهاب النقشبندي "ماهرة النائب" هي اديبة وكاتبة كانت تكتب بأسم مستعار(سراب العبيدية)، ولدت في بغداد عام 1929 في أسرة دينية متصوفة ظهر فيها ادباء وشعراء وهي شقيقة الشاعرة فطينه النائب.
نزهة غانم: الكاتبة والقاصة، أصدرت أول مجموعة قصص لها في العراق بعنوان (المرأة المجهولة) في بغداد سنة 1934
مديحة بحري كاتبة من الطراز الاول سكنت باريس في منتصف الاربعينات وكانت من أوائل السيدات العراقيات اللواتي عملن على الساحة الاوربية حيث افتتحت وأدارت محلات للكوافير، كما كانت دائمة الاتصال بالمجلات النسوية والمنتديات الثقافية، ومن مقالاتها المبكرة في جريدة الميثاق مقالاً بعنوان (في سبيل الوطن علموا أبناء الأمة التضحية).
كما برزت في مجال الكتابة والتعليم والتربية، رشدية الجلبي، وحربية محمد وسليمة زيتون وافتخار الوسواسي وسعاد الاوقاتي وغنية الكاطع وصدوف الكاظمي وراجحة الدوري.
رينيه دنكور وهي يهودية عراقية ولدت عام 1925، نشأت في بغداد والدها من اشهر أطباء العراق، فازت رينيه دنكور بلقب ملكة جمال بغداد عام 1946، وفي عام 1947، توجت بلقب أول ملكة جمال في تاريخ العراق الحديث وكان عمرها 21 عاما، غادرت مع عائلتها الى المملكة المتحدة.

في مجال الغناء برزت سليمة مراد (1905-1974)، مطربة عراقية من جيل التأسيس، ولدت في محلة طاطران في وسط بغداد، في عائلة يهودية، ولم تترك العراق. مثلها في ذلك زميلتها المطربة العراقية سلطانة يوسف [1910- 1995م]. أتقنت الغناء من خلال فرقة الجالغي البغدادي ومشاهير المطربين، وبدأت الغناء لكبار الملحنين كالأخوين داود وصالح الكويتي وشعراء الاغنية المعروفين مثل عبد الكريم العلاف والملا عبود الكرخي وغيرهم. في عام (1935م) التقت كوكب الشرق ام كلثوم في بغداد على مسرح الهلال التي اخذت عنها اغنية (كلبك صخر جلمود). وصفها الاديب المصري الكبير زكي مبارك بلقب (ورقاء العراق). ومنحها رئيس الوزراء العراقي المخضرم في العهد الملكي نوري السعيد لقب (باشا) وكان من المعجبين بأغانيها. وهي من جيل المؤسسين التي مارست فن الغناء قبل تأسيس الاذاعة العراقية عام (1936م) وكانت من روادها الاوائل. في [8 يناير 1952م] اشتركت مع الفنان ناظم الغزالي [1921- 1963م] في حفلة غنائية، كانت تمهيدا لزواجهما في العام التالي بحضور رائد المقام العراقي الكبير محمد القبانجي [1901- 1988م] وصديقة الملاية (1909-1974) كانت بدايتها قارئة في المناسبات الدينية ومناسبات العزاء، عرفت بصوتها المميز واتجهت للغناء في الملاهي قبل بلوغها العشرين، وكان (ملهى الشورجه) مسرحها شبه الدائم . من اشهر أغانيها: الافندي، جواد جواد، يا صياد السّمج.. وكثير غيرها، وسلطانة يوسف، ومنيرة الهوزوز عرفت برقة صوتها وعذوبته وقد عاصرت منيرة المطربة سليمة مراد، وجليلة ام سامي وبدرية أنور وخزنة ابراهيم، ذاع صيت منيرة الهوزوز عن طريق أغانيها المسجلة على الأسطوانات وكانت منيرة نجمة في وقتها، قد خصها الشاعر معروف الرصافي بقصيدة قال فيها: هل سمعتم منيرة قد أفاضت.... ببديع الغناء في كل فن
خلق الله صوتها العذب..... كيما يعرف الناس حسن التغني

وعفيفة إسكندر: تولدت في مدينة الموصل عام 1921 من أب عراقي أرمني وأم يونانية، وعاشت في بغداد، وبدأت الغناء وهي في الخامسة، وأول حفلاتها كانت في مدينة اربيل في شمال العراق وعمرها لم يتجاوز ثمانية أعوام، غنت بالبغدادية الدارجة اغنية "اريد الله يبين حوبتي بيهم"، و"قلب.. قلب"، و "يايمة انطيني الدربين"، و"هلك منعوك"، والاغنية الاشهر وهي "حرقت الروح"، وبلغ رصديها من الاغاني نحو1500 أغنية ،

وزهور حسين: ولدت في منطقة الكاظمية في في 29 مايو 1924، حيث تميزت بجمالها ورقتها وصوتها الجميل الذي جعلها من أجمل الأصوات التي مرت على العراق، قدمت الفنانة زهور حسين عدداً من الأعمال الفنية التي لاقت رواجاً كبيراً في فترتها، وفيما يأتي بعض من هذه الأعمال: اغنية مقام عين بعين. أغنية بسته يا عزيز الروح. أغنية من بعد عينج يا يمه، أغنية أخاف أحجي، أغنية خالة شكو، أغنية حكاياتهم. أغنية زماني ما ضحك وياي، أغنية أنت الحبيب، أغنية سلمى يا سلامة.
ومع نهاية العهد الملكي تمكنت المرأة من تحقيق بعض الأهداف المتعلقة بكسب معركة الحقوق والحريات التي ظلت لسنوات طوال تصارع من أجلها، حيث دخلت المدارس والمعاهد والجامعات وحققت نجاحات في التعليم واستطاعت العديد منهن إلى الحصول على شهادات علمية محلية ودولية، كما انخرطت في العمل المدني المجتمعي وشكلت جمعيات نسائية ضمت في صفوفها النساء بمختلف اتجاهاتهن السياسية والقومية والدينية والاجتماعية وشاركت بفاعلية في كافة التحركات السياسية التي خاضها الشعب العراقي،

ففي سنة 1959 وصلت المرأة العراقية إلى منصب مهم حيث تسلمت الدكتورة نزيهة الدليمي منصبا وزارياً، فهي أول امرأة عربية تتقلد منصب الوزير، كانت نزيهة جودت الدليمي التي ولدت عام 1923 في بغداد و عينت وزيرة للبلديات عام 1959 في حكومة عبدالكريم قاسم أول رئيس وزراء للجمهورية العراقية، والدليمي طبيبة دخلت كلية الطب عندما كان عدد الطالبات في التعليم العالي ضئيلا مقارنة بالطلبة الذكور وذلك عام 1941، وانضمت إلى الحزب الشيوعي العراقي عام 1948، غير أن توظيفها في المنصب لم يكن تمثيلا للحزب بل لكفاءتها، ولمستواها العلمي المرموق، ولأنها كانت ناشطة معروفة على الساحة العراقية كسياسية يسارية وكمدافعة على حقوق المرأة فهي إحدى رائدات الحركة النسوية العراقية، ويذكر للدليمي أنها لعبت دورا رئيسيا في صياغة قانون الأحوال الشخصية العراقي عام 1959، وكان دستور العراق قد أنصف المرأة العراقية حيث ذكر في المادة الثامنة منه على أن الأسرة هي أساس المجتمع وجاء في نصها: (الأسرة أساس المجتمع، قوامها الدين والأخلاق الوطنية) وركز في المادة العاشرة على حقوق المرأة في توفير فرص عمل لها مساواة بالرجل تضمن الدولة تكافؤ الفرص لجميع العراقيين وأن من حق المرأة والرجل على الدولة توفير فرص العمل على أساس الكفاءة لكال الجنسين، الذي قيمه البعض بأنه القانون الأكثر تقدماً في الشرق الأوسط من حيث الحقوق التي منحها للمرأة في ذلك التاريخ، التي يعود إليها الفضل في إصدار قانون الأحوال الشخصية سنة 1959، ومن أبرز مؤسسي القانون إلى جانب الدليمي الدكتورة روز خدوري، سافرة جميل حافظ، خانم زهدي، سالمة الفخري، زكية شاكر، زكية خيري وآنا مبجل بابان.
كانت الصالونات النسائية بمثابة منتديات وملتقيات الثقافة والأدب، وكانت تعقد أسبوعياً في منازل الأديبات والناشطات ، ومنها ما كان يراعي التقاليد والاحتجاب وعدم الاختلاط مع الرجال، ومنها الصالونات التي اخترقت أو تجاهلت تلك المحرمات والتقاليد، واستقبلت الرجال وجلست معهم وجهاً لوجه، ومنها:
صالون فخرية السعيد زوجة الوزير جعفر العسكري اضافة إلى الصالونات النسوية من اشهرها صالون سليمة مراد، وصالون الفنانة عفيفة إسكندر ذات التقاليد الخاصة في الفن والحياة فقد كانت تملك صالوناً أنيقاً وفاخراً في منزلها الواقع في منطقة المسبح في الكرادة وضم مجلسها الكثير من رجالات السياسة والأدب والفن والثقافة في البلاد من أبرزهم رجال الحكم الملكي منهم: نوري السعيد، وفائق السامرائي من حزب الاستقلال، والنائب خطاب الخضيري وأكرم أحمد وحسين مردان وجعفر الخليلي وإبراهيم علي والمحامي عباس البغدادي والعلامة الدكتور مصطفى جواد الذي كان مولعاً بفنها وجمالها ومستشارها اللغوي وكانت تقرأ له الشعر قبل أن تغنّيَه، فضلاً عن الفنانين حقي الشبلي، وعبدالله العزاوي ومحمود شوكة وصادق الأزدي والمصور آمري سليم والمصور حازم باك وأسماء كثيرة أخرى، وصالون السيدة بهيجة بابان زوجة الوزير جمال بابان، وصالون السيدة صبيحة الشيخ داود، جمعت فيه أناساً مختلفي المواهب أمثال منير القاضي، عبد المجيد لطفي، صفاء خلوصي، خليل مردم بك، كاظم الصالح، ووصفي التل، وصالون السيدة ماهرة النقشبندي الادبي، جمعت فية عدد من شخصيات الفكر والثقافة منهم: مشكور الاسدي، خضر الولي، جعفر الخليلي، صفاء خلوصي، عبد المجيد لطفي، وصالون السيدة شرقية الراوي شقيقة الشاعر عدنان الراوي ، كما كانت هناك دواوين خاصة أسست دواوين خاصه بالنساء حيث يسود بشكل عام طابع الحشمة والجد ومن دواوين النساء ديوان الشقيقتين عواشه وخديجه وديوان تاجه الصقير وديوان حصة المطرود وديوان أم مصطفى.
المرأة العراقية المفعمة بالقيم الإنسانية، استطاعت ان تحقق مكانة بارزة في عالم السياسة والثقافة والتعليم والادب والفن والرياضة، كما بدأت تتصدر قوائم الأدبيات الأكثر تأثيرًا، انهن قناديل زيت متلألئة أضاءت دروب الحياة، انهن رايات خفاقة يشار اليهن بالبنان، ان قائمة النساء المتميزات اللاتي ساهمن بشكل متميز في بناء العراق الحديث ورفعن راية الحقوق والحريات تطول، ولهذا سوف نتطرق اليها في الجزء الثاني من مقالتنا التي ستغطي فترة ما بعد الستينات والى ما بعد الاحتلال، فتحية للنساء العراقيات؛ قديما وحديثا، ومن الله التوفيق.
سرور ميرزا محمود

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

668 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع