السجاد في العراق...
كان العراق ولا يزال متحفا كبيرا للكثير من انواع السجاد الشرقي بكل أنواعه ولاسباب عدة أهمها كونه يضم الكثير من المراقد المقدسة والتي كان زوارها يأتون بانواع السجاد للنذر او التجارة , وكذلك وجوده في قلب الشرق الاوسط وحلقة الوصل لهذه التجارة ما بين شرق العراق واوروبا ...
كان اهم التجار العراقيين للسجاد هم من اليهود كبيت كاشي والارمن وبعض العوائل التي كانت تكنى بالاطرقجي أي بائع السجاد , واهم التجار في الخمسينيات والستينيات وصولا الى نهاية التسعينيات هم المرحومين طه السعيد وبيت فيلي وابراهيم خضير ومحمد علي طاهر ( الألماني ) واولاده المرحومين فاروق وطارق والحاج سمير أطال الله في عمره , والمرحوم نوري عبد الرزاق الاطرقجي وعمه عبد الغني واولاده وبيت بيو وابو ايشو والمرحوم كمال المفتي وال مطر الذين أمتهنوا غسل السجاد في بدايته وتحولوا الى تجارته ومنهم المرحوم صباح أبو عادل والمرحومين زامل وموحان وعبد ,,, وكذلك من التجار السادة اولاد المرحوم عبد اللطيف جهاد كل من رياض واحمد ومحمد , وال البغدادي الكرام الدكتور طالب والسيد مقداد والسيد ابو فراس واولادهم , وسنتناول مزادهم في مقال مفصل قريب ان شاء الله ,, والمرحوم ابو زهير والسيد طارق الكاظمي والسيد جعفر الصراف والمرحوم مهدي الرواف والحاج عثمان والمرحوم عباس أبو اراز والحاج علي والسيد أبو رسل وال الصباغ والاخوة حمادة ورحيم الجدو وفاضل الرواف وعدد من الأخوة أرجو العذر منهم لعدم ذكرهم بسبب تقادم الزمن .
أهم أنواع السجاد الشرقي هو السجاد الايراني ويقسم الى سجاد المدن وسجاد القرى , وسجاد المدن يحتفظ بنقشات وصوف ومميزات لكل مدينة وأهمها الكاشان والذي يصنع من اجود الصوف الكرك ( أي الخرفان الهرفي ) , والاصفهان المطعم بالحرير والعادي و الخراسان أو مشهد والذي لدى صوفه رغبة كبيرة للعث رغم جماله وتنسيق الوانه ,, والكرمان وله نقشه خاصة والنايين المطعم بالحرير , والشيراز , والقم بانواعه الصوف والحرير , والتبريز بانواعه الراقية والتجارية , واردبيل بلحمته التركية , وطهران بالوانه المتميزة ((( كانت مصلحة السجون العراقية قد اتت بأسطوات من طهران لتعليم المساجين العراقيين نسج السجاد في نهاية العشرينيات والثلاثينات والاربعينات , وكانت السجون العراقية تنتج أفضل أنواع السجاد بنقشة طهران وتعمل الشعار الملكي وخارطة العراق أيضا ))) , وبعد الستينيات أخذ تلاميذ الاسطوات بتعليم السجناء تلك المهنة ولكنها لم تكن بنفس تلك الجودة سابقا , وقسم من السجناء أتجه الى مهنة ريافة السجاد ..
أما سجاد القرى الايرانية فهو همدان والصاروخ (( من السجاد النفيس )) والملاير والمشكباد والفرحان النادر والسنه من قرية سنندج الكوردية وهي من أجمل وأرقى الانواع , والبيجار ويلقب بالسجاد المسلح لمتانته !! ومراكه ومعظم تلك القرى تقع في المناطق الكوردية من أيران ... وهنالك أنواع أخرى لا أتذكرها مع الاسف .
ويوجد أيضا السجاد الأفغاني وهو يتميز بنقشته الواضحة والتي تشبه نقشة البخارة , وبخارة هي من منطقة بخارى المشتركة ما بين أيران وافغانستان والاتحاد السوفييتي السابق , وأحسن أنواع البخارة هي الروسية .
كذلك يوجد السجاد الأرمني باف وهو من أرمينيا والسجاد القوقازي الجميل والاذربيجاني ,,, أما السجاد التركي فأهم أنواعه هو الهيركه وتكون من أجود أنواع الحرير والقيصري وتباع باسعار عالية جدا .
أخذت مصر بأنتاج السجاد وتقليد النقشات وقد بيع الكثير من السجاد المصري على أنه قوقازي أو أيراني ولكن ذلك الأمر لا يخفى على المتمرسين .
كان السوق الرئيسي للسجاد في العراق هو شارع المستنصر وتوسع الى شارع السعدون والكاظمية وبعض الالوية مثل كربلاء والنجف الاشرف والبصرة والعمارة في الخمسينيات والستينيات , وتحول الى المنصور والكرادة والعلوية في التسعينيات .
في فترة الحرب العراقية الايرانية منع أستيراد السجاد من أيران ثم سمح بأستيراده لاحقا, وكان الاخوة الكورد هم المستفيدين من تلك التجارة وخصوصا في فترة الحصار بسبب سهولة التنقل ما بين العراق وايران , ومقايضة السجاد القديم الذي أشترته أيران بالجديد المنتج فيها . كذلك تم تهريب أفخر أنواع السجاد الذي تم شراؤه الى الاردن والامارات ودول العالم من قبل تجار معينين وموظفو الهيئات الدبلوماسية والامم المتحدة , وكان أحد أكبر مهربي السجاد يرأس أحدى منظمات الامم المتحدة في العراق وهو عربي الجنسية ,,,
اليوم أنهك سوق السجاد في العراق بسبب وفاة الكثير من تجاره وهجرة الكثيرين , وقلة الهواة له حيث كان الكثير من مشاهير العراق من هواة السجاد من أطباء ومهندسين ودبلوماسيين وغيرهم ,, وما الأمل الا بتحسن هذا السوق وتلك الهواية التي تحتاج الى ثقافة مميزة ومال !!!!
أرجو الأعتذار كون هذا المقال فقط للتعريف وليس للشرح الوفير الذي يحتاج الى كتب مفصلة .
799 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع