علاء کامل شبيب
يوما بعد يوم، تتوالى المعلومات المختلفة من داخل إيران و التي تؤکد أن الرئيس الجديد حسن روحاني الذي يزعم انه ينتهج سياسة إصلاحية و معتدل في مواقفه و برنامجه العام، وآخر الذي جاء بخصوصه، انه قد تم الحصول على مستند موقع بخط يده يطلق من خلاله الضوء الاخضر للحرس الثوري کي ينشأ عددا من الشرکات الوهمية في خارج إيران من أجل الالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على النظام ولاسيما وان هناك إحتمالات بصدد فرض المجتمع الدولي للمزيد من العقوبات على المؤسسات الايرانية.
روحاني الذي کان لمدة طويلة جدا الامين العام لمجلس الامن القومي في إيران و الذي يشرف على کافة سياسات النظام الحساسة في مجال الامن و الاستخبارات و العلاقات الخارجية و المسألة النووية، وکان عند إنتخابه رئيسا للجمهورية ممثلا لخامنئي في مجلس الامن القومي الايراني، هو رجل مدعوم بقوة من جانب مرشد النظام لأنه اساسا موجه من قبله و يسير على ضوء و هدى التعليمات التي يتلقاها منه مباشرة و لايمکنه مطلقا أن يحيد عنها، وقد تم إختياره خصيصا لهذه الفترة الحرجة جدا من عمر و تأريخ النظام الايراني، لأن لديه خبرة و تجربة مشهود لها في مجال التمويه على المفاوض الغربي و خداعه، وان مافعله في عام 2004، عند إجراء المحادثات مع الترويکا الاوربية خير دليل و مثال حي على ذلك.
مراجعة دقيقة للأوضاع و الامور في إيران و المنطقة من بعد تسلم روحاني لمهام منصبه کرئيس للجمهورية، ومع کل ذلك الکم الهائل من التصريحات البراقة التي صدرت من جانبه او من جانب جوقته الخاصة، لکن لم يتسنى لأحد لحد هذه اللحظة أن يقدم دليلا و مثالا و تطبيقا عمليا على الارض لکل تلك التصريحات المنمقة و البراقة وانما هناك العکس من ذلك تماما، والادلة أکثر من کثيرة بهذا الصدد، واهمها و أبرزها:
ـ القمع قد إزداد و إرتفعت وتيرة الاعدامات بصورة ملفتة للنظر حيث أن 460 حکم إعدام من أصل 660 حکم قد صدر في عام 2013، قد تم تنفيذه في عهد روحاني، أي أن أکثر من ثلثي تلك الاعدامات قد تم تنفيذها في ظل حکمه الاصلاحي!
ـ خلال عام 2013، تم شن أربعة هجمات على اللاجئين الايرانيين المتواجدين في العراق، وخلال ثمانية أشهر(قبل تسلمه للحکم)، قد تم شن هجومين صاروخيين محدودين على مخيم ليبرتي خلف 3 قتلى و عشرات الجرحى، لکن و بعد أن تقلد منصب الرئيس وخلال أربعة أشهر فقط قد تم شن هجومين کبيرين الاول على معسکر أشرف في 1/9/2013، حيث خلف 52 قتيلا و عشرات الجرحى مع إختطاف 7 آخرين، أما الثاني فقد کان الهجوم الصاروخي على مخيم ليبرتي في 26/12/2013، والذي خلف 4 قتلى و عشرات الجرحى، وبتعبير أدق کان هناك 56 قتيلا من بين صفوف اللاجئين الايرانيين المعارضين للنظام الايراني خلال 4 أشهر من حکمه في حين أن ثمانية أشهر قبل مجيئه لم تشهد 3 قتلى!
ـ المشاکل و الازمات قد تعمقت أکثر في البلدان التي يتزايد فيها نفوذ النظام الايراني نظير العراق و سوريا و لبنان، بل وليس من قبيل الصدفة أن يتم نشر تقرير موثق في وسائل الاعلام أخيرا عن قيام النظام الايراني بتجنيد مجموعات عراقية للقتال في سوريا لقاء 500 دولار للمقاتل وتقوم السفارة الايرانية في العراق بالاشراف على عملية التنسيق بين هذه المجاميع فيما يقودها و يوجهها قاسم سيماني قائد قوة القدس!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1633 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع