سيف الدين الألوسي
كلما أردت الأبتعاد عن الأمور السياسية وغيرها من الأمور التي تحدث في عراق اليوم (العجيب الغريب) , يأخذني القلم من الموضوع الذي نويت أن أكتبه عن العراق قديما الى عراق اليوم المأساوي بكل شئ !
في علم الكيمياء الذي درسناه في مراحل دراستنا , هنالك فلزات نقية مثل الحديد والألمنيوم وغيرها ولا فلزات , وهنالك مركبات كيمياوية تشمل الأملاح مثل كلوريد الصوديوم NaCl, وكلوريد البوتاسيوم KCl وغيرها , وحوامض مثل حامض الهيدروكلوريك HCl , والنتريك HNo3 و الكبريتيك H2 So4 وغيرها ومنها حوامض عضوية , ومركبات لا يسع ذكرها بتلك البساطة لكي لا يكون الموضوع متشعبا ولضعف الذاكرة وبسبب تقادم العمر والسعادة الدائمة لقوم من الناس أسمهم عراقيين ! وهذا موضوع يحتاج الى دراسة مستفيضة لوحده و من بقايا أقوام الفايكينغ والهكسوس والجيرمان والأنكلو سكسون وغيرها من الأقوام التي نزحت من بلاد الحضارة سابقا بسبب طلب الماء والكلأ .
نعود الى طبيعة كل فلز ولا فلز ومن ثم أشتراكهم جميعا في تركيب الأملاح والحوامض وغيرها من المركبات كالنترات والفوسفات والكبريتات وغيرها , وتكون لكل تلك المركبات خواص خاصة بها , تتفاوت باللون والطبيعة والتفاعل الكيمياوي والفيزياوي وغيرها .
الشعوب كافة في كل من الكرة الارضية وفي المريخ وزحل , عبارة عن ( فلزات ولا فلزات و مركبات ) ولكن النفس البشرية تفاعلت وأمتزجت بسبب ظروف التأريخ ونزوح الأقوام وتزاوجهم , و قد ذكر ذلك في القرآن الكريم في آية كريمة , وهذا ما لايفهمه لمن أتخذ من الدين الأسلامي الحنيف اليوم ( دول وأحزاب ومنظمات وووو!!! ) وسيلة لأرتزاقه المالي والسياسي ونفوذه ولو على حساب أبناء جلدته من بني آدم !
لنرى الامم الحديثة نسبيا اليوم ومنها أكبر دولة ( الولايات المتحدة ) , وكندا وأستراليا ونيوزيلندا والبرازيل وغيرها , لنراها جميعا تتكون من شعوب وقبائل وأديان مختلفة توحدت لتبني أمم هي السباقة في العلوم والتمدن والحريات الدينية وغيرها كافة , ولنرجع الى التي كانت منغلقة على نفسها قوميا , و مثل الألمان والنمساويين وسكان الدول الاسكندنافية والفرنسيين وغيرهم , ولنرى مجتمعاتهم قد بدأت بالتوافق والتمازج مع الوافدين الجدد وقد أصبحوا جزءا لا يتجزأ من مجتمعاتهم .
في أرض ما بين النهرين أوالرافدين أوالعراق , كانت تلك المركبات البشرية تفتخر بكونها لها رمز واحد في تأريخ البشر أسمه ( عراقي ورمزه الكيمياوي IQ ( وهو أيضا رمز لمستوى ذكاء الأنسان !
مع الأسف الشديد تبدلت تلك التسميات مؤخرا وحلت محلها كلمة مكونات بشرية محل مركبات بشرية أصيلة , وحسب ما خطط له من أصحاب القرار دولا وأحزابا وعصابات سياسية وأجهزة مخابرات متعددة , ساهم أهل العراق نفسه بنجاح ذلك المخطط و الذي تم أضعاف أواصره الرابطة (Bonds) تدريجيا بسبب الحروب والحصار والفقر والجهل وعلى مر عقود من الزمن .
اليوم نرى السباق بين من يدعي تمثيل تلك المكونات زيفا , وكونه يمثلها دينيا أو قوميا أو مذهبيا أو عشائريا أو عقائديا أو !!!!! نرى هذا السباق مثل سباق الريسز سابقا , حيث وزعت الكيانات أو المكونات على صنوف تمثل درجة تمويلها ودعمها الخارجي ومباركة دول لها القرار وطمغت برقم مثل الخيول , وتلك الصنوف هي الصنف الأول والثاني والثالث والميدن ( أو المبتدئات ) , أما معظم الشعب العراقي, فسيركض في آخر شوط أو هدة وهي خمسة أثمان الميل للمسنات الخسرانات , ( المسنات هي الخيول الكبيرة بالسن والتي لم تفز مطلقا ! ) , والنتيجة للخسارة في هذه الهدة أو الشوط , هو البيع في المزاد العلني بالجوبة لأهل عراباين النفط أو السكراب .
1566 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع