ما أتعس من يطلق الرصاص على قدميه

                                                 
كتب رئيس تحرير جريدة «الرياض» تركي السديري - (بلدياتي) - متسائلاً أو متعجباً وكأنه لا يفهم، مع أنه يعرف (البير وغطاه)، ولا أقول: أنه يعرف (الكفت)، ولكن ما علينا المهم أنه جاء في مقاله الآتي:

«من يتخيل أن الرياض، المدينة المحافظة جداً، أهلها كانوا أكثر تسامحاً قبل ثلاثة عقود، كانت في مدارسها مسارح، وفي أنديتها سينما، وفي شوارعها فرق موسيقية عسكرية، وأعيادها حفلات وعرضات شعبية، ومسرح تلفزيونها للحفلات الفنية.

ومثله يقال عن قاهرة الستينات والسبعينات، مسارحها وفنونها ومعاهدها.. ويقال أكثر وأكثر عن الكويت وكذلك بغداد، فمن يصدق ما يحدث اليوم؟

ونصدم أكثر عندما نسمع عن معارك تونس وضواحيها، وملاحقة الفنانين في القاهرة التي لم تخطر على بال أحد» انتهى.

وإنني بدوري أحيله (لأسكجولي) الذي صممت عليه، وحجزت من الآن أن أذهب إلى دبي في 17 أكتوبر، لمشاهدة الفنون الراقصة التي سوف تجري علناً في أكبر (المولات) لفنانين ومدربين عالميين من مختلف دول العالم، وحسب ما قرأت للمدير المساعد للحدث (كريس دي) أن ذلك المهرجان سوف يكون هو الوحيد من نوعه في المنطقة، وسوف يشهد فعاليات عدّة منها حفلات ستضيء ليالي دبي.

ومن سوء حظي أنني لن أشارك في ذلك، وإنما سوف أظل مجرد متفرج ومراقب فقط لتلك الفعاليات، لأن قدمي للأسف قد (تفشكلت) قبل عدة أيام، بفعل فاعل لا فاعلة.

ولكن هذا يا أخي تركي لن يحرمني من التساؤل مثلما تساءلت أنت:

هل دبي التي كانت إلى أوائل السبعينات الميلادية لا تعرف غير رقصة (العيالة والرزفة والطنبور) قد حذفت الآخرين خلفها لأنها عرفت المنطق وأتقنت فن اللعبة الحياتية - إن جاز التعبير- ؟!

لا أريد أن أزايد بالسؤال وأقول: هل دبي وغيرها قد بدأت فعلاً تسحب البساط بكل ثقة من تحت أقدام من جاءتهم الفرص تلو الفرص منذ أواخر القرن الثامن عشر، وبعثروها خصوصاً منذ أوائل الخمسينات من القرن الماضي تحت (بصاطيرهم) العسكرية؟!، وزاد (الطين بله) تلك الهجمة أو الصحوة - سموها ما شئتم -، التي أخذت البلاد والعباد (جهاراً نهاراً)، بما يشبه التخلف العقلي، أو بمعنى أكثر تخفيفياً: أن الدول العربية في مرحلتها التعيسة تلك إنما هي: كمن يطلق الرصاص على قدميه، نكاية بالعدو الوهمي أو المتخيل؟!

المسألة يا سادتي ليست هي الرقص ولا المنشآت ولا الخدمات ولا السياحة ولا حتى الاقتصاد، ولكنها فقط (الرؤيا الحضارية الواقعية) التي ليس فيها مكابرة ولا مركب نقص، ولا ادعاءات كاذبة!

وأختم هذه المقالة بخبر، ولا أدري هل له دلالة ودخل بهذا الموضوع، أم أنه محشور؟!

فقد أوردت الأنباء أن فتاة فرنسية مصابة بظاهرة مرضية عجيبة، فإذا فرحت أخذت تصرخ وتنهمر الدموع عن عينيها، وإذا أرعبها شيء ارتسم السرور على وجهها وأخذت تضحك، وعلل الأطباء تلك الظاهرة بأن أعصاب الفتاة غير الإرادية معكوسة.

ومشكلتها تلك أهون من مشكلة القاضي الذي يقال له: (غصّين)، وهو احد القضاة بالهند حيث إنه كان يشكو من بصر معكوس، فقد ترأس جلسات المحكمة طول 19 سنة (1852 - 1871) وهو يقف على رأسه وقدماه مرفوعتان إلى فوق.

أخشى ما أخشاه أن البصر والبصيرة هما معكوسان في بعض البلاد العربية ونحن لا ندري.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

912 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع