المحامي يوسف علي خان
يتبرا الكثيرون خاصة السياسيّون الذين يظهرون على شاشات التلفزيون من نظرية المؤامرة وينكرون وجودها مع كونها تعيش معهم ..
فهي كلمة تقض مضاجعهم وتهز كيانهم لانهم جاؤوا الى سدة الحكم واصبحوا لاعبين اساسّين في الساحة بفضل هذه النظرية المشؤومة ومن داخلها فيحاولون ابعادهذه النظرية وتطبيقاتها التي مارسوها هم انفسهم مع الامريكان لتدمير بلدانهم فيعمدون الى ابعادها عن اذهان الناس كي لا يتنبهوا لها ويتأكّدون من فاعلية تاثيرها فيسيرون في خطاها ضدهم ويطيحون بهم ... مع أن كل ما يجري على الساحة السياسية هي مجاميع مؤامرات تحاك من قبل البعض ضد البعض الاخر فقد تنجح فيزيحون الجالسين فوق عروشهم ويحلون محلهم أو يفشلون فتعلق رقابهم فوق اعواد المشانق ... فلو عدنا الى الخلف قليلا ولنبدا بما فعله الحلفاء مع الشريف حسين حيث وعدوه بعرش الجزيرة العربية إن ساعدهم على ازاحة العثمانّين والقضاء عليهم وبنفس الوقت كانوا يتامرون عليه مع الامير سعود ويعدوه بتنصيبه ملكا على الجزيرة العربية عن طريق عميلهم البريطاني لورنس ... اوليست تلك كانت مؤامرة باجلى مظاهرها ثم عقدوا اتفاقية مكماهون وبنفس الوقت عقدوا اتفاقية سايكس بيكو المضادة الم تكن كلها تامر بالخفية على العرب ..ثم فقد اتفق الا نكليز مع محمود الحفيد على تنصيبه ملكا على الدولة الكردية الكبرى التي وعدوه بها ثم بنفس الوقت تامروا عليه مع نوري السعيد فابعدوه... فكل ما يجري على الساحة وما جرى في السابق هي محض مؤامرات كي يستمرطلاب السلطة بالحكم ..... والمؤامرات قد لا تكون موقته ولعملية واحدة تنتهي بنجاحها أو فشلها فقد تكون المؤامرات مستمرة بما يفعله بعض القادة مع شعوبهم عندما يتولون السلطة عليهم فيخدعونهم ببرامج ووعود لا ينفذوها كي يخدروا شعوبهم بالامال ... كما قد يمارسها المحتل نفسه وبشكل دائم ايضا ... فنظرية المؤامرة فاعلة ليل نهار ولا يستطيع السياسيّون العمل دونها... فقد تأمر الغرب على العرب وسلموا فلسطين للصهاينة ولا زالوا هم مستمرين بالتامر على الفلسطينيين حتى يومنا هذا... ولم يكتفوا بما فعلوه بل نجدهم يتامرون على تقسيم وتفتيت هذه البلدان وبمساعدة الخونة من ابناء ها .. وبامكاننا أن نفرق بين المخلص والخائن... فمن ينكر وجود المؤامرة فهو خائن وعميل ومن يؤكد وجودها فهو وطني مخلص .. فإذا فكل ما حدث من احداث مفجعة ودموية هي نتاج التامر ليس إلا وما نحن فيه اليوم من قتل وذبح وتهجير وتفتيت... كله نتيجة مؤامرة كبرى يمارسها الغرب لتدمير هذه المنطقة المليئة بالموارد... فكل ما يخط له بالخفاء فهو مؤامرة دون ريب ..وما هذا الربيع الاسود سوى مظهر جلي من مظاهر المؤامرة وحتى البذل من الاموال التي ينفقها الغرب على عملائه هي احدى ادواة هذه المؤامرة الكبرى بل وحتى السرقات التي تحدث هي احد هذه العوامل... اولا لتحطيم الاقتصاد وخلق حالة من الفقر والحرمان للشعوب لاثارتها للانتفاضة وخلق البلبلة... وحرمان شعوب هذه المنطقة من التعليم والتثقيف ونشر الامية فهي مظهر من مظاهر هذه المؤامرة وحتى التهجير واشاعة الخوف والرعب هي احد ادواتها ....فكل ما يجري بكل عناصره هو جزء من المؤامرة وتجنيد الكثير من السياسيين والمثقفين والنخبة لمحاولة ابعاد صورة المؤامرة عن الاذهان هي احد عواملها .. فالمؤامرة ليست بالامر الصغير والهين بل هي عمليه واسعة شاملة تجند في سبيل تحقيقها المليارات من الاموال والاف من العملاء لنشر الضبابية ووضع الغشاوة على العيون لتمرير هذه الدسائس كي تنجح التامرات ....والشعوب غارقة في لججها منشغلة بادواتها .. ولهذا فقد تجد السياسيّون يظهرون بشكل دائم على شاشات التلفزيون كي ينفون وجود هذه العمليات الغادرة وهم يرتعبون لآلا يكتشف احد المواطنين خداعهم فيخسرون مكاسبهم واجور عمالتهم .. ولكن فاتهم أن من يستاجرهم لا بد أن يتخلى عنهم ويقضي عليهم في نهاية المطاف... كما قضى على من سبقوهم وذلك بعد الفراغ من واجباتهم بما كُلّفوا به والتاريخ زاخر بمصير امثالهم من الخونة والماجورين منكرين نظرية المؤامرة ...معتقدين بان الزمن سيطول بهم الى اخر مداه ولكن هيهات هيهات فالواقع قد دحض ما يعتقدون ...فقد بدا العد التنازلي وهو قادم لا محال ...!!!
المحامي يوسف علي خان
1433 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع