الصقر المذبوح......القوة الجوية العراقية من القمة إلى الهاوية

                                          

كلنا يعلم حجم وطبيعة التهديد الذي يواجهه العراق الجديد بعد الاحتلال الأمريكي, مما يدعو إلى التفكير جديا بأسبابه؟ وهي متعددة وجزء منها هو ضعف القوة العسكرية بالبلد وبالتحديد الوهن الذي أصاب قوته الجوية, التي كانت مثار إعجاب وضرب للأمثال بحدود منطقة الشرق الأوسط  لما أبداه هذا السلاح من بسالة في كل المعارك التي خاضها بشرف وشجاعة فائقة دفاعا عن العراق وباقي دول المنطقة وخصوصا في حروبنا مع الكيان الصهيوني والعدو الفارسي .

        

لقد شهد العالم تطوراً كبيراً وسريعاً في مكننة الحرب خصوصا في ظل التفوق التكنولوجي الجوي الذي قد يؤمن سيادة جوية مطلقة أو تفوق جوي ساحق وهذا ماكانت عليه قواتنا الجويـــة العراقية قبل الاحتلال فلعبت  دورً بـارز في المحافظة على المكتسبات الوطنية بحماية أجواء العراق من أي اعتداء خارجــي أو إرهاب داخلي تقوم به المجاميع المسلحة الخارجة عن القانون. إضافــــة إلى مساهمتها بشكل كبير، مع مختلف قطاعات الدولة بفاعلية، أثناء الكوارث الطبيعية حيث يسند لها العديد من الأعمال. وكانت القوة الجوية العراقية سادس اكبر قوات جوية في العالم وكانت تضم بحدود 1000 طائره ومروحية مقاتله,,وعدد أفرادها وصل ل 40,000 رجل أو أكثر, حتى  بالظروف القاسية التي مر بها هذه القوة من قلة تسليح وتطوير بسبب الحصار الاقتصادي على العراق في تسعينيات القرن الماضي إلا أنه لم يفقدها أكثر من 40% من قدرتها القتالية, وكان الاعتماد في حينها على الكفاءات المحلية من أبناء هذا السلاح البطل , ولكن تمر هذه القوة في الوقت الحالي من تدني واضح بقدراتها القتالية والتعبوية جعلها غير قادرة على أداء واجباتها بصورة صحيحة برغم وجود الأموال التي توفرها ميزانيات الحكومة والانفتاح على الشركات العالمية لتدعمها فنيا ولوجستيا , وهذا مايتم تأكيده دائما بالتصريحات لمسئولين عن هذا القطاع الحيوي وأخرها ماصرح به الجنرال فرانك هيلميك المسئول عن تدريب القوة الجوية العراقية الحالية حيث قال "العراقيون يعرفون أن  لديهم فجوة في القدرة على الدفاع عن مجالهم الجوي" وأضاف الى انه " لا تزال هناك بعض الثغرات الأمنية مثل سيادة العراقيين على أجوائهم، وقدراتهم على الدفاع الجوي، وحماية منصات النفط، والقدرة على القيام بعمليات مسلحة مشتركة للدفاع الخارجي، وتنسيق عمل قوات المشاة والدروع والمدفعية" , هذا السقوط الى الهاوية والذي يبشر بيه هذا الأمريكي  دليل على أنهم وراء هذا التدهور, ولن يسمحوا بنهوض هذا السلاح أبدا خلال فترة احتلالهم التي طالت ولا نرا لها نهاية قريبة بالعاجل القريب؟؟
هناك مفردة في عالم الرياضيات الحديثة هو الترتيب ( التصاعدي أو التنازلي) وموضوعنا ينطبق عليه الترتيب التنازلي في حجم القوة الجوية العراقية؟ وكما موضح بسياق كلامنا عن واقع هذه القوة من بدايات التأسيس ولحد الآن.

  

  الباشا /نوري السعيد وعدد من ضباط القوة الجوية ومسؤلين مدنيين



بدايات التأسيس وفترة مابعد النظام الملكي:

تأسست القوة الجوية العراقية عام 1931 تحت السيطرة البريطانية ووجد إن هنالك الكثير من الطيارين الممتازين العراقيين طاروا بمقاتلات بريطانية حديثة وهي:
-  طائرات من نوع ( جبسي موث )
-  طائرة واحدة ( جپسي موث ) للنقل والمواصلات
-  طائرة المواصلات ( بس موث )
 وحتى سقوط النظام الملكي في ثورة 1958 كان لدى العراق :
- 12 طائرة (دي هافيلاند فامباير أف بي أم كي 52 )
- 6 (فامباير تي ام كي 55) البريطانية وصلت إلى العراق سنة 1953 إلى السرب الخامس في قاعدة الرشيد الجوية .
 
في عامي 1954 وفي عام 1958 تم شراء عدد من طائرات النسخة الأولى من طراز (هوكو هنترف م ك 6) طائرة الهجوم الأرضي البريطانية و تم إلحاقها في السرب الاول في الحبانية.
 . وبعد سقوط الملكية و إعلان الجمهورية جرى التحول الى الكتلة الشرقية المتمثلة بالاتحاد السوفيتي حيث بدأت الحكومات العراقية المتعاقبة بتطوير العلاقات العسكرية معها وأصبحت القوات الجوية العراقية واحدة من أكبر القوات بالمنطقة حيث تم شراء
- ميغ 15  و ميغ 17_ ميغ 19_ ميغ 21    
- كذلك القاذفات المتوسطة من طراز (اليوشن 28 )
- طائرات (هوكو هنتر ,فانم ,فامباير).
- وفي بداية 1960 تم استبدال طائرات الفانم بحولي 100 طائرة من طراز ميغ17 أف \بي أف ألحقت بالسرب الخامس وايضا الميغ 19 والميغ21 .   
- شراء طائرات السوخوي7 و عدد من القاذفات المتوسطة الأسرع من الصوت من طراز تي يو-22 ك.

   
خلال الحرب العراقية الإيرانية:
إثناء الحرب العراقية الإيرانية تم إدخال طائرات احدث للخدمة وهي من الطرازات التالية:
- ميغ 21 أم أف و ميغ 23 أم أل و بي و ميغ 25 أر بي تي و بي أم و بي دي أس كان عددها حوالي 240 طائرة من كافة الأنواع المذكورة سابقا
- 14 طائرة مقاتلة من طراز ميراج أف 1 من فرنسا شحنت للعراق عام 1980) ثم بعد ذلك لحقته طائرات الميراج أف 1 كي (50طائرة)
- تأجير 5 طائرات من طراز سوبر اتندارد التي شحنت في عام 1983 و استعملت بشكل رئيسي في القتال البحري ضد السفن و في فرض الحصار على جزيرة خرج الإيرانية  
- طائرات السوخوي 20-22 وكذلك سو 24ام كي المقاتلة القاذفة .
 
- وخلال السنوات 1988-1986 تم شراء حوالي 50 طائرة هجوم ارضي من طراز سو 25 ك .
- وفي وسط العام 1988 تم شراء 30 طائرة من طراز ميغ-29 .
- وتضمنت القوة الجوية طائرات من طراز تي يو 16 القاذفة
- طائرات التدريب ال29و ال39
- طائرات النقل ايل 76 وانتونوف 22 و 12.
- هذا بالإضافة إلى عدد تجاوز ال400 مروحية مقاتلة من أنواع ( مي 8-17-24  ومي2 )الروسية الصنع وكذلك مروحيات( الغزال وبيوما وألويت)الفرنسية الصنع ومروحيات (بي أو 115- وبي كي 117) الألمانية الصنع وأيضا المروحيات الأمريكية الصنع من أنواع( الهيوز 500 – 530 والاس تي 214).


خلال فترة الحصار الاقتصادي(1990-2003):

برغم ضراوة الحرب مع الإيرانيين خلال فترة الثمانينات خرجت القوة الجوية العراقية كغيرها من الصنوف الباقية من الحرب بتسليح كبير وتنظيم عالي المستوى من حيث الامتلاك لأحدث أنواع الطائرات والمعدات الجوية المتطورة ومن منا شيء مختلفة كما سيرد ذكرها لاحقا, بالإضافة إلى عدد قواعد جوية (24) وعدد من الطيارين والمهندسين الكفؤين الذين تجاوز عددهم (40000  )والذين استمدوا هذه الخبرة نتيجة الحصار المفروض عليهم بالإضافة إلى أن وعى العراقي لإصلاح الحال واللحاق بركب الأمم المتقدمة لمختلف مجالات الحياة الخدمية والاقتصادية من خلال إكمال بناء البنى التحتية للبلد وتطويره واستكمال نواقصه برغم كل الظروف الصعبة التي مر بها العـــــراق  هذه النقلة النوعية في حياة الفرد العراقي والاختبار الحقيقي لقدراتهم في إدارة معركة البناء والتصدي لمخططات الأعداء وعلى رأسهم العـــــــدو الأمريكي المتغطرس حيث كانت اللبنة الحقيقية لبزوغ هذه الإبداعات من خلال بناء سلسلة من المشاريـــع التطويرية الناجحة في مجــــال القوة الجوية وكما يلي :
. بناء القواعد الجوية
حرصت القوات الجوية خلال مسيرتها على بناء عدد من القواعد الجوية، وتجهيزها بما تحتاجه من المعدات والأنظمة الجوية التي تخدم سير العمل بها. وقد كونت هذه القواعد مع بعضها قــــــوة دفاعية، تنطلق منها طائرات القوات الجوية لتأدية مهامها القتالية والتدريبية حيث بلغ عدد القواعد الجوية لطائرات القوة الجوية وطيران الجيش بحدود 24 قاعدة وشقة طيران وملجأ أسلحة منتشرة بأرجاء العراق من شماله لجنوبه ومن أهم هذه القواعد (الرشيد,التاجي,الصويرة,الكوت,الإمام علي,الشعيبة,.....وغيرها).

.الطائرات المقاتلة
 امتلك العراق في تلك الفترة لترسانة مقاتلات من مناشيء مختلفة روسية وفرنسية فبالرغم من الحرب الطويلة مع إيران .. الى ان وصل عدد مقاتلات القوة الجوية العراقية إلى أكثر من 500 مقاتلة وتضمنت هذه المقاتلات
 -  4  طائرات رصد وانذرا مبكر) عدنان – 1 و2) روسية- عراقية.
 -  خمس طائرات من نوع ( توبوليف-22)
-  ثمان طائرات من نوع  (توبوليف- 18)
- اربع طائرات من نوع  (هـ - 6 دي  
- 16مقاتلة هجومية إستراتيجية من نوع ( سوخوي – 24 )
- 120 طائرة  ميراج – أف – 1 الفرنسية
- 90 ميج – 27 ) وجدت القوات الأمريكية منها 55 طائرة غير صالحة في قاعدة h2 العراقية .
- 80 سوخوي – 20 و22
- 30 سوخوي – 24
- 30   اعتراضية ميج -25
- 150  اعتراضية ميج – 21
- 60 اعتراضية ف – 7 ) صينية .
-90 متعددة الأغراض ميج – 23
-40متعددة الأغراض ميج – 29
- 24 هجوم أرضي الباتروس ال- 39

.المروحيات المقاتلة
 تميز طيران الجيش العراقي في تلك الفترة بوفرة وتنوع المروحيات ومن منا شيء مختلفة  شرقية وغربية وكان لمقاتلين هذا الصنف بطولات علمية خلال تلك الفترة أذهلت صناع هذه الطائرات من وفرة ساعات طيران تجاوزت الآلاف من ساعات الطيران والعمل الهندسي الفني الذي أذهل شركات صناعة الطائرات , وكانت عدد المروحيات قد تجاوزت ال500 مروحية مقاتلة من مناشيء التالية:

* روسية الصنع أنواع ( مي 8-17-24  ومي2 )   
*والمروحيات الفرنسية ( الغزال وبيوما وألويت)
* ومروحيات ألمانية الصنع  (بي أو 115- وبي كي 117)
* وأيضا المروحيات الأمريكية الصنع من أنواع( الهيوز 500 – 530 والاس تي 214)
هذا بالإضافة إلى تصليح وإعادة الحياة لااعداد تجاوزت المئات من قطع الغيار الخاصة بها وبناء منصات الفحص الخاصة بهذه القطع أيضا.
بعد الاحتلال عام 2003 ولحد الآن:

 اليوم,القوة الجوية العراقية التي بدأت وهي لا تملك أي طائره وحوالي 35 شخص في عام 2004 تمتلك ألان عدد قليل جدا من الطائرات والمروحيـات وحوالي 5000 شخص قياسا لما كانت تمتلكه بالفترات السابقة, وفي تصريح للسيد قائد القوة الجوية العراقيـــة" ان القـــوة الجوية العراقية التي تتشكل ببطء في الوقت الحالي لدرجة تحول دون سيطرتها على مجالها الجــوي أو الدفاع عن البلاد حتى عام 2020 على الأقل".
ألا يعتبر هذا ذبح للصقر العراقي البطل من خلال هذا  التحطيم المبرمج له ؟ سؤال يطرح نفسه وجوابه متروك لكم ......

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

645 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع