لايبدو أن التلاحم و الارتباط القوي بين النظامين الايراني و السوري سيکون اللون و الطيف الوحيد في المشهد السوري و مايرتبط به،
حيث أن تلك التظاهرات الحاشدة التي إنطلقت في نيويورك بالقرب من منظمة الامم المتحدة يوم الاربعاء الماضي إحتجاجا على حضور الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد لمقر الامم المتحدة، والتي شارکت فيها جماهير تقدر بأکثر من عشرة آلاف فرد توزعت بين جماهير من الجالية الإيرانية من أنصار منظمة مجاهدي خلق و بين جماهير سورية و عراقية و أردنية و غيرها من الجالية العربية المناصرين للثورة السورية و المناهضين لتدخل النظام الايراني في الشأن الداخلي السوري، وقد طالب المتظاهرون بالاعتراف بالمقاومة الايرانية بعد أن قررت الولايات المتحدة الامريکية شطب اسم منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب الامريکية.
هذه التظاهرات التي تشهد لأول مرة تنسيقا و تلاحما بين أفراد الجاليتين العربية و الايرانية من حيث تحديد الموقف و الرؤية ازاء حدث سياسي متمثل بحضور رئيس النظام الايراني للمشارکة بإجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، تأتي في وقت يشهد فيه العالم کله تراجعا ملفتا للنظر للنظام الايراني على الاصعدة السياسية و الاقتصادية و الامنية، مثلما أن النظام السوري يمر أيضا بفترة عويصة و صعبة و بالغة التعقيد الى الحد الذي بات فيه يترنح على أثر الضربات الموجهة له من قبل الثوار السوريين، والاهم من ذلك، أنه مثلما هناك نکوص و تراجع في اداء النظامين الايراني و السوري، فإن هناك صعود و تألق في نضال و کفاح المقاومة الايرانية و الثورة السورية بوجه النظامين الاستبداديين و انهما قد نجحا في إستقطاب الدعم الدولي و تعاطف الرأي العام العالمي معهما، وهذا مايمکن إعتباره بداية بالغة الاهمية و الخطورة على النظامين وانها قد تمهد فعلا لتغيير على صعيد النظامين.
والذي منح قوة و زخما سياسيا أکبر للتظاهرة، هو مشارکة شخصيات سياسية أمريکية رفيعة المستوى في التظاهرة من بينهم عمدة نيويورك السابق رودي جولياني، ووزير الامن الداخلي الأمريكي السابق توم ريدج، ومندوب الولايات المتحدة السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون ووزير الطاقة الاسبق بيل ريتشاردسون، و رئيس مجلس النواب السابق نيوت جينجريتش وعضو الكونجرس السابق باتريك كينيدي الذي ألقى كلمة طالب فيه بضمان حقوق مجاهدي خلق في مخيمي أشرف وليبرتي. کما أن السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية أکدت في کلمة لها ألقتها على الهواء مباشرة عبر الاقمار الصناعية من باريس، استمرار النضال"من أجل تحقيق الديمقراطية في إيران".
أما الجالية السورية التي شارکت في التظاهرة تضامنا مع المقاومة الايرانية وادانت في الوقت نفسه دعم النظام الايراني لبشار الاسد بهدف قمع ثورة الشعب السوري، وأکد المتظاهرون ان احمدي نجاد لا يمثل الشعب الإيراني ويجب احالة مقعد إيران في الأمم المتحدة الى المقاومة الإيرانية.
ان هذا التطور المهم في نضال الشعبين الايراني و السوري من أجل الحرية و الديمقراطية و القضاء على الاستبداد و الدکتاتورية، يمهد الاجواء و الظروف لتطورات و مستجدات استثنائية و تساهم في التعجيل أکثر فأکثر بسقوط النظامين الدمويين الدکتاتوريين في طهران و دمشق، وهي"أي هذه التظاهرات الايرانية ـ العربية"، تعتبر قبل ذلك رسالة سياسية ذات مغزى للعالم کله تؤکد على حتمية التلاحم و الارتباط بين نضال و کفاح الشعوب من أجل الحرية و الديمقراطية وان التغيير قادم ليلقي بالنظامين الى مزبلة التأريخ.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
883 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع