ليبيا الدور المتماثل في زمنين

                                              
اوردت وسائل اعلام عالمية واقليمية خبرا مفاده ان باخرة ليبية محملة باسلحة مختلفة مرسلة الى الجهات المعارضة السورية التي تقاتل من اجل تغيير النظام البعثي الحاكم، قد رست خلال الاسبوع الثاني من شهر ايلول الحالي في ميناء الاسكندرونة التركي المحاذي للاراضي السورية...

خبر وان مر سريعا، حتى لم يتكرر مثل اخبار اخرى، تتناول نفس الموضوع او مواضيع مشابهة، وتقل عنه في الاهمية، فان صحة حصوله تحمل العديد من المعاني بينها واهمها ان لليبيا الدولة، دور مرسوم تؤديه ضمن ناد دولي للسياسة العالمية... دور لم تختلف طبيعته وان اختلف الزمن وتغير شكل النظام، اذ انه وفي زمن القذافي الدكتاتور السابق وجماهيريته الوهمية، عرفت ليبيا بكثر تدخلها وحشر نفسها في احداث ومواضيع صراع في اكثر من منطقة في العالم، لا صلة لها بالعروبة التي يدعيها القذافي، ولا بالاسلام الذي يحاول ان يدعيه، وكأنه يلعب دورا محددا مرسوما، فيه السلاح والمال يصل جهات تقاتل في سوح صراع مختلفة، فوصل الى الجيش الجمهوري الايرلندي الذي يقاتل من اجل الانفصال عن المملكة المتحدة، مثلما وصل الى تشاد التي يتقاتل فيها الاطراف من أجل توسيع النفوذ، ومن ثم الى جهات ارهابية في العراق تقاتل بالضد من النظام المفروض اقامته ديمقراطيا. وقد انتهى القذافي بعد ان كوّن كماً من العداء الدولي والمحلي بالضد من نظام حكمه او انتهى دوره عمليا. ومع هذا وبعد ان جاء نظام حكم جديد من رحم الربيع العربي"التسمية العالمية" واختفت الجماهيرية، فان الدور الدولي المرسوم الى ليبيا بقي كما هو في الجمهورية، وعلى وفقه بتنا نسمع، عن سلاح يرسل من ليبيا الى مالي والنيجر ودول افريقية اخرى، وآخرها الباخرة المرسلة الى المعارضة السورية.
ان دورا مرسوما في دهاليز النادي العالمي المذكور لادارة الصراعات السياسة ، تؤديه دول وجماعات في المنطقة نيابة عن اخرى كبيرة من خارجها، سوف لن يكون الالتزام به تحت اية ذريعة كانت، في صالح الدولة ذاتها اي ليبيا ولا غيرها من الدول مثل تركيا وقطر والسعودية، ولا في صالح الدول القريبة منها في المنطقة العربية والاسلامية التي ستبقى النار فيها مشتعلة لعشرات مقبلة من السنين، نار يوقدها، ويصب الزيت عليها ذلك النادي غير الظاهر للعيان، الى ان يحرق نظامها الاجتماعي الذي تأسس منذ مئات السنين، وبات لا ينفع العصر الحالي، لا يمكن ان نستثني من سعيره الجمهوريات القديمة ولا تلك التي تكونت حديثا، ولا الملكيات، ولا حتى الانظمة التي نشأت توا من ارهاصات الربيع العربي، التي تمثل احداثها بداية الحريق.



  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

861 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع