مدارس البصرة ايام زمان : الاعدادية المركزية للبنين

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 09 كانون1/ديسمبر 2025 15:41

كتب بواسطة: غريب دوحي الناصر

غريب دوحي

مدارس البصرة ايام زمان : الاعدادية المركزية للبنين

سأتناول هنا واحدة من ثلاث مدارس في البصرة كان لما تأثيرها التربوي والثقافي على المجتمع البصري لأنها خرّجت اجيالا من الاساتذة و الشعراء والأدباء الذين خدموا البصرة بأعمالهم ونتاجاتهم ورفدوها بأنظارهم بعلومهم وفنونهم وبطولاتهم الرياضية التي لا تزال في ذاكرة البصريين وهذه المدارس هي : اعدادية البصرة للبنين ، الاعدادية المركزية ، ثانوية المعقل للبنات .
كانت مدارس البصرة تقسم إلى عدة انواع منها المدارس الحكومية ، المدارس الأهلية مدارس الأقليات الدينية مثل المدارس
اليهودية والمسيحية .
الاعدادية المركزية
تأسست الاعدادية المركزية للبنين في البصرة عام 1925 في قلب مدينة العشار وهي عبارة عن بناية كبيرة ذات ساحة واسعة وصفوف متعددة وفيها عدد من المختبرات الخاصة بمختلف العلوم .
ولبناء هذه المدرسة قصة جميلة تذكرها المصادر التاريخية وهي ان
اهالي البصرة قرروا بناء ثانوية يدرس فيها ابناؤهم وتذكر هذه المصادر ان العوائل البصرية التي ساهمت في جمع الأموال والتبرعات تتمثل في : بيت النقيب - بيت المنديل - بيت الذكير - بيت باشا اعيان - بيت السلمان - بيت البدر - بيت بركات - بيت حنا الشيخ . وهؤلاء يمثلون سراة البصرة وتجارها والوجهاء المعروفين فيها حيث تم جمع (17) الف روبية وعهدوا ببناء المدرسة الى احد المقاولين الذي أكمل الطابق الأرضي ثم توقف لخسارته المالية مما اضطر الأهالي الى التبرع بمبلغ (6) آلاف روبية اخرى حيث استكملت وكان أول مدير لها هو (فهمى سعيد الجرموقلي) . وقد بنيت على الطراز الانكليزي. ومن الجدير بالذكر ان المعماري(ابراهيم محمد الكاطع ) قد شارك في بناء الاعدادية وهو رجل من اهالى بغداد من منطقة الفضل وقد قام ببناء أقواسها الداخلية والخارجية وتركت له حرية اختيار مكوناتها العربية . ويذكر ان هذا المعماري هو الذي قام ببناء قبة مصلحة الموانئ العراقية والتي افتتحها الملك فيصل الاول عام 1931 م وبذلك انتقلت أدارة الموانئ من مكانها القديم في التنومة إلى مكانها الجديد في منطقة المعقل.

النشاط الثقافي للاعدادية المركزية
يعتبر العام الدراسي 1955-1956 م عاماً حافلاً بالنشاطات الثقافية والرياضية في كافة مدارس لواء البصرة الاعدادية والمتوسطة والابتدائية وذلك في ظل الهدوء الذي كانت تنعم به البصرة في ذلك العام بالاضافة إلى رعاية وتشجيع المسؤولين الإداريين فيها امثال متصرف (محافظ) البصرة (مزاحم ماهر ) ومدير المعارف (التربية) ( عبد الحميد البكر) ورئيس صحة لواء البصرة الدكتور ( شاكر توفيق) . وقد كان التمثيل المسرحي وإلقاء الخطب من اولى اهتمامات معارف البصرة لما له من دور في تنمية مواهب الطلبة في مدارس البنين والبنات حيث شكلت مديرية معارف البصرة لجنة خاصة لهذا الغرض وكلفت كل من فرنسيس لويس والملحن ياسين الراوي لزيارة المدارس ، فعندما ما يبدأ الموسم الثقافي في الثانوية فلا يمر يوم دون أن يكون هناك
عرض لمسرحية او تمثيلها و محاضرة ففي يوم 26 / 12/1955 القى الاستاذ محمد جواد جلال محاضرة بعنوان (السعادة ) ثم قام عدد من . طلاب المدرسة بإلقاء القصائد والخطب .
النشاط الرياضي
تميزت الاعدادية المركزية منذ تأسيسها بنشاطها الرياضي ففي كل عام تقام على ساحة المدرسة فعاليات والعاب كرة القدم والسلة والطائرة بالاضافة إلى العاب الساحة والميدان مثل لعبة رمي القرص والزانة ولعبة البريد، وكنت طالباً في المتوسطة حيث نهرع انا وزملائي مشياً على الأقدام من البصرة إلى العشار لمشاهدة مثل هذه الألعاب وعندما نصل إلى ساحة المدرسة نشاهد متصرف (محافظ ) البصرة ( مزاحم ماهر ) يجلس بين الجماهير لمشاهدة مباراة لكرة القدم بين هذه المدرسة ومدرسة اخرى بالاضافة الى حضور عدد من الشخصيات مثل (مدير المعارف) وعبد الباقي طه السلمان (مدير بلدية البصرة ) والدكتور شاكر توفيق ( مدير (صحة البصرة ) . وقبل بدء الفعاليات تقوم فرقة موسيقى الجيش بعزف الموسيقى التي تثير حماس الجماهير وبعد ذلك تردد الجماهير الأناشيد الوطنية التي تحيي العراق . وفي إحدى السنوات حضر الملك فيصل الثاني الى ساحة المدرسة لمشاهدة مباراة لكرة القدم بين مدرستين وجلس بين الجماهير .
هكذا كانت مدارس البصرة للبنين والبنات تعج بالفعاليات المدرسية لمختلف اشكالها بما فيها النشاطات الكشفية والسفرات الى محافظات اخرى وقد كان لعدد من المدرسين في الاعدادية الدور البارز في هذه النشاطات مثل المدرس ( سامي ناجي ) الذي كان حكما عالميا معروفا على النطاقين المحلي والعالمي .