أحمد مكتبجي
نصائح فندقية للمسافرين عامة والوفود الرسمية والدبلوماسية خاصة
أكتب السطور الآتية على هامش الضجة الكبيرة التي تتناقلها وسائل الإعلام العربية كافة والمتمثلة باتهام دبلوماسية عراقية مع إنكار الموما اليها ذلك وبشدة ، بسرقة مناشف وأكواب وساعة وريموت كونترول كلها بمجملها لا تساوي أكثر من 10 دولارات من أحد الفنادق العربية الفخمة بعد الإقامة فيه ،والحقيقة وفي حال صحة المعلومة فأؤكد بأنها عادة شائعة مع أنها خاطئة كليا يقع فيها كثير من النزلاء العاديين فضلا على رجال الأعمال والتجار والمشاهير والرياضيين والإعلاميين ونزلاء الفنادق الراقية خمس ، أو سبع نجوم تحديدا لأن نظيراتها من فنادق النجمة الواحدة أو الثلاث نجمات كبعض فنادق العلاوي والبتاويين والباب الشرقي والسعدون أنموذجا ،فهذه يصدق على بعضها ولا أقول كلها ما قاله شاعر الكدية العباسي الشهير بـ " أبي الشمقمق " قديما :-
ليس إِغلاقي لِبابي أَن لي ..فيه ما أَخشى عليه السَرَقا
وإِنما أَغلَقته كيلا يَرى ..سوءَ حالي من يمر الطُرقا
منزلٌ أَوطنُهُ الفَقر فلو ..دَخَلَ السارِقُ فيه سُرِقا
فمثل هذه الفنادق البائسة عليك أن تحترس أنت جديا من أمرين اثنين خلال الإقامة في بعضها ، "القمل والجرب" من جهة،وسرقة حقائبك أو أمتعتك الشخصية من قبل بعض نزلائها الوقتيين أو الدائمين من جهة أخرى وليس العكس !!
وأنصح المسافرين بعدم استعمال أية منشفة مهما بدت لك نظيفة، ولا أية صابونة داخلها ، كما أنصح باستعمال شرشف - وأوجه مخدات - احتياطية جديدة تجلبها معك مسبقا لتضعها فوق شرشف الفندق ووساداته، لأنها وفي الأعم الأغلب ستنقل لك ما لم يخطر ببالك ، وربما بما لم يرد في الموسوعات الطبية أيضا من فطريات وطفيليات وبكتيريا ، ولتكن هذه هي النصيحة الاولى التي لاتصلح فقط لفنادق الدرجات الدنيا فحسب وانما للموتيلات والبانسيونات كذلك ، والأخيرة أشد فتكا ، وأفدح خطرا وفي كل دول العالم من دون استثناء - فليلها كله عبارة عن سويعات تؤجر لممارسة كل انواع الرذائل والفواحش والموبقات ،اضافة الى تعاطي الحشيش وحقن المخدرات إلا ما رحم ربك ولطالما تورط النزلاء الشرفاء بها ممن يضطرون للسكن فيها لرخصها أولا ولقربها من المطارات ثانيا ، ولاسيما خلال الترانزيت الطويل ، أو خلال رحلات الطيران الليلية المتأخرة جدا ، أو لظروف جوية طارئة وبما يربك بعض الرحلات الجوية أو يؤجلها فجأة " وقد نزلت في واحدة منها ذات يوم اضطرارا في دولة ما لأكتشف وبعد فوات الاوان بأن الغرف المجاورة كلها كانت مشغولة بـ الفاينات والمكسرات ، وما يصح في الموتيلات يصدق على ما يسمى بالاستوديوهات كذلك من حيث انعدام النظافة وإن بدت للناظرين كلها نظيفة، فأنا أتحدث هاهنا عن معدلات التلوث الاخلاقي والجرثومي غير المرئي الهائل في الغرف والحمامات والمغاسل والمناشف والفرش والطاولات والموكيتات ، بل وحتى في مقابض الأبواب والنوافذ ، فضلا على التلوث السمعي والبصري المتأتي من بعض المطاعم والكافيتريات والكازنيوهات والمقاهي الملحقة بالفندق أو القريبة منه ، و بعض نزلاء هذه الاماكن وبما يستدعي الى ذاكرتنا الحبلى حرفيا ما قاله الشاعر والسياسي السوري الساخر ، فخري البارودي، عن الليلة البائسة التي قضاها عام 1952م بفندق نيو رويال في العاصمة اللبنانية بيروت:
يا ليلة النحس في بيروت حالفني...فيها النعاس وكرب النفس مشؤوم
لا البق لا القمل لا البرغوث أزعجني…لا البرغش الفظ لا الذبان لا البوم
لكنما صرَّ صرصور فأقلقني…وطار نومي وجفني منه محروم
في أول الليل صوت الجاز أرقني ..والقلب في الصدر مهموم ومغموم
ما كاد يسكت قرع الطبل وا أسفي ..حتى سمعت صريرا كله شوم
والآن دعونا ننتقل الى النصائح الخاصة بالفنادثق الراقية :
1-تأكد وقبل أن تغامر بالمسموح استعماله وتناوله مجانا، وبالذي يتوجب عليك دفع حسابه عند المغادرة وبأسعار خيالية، وبالتالي فلا تأكل ولا تشرب أي شيء من ثلاجة الغرفة إلا بعد التأكد من أنها مجانا، أو على حساب الجهة التي أوفدتك ، أو ابتعثتك ، أو دعتك ، أو استضافتك ، لتمثلها في هذا البلد أو ذاك اثنا ء حضور ندوة ثقافية ، مؤتمر علمي ، مهرجان فني ...الخ ، فلقد وقعت شخصيا وأحد الزملاء الاعزاء بفخين سابقين ، الأول دفعنا حسابه صاغرين بعد شد وجذب – طلع متعة السفرة من خشومنا - ، أما الثاني فلقد نزلنا الى السوق واشترينا ما يناظر كل ما تناولناه وشربناه حرفيا وبعُشر معشار أسعار الفنادق الباهظة والمبالغ بقيمتها لنضعها في الثلاجة وقبل فوات الأوان !!
2- لا تأخذ أي شيء من الفندق إلا إذا كان مسموحا لك بأخذه ، لا لغرض الذكرى ولا بدافع دناوة النفس، ومعلوم بأن معظم ملاعق وأكواب وشوكات وسكاكين المطاعم الفندقية الراقية، ومثلها مناشف وصوابين وعطور ومعطرات وشامبوات فنادق الدرجة الأولى عادة ما تختفي بعد مغادرة النزلاء ، لا فرق في ذلك بين نزيل مليونير ، ولا بين نزيل – إفلاسونير- وكل ظن النزلاء بأنها غير ذات قيمة لإدارة الفندق ، ولن تشكل عبئا ماديا عليه ،كما أنها مشاعة ولن تشكل - من وجهة نظرهم - مثلبة أخلاقية ،ولا خرقا قانونيا أيضا ، ولاسيما وأن الفندق قد – قطهم – مسبقا وبأسعار خيالية لليلة واحدة ، أو عدة ليالي !، والامر ليس كذلك بالمرة فالفنادق التي تكتشف مثل هذه التجاوزات فإنها تتعامل معها على أنها أخذ ما ليس لك حق فيه ، ومن دون إذن مسبق منها وبما يعد سرقة في بعض القوانين والأعراف السياحية والفندقية وبما يعرضك للمساءلة القانونية حرفيا وربما للسجن والغرامة المالية -التي تكسر ظهرك -أيضا !
3-تأكد من الوجبات المجانية بدءا من وجبة الفطور الصباحي وانتهاء بوجبة العشاء قبل أن – تكره اليوم الذي نزلت فيه بهذا الفندق - !
4-لا تترك أي شيء من أمتعتك وراءك مكشوفا ولا مفتوحا على الاطلاق أثناء مغادرتك الغرفة ، وخذ جواز سفرك وتذكرتك معك ، فما توثقه الكاميرات يوميا وتنشر التقارير عنه دوريا يشيب لهوله الولدان من قبل بعض العاملين في الفندق، ومنها العبث بمقتنياتك وتصوير جواز سفرك لأغراض التزوير لاحقا ، زيادة على تنظيف تواليت ومغسلة الغرفة بفرشة أسنانك حقدا عليك، وقس على ذلك ما شئت من خروقات ولا مروءات ، بعضهم يفعل ذلك حقدا عليك على أسس قومية ..عرقية ..دينية ...عنصرية ..وبعضهم على أسس طبقية ، فنزولك بفندق خمس نجوم لعدة أيام قد يدفع بعض العاملين فيه من ذوي الدخل المحدود الى الانتقام منك - طبقيا - لظنهم أنك ايلون ماسك في بلدك وهم لا يعلمون بأن -الأخ فلاس وجع راس- قدم الى هذا الفندق على حساب جهة ما أثناء حضوره فعالية ما "ولو كان الأمر بيده لنزل في فندق نجمة واحدة ، لضغط النفقات وتوفيرها قدر الإمكان !!
5- لاتخلع ملابسك إلا في الحمام فهناك بعض الفنادق تضع كاميرات خفية في زوايا لا تخطر على بالك ، بعضها موضوع في المرآة ، أو في أجهزة التكييف ، أو الإنارة ، أو في جهاز التلفاز ، أو في اطار اللوحة الجميلة التي تواجه فراشك، وغيرها .
6-إذا كنت مدخنا شرها فلا تدخن داخل الغرفة ، وافتح النوافذ ، أو دخن في الشرفة الخارجية لأن بعض الدخان الكثيف الساخن القريب قد يطلق جهاز انذار الحرائق !
7-خذ كارت الفندق الذي تقيم فيه معك أينما حللت وارتحلت تحسبا لضياعك وعدم اهتدائك إلى طريق العودة ولاسيما في البلدان التي تزورها للمرة الاولى ، أو التي لا تجيد التحدث بلغتها الأم .
8-لا تترك فراشك هملا من دون ترتيب ..صحيح أن هناك عمال خدمة هذا هو واجبهم ، إلا أنك لاتريد أن تترك انطباعا لدى العاملين ولاسيما إذا ما عرفوا من أي بلد أنت ، ومن أية قومية ودين ، بأنك" إنسان فوضوي ومخربط " ، رتب فراشك قبل مغادرة غرفتك واترك انطباعا طيبا عن بلدك وشعبك ودينك لدى الجميع بحضورك وفي غيابك ..ولا ترتبه فور قيامك من نومك ، دعه قليلا قبل الترتيب لإزالة بقايا الرطوبة التي تكثر من انتشار البكتيريا ، هكذا ينصح الأطباء والمتخصصون !
9- لا تأخذك العزة بالإثم ولا تغرنك خلوتك في غرفة بعيدا عن الأنظار لتقلب ما تشاء من قنوات تلفزيونية وصفحات سيبرانية بعضها فاضحة ، واعلم بأن الله تعالى يراك حيثما كنت أولا وآخرا ، ومن ثم عليك أن تعلم بأن بعض إدارات الفنادق الراقية تعلم عن ماذا تبحث،وفي أي القنوات تقلب وفي أي شيء تبصبص !!
10- كاميرات المراقبة موضوعة وموجودة في كل مكان من الفندق ، وهي تسجل كل شاردة وواردة وعلى مدار الساعة ، في المصاعد ، في السلالم ، في المطاعم ، في الكافيهات ،في الممرات، في جميع المداخل والمخارج ، فتصرف على هذا الاساس ، وإياك أن تأتي بتصرف غير لائق يسيء إليك ،أو الى سمعة بلدك ودينك وشعبك على الإطلاق ..
11- لا تعامل عمال النظافة وعمال الخدمة على أنهم عبيد عندك كما فعلها أحدهم أمام ناظري وهو شخصية معروفة ، ولا أريد تسميته حين كان يلح على الجرسون في أحد فنادق دبي الفاخرة وبكل عنجهية وبصوت قبيح أجش وبعد الفراغ من تناول طعامه بعبارة – شيل ..شيل ..شيل – وكأن الجارسون خادمه أو عبده أو أنه يعمل في بيت أبيه بالأجرة !!-
12-حذار من دخول صالات القمار ومثلها حانات وكازينوهات الفندق الليلية والنهارية ولأي سبب كان ولو للبحث عن صديق طال غيابه ، واحذر أيما تحذير من نساء حسناوات أجنبيات يقفن بالقرب من مداخل الفنادق الرئيسة بذريعة اجراء اتصال عابر ،أو بانتظار أحد ما ، أو أنهن يجلسن بمفردهن بلا عمل في زوايا المطاعم وعلى بعض موائدها ، كذلك في صالات الإستقبال بزعم أنهن سائحات ومن نزيلات الفندق يقضين اوقاتهن هاهنا قبل الصعود الى الغرف لاحقا - وبالأخص بعد الساعة 11 ليلا - والحليم بالاشارة يفهم ..
13- ثلاثة أرباع سيفيات الضيوف العابرين أثناء التعارف الفندقي– كاذبة وزائفة – فلا تصدق 80 % من المعلومات التي يقدمها لك أحدهم مجانا في معرض حديثه عن نفسه عندما يشاركك طاولة الطعام ، أو أثناء جلوسه بقربك ولدقائق معدودة في صالات الاستقبال الرئيسة أثناء الدخول أو الخروج فجلهم هاهنا – يبيع وهما لمن يشتريه ولمن يصدقه – ولكل واحد منهم غايته وهدفه ودوافعه .
14-مؤكد أنه من حقك أن تستمتع بسفرتك وإقامتك في فندق فاخر خمس أو سبع نجوم خارج البلاد لتعيش حياتك بالطول والعرض ، ولكن نصيحة أخوية من مجرب ومحب ، اياك اياك أن تعيش أقصى درجات الفخفخة لتتشرب المكان وتتقمص الشخصية في أروقة هذه الاماكن الفاخرة ، لأنك وبعد أيام قلائل ستعود الى أدنى درجات – السخسخة والطخطخة والمخمخة – وبما يجعلك تعيش حالة من الفصام أو الانفصام بين حياتين لا جسر ولا رابط بينهما البتة ..حياة تكييف وترف ومسابح وجاكوزي وتدليك وجمال وثراء ، لتعود بعدها الى حياة مغبرة جافة لاهبة وصاخبة بلا طعم ولا رائحة ولا..كهرباء !!
15-زيك التقليدي والفلكلوري والتراثي هويتك وهو زي تعتد به الأمم والشعوب في كل زمان ومكان ، فإياك أن تغير زيك التقليدي ، بتغير المقام ، فإذا كنت معمما فلا تخلع جبتك وعمامتك لتظهر بملابس الافندية إلا إذا كنت تفعل ذلك بين الحين والاخر في بلدك الأم ..أما أن تكون معمما طوال الوقت داخل بلدك ، لتصبح أفنديا طوال الوقت خارج بلدك – فهذه يرصدها المتصيدون بالماء العكر ولات حين مندم – وعلى نحو ذلك إذا كنت معتادا ومألوفا بين الناس بلبس الغترة والعقال والعباءة العشائرية الرجالية الأنيقة فلا تخلعها في سفرك إلا للضرورة القصوى وقس على ذلك ما شئت.
16-إذا أعطبت أو كسرت شيئا من ممتلكات الفندق خطأ ،أو سهوا فحاول أن تخبر إدارته وتعتذر لهم خشية أن يتم تشويه سمعتك أو ملاحقتك قانونيا فيما بعد .
17-تأكد من حيازة وجمع كل مقتنياتك وأوراقك وأمتعتك قبل مغادرة الفندق،مع تسليم المفاتيح التقليدية ،ومثلها بطاقات المفاتيح الرقمية الذكية الى ادارة الفندق .
18-لا تحاول استعمال أية أقداح وإن بدت لك نظيفة للغاية قبل غسلها وتنظيفها جيدا بالماء،أو تعقيمها بالمناديل الورقية المعقمة،كذلك الحال مع أجهزة الريموت كونترول ،والهاتف الفندقي الداخلي ،وغلاية المياه ، والمغاسل والحمام كافة .
19- تجنب حجز الفنادق في المناطق التي تشهد اضطرابات سياسية ، أو خروقات أمنية واختر الفنادق في المناطق الآمنة والمستقرة فحسب.
20-حاول ومنذ الساعة الأولى من نزولك في أي فندق حول العالم التعرف على شروط السلامة، وعلى مخارج و أرقام الطوارئ ،ولا تفتح باب الغرفة إلا لشخص تعرفه، أو لشخص معرف من قبل الفندق ، وحذار من تناول أي طعام أو شراب يقدمه لك الغرباء في طوابق الفندق وممراته ومصاعده ،ولا تستخدم المصاعد مطلقا عند اندلاع الحرائق .
835 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع