د. وائل القيسي
رؤية حول عودة الشيخ الدكتور رافع الرفاعي إلى بغداد وإسقاط القضايا القانونية عنه.
إن الشيخ الدكتور رافع العاني الرفاعي رجل عالم وفقيه وصاحب علوم شرعية يشهد له بها كبار العلماء العاملين خصوصا أولئك الفضلاء الذين طلبوا منه أن يكون هو المفتي الشرعي للديار العراقية بعد أن اختار نوري المالكي المعمم الجاهل مهدي الصميدعي مفتيا حكوميا ، والرفاعي رجل كيس ودمث الأخلاق ومتواضع مع الصغير قبل الكبير، ويشهد الله إننا نجلّه ونقدّره ونحبه في الله، فهو صاحب مواقف شرعية ووطنية وإنسانية مشهود له فيها ، لكننا ننتقد موقفه الأخير بالتصالح ومهادنة الحكومة الفاسدة والعميلة وقضائها الظالم، المرتهن بتوجيهات وأوامر ايرانية مباشرة ، فهو قضاء ظالم مجرم وشرير ، حيث لازال إلى هذه اللحظة يعتقل في سجونه خيرة رجال العراق الوطنيين من قادة وضباط وأعلام الشعب العراقي منذ الغزو الأميركي والاحتلال الايراني للعراق في 2003 ، ناهيكم عن مئات الالاف من خيرة رجال وشباب العراق الوطنيين المعتقلين من الذين قاوموا الاحتلاليَن الأميركي والايراني ومن الذين تم ويتم اعتقالهم بإستمرار لأسباب طائفية مقيتة تحت ذرائع الإرهاب والمخبر السري وما يسمى بالإجراءات الإحترازية بسبب القمة العربية التي عقدت قبل سنوات في بغداد وغير ذلك .
ان مئات المعتقلات لهذه الحكومة العميلة وقضائها الظالم لازالت تغص بالوطنيين المخلصين لدينهم ووطنهم وامتهم وشعبهم.
وإذا كان القضاء عادلا ويعفو عما سلف ، لماذا لا يطبق هذه القاعدة على جميع السجناء والمطلوبين ظلما وبهتانا ؟!!
كيف هانت على مفتي العراق كل هذه الجرائم والظلم ودموع الثكالى وبكاء الأيتام وقهر الأرامل ومعاناة المغيبين والمهجرين والمهاجرين بسبب الحكومات المتعاقبة وميليشياتها منذ الإحتلال حتى الآن ، ليأتي في هذا الظرف العصيب والصعب من تأريخ العراق _ خصوصا وان عيون وافئدة العراقيين جميعا تنتظر ساعة الخلاص من هذه الحكومة المحكومة إيرانيا _ ويتصالح ويتصافح معها ، ويكاد يعلم حتى الأصم والأعمى ان كل الدلائل والمعطيات تؤكد ان الخلاص منهم وزوالهم بات قاب قوسين او أدنى.
الا يعتبر موقفه هذا هو دعم للمجرمين والفاسدين الذين يسابقون الزمن بسرعة النهب والسطو والسرقات ، وهم يستعدون لإجراء انتخابات مزعومة عمادها الخونة والعملاء والجواسيس والفاسدين والمجرمين والذيول والقحاب ممن يطلقون عليهن ال ( فاشنستات) لتكون حجة لهم ليحكموننا بها من جديد .
هناك حكاية ان حاكما فاسدا أثقل كاهل شعبه بالضرائب والنهب والفساد فلم يبق للشعب مايدفعه للحاكم، فأمر وزيره بفرض ضرائب جديدة ، وعندما اخبره الوزير ان الشعب أصبح على ال( حديدة) ، صاح به الحاكم : اريد الحديدة.
وان هؤلاء الذين ننتظر ساعة الخلاص منهم وكنسهم يتهيأون لإجراء انتخابات صورية حتى يتاح لهم أخذ حتى الحديدة.
نعم ، أن هناك بعض المرجئة الذين يقولون لننتظر مايمكن ان يتمخض عن عودة( الرفاعي) ، وهناك قسم آخر يقول جاءوا به لضرب وتحييد أصحاب الحركة المدخلية والإخوان المسلمين الذين يهيمنون على الوقف السني ، خصوصا وانه رجل صوفي العقيدة.
لكن السؤال ماذا وراء عودته ، وماالذي تحقق من أهدافه ومواقفه الشرعية والوطنية التي كان ينادي بها ليتصالح مع الحكومة ويتم استقباله بمواكب ودفوف ؟!!
هل تحقق منها شيء بالنسبة له ، ام ان هناك وراء الأكمة مالم يعلن او يفصح عنه ؟!! .
ان المبادئ والقيم والثوابت الوطنية والشرعية لا تتجزأ ولا يمكن التفريط بها او المداهنة على حسابها ، اما السياسة ودهاليزها وصفقاتها فلها رأي آخر.
رحم الله الرئيس القائد العربي المسلم صدام حسين المجيد الشاهد والشهيد الذي قال : رجل الدين لا تضع بيده سلطة بل اجعله بعيدًا عنها، احترمه عندما يحترم نفسه، وعندما يلزم السلطة يضيع الدين والدولة.
عموما نتمنى ان لا تكون عودته كعودة رافع العيساوي ومهدي الصميدعي ومحمد الدايني وعلي حاتم السليمان ومشعان الجبوري وغيرهم .
761 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع