د علوان العبوسي
15 / 9 / 2025
الى اي مدى سيبقى العرب مهددين من قبل اسرائيل دون رادع عربي /اسلامي
عام
يستفزني التصعيد والاحداث الخطيرة في فلسطين ولبنان وسوريا وقطر واليمن وغيرها من دولنا العربية هذه الايام محدثة انتكاسة جديدة لامتنا العربية تتمثل باحتمال احتلال كل فلسطين وطرد شعبها صاحب الارض وانهاء هذه القضية واعتبار الموضوع منتهي وفق تصريحات المجرم النتن ياهو وعصابته اليمينية المتطرفة ، ثم استهداف قطر بضربات جوية اسرائيلية غير مسبوقة ، قطر البلد العربي المتواصل بسعيه في ايجاد الحلول السلمية لاطلاق سراح الرهائن وايقاف القتال في غزة واعتبارها حليف موثوق للولايات المتحدة الامريكية، ثم التدخل السافر في لبنان وسوريا واليمن مقابل دعم امريكي مطلق، يقابل كل ذلك صمت عربي واسلامي مطلق تجاه كل مايجري في بلادنا العربية ،كل ذلك ترك في نفسي الم وغصة احاول تبديدها بالكتابة لتخفيف هذا الالم الذي طال امده كثيراً بعد الصمت العربي والاسلامي ووعدم اتخاذهم اي موقف ايجابي عربي او اسلامي وتخليهم عن اشرف المقاومين الفلسطينيين المطالبين بحقوق شعبهم وبلدهم وتركهم يواجهون هذا المصير لوحدهم على مدى سنتين تقريباً باسلحة ومعدات بسيطة لايمكن مقارنتها بالترسانة العسكرية الاسرائيلية والامريكية بكل شجاعة وبدون معين والاصح بدون ارادة عربية لم يحدث مثلها في التاريخ العربي والاسلامي .
الذي يجري من افعال غير انسانية ولا اخلاقية ولكن عنصرية شيفونية يقوم بها الكيان الصهيوني ،من ابادة جماعية وتجويع وتهديم ماتبقى من المساكن والابراج بشكل مبرمج يومي لاخلاء الاراضي الفلسطينية في غزة والضفة بهدف الغاء الدولة الفلسطينية ، يصاحبها تصريحات ترمب بشراء غزة وكانها شقة سكنية لاستثمارها ىسياحياً بعد اخلاء شعبها وايوائهم في اماكن جيدة كذبا وافتراءً كعادتهم في مثل هذه الامور.
لا نتنياهو ولا ترامب ولا غيرهم يستطيعون إلغاء دولة فلسطين، قد يعرقلون قيام الدولة زمنياً، لكن وجود فلسطين كهوية وكيان وحق تاريخي لن يزول، لأن الأرض والشعب والتاريخ أقوى من القرارات السياسية المؤقتة، إسرائيل نفسها بلا غطاء دولي وغربي مهددة بالزوال مع الزمن، بينما فلسطين راسخة منذ آلاف السنين وستبقى، ثم قطر البلد المسالم والحليف لامريكا ، الذي يستضيف اكبر قاعدة جوية في العديد باعتراف الرئيس الامريكي ترامب والمساند لها ماليا واقتصاديا ، ثم باقي دولنا العربية المستهدفة من قبل هذا الكيان المسخ .
في هذا الواقع المؤلم ، يجب ان يكون لدولنا العربية والاسلامية موقف ايجابي لما يجري ضد المدنيين الفلسطينيي يحد من افعال الشر الذي تقوم اسرائيل وامريكا ،ضدهم في غزة والضفة، ثم تهديد المجرم النتن ياهو بالتدخل السافر في دولنا العربية في اي وقت تشعر اسرائيل بالتهديد لامنها الوطني .
انه واقع مؤلم ومعروف ولا يحتاج الى شرح مني او من سواي ويعرفة الداني والقاصي ، وشكرا للشعوب الغربية والاسيوية الغير عربية وغير مسلمة لدعمهم للفلسطينيين سواء بالطرق الشرعية القانونية في مجلس الامن او العلنية ، والله واقع مؤلم، وبات العالم ينتقدنا للمواقف السلبية والغير مبالية في تهديد امننا القومي وسيذكر التاريخ باننا تركنا فلسطين فريسة سهلة تنهشها الكلاب الصهيونية ،حجتكم البائسة حماس وحماس اشرف واشجع خلق الله في هذا الزمن البائس ومن بعده الشعب الفلسطيني الذي تحمل كل البؤس والصبر على عنصريات اليهود الصهاينة ، شكرا لهذا الادعاء الباطل فحماس تقاتل بدلا عنا منذ حوالي سنتين ، تدافع عن ارثها ووطنها وحقوقها المغيبة بسببنا منذ الاحتلال الصهيوني الغاشم فلو استذكرنا التاريخ ماجرى لهذا البلد الذي كرمه الله ببيت المقدس الشريف مسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قاتل من اجله قادة المسلمين العرب ضد اعداء الدين المحتلين لهذا البلد نستذكر بعضها بايجاز لعل العرب والمسلمون ترعوي وتتحرك فيهما الغيرة والشيمة العربية والاسلامية لانقاذ القدس وشعبها الفلسطيني .
ألخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه (13 هـ) بعد فتح المسلمين للشام في عهد الخليفة أبي بكر الصديق، استكمل الفتح في عهد عمربن الخطاب ، وتسلم مفاتيح القدس بصلحٍ تاريخي اطلق عليها(العهدة العمرية)، فأصبحت القدس لأول مرة تحت الحكم الإسلامي.
في عهد صلاح الدين الأيوبي في القرن السادس الهجري، بعد أن أحتلت القدس من قبل الصليبيين عام 1099م ، نهض صلاح الدين الأيوبي، وجمع شمل الأمة، وقاتل في معركة حطين 1187م، وتمكن من استعادة الاقدس وتطهيرها من الاحتلال الصليبي، وأعاد لها هويتها الإسلامية.
الظاهر بيبرس (1260-1277م) من قادة المماليك البارزين، قاتل التتار والصليبيين معًا، ونجح في حماية القدس من خطر السقوط مجددًا.
السلطان سليم الأول العثماني (1517م) دخل القدس بعد انتصاره على المماليك في معركة مرج دابق منذ ذلك التاريخ، أصبحت القدس تحت رعاية الدولة العثمانية أكثر من أربعة قرون
في كل مراحل الدفاع عن القدس في اليرموك والفتح العمري كان سلاح المسلمين سيوف ورماح بسيطة، لكن عزيمتهم وإخلاصهم جعلت الإمبراطورية الرومانية تنهار أمام كفاحهم البطولي هذا ، انكم ياعرب تحاولون تبديد كل هذا بافعالكم وتطبيعكم مع هذا الكيان المجرم .
كيف يُقرر القران الكريم قتال المعتدين
القرآن الكريم هو دستور المسلمين يُقر وفق ضوابط واضحة لمسألة القتال والدفاع، ويبيّن أن الأصل هو السلم، ولكن إذا اعتدى الأعداء على المسلمين أو على ديارهم ودينهم، فالقتال يصبح مشروعًا بل واجبًا، كما يقرّر القران الكريم لردّ العدوان، وحماية الأرض والعرض، والدفاع عن الضعفاء، مشروعية القتال دفاعًا عن النفس يذكر القران الكريم ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾(البقرة: 190) عليه القتال حق مشروع ضد من يبدأ بالعدوان، والكيان الصهيوني بدء القتال وشردوا وهجروا شعب بالكامل منذ الاحتلال لفلسطين 1948 ولا يزال حتى الان مع النهي عن تجاوز الحدود الشرعية.
وفي قتال من يُخرج المسلمين من ديارهم ذكر القران الكريم ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ﴾ (الحج: 39-40) وهي أول آية نزلت في القتال، وتقرر أن الدفاع عن الدين والوطن فعل شروع.
وفي مبدأ الرد بالمثل دون اعتداء ﴿فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ (البقرة: 194) والمعنى القران الكريم يشرع للمسلمين رد العدوان بمثله، دون ظلم أو تجاوز، وهذا اللي يجري من قبل الفلسطينيين منذ الاحتلال الاسرائيلي الغاشم حتى الان . انهم يقاتلون المعتدين نيابتاً عن الامة العربية والاسلامية تطبيقا للشريعة الاسلامية دون اعتداء.
السؤال المطروح للشعوب العربية في ظل الاوضاع الحالية وما تقوم به اسرائيل من انتهاكات غير انسانية ولا اخلاقية للفلسطينيين المدنيين ، وباقي دولنا العربية ..هل يصح السكوت عنها؟.
فلسطين منذ أكثر من سبعة عقود تتعرض لاحتلال غاشم بقوة مفرطة كوسيلة لفرض واقع استيطاني صهيوني كاره علناً للعروبة والاسلام بدعم امريكي، رافقته سياسات قتل جماعي وتهجير قسري وتشريد لملايين الفلسطينيين، واليوم مع تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين في غزة والضفة الغربية، يبرز التساؤل هل يصح سكوت العرب والمسلمين أمام هذه المأساة؟ ساناقش هذه الجزئية وفق الابعاد التالية :
البعد الشرعي
القرآن الكريم والسنة النبوية يضعان قاعدة راسخة في وجوب نصرة المظلومين ودفع المعتدين. قال الله تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ﴾ (النساء75
كما قال ﷺ: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه" أي لا يتركه عرضة للعدوان.
وبذلك يصبح السكوت عن نصرة الشعب الفلسطيني تقصيراً شرعياً، لأن الدفاع عن الأرض والعرض واجب لا يسقط بالتقادم .
البعد السياسي والقومي
فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، بل هي قضية العرب جميعًا، بل قضية الأمة الإسلامية بأسرها، القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين، وأرض الإسراء والمعراج. لذلك، التخلي عنها أو تركها فريسة للاحتلال يضرب في الصميم الهوية العربية والإسلامية.
كما أن التاريخ القريب يثبت أن كل محاولة للسكوت أو المساومة مع الاحتلال لم تؤدِّ إلا إلى المزيد من التوسع الصهيوني والاستيطان وفرض الأمر الواقع.
البعد الإنساني والقانوني
وفق القانون الدولي، ما تمارسه إسرائيل من قتل للمدنيين، تهجير جماعي، حصار وتجويع، هو جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. الصمت الدولي – وخاصة العربي والإسلامي – يُفهم باعتباره تواطؤًا غير مباشر، ويمنح المعتدي غطاءً للاستمرار.بافعاله العدوانية الغير مبررة .
وفي المقابل، نرى شعوبًا غربية – رغم بعدها عن القضية – تخرج في مظاهرات متواصلة تنديدًا بالعدوان، بينما يسود الصمت الرسمي في دول عربية وإسلامية، وهو تناقض صارخ بين موقف الشعوب وموقف الأنظمة.
في باقي دولنا العربية
في سوريا. بعد تحريرها من حكم بشار الاسد ، شنت اسرائيل مئات الغارات الجوية على مواقع عسكرية ومدنية بحجة منعها من تهديد الكيان ، ولكن هدفها تقويض النظام الجديد ومنعه من استقرار اوضاعة السياسية ،أسرائيل تستخدم السويداء وشعبها الدرزي ،كورقة ضغط على دمشق عبر استغلال الطابع الطائفي لقربها من الجولان والأردن، وربطها بمشروع الفرقة الداخلية. فهي لا تريد حربًا مباشرة مع الجيش السوري هناك، لكنها تسعى لإبقاء النظام السوري منشغلًا بخطر داخلي محتمل، حتى يظل ضعيفًا ومقيّد الحركة إقليميًا.
في لبنان. اعتداءات متكررة، اغتيالات، وحرب مفتوحة مع حزب الله، أسرائيل لا تنظر إلى لبنان كدولة طبيعية، بل كساحة مفتوحة للصراع، ولها أهداف استراتيجية لسعيها المستمر لعدم الاستقرار، حتى لو تقلص دور حزب الله أو جرى تحجيمه فاهدافها المعروفة اهمها منع قيام دولة لبنانية قوية ثم القبول في أبقاء حزب الله ذراع ايران في لبنان لاستثمار الانقسام الطائفي ، إسرائيل لا تسعى فقط إلى تحجيم حزب الله، بل إلى جعل لبنان دولة عاجزة عن النهوض والاستقرار، كي تظل الحدود الشمالية لإسرائيل آمنة من خطر جيش أو مقاومة منظمة، ولكي تبقى ثروات المنطقة تحت سيطرتها.
في اليمن. تسعى اسرائيل تدخلها في هذا البلد إلى السيطرة غير المباشرة على باب المندب والممرات البحرية،وإقامة قواعد مخابراتية وعسكرية في البحر الأحمر،ثم التحكم في طرق التجارة والطاقة، وضمان بقاء المنطقة في حالة تفكك وضعف مستمر.
واخيرا عدوانها السافر على قطر. في 11 ايلول /سبتمبر 2025، شنت إسرائيل هجومًا جويًا على العاصمة القطرية الدوحة، مستهدفةً اجتماعًا لقيادة حركة حماس كانت تناقش مقترح وقف إطلاق النار المقدم من الولايات المتحدة الامريكية، شاركت فيه 12 طائرة مقاتلة في قصف منطقة في حي (لقطيفية) في الدوحة، حيث ألقت ما يقارب 10 صواريخ على مجمع سكني يُستخدم كمقر لقادة حماس. يبدوا الهدف من الهجوم هو تعطيل جهود الوساطة ووقف إطلاق النار، وقد يدل على تحول إسرائيلي نحو التصعيد بدل التفاوض.
مقترح للاجراءات المفروض اتخاذها عربياً
توحيد الموقف السياسي باصدار موقف عربي مشترك من خلال الجامعة العربية يصف هذه الأفعال بوضوح بأنها عدوان ممنهجة لانهاء الوجود الفلسطيني صاحب الارض ، ويطالب بوقفها.
رفع دعاوى مجتمعة أمام محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية بخصوص الاعتداءات.
طرد السفراء الإسرائيليين من الدول العربية المطبِّعة. مع اسرائيل.
تخفيض العلاقات الاقتصادية والسياسية إلى الحد الأدنى.
بناء قوة دفاع عربية مشتركة، لا للهجوم، بل لردع أي خرق للسيادة.
تسخير الاعلام العربي يكشف للرأي العام العالمي حقيقة الاعتداءات الإسرائيلية في فلسطين وخارجها، ويظهرها كقوة مهددة للاستقرار الدولي.
تفعيل الدعم الشعبي: لكونها أكثر صلابة من الحكومات، من خلال السماح بالمظاهرات الداعمة لفلسطين والدول المتضررة من الاعتداءات.
ختاماً
إسرائيل تمارس عدواناً متكرراً بلا رادع، مستغلة ضعف الموقف العربي لتفرض نفسها قوة مهيمنة، والسكوت العربي الرسمي عنه يفتح الباب لمزيد من التهديدات فالمطلوب ليس الحرب بالضرورة، بل موقف عربي جماعي يوازن بين القوة السياسية والقانونية والاقتصادية لردع إسرائيل عن التمادي. في افعالها العدوانية مستغلة الموقف الامريكي الداعم لكل افعالها الخارجة عن القانون وافلاتها من العقاب تاسياً من المثل المعروف من ( من امن العقاب اساء الادب )
695 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع