هاشم التميمي
النسيج الوطني العراقي بخير : قضية المغدورة الدكتورة بأن نموذجا
تم تعيين المغدورة الدكتورة بان بصفة رئيسة لجنة الامراض النفسية خلفا لدكتور سابق هرب خارج العراق وكان هذا التعيين ليس اعتباطيا اعتقد ان القرار كان قرارا مدروسا وبعناية بالغة . فالمغدرورة رحمها الله هي من الطائفة السنية الكريمة وكان العابثون يتصورون و يعتقدون انها مستضعفة وانهم سوف يستطيعون ان يملوا عليها كل ما يريدون وانها لن تستطيع ان تقول لهم لا . فلديهم الكثير من الجرائم التي يريدون ان تختفي وان لا يتم تسليط الضوء عليها بل ان تموت والى الابد . وان الكثير من الجرائم والمجرمين سيتم تحويرها والباسها لباس هم يريدونه.
لكن المفأجأة كانت صادمة فالدكتورة التي اعتقدوا انها ضعيفة لقنتهم دراسا بالقوة والنبل والعزيمة التي لا تحيد فلم ترهبها تهديداتهم بالتصفية والقتل ولم تغريها عروضهم بالاموال الطائلة والوعود المعسولة والجاه والسلطان فأختارت ان تموت شهيدة لم تساوم على مبادئها ولا على قيمها .
اليوم وبعد موت الدكتورة هي صارت ايقونة ليست عراقية بل عالمية لرفض الظلم والصمود بوجه المجرمين والقتله وعلمت هولاء الحثالة انها لا تباع ولا تشترى وهي ثابتة على ما امنت به وما تربت عليه وهي بالضبط كما قال امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام ( لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه) وهي فعلا مشت في طريق الحق الى نهايته ولم تخاف بل من افترى عليها وقتلها اليوم هو خائف لا يعرف اين يختبأ من غضب العراقيين وغضب الانسانية.
هذه الشابة البريئة علمت الناس الكثير فقبرها اليوم محج تزوره الالاف حتى في الهند قام احد الهنود هناك بعمل سبيل ماء بثوابها وقبرها صار يزار. هذه الشابة العشرينية علمتنا الكثير بل هي مرة ثانية اثبتت ان العراقيين لحمة واحدة سنة وشيعة وان الصراع بينهما هو صراع كاذب لا اساس له من الصحة فابناء الطائفة الشيعية الكريمة كاموا اكثر الناس ممن دافعوا عنها وتظاهرا واعلنوا العصيان في البصرة الفيحاء اكثر من اخوانهم ابناء الطائفة السنية الكريمة وهم مرة اخرى يثبتون ان العراقيين امة واحدة بسنتها وشيعتها وعربها وكردها وتركمانها وان هذا الشعب عصيا على التفرقة وهو شعبا عظيم يحب ويدعم كل شريف يحب بلده ولا يقبل بالظلم والطغيان بغض النظر عن قوميته او طائفته فحظن الوطن يجمعنا وعراقيتنا هي انتمائنا .
هذه الدكتورة الرائعة كشفت ان اللحمة الوطنية عصية على المتأمرين ومن يصطاد بالماء العكر وان العراقيين هم رجلا واحد عندما يقتضي الامر ولا يفرطون بوطنهم ووطنيتهم عندما يتطلب الامر ذلك . فهنيأ للعراق بك وهنيئا للعراق باولاده النجباء الاحرار الابطال الذي يقفون كالطود الشامخ بوجه كل من يريد ان ينال من هذا الشعب الحر الابي . وان اللحمة الوطنية العراقية قوية وعصية على الغيروهي بخير .
نقول لروح الدكتورة بأن نامي قريرة العين فكل الشعب معك وهم من سيأتي بحقك ولو بعد حين . تحية لك وتحية للقيم والمثل العليا التي تربيت عليها والتي لم تساومي عليها.
نامي قريرة العين فمثواك الجنة ان شاء الله وان حقك ات لا محالة وان العراقيين الموجودين خارج العراق قد تبنوا قضيتك وهم بصدد رفع قضايا على المجرمين الذين تلطخت ايديهم بدمك الطاهر الطهور فستلاحقهم المحاكم الدولية اينما حلوا . ( بسم اللله الرحمن الرحيم ولكم في القصاصا حياة يا اولي الالباب ) وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.
1399 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع