غزة تحت التهديد: الاحتلال قادم والناس بلا حماية

 أسامة الأطلسي

غزة تحت التهديد: الاحتلال قادم والناس بلا حماية

في ظل تزايد الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار والتدخل الإنساني، تتسرب أنباء عن استعدادات الجيش الإسرائيلي لاحتلال مدينة غزة. وإذا صحّت هذه الأنباء، فإن السؤال الأهم يبقى: من سيدفع الثمن هذه المرة؟

منذ ما يقارب العامين، يعيش سكان غزة بين مطرقة الحرب وسندان الحصار والجوع. يموت الأطفال جوعًا أو تحت الأنقاض، فيما تُترك العائلات لمصير قاسٍ لا يملك أحد أن يتصوره إلا من عاشه. في المقابل، يتابع الغزيون بيانات القيادة الخارجية لحركة حماس، وعلى رأسها خليل الحية، وكذلك القيادة المحلية في غزة ممثلة بعز الدين حداد، دون أن يلمسوا تحركًا جادًا لإنهاء هذه المأساة.

المؤلم أن الخطاب الرسمي يتحدث كثيرًا عن "الصمود" و"المقاومة"، بينما الناس يسألون بمرارة: إلى متى؟ هل المطلوب أن يظل المدنيون وقودًا لهذه الحرب التي لا نهاية لها؟ أليس من مسؤولية القيادات ـ أينما كانت ـ أن تعمل بكل ما أوتيت من قوة لإيقاف نزيف الدم والمجاعة بدل الاكتفاء بالشعارات؟

إن الاحتلال الكامل أو الجزئي لغزة، إذا وقع، لن يكون هزيمة لفصيل بعينه، بل سيكون كارثة إنسانية على مليونَي إنسان لا ذنب لهم سوى أنهم وُجدوا في هذه البقعة الصغيرة. والأدهى من ذلك أن حالة الانقسام الفلسطيني تمنح إسرائيل فرصة لمواصلة خططها التوسعية دون رادع حقيقي.

اليوم، أكثر من أي وقت مضى، على القيادات الفلسطينية أن تضع خلافاتها جانبًا وأن تدرك أن الشعب لم يعد يحتمل المزيد من الموت والجوع. فالتاريخ لن يرحم من كان بإمكانه وقف المأساة ولم يفعل.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

925 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع