ترامب اللعوب رجل القلاقل والحروب يدعو للسلام ومنصاتنا تؤجج نيران الخصام!

 أحمد الحاج جود الخير

ترامب اللعوب رجل القلاقل والحروب يدعو للسلام ومنصاتنا تؤجج نيران الخصام!

قال تعالى في محكم التنزيل : وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُوا وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا ".

إذا أبصرت العوام في يوم من الأيام وهم يخوضون في أعراض العلماء ويتجادلون في علم الكلام ، وإذا سمعت بعلماء المدارس الفكرية والشرعية المختلفة وقد تركوا الوعظ والإرشاد وعلى منوالها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أزمنة الفتن والكبائر و الرذائل والآثام ليتفرغوا بدلا من ذلك كله إما للتطبيل للساسة والحكام ، أو التعريص للمعارضة السياسية ومن على شاكلتها من بعض الجماعات والفئام ،وما يتمخض عن التطبيل ، وما ينجم عن التعريص من تسقيط وتخوين وتبديع متبادل في الداخل والخارج بين العلماء الأعلام، فاعلم بأن القوى -الاستدمارية- الغاشمة على الأبواب يساندها شذاذ الآفاق اللئام ،واقرأ على بلدك ،أو بالأحرى ما تبقى منه السلام ، واعلم يارعاك الله بأن جمهورك سيضيع بعد شكه وارتيابه بكلكم المتولد من رحم تفسيق بعضكم لبعضكم بين مطرقة الأفكار التغريبية وسندان المدارس الاستشراقية ، وحول كتب الالحاد واللادينية واللا أدرية والعبثية والوجودية البديلة لصراعكم التسقيطي المقيت المتواصل قد حام وهام ،وبين أذرع ما يسمى بـ التنوير= التزوير المفتوحة وفي أحضانه قد توسد ونام ..نقطة راس سطر،جفت الصحف، ورفعت الأقلام ، فما بالكم وانتم تواصلون صراعاتكم وتبررونها وتسوغونها وتشرعنونها وتسوقونها للناس على أنها واجب العَصرِ والمِصر، وتصعدون من وتيرة الخلافات باضطراد في حقب النوازل والحادثات التي تتطلب الحكمة والحُلمَ والتعقلَ والمنطقَ بدلا من تصعيد حدة التسقيط العشوائي، والخطاب اللا مسؤول المتشنج عاما بعد عام ؟!!

أقول ما قرأتم بعد أن تركت صفحات ومواقع ومنصات عربية وإسلامية يموج بعضها ببعض حيث التسقيط والتخوين المتبادل على أشده و بما زاد عن حده، وأفلت من عقاله وفاض على كل من حوله ، وبما يدعو الى الريبة بشأن هوية الجهات التي تقف وراء هذا التصعيد الصادم وغير المسبوق بالمرة ،يحدث ذلك في وقت قال فيه ترامب الفتن والقلاقل اللعوب ، رجل الفضائح والعنصرية والرأسمالية البشعة والحروب ، وحاول أن تتصور حجم الكارثة ، ومن خلال برنامج (فوكس إند فريندز) : "أحاول دخول الجنة إن أمكن، صحيح أنني لست في وضع جيد ، وأنا فعلا في أسفل السلم ، إلا أنني وإذا ما تمكنت من دخول الجنة، فسيكون تحقيق السلام على يدي بين أوكرانيا وروسيا أحد أسبابها !!" وأزيد بالقول ، أيعقل أن ترامب يصرح علانية - وإن كان كاذبا وهو كذلك بالفعل - ويفصح عن رغبته في دخول الجنة عن طريق إرساء السلم أملا بالحصول على جائزة نوبل للسلام ، فيما نواصل نحن أمة الإسلام تخوين بعضنا بعضا على رؤوس الاشهاد الى درجة تشويه السمعة ، وتأجيج النعرات، وتكسير العظام ، نفعل ذلك وباصرار عجيب لا يتوقف فيما يقول نبينا الاكرم ﷺ خير الأنام : " أيُّها الناسُ أفشوا السلامَ وأطعِموا الطعامَ وصِلُوا الأرحامَ وصَلُّوا بالليلِ والناسُ نيامٌ تدخلوا الجنةَ بسلامٍ" ، ويقول ﷺ "والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم " .

وأضيف ، هل سمعتم يوما بـ "إلجام العوام عن علم الكلام" ، هذا هو عنوان آخر رسالة علمية كتبها الإمام الغزالي رحمه الله تعالى ، قبيل وفاته بأسبوعين فقط بعد أن تنامى الى علمه حجم خوض الأميين والجهلة والسوقة والشطار والعيارين وسقط المتاع ومن كل الطوائف والملل والنحل في علم الكلام ، وبعد أن تناهى الى سمعه جرأة كل من هب ودب من حدثاء الأسنان ، وسفهاء الأحلام على تسقيط الآخرين وتبديعهم وتفسيقهم، بل وتكفيرهم أيضا،من دون أن يفرق خلال عملية التسقيط بين عالمهم وجاهلهم ، ولا بين غنيهم وفقيرهم ، وبما أشكل على كثيرين من السابقين واللاحقين ،وشوش عليهم دينهم حرفيا ، وبما تسبب أحيانا بنكوص أو بخروج بعضهم من ملة الإسلام ليصدق فيه قول الشاعر قديما :

ما زاد حنون في الاسلام خردلة ..ولا النصارى لهم شأن بحنون

كل ذلك انطلاقا من سوء فهمهم لكل، أو جل ما ورد في هذا العلم الكبير الذي يعنى بالعقائد الدينية ولكن من خلال الأدلة النقلية والعقلية ، وبما كان له ما يبرره وقتئذ للرد على كم الشبهات ، والإجابة على عديد التساؤلات الحائرة التي أثارها الداخلون الجدد من الملل والنحل الأخرى إلى الإسلام الحنيف ، وسؤالهم عن أسماء الله تعالى وعن مكانه وصفاته وربوبيته وألوهيته سبحانه جل في علاه وليس كمثله شيء ، وكل ما خطر ببالك فالله تعالى خلاف ذلك !
اليوم وبعد أن عاودت المعارك المستعرة بين الكلاميين بتحريض مباشر أو غير مباشر من قبل الحزبيين والسياسيين حتى بدأت رفوف المكتبات ومعارض الكتب تغص مجددا بهذا النوع من الكتب المصممة والمطبوعة بكل أناقة وبكميات لا تحصى وكأن أياد ثرية وخفية تقف وراءها حتى أن أحد المثقفين العرب ممن حضروا معرض اسطنبول للكتاب قال ما نصه " يكاد القلب ينفرط وأنا أشاهد اتباع السلفية والأشعرية والصوفية وكل واحد منهم يحاول التصادم وفرض الحضور على الطرف الآخر!!" ، وأنوه الى أن مكتبات بغداد كافة سبق وأن غصت أيام الحصار الغاشم وقبل ثلاثة أعوام من احتلالها أمريكيا بكتب علم الكلام ، ومن ثم اختفت هذه الكتب عن بكرة أبيها بعيد الاحتلال البغيض وعلى حين غرة وبما يشي بأن الغاية الخفية من نشرها - وفي مقدمتها تمزيق وحدة الصف، وإلهاء الجماهير، وإضعاف الأمة - قد انتفت بدخول الاحتلال بصفته هو من سيتولى ذلك بنفسه بمعية ذيوله وأذرعه ووكلائه حاضرا ومستقبلا !! ،لتطفوا مجددا الى السطح هذه الأيام في أرجاء العالم العربي وبما يؤشر عندي الى أن احتلالات عديدة قادمة ، وحوادث جسام كبرى ستحدث في عامة المنطقة ما لم نتنبه ونرعوي ونتوحد ، مع الفارق الكبير عن زمن الغزالي رحمه الله تعالى،فيومها وحين طالب بإلجام العوام عن علم الكلام ، لم يكن هناك مواقع تواصل ، ولا سوشيال ميديا ، ولا هواتف نقالة ، ولا انترنت ، ولا تيك توك ، ولا تويتر ، ولا يوتيوب ، ولا فيسبوك ينقل الخلاف الكلامي ، والاتهامات المتبادلة على نحو هذا قدري وذاك مرجئي أو جهمي أو معتزلي أو ماتريدي أو مجسمي أو أشعري وعدد ما شئت من أسماء وصفات وعناوين يظهر منها كل جديد على مدار العام وأخيرها وليس آخرها "سروري وحدادي ومدخلي وجامي " كل ذلك خلال ثوان معدودة عبر الفضاء السيبراني وبضغطة زر من أصبع " فخفخاي بعبعي" والوحدة 8200 الالكترونية بهدف شق الصفوف واشغال الأمة بقضايا ظلت عالقة طيلة 12 قرنا خلت وكلها تدور داخل الحلقات الدراسية ، وبين دفتي الرسائل العلمية ، وخلال المحاضرات ، أو المناظرات المعتبرة بين العلماء الأعلام يتناقل العوام ما يصلهم من فتاتها ليتجاذبوا أطرافها - مع بعض البهارات والتوابل بطبيعة الحال - ، أما اليوم وبينما الأمة كلها محاصرة من كل حدب وصوب ، بوجود مخططات وبرامج وأجندات وبروباغندات دولية كبرى للتضييق عليها وحصارها مائيا وزراعيا وصناعيا وتجاريا، وبوجود خرائط - شرخ - أوسط جديد تطبخ في أروقة الدول الصناعية السبع على نار هادئة وهي في طريقها للتنفيذ قريبا لا سمح الله ، حيث خارطة برنارد لويس الانشطارية لتقسيم الدول المقسمة أساسا باتفاقية سايكس بيكو الى كيانات هزيلة جديدة بحدود مصطنعة جديدة وبكل ما سيتمخض عنها من صراعات وحروب دموية جديدة ، يقابلها مخطط حدود الدم "للجنرال رالف بيترز "، وممر داود الصهيوني،لتحقيق حلم دويلة اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات ، ومثلها الممر الهندو- أوروبي عبر المنطقة العربية وصولا الى الكيان المسخ اللقيط ، كذلك مبادرة الحزام والطريق الصينية الرامية الى إحياء طريق الحرير القديم ، كذلك الحال مع " ممر زنغزور" ويطلق عليه "ممر ترامب"،عبر أرمينيا،وصولا الى اذربيجان فتركيا فأوروبا، والذي ستحتكر أمريكا حق تشغيله وادارته وتأمينه والحصول على أكبر قدر من عائداته ولمدة 99 عاماً بحسب الاتفاقية المبرمة !!

وبعد أن تداعت علينا الأمم ، تداعي الاكلة على قصعتها- وبدلا من أن نتوحد ونتآلف ونرص الصفوف ونتآخى ونزيد من وعينا وانتباهنا لما يحاك ضدنا، وإذا بنا نسقط بعضنا انطلاقا من علم الكلام "وبما وصل الى حد محاولة كل فريق إخراج بقية الفرق من مسمى أهل السنة والجماعة وسعي كل واحد منها الى احتكار هذا العنوان العريض وذلكم المسمى لنفسه فحسب تماما كما فعلناها في تسعينات القرن الماضي ، ولاشك أن المطلوب حاليا و بإلحاح شديد هو كتابة مقالات ، وتأليف رسائل متممة ولكن بعنوان ومضمون جديد تدور حول "تنبيه الخواص من مخاطر تسقيط العلماء وأهل الاختصاص والكف عن بعض الهذار والهراء وكثير من - اللواص- ".

ولا غرو أن من نتائج حرب التسقيط - العلمائية - السيبرانية الكارثية وعطفا على تحذيري السابق من هول تداعيات وإفرازات هذه الحرب القمئة عبر مواقع السوشيال ميديا وعلى لسان نظرائهم من العلماء الآخرين ممن يخالفونهم في الفكر والمنهج ..هذا الناقد الفني المثير للدجل والجدل طارق الشناوي ،وبعد أن سمع عددا من العلماء وهم يتهجمون على الشيخ الشعراوي ، بين الفينة والأخرى محاولين التقليل من شأنه ومن طروحاته ،وإذا بالشناوي يقتبس بعض ما قالوا ليتجرأ - تماما كما فعلت فاطمة ناعوت ، التي وصفت محبي الشعراوي بأنهم لا يعرفون عنه شيئا سوى الدعاء الذي يذاع عقب الأذان !! وعلى منوالها أبو شيالات ابراهيم عيسى، والكاتبة فريدة "طار في الهوا شاشي" وللمرة الأولى على مهاجمة الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى ،واصفا الشيخ الجليل بأنه كان على خلاف مع العلم ومع حقوق المرأة، مطالبا بـظهور ما وصفهم بـ "جيل جديد من الدعاة المستنيريين !!!" ولعلها الثمرة الفتاكة المسمومة التي يخشى الجميع من تناولها والناجمة عن حرب التسقيط - العلمائية - المحمومة في حال استمرارها أكثر من دون التحذير من تداعياتها الخطيرة وبالأخص على جيل الشباب ( زد وألفا ) ،وقد ندبت نفسي للتصدي لهذه الظاهرة المقيتة، والتحذير من فخاخها ومن شراكها المنصوبة للجميع من الآن فصاعدا ومن الله تعالى وحده التوفيق ، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، ورب حامل فقه غير فقيه !!

وأذكركم مجددا ،والذكرى تنفع المؤمنين، بأنني سبق وأن حذرت من "أن الحرب -العلمائية - المستعرة عبر الفضاء السيبراني بين العلماء أنفسهم، وتحت عناوين مختلفة ، وبدوافع شتى بعضها قُطرية (=علماء أجلاء من بلد اسلامي ما يهاجمون علماء أجلاء ولكن من بلد آخر جهارا نهارا لأن حكومات بلدانهم ليست على وفاق فيما بينها ، ولا داعي لذكر اسماء الدول العربية والاسلامية المتورطة في ذلك حاليا !!) ،وبعضها قومية ( = علماء أجلاء من قومية ما يهاجمون علماء أجلاء من قومية أخرى والعنوان العريض هو - نقاش علمي ، وحوار فكري بناء ، والحوار وإن تضمن اختلافا وتقاطعا في وجهات النظر إلا أنه قطعا لا يفسد للود قضية - وحقيقة الأمر ليست كذلك بالمرة ، أولا لأنه ليس بحوار ولا اختلاف علمي بناء بين العلماء في نطاق الحلقات والمجالس العلمية والمجامع والروابط العلمائية المعتبرة ، ولا في اطار المناظرات الفقهية المحترمة بين جدران المساجد العامرة فحسب ، ولا حتى بين دفتي الكتب الرصينة ،والمؤلفات العلمية القيمة كما كان عليه الحال ماضيا ولقرون طويلة خلت ولا يحزنون ، وإنما قد استحال ولشديد الأسى والأسف الى صراع كسر عظم علني، والى تسقيط معيب جدا ، ومقلق للغاية وعلى رؤوس الأشهاد عبر منصة تيك توك ( = عدد مستخدميها 1.590 مليار بحسب شركة demandsage الامريكية ) ، ومنصة فيسبوك ( = عدد مستخدميها 3 مليارات ، علما بأن كل الهجمات العلمائية العلنية ضد بعضهم بعضا على هذه الشبكة العنكبوتية ستختزن في برنامج - ميتا إيه آي - للذكاء الاصطناعي التابعة لها ، وأي مخلوق على وجه البسيطة يحاول السؤال مستقبلا عن سيرة العالم الفلاني ، أو العالم العلاني فإن كل الهجمات العلمائية ضده ستظهر لهم على الشاشة وفي غضون ثوان معدودة ، إن لم يكن أقل !!) وعلى منوالهما منصة إكس / تويتر سابقا ( = عدد مستخدميها النشطين شهريا يعادل 600 مليون انسان ، وكل ما يكتب فيها من تغريدات ستوثق ضمن برنامج غروك للذكاء الاصطناعي التابع لها ، بمعنى أن هجمات العلماء ضد بعضهم بعضا ستعد مرجعا للباحثين مستقبلا عند اللجوء الى برنامج الذكاء الاصطناعي غروك ) ومثلها منصة يوتيوب ( = عدد مستخدميها النشطين شهريا أكثر من ٢.٥ مليار مستخدم ،وبواقع أكثر من 3 مليارات عملية بحث شهريا، يتم خلالها تحميل 2.4 مليون مقطع فيديو يوميا وبما يعد مادة دسمة وجاهزة ومختزنة لبرامج الذكاء الاصطناعي كافة وفي صدارتها حاليا تشات جي بي تي 5 ، وما على الضحية المغرر بها سوى أن تكتب عبارة - العالم الفلاني يهاجم العالم العلاني - حتى يظهر له عشرات ومئات والاف المقاطع في زمن التسقيط الالكتروني !!) ، أقول إن الصراع والتسقيط المقيت لايخلو من دفع داخلي رسمي ، أو شبه رسمي ، ولا يخلو من تحريض دولي وخارجي وبالاخص إذا ما احتدم الصراع وتصاعدت وتيرة التسقيط بين علماء السلطة من جهة ، وبين علماء المعارضة من جهة أخرى وهذا هو عين ما يحدث في مصر وليبيا والسودان وتونس حاليا ، و أما في العراق ولبنان وسوريا واليمن فإن التسقيط ماض على قدم وساق إلا ما رحم ربك بين علماء الطائفتين ليلا ونهارا وبما يدمي القلب ، ويدعو الى الرثاء !!) ، وبعضها بدوافع سياسية بحتة تقودها الحكومات العميقة ، والقوى الناعمة، وبعض الأحزاب ، علاوة على أجهزة المخابرات الدولية وفي مقدمتها الوحدة 8200 الالكترونية بقيادة أفيخاي أدرعي " وأصله عراقي " ، وصنوه ايدي كوهين " وأصله لبناني " ،وكلاهما ذيل للنتن جدا وبوقه الإعلامي ، وبعضها صراعات فكرية قوامها السخرية والتخوين والتشكيك والتنابز بالالقاب على نحو مقزز ، وقد وصل الحال وانحدر الى أن يعاير بعضهم بمدارس بعض وعلمائه من السلف الصالح ، فما هذا الهراء المقيت يا قوم ؟! " وهلم جرا من مسميات ما أنزل الله تعالى بها من سلطان ، وهو الذي سماكم المسلمين من قبل ، وحسبكم بهذا الوصف والتوصيف الرباني الجليل عزا وقدرا وفخرا، فعلام كل هذا التخوين والتنابز والغمز والهمز واللمز والطعن على الملأ وبما شوش على الشباب ، وأدخلهم في حيص بيص هم في غنى عنه في أزمنة الفتن والمثيرات، ولا سيما من خلال صفحات ومنصات التواصل الاجتماعي ،وعدد المنخرطين في هذا الفضاء المرعب أكثر من 5.5 مليار نسمة من أصل 8 مليار يعيشون على سطح الكوكب ، ويا فرحة متابعي محرك البحث غوغل وعدد مستخدميه 4.3 مليار إنسان بكم على خلفية التسقيط المخيف الذي يتابعه العالم ويختزنه وبما سبق وأن جاء على لسان ، أو كتب بأقلام علماء أجلاء ،بحق علماء أجلاء آخرين أمثالهم لهذا السبب أو ذاك ، وإن كنت أعجب فعجبي من أن فضاء كهذا لا حدود له كيف لا يستثمر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على بصيرة وبالحكمة والموعظة الحسنة ، وكيف لا يوظف في إحياء الفضائل وكبح جماح الرذائل ، لينشغل بعض الدعاة سامحهم الله تعالى، بتسقيط دعاة أمثالهم بدلا من انشغالهم بالارشاد والتوعية ، والأعجب من هذا التسقيط زعم أصحابه بأن غايتهم هي النصح والتنبيه لا أكثر ، وأقول " ألم تسمع ياهذا ويا ذاك ما قد قيل في الحكم من أن من نصح أخاه في جمع من الناس في شانه، ومن نصحه في السر فقد زانه" ، وأي جمع أخطر وأكبر من فضاء يتابعه المليارات من بني البشر ، والذي لم تجد جنابك غيره لتقدم نصحك على وفق زعمك لأخيك إلا من خلاله ، لقد فضحت أخاك وأكلت لحمة وطبخته متبلا على مرأى ومسمع من عامة الناس يا رجل، فعن أي نصح وتنبيه تتحدثون ؟!

وحسنا فعلت الكويت حين عزلت أحدهم قبل أيام عن الامامة والخطابة ، وجردته من منزله التابع للمسجد بعد أن تطاول على عالم من مذهب آخر في سلطنة عمان وبما كاد أن يثير فتنة بين البلدين العربيين الشقيقين ، وبين الشعبين المسلمين الجارين ، فكان بمثابة عقاب من جنس العمل لعله يكون رادعا ومنبها وناقوس تحذير للآخرين ممن يجدون صعوبة بالغة في إمساك ألسنتهم عن الخوض في إخوتهم ، مقابل اللوذ بالصمت المطبق إزاء أعداء الأمة !

وخلاصة القول "أيها العلماء الأعلام الأجلاء ومن جميع المدارس ،كفاكم تسقيطا لبعضكم عبر مواقع التواصل الاجتماعي والفضاء السيبراني ، فهذا مراد اللامنتمين والمستشرقين ، وعلى شاكلتهم من الافيخاي أدرعيين ، والنتن ياهويين ، والبن غفيريين ، والسموتريتشيين ، والإيدي كوهينيين ، وما يسمى بالتنويريين الجدد ، وتفرغوا بدلا من ذلك التسقيط المتواصل للدعوة والوعظ ، مستثمرين ما أتاحه الله تعالى أمامكم من فضاء واسع كان يحلم به من سبقكم وبما يمكنكم من إيصال أصواتكم بضغطة زر من بغداد الى الصين ، وواحدكم جالس في مكانه يشرب القهوة أو الشاي قبل أن يرتد إليكم طرفكم ، وقبل أن يقوم أحدكم من مقامه ، لوعظ الناس ونصحهم وإرشادهم وتعليمهم أحكام دينهم الحنيف وشريعتهم الغراء التي يجهلون معظمها ،واعلموا بأن التسقيط ماض على قدم وساق على ألسنة وأقلام أعداء وخصوم الإسلام ، فلا تكونوا عونا لهم على إخوانكم ...اللهم هل بلغت ..اللهم فاشهد .

أودعناكم أغاتي

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

927 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع