ترجمة النصوص الأدبية بين التحدي والإبداع

رنا خالد

ترجمة النصوص الأدبية بين التحدي والإبداع

لطالما استهواني الحديث عن الأدب بجميع تجلياته: رواية، وقصة، وشعرا، سواء في ثقافتنا العربية أو في آداب الشعوب الأخرى.

ومؤخرًا، حضرت ندوة ثقافية شهدتها مكتبة "اطراس" في المنصور ، تمحورت حول "ترجمة النصوص الأدبية"، وتحديدًا الشعر،

تحدّثت فيها الشاعرة والمترجمة د. وصال العلاق، بإدارة الدكتور سعد التميمي. وقد فتح النقاش أفقا ثريا للحديث عن هذا الفن الدقيق والحساس.
الترجمة الأدبية ليست مجرد نقل كلمات من لغة إلى أخرى، بل هي فن معقّد يتطلب من المترجم أن يكون أديبًا بقدر ما هو لغوي. فالشعر، على وجه الخصوص، يحمل في طياته استعارات وصورا وإيقاعا يصعب نقله دون أن يفقد روحه. لذلك، يحتاج المترجم إلى حسّ أدبي رفيع، وثقافة مزدوجة، ليحفظ للنص جماليته وأصالته.

إن الترجمة الأدبية جسر بين الثقافات، تنقل التجارب والمعتقدات والعواطف من ضفاف إلى أخرى، وتمنح النص حياة جديدة في لغة جديدة. لكنها أيضًا مسؤولية أخلاقية تجاه المؤلف، تتطلب احترام حقوقه، والحفاظ على قدسية النص وروحه. فالاستعارة، مثلا، لا تُترجم حرفيا، بل تُعاد ولادتها في اللغة الأخرى، وهو ما لا يقدر عليه إلا مترجم مبدع.

ولعلنا نذكر هنا ثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة: بين القصرين، قصر الشوق، والسكرية، التي أُعيد إنتاجها بلغات عدّة وأسهمت في فوزه بجائزة نوبل للآداب عام 1988. وكذلك "ألف ليلة وليلة" التي ألهمت الأدب العالمي، وكانت بوابة عبور لتراثنا العربي إلى الوعي الثقافي العالمي.

وفي الختام ، لا بد من الإشارة إلى أن الدكتورة وصال العلاق ليست مجرد مترجمة، بل هي أديبة متجذرة في بيئة الشعر، نشأت في كنف والدها الشاعر والناقد المعروف د. علي جعفر العلاق. وهي تحمل ماجستير في ترجمة الشعر، ودكتوراه عن صعوبات ترجمة المسرح، مع دراسة مقارنة لترجمات مسرحية "ماكبث".
إن تجربتها تمثل نموذجا مشرقا لهذا التداخل الخلاق بين الإبداع والترجمة.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

659 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع