مؤيد داود البصام
الجوائز وحقوقها المعنوية
تمثل الجوائز المهمة التي تقدم من قبل مؤسسات بحثية، لها حضورها وتاريخها، نقطة مشعة في تاريخ المحتفى به وبلده، بغض النظر عن وجهات النظر واختلافها، في إبداع المبدع ، وأكثر ما تنطبق عليه هذه الاختلافات ، على الإبداعات الانسانية( شعر، قصة، رواية،نقد، إلى آخره.)
بينما لا تمس الإبداعات العلمية ، لأنها لاعلاقة لها ولا مكان لها بحوار العامة.
ويكون الاحتفاء بمنجز المبدع، قضية وطنية وقومية لأكثر شعوب الأرض، ففيها تثمين وتمجيد للانتماء، وفيها يكف النقد، ليفسح المجال للاهتمام بالمنجز على الرغم من الاختلاف.
ولم يصدف أن قرأنا نقداً لمن ينال جائزة دولية، كونه ينتمي إلى طائفة أو عرق أو لون.
لكننا مع الأسف صرنا نسمح لأنفسنا بالتمجيد حسب الطائفة والعرق وبخاصة في العراق ، في مرحلة ما بعد الاحتلال.
أمام الترحيب الرائع الذي حظي به الشاعر الكبير حميد سعيد بعد فوزه بجائزة العويس، وهي التي نالها شعراء من العراق بعدد أصابع اليد أو أقل ، ولم ينبري أحد لتصنيف أي واحد منهم، على أساس التقسيمات التي جاءتنا في العقود الأخيرة.
فهل يجوز أن نشهد مثل هذا التقسيم وهو دخيل على مجتمعنا ومما جاء به الاحتلال ومن سيئاته.
في اعتقادي وقد أكون مخطئاً، هذا عيب أخلاقي، حين نخضع الابداع للمزاج، لأن هذا قصور فكري.
وهذا ما يجب أن يفهمه من يدعون الثقافة أو الانتماء اليها.
ان الابداع حالة إلهام ، قد تتوافق مع مزاج وروح هذا وقد تختلف مع ذاك.
لكن يبقى تكريم الشاعر الكبير حميد سعيد حالة اعتزاز للحركة الثقافية العراقية والعربية ، بجائزة نالها من شعراء العراق من قبل ، الجواهري والبياتي وسعدي يوسف وعلي جعفر العلاق، وقد نالوا هذا التكريم على إبداعهم .
569 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع