د. وَائِلْ اَلْقَيْسِي
كل ٤ سنوات "يانخلة هزّي رطب"
...الموقف الأخلاقي والقانوني والشرعي من قضية تكرار مهزلة الإنتخابات في العراق.
على عجالة وبدون مقدمات لابد من التذكير ببعض البديهيات وهي :
_ ان العراق تعرض في عام 2003 إلى غزو أميركي اعقبه احتلال إيراني إلى يوم الناس هذا.
ومعلوم ان من واجب الشعوب التي تتعرض للإحتلال ان ترفضه وتقاومه بكل السبل المتاحة وهو واجب شرعي وأخلاقي وقانوني.
_ والبديهية الأخرى الملازمة للأولى هي ان الدول الغازية والمحتلة تتحمل طبقا لكل نواميس وقوانين الأرض والسماء مسؤولية كل مايحصل للبلد المحتل من قتل وخراب ودمار ، والشواهد على مثل هذه الحالات كثيرة ، لكننا سنكتفي بذكر احداها، وهي عملية دخول العراق إلى الكويت في عام 1990 وبغض النظر عن المبررات او المسميات لذلك الاجتياح التأريخي ، وكيف فُرِضَت بالقوة على العراق جملة قرارات اممية وأحادية تحت غطاء أميركي _ غربي _ عربي جعلت العراق مرغما على دفع مئات المليارات من الدولارات كتعويضات للكويت ولكل الدول والشركات والأفراد الذين تضررت مصالحهم اعتمادا على ادعاءاتهم ، واغلبها مصطنعة وغير صحيحة ، ناهيكم عن الحصار القاتل الذي سبق انسحاب الجيش العراقي من الكويت.
هذا قياس حديث ومعاصر يدين ويفرض على الدول التي غزت واجتاحت واحتلت وتدخلت في الشأن العراقي بأي شكل من الأشكال ان تتحمل المسؤولية الكاملة عما جرى ويجري في العراق .
_ اما البديهية الثالثة فهي ان حماية مصالح البلد المحتل تتحملها دول او دولة الإحتلال ، جملة وتفصيل ، لكن والعالم كله يعرف إننا في العراق نواجه حكما مستبدا من حكومات متعاقبة ، محكومة ومعينة بقرارات أميركية _ إيرانية بشكل مباشر او غير مباشر اهلكت الزرع والضرع .
ولا نكشف جديدا عندما نقول ان الوضع العراقي تتحكم فيه الميليشيات الإرهابية الإيرانية المجرمة وربيباتها من قوى الإرهاب الأخرى ، وهي التي تُعَيّن وتُنَصِّب كل المسؤولين ابتداءا من رؤساء الجمهورية والوزراء والبرلمان وصولا إلى الجايجي، وهي التي تتحكم بكل المفاصل والحلقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والعسكرية والتعليمية والصحية وتُسَخِّر لها على الدوام افرادا نكرات من بقية اطياف الشعب العراقي ليكونوا الأداة الخبيثة التي تحقق مصالح إيران بالدرجة الأولى وغيرها من الدول في العراق ، وهؤلاء هم الذين يشرعنون ويجعلون من انفسهم غطاءا لأهداف ومشاريع دولتي الإحتلال ايران واميركا ، والأكثر من هذا ، جعلت منهم سيفا مسلطا على رقاب اهل المحافظات السنية بحجة انهم ممثلي هذه المحافظات في الحكومة والبرلمان وبقية مؤسسات الدولة الأخرى ، علما ان أوضاع العراقيين في المحافظات الأخرى لا يقل سوءا عن أخواتها من بقية محافظات العراق ، بإستثناء تهمة 4 إرهاب واعداد المعتقلين والمغيبين والمهجرين الكبيرة والتهميش وكذلك الايتام والارامل والثكالى فهي ماركة مسجلة باسم المناطق السنية حصرا .
اما اكذوبة الإنتخابات فهذه صارت مقرفة وممجوجة ومضحكة وهي عملية استغفال واستحمار واحتقار حقيقي للشعب العراقي (حاشاه) .
أن المليشيات المرتبطة بإيران صنَّعت واجهات حزبية كثيرة جدا في عموم العراق ، تحولت إلى امبراطوريات عميقة ومتغوّلة بسبب المال المنهوب من ثروات وقوت الشعب العراقي ، وهي تمتلك السلاح والقضاء والفُتْيا التي تشرعن انتخاب وتدوير ذات الاحزاب ونفس الأشخاص ، اي ان البعض يكون مرة (خوجا علي) ومرة( ملّا علي).
وفي كل دورة انتخابية يبدأ الإعلام الموجه والذباب الإلكتروني بممارسة اقذر أساليب الإقناع ، فتارة يتوسل المواطن وتارة يطبل ، والعمائم تتراقص والراقصات تردح لتلميع صور المترشحين للإنتخابات وتصويرهم على أنهم ملائكة ومنقذين وحلّالي مشاكل العراق بالعصا السحرية ، ولكنهم جميعا بعد الإنتخابات لن يراهم احد ممن انتخبهم إلا على شاشات الفضائيات التي تقطر سموم الطائفية والفساد والكذب .
أن من المعيب جدا ان ينخدع الإنسان اكثر من مرتين لانه في الثالثة سيكون مغفلا والقانون لا يحمي المغفلين .
ايها العراقيون ان السؤال الذي عليكم ان تجيبون عليه انفسكم ، هو : ماذا حققت لكم الانتخابات السابقة منذ احتلال وطنكم حتى الآن ؟!!
وماذا حققت لكم الأحزاب والأشخاص الذين لوثتم فيها اصابعكم وانتخبتموهم من قبل؟!!
ألم نتعلم منذ الطفولة المبكرة ان المؤمن لا يُلْدَغ من جحرٍ واحد مرتين؟!!
ربما يقول بعض البسطاء و(المغفلين) والجهلة منكم ان مقاطعة الانتخابات لن تجدي نفعا ؟!!
نعم.. انها لن تجدي نفعا عندما يبيع الإنسان صوته وكرامته وموقفه وشرفه لمن لا شرف وطني عنده مقابل( دجاجة مشوية او بطانية او مبردة او مروحة او راتب رعاية اجتماعية او عباءة او رصيد موبايل او وعود كاذبة مثل اكذوبة العفو العام الذي لم يستفد منه سوى كبار الفاسدين وتجار المخدرات والقتلة واتباع زنا المحارم واللواط فقط ، او وعود زيادة رواتب المتقاعدين او توزيع سندات قطع اراض وهمية... الخ) ليصبح كالذي تخلى عن ثروته ثم وقف على باب اللئيم ليستجدي لقمة ذلّ وهوان ، وعلى الأغلب سوف لن يجدها إلا في حاوية نفايات من اشترى صوته بثمن بخس ، او كذاك الذي ادخل الغزاة واللصوص إلى بيته فطردوه واحتلو البيت ، ليصبح مشردا هو وامه وابيه وزوجته وبنيه وبعدها يقف على ابوابهم ليهتف ( نريد وطن) ولكن لات ساعة مندم.
أن صوتك هو مستقبلك وكرامتك وحقك في الحياة الحرة والكريمة ، وهو غالٍ لا يُقَدّر بثمن فلا تستهن وتزهد به ، فهو السيف الذي سيضعونه على رقبتك انت ووطنك بعد أن يصعدون به على اكتافك من خلاله ، كما فعلوها سابقا .
الا يكفيك الخيبة والخذلان والفشل التي اصابتك في الدورات الانتخابية السابقة ، من خلال الأكاذيب التي مارسوها عليك خلال عقدين ونيِّف باسم الفتوى والحسين والعشيرة والقرابة والمناطقية والوعود الكاذبة لتعود من جديد وتقع في نفس الفخ وذات الخطأ؟!!
نحن لسنا ضد الإنتخابات ولا نكره الممارسة الديموقراطية ولا ندعو للفوضى مطلقا ، لكن نريدها بشرطها وشروطها ومقوماتها ، فلا يستقيم امر العراق إلا بعد أن تتظافر جميع الجهود ونثبت حقا إننا ابناء العراق النجباء، العراق الذي نتباهى به وبتأريخه ونفخر بأمجاد ابائنا وأجدادنا فيه .
أن عراقكم العظيم يدعوكم هذه المرة _ والتي ستكون الأخيرة على الأغلب _ ان تكونوا ابناءا بررة وعلى قدر المسؤولية التأريخية والشرعية الملقاة على عواتقكم في الوقوف معه بعدم اعطاء فرصة دستورية وقانونية جديدة لأعوان وخدم وذيول المحتل من فاسدين وعملاء ومرتزقة ومجرمين اوغلو في دمائكم وبيع وطنكم وسرقة حقوقكم وانتهاك حرماتكم .
أن عدم مشاركتكم في إعادة تدوير نفايات الأحزاب السياسية من خلال مايسمى بالإنتخابات سيسقطهم جميعا ويتخلص من شرورهم الوطن والشعب كله ويتحرر العراق ويعود إليكم...
فانتم اهله وليس هؤلاء اللقطاء ...
صوتك اغلى واقوى ماعندك فلا تستهن به ايها العراقي.
686 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع