د علوان العبوسي
27 / 5 / 2025
لاامل ولا رجاء لجامعة الدول العربية في حل قضايا الامة الرئيسة
مقدمة عامة
إنشأت جامعة الدول العربية في 22 اذار/ مارس 1945، في القاهرة من قِبل سبع دول عربية هي مصر، العراق، شرق الأردن (الأردن لاحقًا)، السعودية، لبنان، سوريا، واليمن،هذه الدول لأسباب تاريخية وسياسية تتعلق بوضعها انذاك وحصولها على استقلالها ،ميثاق الجامعة نص على أن أي دولة عربية مستقلة يحق لها الانضمام لاحقًا ،وبالفعل انضمت باقي الدول العربية تدريجيًا بعد حصولها على الاستقلال.
الاسباب التي ادت الى إنشاء جامعة الدول العربية
أُنشات جامعة الدول العربية، وكان من أول أهدافها دعم القضية الفلسطينية، بعد ان كانت فلسطين لا تزال تحت الانتداب البريطاني. في عام 1946 اعلنت الجامعة باجماع دولها أن قضية فلسطين هي قضية العرب الاولى ، وترفض التقسيم وتدعو لتحرك سياسي ودبلوماسي لحمايتها. في عام 1947 رفضت الجامعة مشروع تقسيم فلسطين الصادر عن الأمم المتحدة (القرار 181 في 29 تشرين الاول / نوفمبر 1947)، ثم العمل على توحيد الامة العربية.
التعاون العسكري كان من الأسباب الأساسية وغير المعلنة بوضوح في البداية لإنشاء جامعة الدول العربية، وجاءت فكرته استجابة لواقع سياسي وأمني متوتر، خاصة مع التهديدات الصهيونية في فلسطين،وقد تعثر التعاون العسكري العربي في تحقيق العديد من المواقف العربية اهمها مايلي:
• الخلافات السياسية بين الدول العربية .
• ضعف التنسيق العملياتي والتخطيط المشترك.
• غياب القيادة العسكرية الموحدة.
• تعدد الولاءات الدولية ، اهمها تطبيع البعض من الدول العربية مع الكيان الصهيوني خارج نطاق الجامعة العربية.
الميثاق
ميثاق جامعة الدول العربية ينص على أن اتخاذ القرارات يتم بالإجماع، وليس بالأغلبية، وذلك في القضايا الأساسية، فوفقًا للمادة السابعة من ميثاق جامعة الدول العربية ما يقرره المجلس بالأكثرية يكون ملزمًا لمن يقبله ، معنى ذلك ان القرار لا يكون ملزمًا لجميع الدول الأعضاء إلا إذا وافقت عليه بالإجماع ، اي ان الدول التي لم توافق ليست ملزمة بتنفيذه، هذا المبدأ أدى إلى ضعف فعالية الجامعة، خاصة في القضايا الكبرى مثل( الأزمات الإقليمية، النزاعات بين الدول الأعضاء، اتخاذ مواقف جادة تجاه الاحتلال أو التدخلات الخارجية).
الادوار المميزة للجامعة العربية بما يخص فلسطين
برايي اهم دور قامت به جامعتنا العربية منذ تاسيسهاهو محاولة توحيد العمل العسكري ولو بابسط اشكاله من خلال عقد مؤتمرات عسكرية سنوية بحضور ممثلين عن رؤساء اركان الدول العربية لتبيان وجهات نظرهم تجاه الكيان الصهيوني ،وهناك ممثلين عسكريين لكل دولة عربية لمتابعة متطلبات العمل العسكري، وكنت حاضراً ومعي احد الضباط الكبار ممثلين عن رئيس اركان القوات المسلحة العراقية عام 1990 في ابو ظبي ، تناولنا بشكل مشترك مع المندوبين العرب العديد من القضايا الداعمة للامن القومي العربي باستخدام القوات المسلحة تجاه التهديدات المعادية ، وكان حقا مفخرة لدول الجامعة العربية انذاك . ان عقد مثل هذه المؤتمرات المهمة والتي نتمنى تكرارها في مثل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها دولنا العربية لشحذ الشعور العربي لمستقبل الامة التي غيبت عنها ادوارها القومية قسرا وبصورة غير مباشرة من قبل امريكا واسرائيل وايران .
ندوة لدور القدرات العسكرية في تحقيق الامن القومي العربي – ابو ظبي 1990
ومن الادوار المهمة الاخرى هو موقف الجامعة العربية ومعها كل دولنا العربية عند قيام جمهورية مصر العربية توقيع اتفاقية كامب ديفيد مع الكيان الصهيوني في 26 اذار/ مارس عام 1978 برعاية امريكية وكانت هذه أول معاهدة سلام بين إسرائيل ودولة عربية، وهو ما أثار غضبًا عربيًا واسعًا، دون سبب مباشر اهمه عدم انسحاب اسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة، خاصة القدس، وقد تم نقل مقر الجامعة من القاهرة إلى تونس.
لقد كان يُنظر إلى توقيع مصر الاتفاقية بشكل منفرد، ومن دون التنسيق العربي، كـخروج على الصف العربي، واعتُبر تطبيعًا مرفوضًا في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي..
ثم أنتهاء المقاطعة العربية وإعادة مقر الجامعة إلى القاهرة، في 1990 مع استمرار الامين العام للجامعة في منصبه الوزير التونسي الشاذلي القليبي.
الادوار الاخرى للجامعة العربية اقتصرت على اللقاءات الاقتصادية البسيطة لمجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي ، مواضيع ذات علاقة بالزراعة ومعضمها بسيطة لاتمت صلة بالامن القومي العربي بصورة مباشرة ،ولم تحقق طفرات نوعية في الترابط والتنسيق المشترك الدائم لدولنا العربية .
من المؤسف اضمحل الدور القومي للجامعة العربية في الوقت الحالي سواء بدورها مما يجري في غزة او حيال اوضاعنا العربية ضد التهديدات الصهيونية والامريكية والايرانية وبات الوطن العربي كتلة عربية شبه ميتة تتلاعب بها توجهات وحدة الراي العربي البعيدة كل البعد عن القضايا العربية المعاصرة لايربطها الرابط القومي والانساني في منائ عن مايجري في غزة والضفة الغربية من تدمير وقتل يومي مبرمج للمدنيين بهدف فرض تهجيرهم القسري منها واستخدام سلاح التجويع بمنع الغذاء والدواء والاعانة الانسانية المقررة تدعمهم امريكا بكل قوة ومن سار على دربها بدوافع عنصرية مقيتة .
من الادوار الغير مرغوب بها للجامعة العربية من قبل بعض القادة العرب بعد احتلال العراق للكويت هو موقفهم يوم 10 اب 1990 ، بالسماح للتدخل الاجنبي والعربي لطرد العراق من الكويت دون التمعن والتهدئة في محاولة لايجاد حلول عربية- عربية بفرض انسحاب العراق من الكويت، ولكن القرار اتخذ بارادة الرئيس المصري حسني مبارك بواقع 12 موافقة (السعودية، مصر، سوريا، المغرب، لبنان، السودان، البحرين، قطر، الإمارات، الكويت، جيبوتي، الصومال ورفض 8 دول هي (الجزائر، ليبيا، تونس، موريتانيا، اليمن - الشمالي والجنوبي آنذاك- ، الأردن، فلسطين ،ويبدوا عدم السماح لتدخل الامين العام انذاك الوزير الشاذلي القليبي ورفضة لمثل هذا القرار الذي يسمح للتدخل الاجنبي في المنطقة دون محاولة حل مشكلة الانسحاب العراقي من الكويت، ادى الى استقالته كانسان عربي تونسي يرفض اي تدخل اجنبي في حل مثل هذه القضايا المهمة وهو موقف عربي يشهد له المنصفون في امتنا العربية .
كانت دلالات التصويت هو الانقسام الحاد الذي عكس حالة التمزق في النظام العربي، ووفّر الغطاء السياسي العربي لدخول قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لتحرير الكويت، ما أعطى التدخل بعدًا (عربيًا – دوليًا)، واليوم دولنا العربية تتحمل وز هذا التدخل الذي اصبح لصيقاً دائما لامناص منه فرض علينا ان واقعه كمحتل غير مباشرنسعى لخدمته باسم الديمقراطية ومتعلقاتها الجديدة البعيدة كل البعد عن هذا المبدء .
كل ذلك جعل من اجتماعات القمم العربية غير ذات جدوى وبدون فائدة لحل قضايا الامة وبات المعتدي المحتل يفخر بتطبيع نسبة غير قليلة من الدول العربية مع الكيان الصهيوني بمثابة ضربة قوية للواقع العربي المتفكك الغير موحد ولو باتخاذ مواقف عربية ايجابية لدعم فلسطين ضد هذا الكيان المستهتر بحقوقنا القومية ، هذا التفرق العربي جعل الكيان الصهيوني يقوى ويقوى يوما بعد الاخر بدعم امريكي خارقا كل القوانين الدولية والانسانية .
رب سائلا يسال ماهو الدعم العربي الايجابي المقصود عليه ممكن ايجازة بالتالي:
دعم اقتصادي ومالي مباشر مثل تجميد اي شكل من اشكال التعاون الاقتصادي والتجاري مع اسرائيل، مقاطعة كافة الشركات العالمية التي تساند الاحتلال، استخدام النفط كسلاح ضد الدول الداعمة للاحتلال ، اما الدعم السياسي فيتمثل بطرد السفراء الاسرائيليين للدول المطبعة مع اسرائيل لان الواقع الحالي في غزة يحتاج لمثل هذا الاجراء طالما اسرائيل لاتعي اية اهمية لهذا التطبيع ، ونحن نرى ان معدلات القتل وتدمير الدور والبنى التحتية في غزة والضفة الغربية تجاوز الحدود المعقولة حيث بلغ عدد الشهداء اكثر من 53900 الف شهيد منهم 15000 الف طفل ،وعدد الجرحى بلغ اكثر من 118000 الف معظمهم من الاطفال والنساء المدنيين ، ناهيك عن تدمير الاف الدور في الضفة الغربية بعد اخلاء ساكنيها كل ذلك الا يستحق موقف عربي واسلامي حيال ذلك وهل يقبل السكوت والخوف بهذا الشكل الضعيف الذي لم يمر بتاريخنا العربي والاسلامي .
في الختام
التاريخ سيشهد مدى ضعف الادوار العربية تجاه قضايا امتهم العربية وفلسطين وردود افعالهم خلال الاحتلال الصهيوني خاصة في الوقت الحاضر ، وقد تجاوزتها العديد من الدول الاوربية والاتحاد الاوربي ودول امريكا الجنوبية وجنوب افريقيا ، والدول الافريقية ،والامم المتحدة ، وغيرها باتخاذ ادوار فاعلة ومؤثرة بمواقفها الاخلاقية والانسانية ، حتى التظاهر الشعبي المستمر دون انقطاع ضد الكيان الصهيوني عدم قبولهم مايجري من ابادة بشرية وخرق اخلاقي وانساني غير مقبول ضد المدنيين العزل بالة الحرب الاسرائيلية والامريكية ، الا يستحق الشعب الفلسطيني الدعم العربي والاسلامي المطلق وهويدافع بصموده وشجاعته وصبره ضد عدو الله والبشرية اجمع الكيان الصهيوني المجرم اللهم انصرهم وسدد رميهم وانصرهم على اعدائهم وبشرنا بنصرك المبين انك العدل والقادر على كل شيئ، وما النصر الا من عند الله.
758 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع