مهرجان الشارقة القرائي للطفل

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الأربعاء, 30 نيسان/أبريل 2025 08:59

كتب بواسطة: عمر علي حيدر

 عمر علي حيدر - الشارقة

مهرجان الشارقة القرائي للطفل

معرض كبير وفخم على مساحة واسعة، قاعات ومرافق كبيرة متخصصة، أدباء وكتاب، فنانون ورسامون، ناشرون ودور كتب، إعلاميون وصحفيون، معارض وورش، عروض حية، كل ذلك تحت سقف واحد هو معرض إكسبو الشارقة، وكله للطفل، وكله أيضاً تحت عنوان واحد هو: مهرجان الشارقة القرائي للطفل، ومن دورته السادسة عشرة لعام 2025 ننقل هذه المشاهدات بالكلمة والصورة.
كتب ودور نشر
المئات من دور النشر، الآلاف من العناوين، ألوان وقصص، كتب ورقية وإلكترونية، قرائية وتفاعلية، ووسائل تعليمية، ومؤثرات سمعية، وبصرية، وهولوغرام، وقرطاسية، وموسوعات، ومعجمات، وغيرها الكثير، كلها تدعو الطفل لها، ولكل طفل هوايته، ورغباته، ومفضلاته، والأهل يدفعون، وأبرز ما يشتريه الطفل هو كتب المغامرات والابطال الخارقين، سبايدر مان، بات مان، سوبر مان.

العروض الجوالة
هي عروض تطوف في أروقة المعرض، لكل منها دوره في التعليم بقالب ترفيهي، فهناك شخصيات حركات اللغة العربية، وهناك العازفون على طبول ودفوف مصنوعة بطريقة اعادة التدوير، وأخرى تدخل الطفل في عالم الخيال لغرابة اشكالها، ودقة مخاطبتها لأجواء القصص، والكثير من العروض الأخرى لكن الأبرز شخصيات حركات اللغة العربية.
هي أربع شخصيات تمثل أهم حركات اللغة العربية، الضمة، الفتحة، الكسرة، الشَّدة، السكون، صارت الثيمة الأبرز للشارقة القرائي للطفل، فهي تطالعك في مختلف مدن ومناطق الشارقة، والساحات العامة، ومطبوعات المهرجان، بل حتى في الهويات التعريفية لفرق العمل داخل المعرض، ثم تزداد البهجة وهم يطلون عليك فجأة في مرافق مهرجان الشارقة القرائي للطفل.
أخذت الضمة لونها الوردي الجميل، وهو اللون المفضل للفتيات، فيما أخذت الشدة لوناً أزرق يجتذب الأولاد مع شكل يشبه حركة الشدة التي تعطي للكلمة قوة وثباتاً، وكان للفتحة دور بلباسه الأحمر والكتاب المحمول باليد، أما السكون فقد اختارت اللون السمائي المعبر عن معنى الصفاء المتمثل في الهدوء، ودون أن تنسى حمل القلم لتؤكد أن حب القلم يقود لحب الكتاب، وحب الكتاب يقود للمعرفة والثقافة.
كواكب ومجرات
الفضاء كان ولا يزال أهم عوامل التشويق التي ترافق القصص والحكايات القديمة والحديثة التي تلهم خيال الأطفال، وتعمق رغبتهم في التعرف الى أسراره، ومكوناته، ونجومه وكواكبه وأقماره، والتحليق هناك، والمعيشة بين اجوائه، ومخلوقاته الإسطورية، أو ربما الحقيقية التي قد يكشف عنها العلم ذات يوم.
الأطفال الزائرون لمهرجان الشارقة القرائي وهم يعيشون تجارب محبة الكتاب والقراءة يعيشون أيضاً تجارب بصرية تعليمية كسياحة تحلق بهم نحو الفضاء الفسيح، حيث ورش منطقة الفعاليات التي تعلوها مجموعة من الكواكب المعروفة، إضافة لعدد من الورش ذات الصلة كورشة التلسكوب والكواكب.
الطفل والتواصل الإجتماعي
توعية الطفل لها مكان مهم في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، لا سيما من أخطار وسائل التواصل، وهناك أعد لهم محاضرات ممتعة تنطلق من هذه الأسئلة: هل التواصل الإجتماعي مناسب للطفل أم لا؟، ما الفرق بين المؤثر الحقيقي في التواصل الإجتماعي والمؤثر غير الحقيقي؟، كيف يتحكم الطفل بوقته على التواصل الإجتماعي؟، هل نصدق كل شيء موجود على التواصل الإجتماعي؟، وما هو الذكاء الإصطناعي في التواصل الإجتماعي؟، وكل ذلك له جواب، والطفل مستمتع متفاعل سعيد.

السحر المسرحي
مسرحية السحر في الاجواء التي أداها الفنان فیلیبچپوجارد، كانت فقرة مهمة من فقرات الشارقة القرائي للطفل، خلفية الشاشة الكبيرة أظهرت مغارة علي بابا وكنوز الذهب والجواهر لتأخذ الأطفال في مغامرة سحرية هدفها الوصول الى مفتاح المغارة والفوز بالكنوز بحركات سحرية تفاعلية وأناشيد أداها مع پوجارد جميع الاطفال الحاضرين في جو تفاعلي مثير، ليكون أجمل ما ميز هذا العرض هو الاحتفاء بفرحة الطفولة، وغرس قيم التواصل الإنساني، وتعزيز أواصر المحبة بين الأسر والأطفال.
وللبودكاست حضور
مهرجان الشارقة القرائي للطفل أخذ الصغار في رحلة إلى عالم البودكاست تعرفوا فيها لمعنى البودكاست، والمعدات المستعملة في صناعته، وطرق إخراجه، ومجالات الاستفادة منه، ثم استعراض أفضل برامج البودكاست والمؤثرين فيه، وأهم ما في الورشة أن الأطفال تعلموا معنى أن يكون للبودكاست قيمة، فلا يستخدموه لمجرد الشهرة، أو لنشر ما لا ينسجم مع قيمهم وهويتهم، وأن يبحثوا من خلاله دائماً على ما يعزز معارفهم وخبراتهم في الحياة، ويجعلون من البودكاست وسيلة لاكتشاف الآفاق، والتعرف إلى الآخر، والحصول على المتعة الناتجة من المعرفة والتواصل.
طفل الأمس واليوم
ومما يحسن أن نختم به جولتنا الموجزة أن متخصصات في شؤون أدب وثقافة الطفل رفعن اصواتهن مؤكدات في ندوة ثقافيةبالقول:"إن طفل اليوم يختلف عن طفل الأمس في العديد من الاهتمامات، لا سيما موضوع القراءة، فما ناسب أطفال الأمس منها لم يعد يناسب طفل اليوم للتغيير الكبير والمتسارع الذي يشهده العالم في مختلف المجالات بعد ثورة الأنترنت وشبكات التواصل الإجتماعي والذكاء الاصطناعي".
انتهى