نزار جاف - باريس
مساء رمضاني للمعارضة الايرانية في باريس بحضور عربي مميز
مريم رجوي: مع سقوط الدكتاتورية في سوريا، تكبد نظام الملالي أكبر هزيمة له في العقود الأربعة الأخيرة
کدأبه في شهر رمضان المبارك کل عام، أقام المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، مٶتمرا في العاصمة الفرنسية باريس بحضور مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية وحضور شخصيات عربية وإسلامية، تحت عنوان" رمضان شهر الأخوة والتسامح في مواجهة ولاية الفقيه والتطرف"، حيث يحاول المجلس من خلال حفل الافطار الذي يقيمه أن يسلط الاضواء على مواقفه السياسية ـ الفکرية المناهضة للنظام الايراني والترکيز على کونه يدعو لإسلام ديمقراطي معتدل.
المٶتمر الذي أقيم في مساء يوم الخميس المصادف للسادس من مارس 2025، شارکت فيه شخصيات عربية من الاردن والعراق وتونس والسودان وسوريا والجزائر وفلسطين.
حضور ومشارکة عربية مميزة
کان على رأس الشخصيات العربية التي شارکت في الحفل، منصف مرزوقي، الرئيس التونسي السابق، وأنيسة بومدين، عقيلة الرئيس الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، والدکتور فيصل الرفوع وزير الثقافة الاردني السابق و والدکتور موسى المعاني، وزير الدولة الاردني السابق لشٶون مجلس الوزراء، والدکتور برکات عوجان، وزير الثقافة الاردني السابق، والدکتور اسماعيل مشابقە، النائب في مجلس النواب في الاردن، ورياض ياسين، سفير اليمن في فرنسا، والدکتور محمد رميح، سفير اليمن في اليونسکو، وجمال بدر العواضي، رئيس الوکالة الدولية للاعلام والدراسات الاستراتيجية، والدکتور حاتم السر، وزير سوداني سابق، وراهب صالح، مدير مرکز الرافدين الدولي لحقوق الانسان والعدالة في جنيف والسياسي السوري، جورج صبرا والدکتور طاهر بومدرا، الرئيس السابق ليونامي في العراق والشيخ تيسير التميمي، قاضي القضاة السابق في فلسطين والذي ألقى کلمته في الحفل عبر الانترنت.
وحضر الحفل قادما من الجزائر، صبري سيد أحمد غزالي، نجل سيد أحمد غزالي.
في الکلمات التي ألقيت من قبل الشخصيات العربية، کان هناك إتفاق واضح على مشبوهية الدور الايراني في المنطقة والانعکاسات السلبية لسياساته عليها ولاسيما من حيث تدخلاته التي وصفوها بأنها أحد أسباب الاضرار بالامنين القومي والاجتماعي العربي. وإتفقوا على إن الاحداث والتطورات الاخيرة التي أسفرت عن سقوط نظام بشار الاسد، سوف تساهم في التعجيل بسقوط النظام الايراني، کما أتفقوا على دعم وتإييد النضال الذي يخوضه المجلس الوطني للمقاومة الايرانية من أجل الحرية وإسقاط النظام الايراني.
المنطقة واليمن
وفي حوار جانبي عن آثار وتداعيات الاحداث الاخيرة على اليمن، رأى جمال بدر العواضي، رئيس الوکالة الدولية للاعلام والدراسات الاستراتيجية، إنها أثرت کثيرا على الاوضاع في اليمن من حيث ظهور القلق والتوجس لدى الحوثيين وتراجع دورهم بصورة ملحوظة ولاسيما بعد الترکيز الدولي على الملاحة وعدم السماح بوصول شحنات الاسلحة والعتاد المهربة من إيران الى اليمن.
ويعتقد بأنه من المنتظر حدوث إجراءات تعزز من السيطرة الدولية على الملاحة في البحر الاحمر وهو ما سيٶثر کثيرا على الحوثيين، وبحسب رأيه فإنه يرى بأن مستقبل الحوثيين في حکم اليمن يسير نحو المجهول وهم يعتقد بأن نهايتهم تکون قريبة.
تکريم سيد أحمد غزالي
في بداية الحفل، وبمناسبة وفاة سيد أحمد غزالي، رئيس الوزراء الجزائري الاسبق، قبل بضعة أسابيع، وللدور الذي لعبه في التعريف بالقضية الايرانية حيث کان لأعوام طويلة رئيسا للجنة التضامن العربي الاسلامي من أجل دعم سکان أشرف، فقد تم تکريمه في حفل الافطار هذا وأشيد بالدور الإيجابي البناء الذي قام به من أجل دعم سکان أشرف وحشد الدعم والتإييد الدولي والعربي والاسلامي لهم، وتم إعتباره کصديقا مخلصا للشعب الايراني والمقاومة الايرانية في النضال الذي يخوضونه من أجل الحرية والتغيير السياسي الجذري في إيران.
کلمة مريم رجوي
کانت مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، المتحدثة الرئيسية في الحفل وقد بدأت کلمتها بالحديث عن سيد أحمد غزالي، رئيس الوزراء الجزائري السابق وأشادت بالدور الفعال الذي قام به لصالح الصراع الذي يخوضه المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ضد النظام الايراني.
وقالت في جانب من کلمتها:" في كل عام، كان يحضر حفل الإفطار معنا شخصية عظيمة وإنسان رفيع المقام؛ أخي المجاهد الكبير سيد أحمد غزالي، رئيس وزراء الجزائر الأسبق، الذي كان رمزا خالدا للتضامن بين شعوب المنطقة وصوتا للأمل والعزم في مواجهة التطرف الديني المدعوم من ملالي طهران." ورثته بقولها:" لقد كان سيد أحمد غزالي وارثا لقيم المجاهدين والثورة الجزائرية، وهو اليوم قد رحل إلى جوار ربه. إنا لله وإنا إليه راجعون."
وسلطت الاضواء على الدور الذي أداه لخدمة القضية الايرانية قائلة:" لن ننسى أنه في إفطار عام 2009، أعلن الفقيد سید أحمد غزالي عن تأسیس اللجنة العربية – الإسلامية للدفاع عن أشرف؛ وهي لجنة ضمت ممثلين من البرلمانات، وحقوقين، وشخصيات دينية وباحثين إسلاميين من الدول العربية والإسلامية، وكذلك من فرنسا." وأضافت" ومن خلال هذه اللجنة، قاد الفقيد حملة لا هوادة فيها للدفاع عن حقوق سكان أشرف الذين كانوا آنذاك مهددين بالقتل والإبادة. كما لعب دورا بارزا في مواجهة القرارات الظالمة التي اتخذتها الحكومات الغربية، والتي أدرجت اسم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية على قوائم الإرهاب محاولة منها لاسترضاء نظام الملالي."
وفي جانب آخر من کلمتها إستذکرت رجوي مواقف سيد أحمد غزالي من النظام الايراني وإستطردت:" كان دائما يذكر بطبيعة نظام خميني وخامنئي المعادية للإنسانية، وبكثرة جرائمهم. وفي التجمع السنوي الكبير للمقاومة الإيرانية عام 2010، وجه كلمته لقادة الدول العربية والإسلامية قائلا بحسرة وألم: اعلموا أنه لا يوجد في العالم نظام قتل من المسلمين بقدر وحشية النظام الإيراني." کما نوهت عن إن" أبرز ما تركه الراحل سید أحمد غزالي من فكرٍ ورؤية، هو تلك النظرية الشاملة التي كان يؤمن بها حول مستقبل المجتمعات الإسلامية، والتي لخصها في ضرورة وجود بديل ديمقراطي في مواجهة التطرف الإسلامي المنبثق عن الاستبداد الديني الحاكم في إيران.".
وفيما يتعلق بالاوضاع في إيران، قالت رجوي:" منذ رمضان الماضي وحتى هذا العام، شهدت المنطقة تغييرات ملحوظة. مع سقوط الدكتاتورية في سوريا، تكبد نظام الملالي أكبر هزيمة له في العقود الأربعة الأخيرة. خصوصا أنه قبل ذلك كان قد فقد هيمنته على لبنان أيضا. مع هذه الأحداث، انهار أحد الأسس الاستراتيجية التي كان يعتمد عليها خامنئي لبقاء نظامه الفاسد، وهو تصدير الحروب والأزمات تحت عنوان تصدير الثورة، مما قرب النظام من السقوط أکثر من السابق." وأضافت" وفي الوقت ذاته، فإن الاحتجاجات الاجتماعية الشديدة، الاقتصاد المنهار، والعزلة الدولية التي يعاني منها النظام جعلته في حالة محاصرة. وفي خضم هذه التحديات، فإن العامل الأكثر تهديدا لوجود هذا النظام هو البديل الديمقراطي له، إذ إن هذا البديل يحرك الاحتجاجات الاجتماعية الحادة ويقودها نحو إسقاطه. علاوة على ذلك، فإنه يقدم نقيضا قويا لنظامه العقائدي الرجعي، وهو ما یتم التعبیر عن بالإسلام الديمقراطي، الذي يوجه ضرباته إلى الجذور الرجعية المذهبیة تحت غطاء الإسلام."
1452 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع