الى متى يستمر الصمت العربي والاسلامي حيال مواقف الامبراطورية الامريكية وربيبتها اسرائيل

د علوان العبوسي
12 / 2 / 2025

الى متى يستمر الصمت العربي والاسلامي حيال مواقف الامبراطورية الامريكية وربيبتها اسرائيل

إنه لأمر مؤسف ومحزن للغاية، ما يجري في غزة وفلسطين من انتهاكات صارخة للحقوق الإنسانية مما يستدعي موقفًا عربيًا وإسلاميًا أكثر حزمًا وتأثيرًا، الصمت أو الاكتفاء بالتصريحات الدبلوماسية لا يرقى إلى مستوى التضحيات الجسيمة التي يقدمها الفلسطينيون يوميًا، لاسترداد حقوقهم المشروعة في ارضهم المغتصبة او حتى ماخصص لهم من قبل الامم المتحدة بقرار التقسيم (ذو الرقم 181 في 29 تشرين الثاني / نوفمبر1947 ) لاسكان الفصائل اليهودية و الصهيونية استناداً لوعد بلفور سيئ الصيت غايته التخلص من هذه الفصائل لسوء سلوكها وتكبرها واستباحتها للاخرين واسكنتها في فلسطين بدعم الحركة الصهيونية العالمية وبريطانيا وامريكا ، ودول اوربية اخرى ، بعد تقسيمها الى دولة يهودية وفلسطينية ، بواقع 55 % لليهود و45% للعرب الفلسطينيين )، ولكن لم يبقى للفلسطينيين سوى اقل من 15% من اراضيه دون اعتراض دولي بعد ان استولت اسرائيل على معظم الاراضي الفلسطينية ببناء المستوطنات عليه ضاقت الارض على الفلسطينيين ، وبات الامر خارج عن النطاق المخصص لهم، وهكذا سكت العالم والعرب والمسلمون.

العالم اليوم يشهد ازدواجية معايير واضحة بعد استلام الرئيس الامريطي ترمب ، حيث يُسمح للاحتلال بمواصلة جرائمه دون رادع، بينما يُطالب الفلسطينيون بضبط النفس . المطلوب هو تحرك سياسي، دبلوماسي، واقتصادي فاعل، بدلًا من الاكتفاء بالإدانات والتصريحات التي لم تغير شيئًا منذ عقود ،
قرار حماس بعدم تسليم المختطفين يوم السبت القادم الموافق 15 / 2 / 2025 يأتي كرد فعل مباشر على عدم التزام إسرائيل بمقررات وقف إطلاق النار، وهو ما يعكس تعقيد المفاوضات الجارية بين الطرفين. هذه الخطوة قد تؤدي إلى تصعيد إضافي في العمليات العسكرية الاسرائيلية بعد ان استمر الفلسطينيين العودة الى دورهم التي دمرها الكيان الصهيوني ، خاصة أن الاحتلال يسعى لاستخدام هذا الملف كورقة ضغط لإطالة الحرب وتحقيق أهدافه العسكرية والسياسية. تدعمه امريكا بلسان ترمب عند تصريحه، اذا لم تسلم حماس كافة الرهائن حتى الساعة 1200 يوم السبت سينقلب الحال على حماس ، اسرائيل ويمينها المتطرف رحبت بهذا التصريح بشكل لايصدق ، وتم الايعاز لقواتها المسلحة بالاستعداد لاي طارئ لبدء عمليات الابادة ضد الفلسطينيين .
إسرائيل لم تُظهر حتى الآن أية نية حقيقية للالتزام بوقف إطلاق النار، بل تستمر في عملياتها العسكرية في غزة، مما يعمّق الأزمة الإنسانية ويزيد من تعنت الأطراف، مع غياب وساطة فاعلة تُجبر الاحتلال على تنفيذ تعهداته، فإن فرص التهدئة تبقى ضعيفة ومن المؤسف ان ترمب تراه متفرغ لدعم الكيان بشكل غير معقول ويبدوا عليه كانه هو على راس السلطة في هذا الكيان ، ونحن نراقب مايجري ان (نتن ياهو) كل قراراته ومعه اليمين المتطرف عند اصدرا قرار يلحقه بتعبير ،هكذا قرار ترمب ، من كل ذلك ان غزة وفلسطين مقبله على مواقف غير مسبوقة في ظل الثنائي (ترمب ونتن ياهو) ، عليه على المقاومة الفلسطينية حماس ان تعي ذلك تحسباً لدمار وابادة جماعية اكثر منها قبل ايقاف القتال الحالي ، فهؤلاء لايهمهم العدالة ولا القوانين الانسانية الوضعية مطلقا ناهيك عن ذلك بعدهم عن الحساب .
في ظل المواقف المتصاعدة على مايبدوا الان ونحن نعرف موقف اسرائيل ومعها الان امريكا هل سيضغط المجتمع الدولي على إسرائيل للالتزام بمقررات هيئة وقف اطلاق النار ، أم أن الأمور ستتجه نحو مزيد من التصعيد؟
حسب وجهة نظري لااعتقد ضغط المجتمع الدولي على اسرائيل للالتزام بالمقررات والامورقد تتجه نحو التصعيد وذلك من الواضح أن هذا المجتمع لم يُظهر أي جدية في الضغط على إسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار، على العكس، نجد أن القوى الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة وأوروبا، تدعم إسرائيل سياسيًا وعسكريًا، مما يمنحها الضوء الأخضر للاستمرار في التصعيد دون خوف من العواقب، فإسرائيل تبحث عن مبررات لاستمرار الحرب، وها هي الان مستفيدة من موقف حماس بايقاف تسليم وجبة الرهائن يوم السبت القادم ، في نيتها باستمرار العمليات العسكرية خاصة في خان يونس للقضاء على قوة المقاومة هناك، وطالما الاحتلال لم يلتزم بوقف اطلاق النار، فمن المتوقع أن تعود المقاومة لتكثيف عملياتها، العسكرية. أمريكا قد تحاول التظاهر بأنها تدعم جهود وقف اطلاق النار، لكنها في الواقع تمد إسرائيل بالأسلحة والغطاء السياسي، مما يطيل أمد الصراع بدلاً من إنهاءه.
في ظل المواقف الامريكية المتصاعدة من المؤسف والمؤلم مايدور في عالمنا العربي والاسلامي بعد استلام ترمب ودعمه المطلق وغير المسؤول للكيان الصهيوني بصلافة وكبرياء وجحود ، لم يسبق ان حدث بمثله سابقاً من قبل كافة الرؤساء الاميركان ، في هذه الظروف لايزال الموقف العربي والاسلامي على وضعه السابق خجول او خائف او ينتظر ماتقدم عليه السياسة الامريكية ضدهم ويفكرون ماذا يفعلون هل يقفون ضد المقاومة الفلسطينية خوفا من ترمب ام يسارعون للتطبيع من الكيان الصهيوني لاثبات مواقفهم المندده بحماس والسلطة الفلسطينية ، من المفرح ان جنوب افريقيا تدافع عن الحقوق الفلسطينية ومتحملة تداعيات ذلك من الامبراطورية الامريكية ممثلة بتهديدات ترمب لها ، ثم المواقف المشرفة من قبل بعض دول امريكا الجنوبية ، وموقف الاتحاد الاوربي ، من المؤلم نحن العرب والمسلمين ونحن نعيش مع هذه المواقف نتفرج متكاسلين في اظهار كل قوانا السياسية والعسكرية ضد هذه الامبراطورية والكيان الصهيوني ، والله مواقف صعبة سيذكرنا التاريخ بالم والاف من الفلسطينيين يموتون من قبل هذه الكيان المسخ دون ابسط ردود افعالنا الرسمية .


اذن ماهو المطلوب من دولنا العربية على الاقل في هذا الظرف الامريكي المتعنت؟
مواجهة قرارات الرئيس الأمريكي ترمب، من قبل القادة العرب تتطلب استراتيجية متكاملة تجمع بين الجانب الدبلوماسي، الاقتصادي، الإعلامي، والعسكري وفق تصوري المتواضع:
• تشكيل تحالف عربي موحد لمخاطبة الولايات المتحدة عبر القنوات الدبلوماسية، مع تقديم اعتراضات رسمية على القرارات التي تضر بالمصالح العربية، واعتقد هذا التحالف مهم بهكذا مواقف عدائية ضد العروبة والاسلام
• الاستعانة بالمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، للضغط على واشنطن ومناقشة القرارات المثيرة للجدل.
• التواصل مع القوى الدولية الكبرى (روسيا، الصين، الاتحاد الأوروبي) لإحداث توازن في العلاقات الدولية وعدم السماح للقرار الأمريكي بأن يكون منفردًا.
• الضغط الاقتصادي عبر تقليل الاعتماد على المنتجات الأمريكية، أو إعادة تقييم الاتفاقيات التجارية مع واشنطن.
• الاستثمار في مشاريع عسكرية واستراتيجية مستقلة تقلل الاعتماد على السلاح والتكنولوجيا الأمريكية.
• تعزيز الإعلام العربي والدولي لشرح الأضرار المترتبة على القرارات الأمريكية التي تمس القضايا العربية، مثل القضية الفلسطينية.
• تفعيل اللوبيات العربية في واشنطن، والاستفادة من الجاليات العربية والإسلامية في أمريكا للتأثير على سياستها الداخلية.
• استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعال لنشر الوعي وخلق رأي عام عالمي ضد القرارات المجحفة.
• دعم وتطوير قدرات الدفاع الذاتي للدول العربية لمنع الاعتماد الكلي على واشنطن.
• تشكيل تكتلات إقليمية قوية مثل مجلس تعاون عربي موسع، يعزز المواقف العربية في المحافل الدولية.
في الختام اقول ان القرارات الأمريكية غالبًا ما تكون مبنية على مصالحها الاستراتيجية الخاصة دون تقديم اي نوع من التعاون مع الاخرين وهذا هو طبيعتها التي خبرناها من خلال استراتيجياتها مع دول العالم العربي والاسلامي خاصة بعد احتلالها العراق في 2003 بحجج وافتراءات واهية ، وبالتالي فإن الرد العربي يجب أن يكون مبنيًا على الوحدة ولو مرحلياً ، المصالح المشتركة، والاستقلالية السياسية والاقتصادية. الأسلوب المناسب يعتمد على طبيعة القرار الأمريكي وتأثيره على العالم العربي، لكن التعاون العربي الحقيقي هو المفتاح الأساسي لأي مواجهة ناجحة ماعدى ذلك فلا مصلحة لدولنا العربية اذا لم تكن البداية بهذا الشكل.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

967 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع